يعد كتاب الأربعين النووية من أهم كتب الأحاديث النبوية، لكونه سجلًا للأحاديث المهمة، وذخيرة للفقه الإسلامي.
وينقسم الكتاب إلى قسمين:
القسم الأول: المقدمة:
فقد استهل كتابه بمقدمة ذكر فيها الباعث الذي بعثه إلى تأليف هذا الكتاب، والمنهج المتبع في الكتاب، وأردف ذلك بلمحة يسيرة عن تاريخ جمع الأربعين النووية، وما يـتميز به كتابه؛ حيث قال: ثم التزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحةً عندَهُ.
وقد أشار في مقدمته إلى رأيه في استدلال بالحديث الضعيف، ورأي العلماء في ذلك قـال: "وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال"[1].
القسم الثاني: صلب الكتاب:
فقد أبدع النووي في التأليف، وأثبت مهارته في الترتيب، حيث رتب هذه الأحاديث ترتيبًا مرقمًا، من الحديث الأول إلى الحديث الثاني والأربعين، ولم يرتبها حسب الأبواب الفقهية المتداولة في كتب القدامى، وقد ذكر الأحاديث مـحذوفة الأسانيد، ويختم كل حديث بذكر راوي الحديث، مع الإشارة إلى موقف الراوي بالنسبة للحديث في أغلب الأحايين، مثل قوله في الحديث التاسع والعشرين: "رواه الترمذي، وقال: حديث حسن"[2]، وفي الغالب إذا كان للحديث رواية أخرى يذكرها، كما فعل في الحديث الخامس؛ حيث ذكر الحديث وأشار إلى راويه ثم قال: "وفي رواية لمسلم"[3] إشارة إلى أن لفظ مسلم يخالف لفظ البخاري، وأما إذا كان للحديث روايات كثيرة متعددة مختلفة يشير إلى ذلك بقوله: "رواه مسلم بهذا اللفظ"[4]، ولم يفعل هذه الأعمال الجبارة إلا لرفع الالتباس والإبهام.
مميزات الكتاب:
فالظاهر أن هذا الكتاب يتميز بالأمور الآتية:
1- حسن الترتيب، وجودة البنية؛ حيث افتتح كتابه بحديث عمر رضي الله عنه وهو حديث: "إنما الأعمال بالنيات"، لما يشمله هذا الحديث من مسائل فقهية رفيعة، فـلهذا قال عبدالرحمن بن مهدي: "لو صنفت الأبواب، لجعلت حديث عمر في الأعمال بالنية في كل باب"، وقد قال: "من أراد أن يصنف كتابًا، فليبدأ بحديث "الأعمال بالنيات"[5].
2- سهولة الحفظ، كأنه كتاب مقرر؛ لأن أكثر أحاديث الكتاب من جوامع كلمه، وقد ذكرها محذوفة الأسانيد، فقد أشار إلى ذلك في قوله: "وأذكرها محذوفة الأسانيد؛ ليسهُل حفظها، ويعم الانتفاع بها[6]".
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـ
[1] المصدر السابق، ص4.
[2] النووي، ح29، ص22.
[3] الحديث5 ص6.
[4] الحديث36، ص26.
[5] الحنبلي ابن رجب، جامع العلوم والحكم، تحقيق عامر الجزار وأنوار الباز، ط2، 1428ه، 2008م، دار الوفاء، ص18.
[6] النووي، المصدر السابق، ص5.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/130846/#ixzz5Xmbr4aL2