لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس في السنة الصحيحة ما يثبت أن الخضر عليه السلام قدم التعزية للصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . وحديث التعزية ذكره ابن عبد البر في التمهيد عن علي رضي الله عنه قال : " لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وسجي بثوب ، هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوته ولا يرون شخصه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . السلام عليكم أهل البيت ( كل نفس ذائقة الموت ) إن في الله خلفاً من كل هالك ، وعوضاً من كل تالف ، وعزاء من كل مصيبة ، فبالله فاتقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب . فكانوا يرون أنه الخضر عليه السلام ، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ".
لكن قال ابن كثير عن هذا الحديث : " وجاء ذكره في بعض الأحاديث ، ولا يصح شيء من ذلك ، وأشهرها حديث التعزية وإسناده ضعيف" . انتهى .
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان :
إنه على فرض أن حديث التعزية صحيح لا يلزم من ذلك عقلاً ولا شرعاً ولا عرفاً أن يكون ذلك المعزي هو الخضر ، بل يجوز أن يكون غير الخضر من مؤمني الجن ، لأن الجن هم الذين قال الله فيهم: ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )[الأعراف:27] ودعوى أن ذلك المعزي هو الخضر تحكّم بلا دليل .
وقولهم : كانوا يرون أنه الخضر ليس حجة يجب الرجوع إليها ، لاحتمال أن يخطئوا في ظنهم ، ولا يدل ذلك على إجماع شرعي معصوم ، ولا متمسك لهم في دعواهم أنه الخضر كما ترى. انتهى .
والله أعلم . منقول
م