تعلمي قواعد التسامح مع الآخرين







النفس القادرة على التسامح والعفو هي النفس الغنية وهي النفس التي يمكن أن تنال رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة، لأن الإنسان خلق بطبيعته في صراع مع العديد من الشهوات ومن أخطر هذه الشهوات شهوة الغضب التي إن تملكت من النفس البشرية يمكن أن تجعلها تقدم على ارتكاب الكثير من الأفعال والتصرفات التي لا تجلب إلا الندم في نهاية المطاف.
وعلى الإنسان المسلمة أن تنتهز كل فرصة ممكن لكي تعيد حساباتها بشان المواقف والأحداث والظروف التي تزيد حالة الغضب والنقمة في داخل نفسها، وتبادر بالجنوح إلى واحة التسامح والعفو، لأن هذه الواحة هي فقط التي يمكن على أرضها أن تجد المسلمة الرضا النفسي والشعور بالأمان والتسامي عن آلام الدنيا وأحزانها.
وعلى الرغم من أن القدرة على التسامح والعفو والمغفرة ليست بالأمر السهل أو الهين، إلا أن الفوائد التي تترتب عليه تجعل من الضروري أن نخوض هذه المعركة لأن التسامح يعطي بصيرة الإنسان شفافية ووضوحًا ويمنح القلب قوة وعزيمة كما أنه يضمن محبة الناس وتقديرهم وقبل كل شيء يسهم في نيل مرضاة الرب عز وجل، قال تعالى: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. [النور:22]
والتسامح هو نوع من الخروج خارج حدود الذات لكي تستطيع المرأة المسلمة أن ترى من تسبب في جرحها وإيذائها وإلحاق الضرر بها بنظرة مختلفة، وعندما تتلمس الأعذار وتتفهم المبررات يمكنها أن تجد بابًا مفتوحًا أمام العفو والمغفرة والنسيان وربما الدفع بالإحسان.
وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تستفيدي منها عند محاولتك تجديد طاقة التسامح والعفو في داخل نفسك للتعامل مع الآخرين بدرجة أعلى من الرقي والتسامي:
1ـ ليس هناك تصرف معين يستعصي على الغفران، وهذا يعني أنك لا يجب أن تجعلي عظم التصرف أو الفعل الذي تسبب لك في الأذى يحول بينك وبين المسامحة والعفو.
2ـ تذكري أنك أنت أيضًا تقعين في الأخطاء، وهذا يؤكد لك حقيقة أنك كما تحتاجين إلى أن يسامحك الآخرون الذين تتمنين محبتهم ورضاهم يجب عليك أن تقدمي العفو والمسامحة لمن يتسببون في جرحك أو إيلامك.

3ـ حافظي على التوازن، فلا تطلبي من المخطئين في حقك اعتذارات بدرجة تزيد عما يمكنك أنت أن تقدميه لو انعكس الموقف وكنت أنت التي ارتكبت الخطأ، لأنك يجب أن تنصفي الآخرين من نفسك قبل كل شيء.
4ـ اعلمي أنك لست وحدك في الحياة، وهذا يجعلك تدركي أن قبولك بمحاولة الآخرين بتصحيح أخطائهم وتعويضك عن الضرر والحزن الذي لحق بك هو في حد ذاته نوع من الإصلاح في الحياة والله تعالى يحب المصلحين.
5ـ تجاوز الماضي، من حقك أن تستعيدي ذكرياتك وأن تتألمي لأحزانك لكن احذري أن تصبحي سجينة لآلام الماضي وأحزانه واحذري أن يمنعك وفاءك لمشاعر الحزن الماضية من مسامحة الآخرين والتغاضي عن أخطائهم وفتح صفحة جديدة معهم.
6ـ اسمحي لطاقة الحبّ بالانتصار على المنطق أحيانًا، فهناك دائمًا أسباب منطقية لرفض المسامحة والإصرار على الغضب والتمسك بالقطيعة ولكن القوة الحقيقية لشخصيتك تكمن في مدى قدرتك على الاستفادة من عاطفتك وطاقة المشاعر في قلبك لمسامحة الآخرين ونسيان هفواتهم.
7ـ تذكري أن المسامحة لا تكون أبدًا نهاية المطاف وإنما هي مرحلة من مراحل العلاقة مع الطرف الآخر، فما يعقب التسامح يكون مختلفًا تمامًا عما قبله، فالمسامحة لا تعني الضعف وإنما تعني قمة القوة والرغبة في إعطاء الفرصة لكن بحذر وترقب.
8ـ لا تشعري من تتسامحين معه وتغفرين له خطأه بإحساس المنة والتفضل لأن هذا ليس من صفات الكرم، ويتنافى مع مفهوم الصفح الجميل، بل حاولي أن تكملي التسامح بالمزيد من العطاء والطيبة والمبادرة بالاحتواء والأعمال الصالحة التي تؤكد لك قبل أن تؤكد للآخرين أنك قد سامحتي عن طيب نفس.
منقول