تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 24 من 33 الأولىالأولى ... 1415161718192021222324252627282930313233 الأخيرةالأخيرة
النتائج 461 إلى 480 من 643

الموضوع: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

  1. #461
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (458)
    تفسير السعدى
    سورة يس
    من الأية(55) الى الأية(65)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة يس



    " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون " (55)


    إن أهل الجنة في ذلك اليوم مشغولون عن غيرهم بأنواع النعيم التي يتفكهون بها.


    " هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون " (56)


    هم وأزواجهم متنعمون بالجلوس على الأسرة المزينة, تحت الظلال الوارفة.


    " لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون " (57)


    لهم في الجنة أنواع الفواكه اللذيذة, ولهم كل ما يطلبون من أنواع النعيم

    " سلام قولا من رب رحيم " (58)


    ولهم نعيم أخر أكبر حين يكلمهم ربهم, الرحيم بهم بالسلام عليهم.
    وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه.



    " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " (59)


    ويقال للكفار في ذلك اليوم: تميزوا عن المؤمنين, وانفصلوا عنهم.


    " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين "(60)


    ويقول الله لهم توبيخا وتذكيرا: ألم أوصكم على ألسنة رسلي أن لا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه؟ إنه لكم عدو ظاهر العداوة.

    " وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم " (61)


    وأمرتكم بعبادتي وحدي, فعبادتي وطاعتي ومعصية الشيطان هي الدين القويم الموصل لمرضاتي وجناتي.


    " ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون " (62)


    ولقد أضل الشيطان عن الحق منكم خلقا كثيرا, أفما كان لكم عقل -أيها المشركون- ينهاكم عن اتباعه؟

    " هذه جهنم التي كنتم توعدون "(63)


    هذه جهنم التي كنتم توعدون بها في الدنيا على كفركم بالله وتكذيبكم رسله.

    " اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون " (64)


    ادخلوها اليوم وقاسوا حرها; بسبب كفركم.


    " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " (65)


    اليوم نطبع على أفواه المشركين فلا ينطقون, وتكلمنا أيديهم بما بطشت به, وتشهد أرجلهم بما سعت إليه في الدنيا: وكسبت من الآثام.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #462
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (459)
    تفسير السعدى
    سورة يس
    من الأية(66) الى الأية(74)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة يس



    " ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون "(66)


    ولو نشاء لطمسنا على أعينهم بأن نذهب أبصارهم, كما ختمنا على أفواههم, فبادروا إلى الصراط ليجوزوه, فكيف يتحقق لهم ذلك وقد طمست أبصارهم؟


    " ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون " (67)


    ولو شئنا لغيرنا خلقهم وأقعدناهم في أماكنهم, فلا يستطيعون أن يمضوا أمامهم, ولا يرجعوا وراءهم.


    " ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون " (68)


    ومن نطل عمره حتى يهرم نعده إلى الحالة التي ابتدأ منها حالة ضعف العقل وضعف الجسد, أفلا يعقلون أن من فعل مثل هذا بهم قادر على بعثهم؟

    " وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين "(69)


    وما علمنا محمدا الشعر, وما ينبغي له أن يكون شاعرا, ما هذا الذي جاء به إلا ذكر يتذكر به أولو الألباب, وقرآن مبين لأحكامه وحكمه ومواعظه;


    " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " (70)


    لينذر من كان حي القلب مستنير البصيرة, ويحق العذاب على الكافرين بالله; لأنهم قامت عليهم بالقرآن حجة الله البالغة.


    " أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون " (71)


    أو لم ير الخلق أنا خلقنا لأجلهم أنعاما ذللناها لهم, فهم مالكون أمرها؟

    " وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون "(72)


    وسخرناها لهم, فمنها ما يركبون في الأسفار, ويحملون عليها الأثقال, ومنها ما يأكلون.


    " ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون " (73)


    ولهم فيها منافع أخرى ينتفعون بها, كالانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ولباسا, وغير ذلك, ويشربون ألبانها, أفلا يشكرون الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم, ويخلصون له العبادة؟


    " واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون " (74)


    واتخذ المشركون من دون الله الهة يعبدونها; طمعا في نصرها لهم وإنقاذهم من عذاب الله.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #463
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (460)
    تفسير السعدى
    سورة يس
    من الأية(75) الى الأية(83)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة يس


    " لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون " (75)


    لا تستطيع تلك الآلهة نصر عابديها ولا أنفسهم ينصرون, والمشركون وآلهتهم جميعا محضرون في العذاب, متبرئ بعضهم من بعض.

    " فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون " (76)


    فلا يحرنك -يا محمد- كفرهم بالله وتكذيبهم لك واستهزاؤهم بك; إنا نعلم ما يخفون, وما يظهرون, وسنجازيهم على ذلك.

    " أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين " (77)


    أو لم ير الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده, أنا خلقناه من نطفة مرت بأطوار حتى كبر, فإذا هو كثير الخصام واضح الجدال؟


    " وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم " (78)


    وضرب لنا المنكر للبعث مثلا لا ينبغي ضربه, وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق, ونسي ابتداء خلقه, قال: من يحيي العظام البالية المتفتتة؟

    " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " (79)


    قل له: يحييها الذي خلقها أول مرة, وهو بجميع خلقه عليم, لا يخفى عليه شيء.

    " الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "(80)


    الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب نارا محرقة, فإذا أنتم من الشجر توقدون النار, فهو القادر على إخراج الضد من الضد.
    وفي ذلك دليل على وحدانية الله وكمال قدرته, ومن ذلك إخراج الموتى من قبورهم أحياء.


    " أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم "(81)


    أوليس الذي خلق السموات والأرض وما فيهما بقادر على أن يخلق مثلهم, فيعيدهم كما بدأهم؟ بلى, إنه قادر على ذلك, وهو الخلاق لجميع المخلوقات, العليم بكل ما خلق ويخلق, لا يخفى عليه شيء.


    " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون "(82)


    إنما أمره سبحانه وتعالى إذا أراد شيئا أن يقول له: " كن " فيكون, ومن ذلك الإماتة والإحياء, والبعث والنشور.

    " فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون " (83)


    فتنزه الله تعالى وتقدس عن العجز والشرك, فهو المالك لكل شيء, المتصرف في شؤون خلقه بلا منازع أو ممانع, وقد ظهرت دلائل قدرته, وتمام نعمته, وإليه ترجعون للحساب والجزاء.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #464
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (461)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(1
    ) الى الأية(15)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات




    " والصافات صفا " (1)


    أقسم الله تعالى بالملائكة تصف في عبادتها صفوفا متراصة,


    " فالزاجرات زجرا " (2)


    وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله,

    " فالتاليات ذكرا "(3)


    وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى.


    " إن إلهكم لواحد "(4)


    إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة والطاعة.
    ويقسم الله بما شاء من خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف بغير الله شرك.


    " رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق " (5)


    هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبر الشمس في مطالعها ومغاربها


    " إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب "(6)


    إنا زينا السماء الدنيا بزينة هي النجوم.

    " وحفظا من كل شيطان مارد " (7)


    وحفظنا السماء بالنجوم من كل شيطان متمرد عات رجيم.


    " لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب "(8)


    لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومن فيها من الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى من شرعه وقدره, ويرجمون بالشهب من كل جهة;


    " دحورا ولهم عذاب واصب " (9)


    طردا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع.


    " إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " (10)



    إلا من اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, فبلقيها الى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة.


    " فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب " (11)


    فاسأل -يا محمد- منكري البعث أهم أشد خلقا أم من خلقنا من هذه المخلوقات؟ إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض.


    " بل عجبت ويسخرون " (12)



    بل عجبت -يا محمد- من تكذيبهم وإنكارهم البعث, وأعجب من إنكارهم وأبلغ أنهم يستهزئون بك, ويسخرون من قولك.


    " وإذا ذكروا لا يذكرون " (13)


    وإذا ذكروا بما نسوه أو غفلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبرون.


    " وإذا رأوا آية يستسخرون " (14)


    وإذا رأوا معجزة دالة على نبوتك يسخرون منها ويعجبون.


    " وقالوا إن هذا إلا سحر مبين " (15)


    وقالوا: ما هذا الذي جئت به إلا سحر ظاهر بين.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #465
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (462)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(16
    ) الى الأية(30)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون "(16)


    أإذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء,


    " أوآباؤنا الأولون " (17)


    أو يبعث أباؤنا الذين مضوا من قبلنا؟


    " قل نعم وأنتم داخرون " (18)


    فل لهم -يا محمد-: نعم سوف تبعثون, وأنتم أذلاء صاغرون.

    " فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون " (19)


    فإنما هي نفخة واحدة, فإذا هم قائمون من قبورهم ينظرون أهوال يوم القيامة.


    " وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين " (20)



    وقالوا: يا هلاكنا هذا يوم الحساب والجزاء.


    " هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون " (21)


    فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين الخلق بالعدل الذي كنتم تكذبون به في الدنيا وتنكرونه.


    " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون " (22)


    أجمعوا الذين كفروا بالله ونظراءهم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله,


    " من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (23)


    فسوقوهم سوقا عنيفا إلى جهنم.

    " وقفوهم إنهم مسئولون " (24)


    واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم; إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا, مساءلة إنكار عليهم وتبكيت لهم.


    " ما لكم لا تناصرون " (25)


    ويقال لهم توبيخا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا؟

    " بل هم اليوم مستسلمون " (26)


    بل هم اليوم منقادون لأمر الله, لا يخالفونه ولا يحيدون عنه, غير منتصرين لأنفسهم.


    " وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " (27)


    وأقبل بعض الكفار على بعض يتلاومون ويتخاصمون.


    " قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " (28)


    قال الأتباع للمتبوعين: إنكم كنتم تأتوننا من قبل الدين والحق, فتهونون علينا أمر الشريعة, وتنفروننا عنها, وتزينون لنا الضلال.


    " قالوا بل لم تكونوا مؤمنين " (29)


    قال المتبوعون للتابعين: ما الأمر كما تزعمون, بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان, قابلة للكفر والعصيان.


    " وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين " (30)


    وما كان لنا عليكم من حجة أو قوة, فنصدكم بها عن الإيمان, بل كنتم -أيها المشركون- قوما طاغين متجاوزين للحق.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #466
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (463)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(31
    ) الى الأية(45)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون " (31)


    فلزمنا جميعا وعيد ربنا, إنا لذائقو العذاب, نحن وأنتم, بما قدمنا من ذنوبنا ومعاصينا في الدنيا.

    " فأغويناكم إنا كنا غاوين "(32)


    فأضللناكم عن سبيل الله والإيمان به, إنا كنا ضالين من قبلكم, فهلكنا; بسبب كفرنا, وأهلكناكم معنا.

    " فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون " (33)


    فإن الأتباع والمتبوعين مشتركون يوم القيامة في العذاب, كما اشتركوا في الدنيا في معصية الله.

    " إنا كذلك نفعل بالمجرمين " (34)


    إنا هكذا نفعل بالذين اختاروا معاصي الله في الدنيا على طاعته, فنذيقهم العذاب الأليم.


    " إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون "(35)


    إن أولئك المشركين كانوا في الدنيا إذا قيل لهم: لا إله إلا الله, ودعوا إليها, وأمروا بترك ما ينافيها, يستكبرون عنها وعلى من جاء بها.


    " ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون " (36)


    ويقولون: أنترك عبادة آلهتنا لقول رجل شاعر مجنون؟ يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    " بل جاء بالحق وصدق المرسلين "(37)


    كذبوا, ما محمد كما وصفوه به, بل جاء بالقرآن والتوحيد, وصدق المرسلين فيما أخبروا به عنه من شرع الله وتوحيده.

    " إنكم لذائقو العذاب الأليم " (38)


    إنكم -أيها المشركون- بقولكم وكفركم وتكذيبكم لذائقو العذاب الأليم الموجع.

    " وما تجزون إلا ما كنتم تعملون " (39)


    وما تجزون في الآخرة إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا من المعاصي.


    " إلا عباد الله المخلصين " (40)


    إلا عباد الله تعالى الذين أخلصوا له في عبادته, فأخلصهم واختصهم برحمته; فإنهم ناجون من العذاب الأليم.

    " أولئك لهم رزق معلوم " (41)


    أولئك المخلصون لهم في الجنة رزق معلرم لا ينفطع.

    " فواكه وهم مكرمون " (42)


    ذلك الرزق فواكه متنوعة, وهم مكرمون بكرامة الله لهم

    " في جنات النعيم " (43)


    في جنات النعيم الدائم.


    " على سرر متقابلين " (44)


    ومن كرامتهم عند ربهم وإكرام بعضهم بعضا أنهم على سرر متقابلين فيما بينهم.


    " يطاف عليهم بكأس من معين " (45)


    يدار عليهم في مجالسهم بكؤوس خمر من أنهار جارية, لا يخافون انقطاعها,
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #467
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (464)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(46
    ) الى الأية(60)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " بيضاء لذة للشاربين "(46)


    بيضاء في لونها, لذيذة في شربها,


    " لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون " (47)


    ليس فيها أذى للجسم ولا للعقل.


    " وعندهم قاصرات الطرف عين " (48)


    وعندهم في مجالسهم نساء عفيفات, لا ينظرن إلى غير أزواجهن حسان الأعين,


    " كأنهن بيض مكنون " (49)


    كأنهن بيض مصون لم تمسه الأيدي.


    " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " (50)


    فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن أحوالهم في الدنيا وما كانوا يعانون فيها, وما أنعم الله به عليهم في الجنة, وهذا من تمام الأنس.


    " قال قائل منهم إني كان لي قرين "(51)


    قال قائل من أهل الجنة: لقد كان لي في الدنيا صاحب ملازم لي.


    " يقول أئنك لمن المصدقين " (52)


    يقول: كيف تصدق بالبعث الذي هو في غاية الاستغراب؟


    " أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون " (53)


    إذا متنا وتمزقنا وصرنا ترابا وعظاما, نبعث ونحاسب ونجازي بأعمالنا؟


    " قال هل أنتم مطلعون " (54)


    قال هذا المؤمن الذي أدخل الجنة لأصحابه: هل أنتم مطلعون لنرى مصير ذلك القرين؟


    " فاطلع فرآه في سواء الجحيم " (55)


    فاطلع فرأى قرينه في وسط النار.


    " قال تالله إن كدت لتردين " (56)


    قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث: لقد قاربت أن تهلكني بصدك إياي عن الإيمان لو أطعتك.


    " ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين " (57)


    ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي عليه, لكنت من المحضرين في العذاب معك.


    " أفما نحن بميتين " (58)


    أحقا أننا مخلدون منعمون, فما نحن بميتين


    " إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين " (59)


    إلا موتتنا الأولى في الدنيا, وما نحن بمعذبين بعد دخولنا الجنة؟


    " إن هذا لهو الفوز العظيم "(60)


    إن ما نحن فيه من نعيم لهو الظفر العظيم.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #468
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (465)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(61
    ) الى الأية(75)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " لمثل هذا فليعمل العاملون " (61)


    لمثل هذا النعيم الكامل, والخلود الدائم, والفوز العظيم, فليعمل العاملون في الدنيا; ليصيروا إليه في الآخرة.


    " أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم " (62)


    أذلك الذي سبق وصفه من نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله, أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة, طعام أهل النار؟


    " إنا جعلناها فتنة للظالمين " (63)


    إنا جعلناها فتنة افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي, وقالوا مستنكرين: إن صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة, والنار تأكل الشجر.


    " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم "(64)


    إنها شجرة تنبت في قعر جهنم,


    " طلعها كأنه رءوس الشياطين " (65)


    ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين, فإذا كانت كذلك فلا تسأل بعد هذا عن طعمها,


    " فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون " (66)


    فإن المشركين لأكلون من تلك الشجرة فمالثون منها بطونهم.


    " ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم "(67)


    ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابا خليطا قبيحا حارا,


    " ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم "(68)


    ثم إن مردهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار.


    " إنهم ألفوا آباءهم ضالين " (69)


    إنهم, جدوا آباءهم على الشرك والضلال,


    " فهم على آثارهم يهرعون "(70)


    فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك.


    " ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين " (71)


    ولقد ضل عن الحق فبل قومك -يا محمد- أكثر الأمم السابقة.


    " ولقد أرسلنا فيهم منذرين " (72)


    ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا.


    " فانظر كيف كان عاقبة المنذرين "(73)


    فتأمل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أنذرت, فكفرت؟ فقد عذبت,, وصارت للناس عبرة.


    " إلا عباد الله المخلصين " (74)


    إلا عباد الله الذين أخلصهم الله, وخصهم برحمته لإخلاصهم له.


    " ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " (75)


    ولقد نادانا نبينا نوح; لننصره على قومه, فلنعم المجيبون له نحن.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #469
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (466)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(76
    ) الى الأية(90)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " ونجيناه وأهله من الكرب العظيم "(76)


    ونجيناه وأهله والمؤمنين معه من أذى المشركين, ومن الغرق بالطوفان العظيم.


    " وجعلنا ذريته هم الباقين " (77)


    وجعلنا ذرية نوح هم الباقين بعد غرق قومه.


    " وتركنا عليه في الآخرين " (78)


    وأبقينا له ذكرا جميلا وثناء حسنا فمن جاء بعده من الناس يذكرونه به.

    " سلام على نوح في العالمين "(79)


    أمان لنوح وسلامة له من أن يذكر بسوء في الآخرين, بل تثني عليه الأجيال من بعد.


    " إنا كذلك نجزي المحسنين " (80)


    مثل جزاء نوح نجزي كل من أحسن من العباد في طاعة الله.


    " إنه من عبادنا المؤمنين " (81)


    إن نوحا من عبادنا المصدقين المخلصين.

    " ثم أغرقنا الآخرين " (82)


    ثم أغرقنا الآخرين المكذبين من قومه بالطوفان, فلم تبق منهم عين تطرف.

    " وإن من شيعته لإبراهيم " (83)


    وإن من أشياع نوح على منهاجه وملته نبي الله إبراهيم,


    " إذ جاء ربه بقلب سليم " (84)


    حين جاء ربه بقلب بريء من كل اعتقاد باطل وخلق ذميم,


    " إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون " (85)


    حين قال لأبيه وقومه منكرا عليهم: ما الذي تعبدونه من دون الله؟


    " أئفكا آلهة دون الله تريدون " (86)


    أتريدون آلهة مختلفة تعبدونها, وتتركون عبادة الله المستحق للعبادة وحده؟

    " فما ظنكم برب العالمين " (87)


    فما ظنكم برب العالمين أنه فاعل بكم إذا أشركتم به وعبدتم معه غيره؟


    " فنظر نظرة في النجوم " (88)


    فنظر إبراهيم نظرة في النجوم متفكرا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم,

    " فقال إني سقيم " (89)


    فقال لهم: إني مريض. وهذا تعريض منه.


    " فتولوا عنه مدبرين " (90)


    فتركوه وراء ظهورهم.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #470
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (467)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(91)
    الى الأية(105)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون " (91)


    فمال مسرعا إلى أصنام قومه فقال مستهزئا بها: ألا تاكلون هذا الطعام الذي يقدمه لكم سدنتكم؟

    " ما لكم لا تنطقون " (92)


    ما لكم لا تنطقون ولا تجيبون من يسألكم؟


    " فراغ عليهم ضربا باليمين " (93)


    فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسرها بيده اليمني; ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها.

    " فأقبلوا إليه يزفون " (94)


    فاقبلوا إليه يعدون مسرعين غاضبين.


    " قال أتعبدون ما تنحتون " (95)


    فلقيهم إبراهيم بثبات قائلا: كيف تعبدون أصناما تنحتونها أنتم, وتصنعونها بأيديكم,

    " والله خلقكم وما تعملون " (96)


    وتتركون عبادة ربكم الذي خلقكم, وخلق عملكم؟


    " قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم " (97)


    (فلما قامت عليهم الحجة لجؤوا إلى القوة) وقالوا: ابنوا له بنيانأا واملؤوه حطبا, ثم ألقوه فيه

    " فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين " (98)


    فأراد قوم إبراهيم به كيدا لإهلاكه, فجعلناهم المقهورين المغلوبين; إذ نفذت حجته من حيث لم يمكن دفعها, ولم ينفذ فيه مكرهم ولا كيدهم.


    " وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين " (99)


    وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي; فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي.

    " رب هب لي من الصالحين " (100)


    رب أعطني ولدا صالحا.


    " فبشرناه بغلام حليم " (101)


    فأجبنا له دعوته, وبشرنا. بغلام حليم, أي: يكون حليما في كبره, وهو إسماعيل.

    " فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين "(102)


    فلما كبر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مرضيا ربه, بارا بوالده, معينا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به من ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرا طائعا محتسبا.

    " فلما أسلما وتله للجبين " (103)


    فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؟ ليذبحه.

    " وناديناه أن يا إبراهيم "(104)


    ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم,


    " قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين "(105)


    قد فعلت ما أمرت به وصدقت رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #471
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (468)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(106)
    الى الأية(120)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " إن هذا لهو البلاء المبين " (106)


    إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك


    " وفديناه بذبح عظيم " (107)


    واستنقذنا إسماعيل, فجعلنا بديلا عنه كبشا عظيما.


    " وتركنا عليه في الآخرين " (108)


    وأبقبنا لإبراهبم ثناء حسنا في الأمم بعده.


    " سلام على إبراهيم " (109)


    تحية لإبراهيم من عند الله, ودعاء له بالسلامة من كل آفة.


    " كذلك نجزي المحسنين " (110)


    كما جرينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا, نجزي المحسنين من عبادنا.


    " إنه من عبادنا المؤمنين " (111)


    إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطوا العبودية حقها.


    " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " (112)


    وبشرنا إبراهيم بولده إسحاق نبيا من الصالحين; جزاء له على صبره ورضاه بأمر ربه, وطاعته له.


    " وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين " (113)


    وأنزلنا عليهما البركة.
    ومن ذريتهما من هو مطيع لربه, محسن لنفسه, ومن هو ظالم لها ظلما بينا بكفره ومعصيته.



    " ولقد مننا على موسى وهارون " (114)


    ولقد مننا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة,


    " ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم "(115)


    ونجيناهما وقومهما من الغرق, وما كانوا فيه من عبودية ومذلة.


    " ونصرناهم فكانوا هم الغالبين " (116)


    ونصرناهم, فكانت لهم العزة والنصرة والغلبة على فرعرن وآله.


    " وآتيناهما الكتاب المستبين " (117)


    وآتيناهما التوراة البينة,


    " وهديناهما الصراط المستقيم " (118)


    وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه, وهو الإسلام دين الله الذي ابتعث به أنبياءه,


    " وتركنا عليهما في الآخرين " (119)


    وأبقينا لهما ثناء حسنا وذكرا جميلا فيمن بعدهما.


    " سلام على موسى وهارون " (120)


    تحيه لموسى وهارون من عند الله, وثناء ودعاء لهما بالسلامة من كل آفة,
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #472
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (469)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(121)
    الى الأية(135)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " إنا كذلك نجزي المحسنين " (121)


    كما جزيناهما الجزاء الحسن نجزي المحسنين من عبادنا المخلصين لنا بالصدق والإيمان والعمل.


    " إنهما من عبادنا المؤمنين " (122)


    إنهما من عبادنا الراسخين في الإيمان.


    " وإن إلياس لمن المرسلين " (123)


    وإن عبدنا إلياس لمن الذين أكرمناهم بالنبوة والرسالة,


    " إذ قال لقومه ألا تتقون " (124)


    إذ قال لقومه من بني إسرائيل: اتقوا الله وحده وخافوه, ولا تشركوا معه غيره,


    " أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين " (125)


    كيف تعبدون صنما, وتتركون عبادة الله أحسن الخالقين,


    " الله ربكم ورب آبائكم الأولين " (126)


    وهو ربكم الذي خلقكم, وخلق آباءكم الماضين قبلكم؟


    " فكذبوه فإنهم لمحضرون " (127)


    فكذب قوم إلياس نبيهم, فليجمعنهم الله يوم القيامة للحساب والعقاب


    " إلا عباد الله المخلصين " (128)


    إلا عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله, فإنهم ناجون من عذابه.


    " وتركنا عليه في الآخرين "(129)


    وجعلنا لإلياس ثناء جميلا في الأمم بعده.


    " سلام على إل ياسين " (130)


    تحية من الله, وثناء على إلياس.


    " إنا كذلك نجزي المحسنين " (131)


    وكما جزينا إلياس الجزاء الحسن على طاعته, نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين


    " إنه من عبادنا المؤمنين "(132)


    إنه من عباد الله المؤمنين المخلصين له بالصدق والإيمان.


    " وإن لوطا لمن المرسلين " (133)


    وإن عبدنا لوطا اصطفيناه, فجعلناه من المرسلين,


    " إذ نجيناه وأهله أجمعين " (134)


    إذ نجيناه وأهله أجمعين من العذاب,


    " إلا عجوزا في الغابرين " (135)


    إلا عجوزا هرمة, هي زرجته, هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #473
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (470)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(136)
    الى الأية(150)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " ثم دمرنا الآخرين " (136)


    ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه.


    " وإنكم لتمرون عليهم مصبحين " (137)


    وإنكم -يا أهل (مكة)- لتمرون فى أسفاركم على منازل قوم لوط وآثارهم وقت الصباح


    " وبالليل أفلا تعقلون " (138)


    وتمرون عليها ليلا. أفلا تعقلون, فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟


    " وإن يونس لمن المرسلين " (139)


    وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين,


    " إذ أبق إلى الفلك المشحون " (140)


    إذ هرب من بلده من غير أمر ربه, وركب سفينة مملوءة ركابا وأمتعة


    " فساهم فكان من المدحضين " (141)


    وأحاطت بها الأمواج العظيمة, فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق, فكان يونس من المغلوبين


    " فالتقمه الحوت وهو مليم "(142)


    فألقي في البحر, فابتلعه الحوت, ويونس عليه السلام آت بما يلام عليه.


    " فلولا أنه كان من المسبحين " (143)


    فلولا ما تقدم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه في بطن الحوت, وتسبيحه, وهو في بطن الحوت بقوله: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " ,


    " للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " (144)


    لمكث في بطن الحوت, وصار له قبرا إلى يوم القيامة.


    " فنبذناه بالعراء وهو سقيم " (145)


    فطرحناه من بطن الحوت, وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء, وهو ضعيف البدن.


    " وأنبتنا عليه شجرة من يقطين " (146)


    وأنبتنا عليه شجرة من القرع تظله, وينتفع بها.


    " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " (147)


    وأرسلناه إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون,


    " فآمنوا فمتعناهم إلى حين " (148)


    فصدقوا به, فمتعناهم بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم.


    " فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون " (149)


    فاسأل -يا محمد- قومك: كيف جعلوا لله البنات اللاتي يكرهونهن, ولأنفسهم البنين الذين يريدونهم؟


    " أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون " (150)


    وأسألهم أخلقنا الملائكة إناثا, وهم حاضرون؟
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #474
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (471)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(151)
    الى الأية(166)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات



    " ألا إنهم من إفكهم ليقولون " (151)


    وإن من كذبهم قولهم: ولد الله,


    " ولد الله وإنهم لكاذبون " (152)


    وإنهم لكاذبون; لأنهم يقولون ما لا يعلمون.


    " أصطفى البنات على البنين " (153)


    لأي شيء يختار الله البنات دون البنين؟


    " ما لكم كيف تحكمون " (154)


    بئس الحكم ما تحكمونه -أيها القوم- أن يكون لله البنات ولكم البنون, وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم.


    " أفلا تذكرون " (155)


    أفلا تذكرون أنه لا يجوز ولا ينبغي أن يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

    " أم لكم سلطان مبين "(156)


    بل ألكم حجة بينة على قولكم وافترائكم؟


    " فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين " (157)


    إن كانت لكم حجة في كتاب من عند الله فأتوا بها, إن كنتم صادقين في قولكم؟


    " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون " (158)


    وجعل المشركون بين الله والملائكة قرابة ونسبا, ولقد علمت الملائكة أن المشركين محضرون للعذاب يوم القيامة.

    " سبحان الله عما يصفون " (159)


    تنزه الله عن كل ما لا يليق به مما يصفه به الكافرون.


    " إلا عباد الله المخلصين " (160)


    لكن عباد الله المخلصين له في عبادته لا يصفونه إلا بما يليق بجلاله سبحانه.


    " فإنكم وما تعبدون " (161)


    فإنكم -أيها المشركون بالله- وما تعبدون من دون الله من آلهة,

    " ما أنتم عليه بفاتنين " (162)


    ما أنتم بمضلين أحدا


    " إلا من هو صالي الجحيم " (163)


    إلا من قدر الله عز وجل عليه أن يصلى الجحيم; لكفره وظلمه


    " وما منا إلا له مقام معلوم "(164)


    فالت الملاثكة: وما منا أحد إلا له مقام في السماء معلوم,


    " وإنا لنحن الصافون " (165)



    وإنا لنحن الواقفون صفوفا في عبادة الله وطاعته,


    " وإنا لنحن المسبحون " (166)


    وإذا لنحن المنزهون الله عن كل ما لا يليق به.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #475
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (472)
    تفسير السعدى
    سورة الصافات
    من الأية(167)
    الى الأية(182)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة الصافات


    " وإن كانوا ليقولون "(167)


    وإن كفار (مكة) ليقولون قبل بعثتك -يا محمد-:

    " لو أن عندنا ذكرا من الأولين " (168)



    لو جاءنا من الكتب والأنبياء ما جاء الأولين قبلنا,

    " لكنا عباد الله المخلصين " (169)


    لكنا عباد الله الصادقين في الإيمان, المخلصين في العبادة.

    " فكفروا به فسوف يعلمون " (170)


    فلما جاءهم ذكر الأولين, وعلم الآخرين, وأكمل الكتب, وأفضل الرسل, وهو محمد صلى الله عليه وسلم, كفروا به, فسوف يعلمون ما لهم من العذاب في الآخرة.

    " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين " (171)


    ولقد سبقت كلمتنا -التي لا مرد لها- لعبادنا المرسلين,


    " إنهم لهم المنصورون " (172)


    أن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة,


    " وإن جندنا لهم الغالبون " (173)


    وأن جندنا المجاهدين في سبيلنا لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام باعتبار العاقبة والمال.

    " فتول عنهم حتى حين " (174)


    فأعرض -يا محمد- عمن عاند, ولم يقبل الحق حتى تنقضي المدة التي أمهلهم فيها, ويأتي أمر الله بعذابهم,

    " وأبصرهم فسوف يبصرون " (175)


    وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب بمخالفتك؟ فسوف يرون ما يحل بهم من عذاب الله.

    " أفبعذابنا يستعجلون " (176)


    أفبنزول عذابنا بهم يستعجلونك يا محمد؟

    " فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين " (177)


    فإذا نزل عذابنا بهم, فبئس الصباح صباحهم.

    " وتول عنهم حتى حين " (178


    وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم,

    " وأبصر فسوف يبصرون " (179)


    وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال

    " سبحان ربك رب العزة عما يصفون " (180)


    تنزه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.

    " وسلام على المرسلين " (181)


    وتحية الله الدائمة وثناؤه وأمانه لجميع المرسلين.


    " والحمد لله رب العالمين " (182)


    والحمد لله رب العالمين في الأولى والآخرة, فهو المستحق لذلك وحده لا شريك له

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #476
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (473)
    تفسير السعدى
    سورة ص
    من الأية(1)
    الى الأية(11)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة ص



    " ص والقرآن ذي الذكر "(1)



    سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة.

    " بل الذين كفروا في عزة وشقاق " (2)



    يقسم الله سبحانه بالقرآن المثمل على تذكير الناس بما هم عنه غافلون.
    ولكن الكافرين متكبرون على الحق مخالفون له.


    " كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص " (3)



    كثيرا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين , فاستغاثوا حين جاءهم العذاب ونادوا بالتوبة, وليس الوقت وقت قبول توبة, ولا وقت فرار وخلاص مما أصابهم.

    " وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب " (4)



    وعجب هؤلاء الكفار من بعث الله إليهم بشرا منهم؟ ليدعوهم إلى الله ويخوفهم عذابه, وقالوا: إنه ليس رسولا بل هو كاذب في قوله, ساحر لقومه ,


    " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " (5)


    كيف يصير الآلهة الكثيرة إلها واحدا؟ إن هذا الذي جاء به ودعا إليه لشيء عجيب.

    " وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد " (6)



    وانطلق رؤساء القوم وكبراؤهم يحرضون قومهم على الاستمرار على الشرك والصبر على تعدد الآلهة, فإن ما جاء به هذا الرسول شيء مدبر يقصد منه الرئاسة والسيادة,


    " ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " (7)



    ما سمعنا بما يدعو اليه في دين أبائنا من قريش , ولا في النصرانية , ما هذا إلا كذب وافتراء.

    " أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب " (8)



    أخص محمد بنزول القرآن عليه من دوننا؟ بل هم في ريب من وحيي إليك- يا محمد- وإرسالي لك , بل قالوا ذلك؟ لأنهم لم يذوقوا عذاب الله , فلو ذاقوا عذابه لما تجرؤوا على ما قالوا


    " أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب " (9)


    أم هم يملكون خزائن فضل ربك العزيز في سلطانه, الوهاب ,ما يشاء من رزقه وفضله لمن يشاء من خلقه؟


    " أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب " (10)


    أم لهؤلاء المشركين ملك السموات والأرض وما بينهما , فيعطوا ويمنعوا؟ فليأخذوا بالأسباب الموصلة لهم إلى السماء , وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد.


    " جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب " (11)


    هؤلاء الجند المكذبون جند مهزومون , كما هزم غيرهم من الأحزاب قبلهم ,


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #477
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (474)
    تفسير السعدى
    سورة ص
    من الأية(12)
    الى الأية(22)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة ص

    " كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " (12)


    كذبت قبلهم قوم نوح وعاد, وفرعون صاحب القوة العظيمة,


    " وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب " (13)


    وثمود وقوم لوط وأصحاب الأشجار والبساتين وهم قوم شعيب.
    أولئك الأمم الذين تحزبوا على الكفر والتكذيب واجتمعوا عليه.


    " إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب " (14)


    إن كل من هؤلاء إلا كذب الرسل, فاستحقوا عذاب الله, وحل بهم عقابه.


    " وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق " (15)


    وما ينتظر هؤلاء المشركون لحلول العذاب عليهم إن بقوا على شركهم, إلا نفخة واحدة ما لها من رجوع.


    " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " (16)


    وقالوا: ربنا عجل لنا نصيبنا من العذاب في الدينا قبل يوم القيامة, وكان هذا استهزاء منهم.


    " اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " (17)


    اصبر- يا محمد- على ما يقولونه مما تكره , واذكر عبدنا داود صاحب القوة على أعداء الله والصبر على طاعته, إنه تواب كثير الرجوع إلى ما يرضي الله.
    (وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم).


    " إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " (18)


    إنا سخرنا الجبال مع داود يسبحن بتسبيحه أول النهار وآخره


    " والطير محشورة كل له أواب " (19)


    وسخرنا الطير معه مجموعة تسبح , وتطيع تبعا له.


    " وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " (20)


    وقوينا له ملكه بالهيبة والقوة والنصر, وآتيناه النبوة, والفصل في الكلام والحكم.


    " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " (21)


    وهل جاءك- يا محمد- خبر المتخاصمين اللذين تسورا على داود في مكان عبادته,

    " إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط " (22)



    فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا له: لا تخف , فنحن خصمان ظلم أحدنا الأخر , فاقض بيننا بالعدل , ولا تجر علينا في الحكم, وأرشدنا إلى سواء السبيل.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #478
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (475)
    تفسير السعدى
    سورة ص
    من الأية(23)
    الى الأية(33)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة ص



    " إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب " (23)



    فال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون من النعاج, وليس عندي إلا نعجة واحدة, فطمع فيها , وقال: أعطنيها, واشتد علي في الكلام, وغلبني فيه.

    " قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " (24)



    قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه, وإن كثيرا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض , ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه من نفسه إلا المؤمنين الصالحين, فلا يبغي بعضهم على بعض , وهم قليل.
    وأيقن داود أننا فتناه بهذه الخصومة, فاستغفر ربه, وسجد تقربا لله , ورجع إليه وتاب


    " فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " (25)



    فغفرنا له ذلك , وجعلناه من المقربين عندنا, وأعددنا له حسن المصير في الآخرة.


    " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " (26)



    يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملكناك فيها, فاحكم بين الناس بالعدل والإنصاف , ولا تتبع الهوى في الأحكام , فيضلك ذلك عن دين الله وشرعه, إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار , بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب.
    وفي هذا توصية لولاة الأمر أن يحكموا بالحق المنزل من الله , تبارك وتعالى, ولا يعدلوا عنه , فيضلوا عن سبيله.


    " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار " (27)



    وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لعبا ولهوا , ذلك ظن الذين كفروا , فويل لهم من النار يوم القيامة؟ لظنهم الباطل, وكفرهم بالله.


    " أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار " (28)


    أنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض, أم نجعل أهل التقوى المؤمنين كأصحاب الفجور الكافرين؟ هذه التسوية غير لائقة بحكمة الله وحكمه, فلا يستوون عند الله , بل يثيب الله المؤمنين الأتقياء , ويعاقب المفسدين الأشقاء.


    " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " (29)


    هذا الموحى به إليك- يا محمد- كتاب أنزلناه إليك مبارك؟ ليتفكروا في آياته, ويعطوا بهدايات ودلالاته, وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به.


    " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " (30)


    ووهبنا لداود ابنه سليمان , فانعمنا به عليه, وأقررنا به عينه, نعم العبد سليمان, إنه كان كثير لرجوع إلى الله والإنابة إليه.


    " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " (31)


    اذكر حين عرضت عليه عصرا الخيول الأصيلة السريعة , تقف على ثلاث قوائم وترفع الرابعة؟ لنجابتها وخفتها, فما زالت تعرض عليه حتى غابت الشمس.


    " فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب " (32)



    فقال: إنني آثرت حب المال عن ذكر ربي حتى غابت عن عينيه,


    " ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق " (33)


    ردوا علي الخيل التي عرضت من قبل , فشرع يمسح سوقها وأعناقها.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #479
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (476)
    تفسير السعدى
    سورة ص
    من الأية(34)
    الى الأية(44)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة ص



    " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب " (34)



    ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق ولد, ولد له حين أقسم ليطوفن على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, ولم يقل؟ إن شاء الله , فطاف عليهن جميعا , فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد, ثم رجع سيمان إلى ربه وتاب ,


    " قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " (35)



    قال: رب اغفر لي ذنبي, وأعطني ملكا عظيما خاصا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي , إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء.


    " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب " (36)


    فاستجبنا له, وذللنا الريح تجري بأمره طيعة مع قوتها, وشدتها حيث أراد

    " والشياطين كل بناء وغواص "(37)



    وسخرنا له الشياطين يا يستعملها في أعماله: فمنهم البناؤون والغواصون في البحار

    " وآخرين مقرنين في الأصفاد " (38)



    وآخرون, وهم مردة الشياطين, موثوقون في الأغلال

    " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " (39)



    هذا الملك العظيم والتسخير الخاص عطاؤنا لك يا سليمان, فأعط من شئت أو امنع من شئت, لا حساب عليك.

    " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " (40)



    وإن لسليمان عدنا في الدار الآخرة لقربة وحسن مرجع.


    " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " (41)


    واذكر- يا محمد- عبدنا أيوب , حين دعا ربه أن الشيطان تسبب لي بتعب ومشقة , وألم في جسدي ومالي وأهلي.

    " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب "(42)



    فقلنا له: اضرب برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد , فاشرب منه, واغتسل فيذهب عنك الضر والأذى.

    " ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب " (43)



    فكشفنا عنه ضره وأكرمناه ووهبنا له أهله من زوجة وولد, وزدناه مثلهم بنين وحفدة, كل ذلك رحمة منا به وإكراما له على صبره , وعبرة وذكرى لأصحاب العقول السليمة؟ ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج وكشف الضر.

    " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب " (44)



    وقلنا له: خذ بيدك خزمة شماريخ , فاضرب بها زوجك إبرارا بيمينك , فلا تحنث؟ إذ أقسم ليضربنها مائة جلدة على خطأ ارتكبته.
    إنا وجدنا أيوب صابرا على البلاء , نعم العبد هو , إنه رجاع إلى طاعة الله.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #480
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,462

    افتراضي رد: تفسير السعدى ___متجدد إن شاء الله

    الحلقة (477)
    تفسير السعدى
    سورة ص
    من الأية(45)
    الى الأية(55)
    عبد الرحمن بن ناصر السعدي

    تفسير سورة ص



    " واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار " (45)



    واذكر- يا محمد- عبادنا وأنبياءنا, إبراهيم واسحاق ويعقوب؟ فإنهم أصحاب قوة في طاعة الله, وبصيرة في دينه.

    " إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار " (46)



    إنا خصصناهم بخاصة عظيمة, حيث جعلنا ذكرى الدار الأخرة في قلوبهم , فعملوا لها بطاعتنا, ودعوا الناس إليها, وذكروهم بها.

    " وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار " (47)



    لأنهم عندنا لمن الذين اخترناهم لطاعتنا, واصطفيناهم لرسالتنا.


    " واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار " (48)


    واذكر- يا محمد- عبادنا: إسماعيل, واليسع , وذا الكفل , بأحسن الذكر; إن كلا منهم من الأخيار الذين اختارهم الله من الخلق, واختار لهم أكمل الأحوال والصفات.


    " هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب " (49)


    هذا القرآن ذكر وشرف لك- يا محمد- ولقومك.
    وإن لأهل تقوى الله, وطاعته لحسن مصير عندنا


    " جنات عدن مفتحة لهم الأبواب " (50)



    في جنات إقامة , مفتحة لهم أبوابها,


    " متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب " (51)


    متكئين فيها على الأرائك المزينات, يطلبون ما يشتهون من أنواع الفواكه الكثيرة والشراب , من كل ما تشتهيه نفوسهم, وتلذه أعينهم.


    " وعندهم قاصرات الطرف أتراب " (52)


    وعندهم نساء قاصرات أبصارهن على أزواجهن متساويات في السن


    " هذا ما توعدون ليوم الحساب " (53)


    هذا النعيم هو ما توعدون به- أيها المتقون- يوم القيامة,


    " إن هذا لرزقنا ما له من نفاد " (54)


    إنه لرزقنا لكم , ليس له فناء ولا انقطاع.


    " هذا وإن للطاغين لشر مآب " (55)


    هذا الذي سبق وصفه للمتقين. وأما المتجاوزون الحد في الكفر والمعاصي , فلهم شر مرجع ومصير,

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •