تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 44

الموضوع: سؤال أرهقني!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي سؤال أرهقني!!

    كثيراً ما قرأت في ضوابط ضرب الزوجة أن يكون الضرب غير مبرح أي غير ذي إذاية شديدة وألا يكون على الوجه ولا المواضع المخوفة كالرأس والبطن ..
    بنصوص شرعية فقال صلى الله عليه وسلم : (وَلَكُم عَلَيْهنَّ أَلاَّ يُوطِئْنَ فُرُشَكُم أَحَداً تَكْرَهونَهُ ، فَإنْ فَعَلْنَ ذلك فاضْرِبُوهنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّح) رواه مسلم (1218) .
    وقال أيضاً صلوات الله وسلامه عليه : «إذا قاتل أحدُكم أخاه، فليجْتنب الوجه» ؛ أخرجه البخاري، ومسلم.
    حسناً؟! .. إذاً ما تفسير الآتي؟!
    **********
    حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنَتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ تَحْتَ الزُّبَيْرِ ، فَكَانَ إِذَا عَتَبَ عَلَى إِحْدَانَا ، فَكَّ عُودًا مِنْ عِيدَانِ الْمِشْجَبِ ، فَضَرَبَهَا بِهِ حَتَّى يَكْسِرَهُ عَلَيْهَا
    ***********
    حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مِجْلَزٍ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ كَلَامٌ ، فَرَفَعَ الْعَصَا فَشَجَّهَا مِثْلَ هَذَا - وَأَشَارَ حَرَمِيُّ قَدْرَ نِصْفِ أُنْمُلَةِ إِصْبَعِهِ . قَالَ أَبُو مُوسَى : قَالَ حَرَمِيٌّ : فَحَدَّثْتُ بِهِ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ، فَأَعْجَبَهُ.
    *************
    ليس الإشكال في كون ذلك وقع من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم فلا عصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الإشكال كل الإشكال في كون تلك الأفعال متناقلة مسطورة في كتب الحديث بغير نكارة ولا غرابة .. فكيف ذلك؟! أليس الضرب حتى تكسير العصا على المضروب ضرباً مبرحاً؟! أليس الشج قدر أنملة جرح بليغ في الرأس أو الوجه؟! بحثت كثيراً وكثيراً .. لكنني لم أوفق لجواب يشفيني فأتيت منتداكم المبارك لعلي أجد ضالتي.

  2. #2

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    أما شج أبي مجلز فهي واقعة حال، لا يصح الاستدلال بها، ولا تدل على التكرار.

    أما فعل الزبير رضي الله عنه: ففيه دلالة على تكراره لهذا الفعل، لكن يتوقف الكلام فيه حتى نتصور (عود المِشْجَب) الذي استعمله الزبير رضي الله عنه، حجما وسمكا؟!!!!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    هل ورد أن الزبير كان يضرب زوجته أسماء؟ د.عثمان الخميس
    http://safeYouTube.net/w/wGuf
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    .....
    الأخت مريم ..
    ضرب الزوجة : لايكون إلا بعد : الوعظ . والهجر .. يقول تبارك وتعالى :
    { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ } .. { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ }
    فإن لم ترتدع الزوجة بعد الوعظ والهجر .. وأبت إلا النشوز والتعالى والعصيان فعلى الزوج أن يقوم بضربها .
    { وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً }
    والضرب الذى شرعه الله يكون للتأديب والتعزير والإصلاح .. وليس للإنتقام أو الإتلاف . فلا يكون معه شتم
    ولا بذاءة لسان . ولا يكون على الوجه . أو مبرحاً أو مهلكاً يدمى لها جسماً أو يكسر لها عظماً .
    .

    فإن أصرت الزوجة على عدم الطاعة بعد الوعظ . والهجر . والضرب . وجب اللجوء إلى حكمين .. يقول عز وجل :
    { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا }
    ....

    وأخيراً : صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرار أخيار أطهار .. فإياكى أن تشوشى قلبك
    بالسوء أو الريب فى أحد منهم . أو تجعليهم عرضة للذم والقدح .. فهم أولى الناس فى الحق والعدل ..
    إن لم يعدلوا : فمن الذى يعدل .. ؟
    .........
    ولكم تحياتى وخالص دعواتى

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    جزاكم الله خيراً إخوتي الكرام ..
    الأخ المكرم محمد بن عبد الله : وفقك الله أزلت نصف الشبهة أو معظمها.
    الأخت الفاضلة أم علي : فالشيخ عثمان الخميس حفظه الله ورعاه يتكلم بصفة عامة أما الأثر الذي بين أيدينا فهو مسلسل بالثقات - حسب بحثي - وليت أحد يخبرنا عن مدى صحته وثبوته.
    الأخ الكريم السعيد شويل : وفقك الله .. لاشك أن الصحابة رضوان الله عليهم هم خير القرون ولكن الله أبى العصمة لغير نبيه فلو افترضنا أن الزبير رضي الله عنه إنما كان يفعل ذلك بحق فقد سلمنا أن أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما كانت تنشز على زوجها وتصر على النشوز فلا ترتدع بالوعظ ولا الهجر!!!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    الاثر رواته ثقات ..
    ولا بأس به
    فهو حادثة حال
    وإن كان صحيحا - يصححه بعض أهل العلم - فليس دليلا على الضرب المبرح ..
    وفقكم الله
    فأكمل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم في المعاملة مع نساءه
    والله أعلم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    جزاك الله خيراً أخي أحمد أبو أنس.
    الأخ الكريم حسن المطروشي :
    ما معنى حادثة حال؟! الذي فهمته من الأخ المكرم محمد أن حادثة الحال هي التي لا تدل على التكرار وليس هذا شأن الأثر الذي بين أيدينا.
    ثم إن الإشكال كان في تناقل العلماء له بغير نكارة .. وقد وجدت توجيهاً لهذا لا أعلم وفقت فيه أم لا .. وهو أن العلماء رحمهم الله عندما استدلوا بهذه الآثار إنما استدلوا بها لبيان جواز "التأديب بالعصا" في حد ذاته بصرف النظر عن كمه وكيفه وضوابطه الشرعية الأخرى توجيهاً منهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تضع عصاك عن أهلك وقال الطبري وابن الملقن رحمهما الله بعد إيرادهما لتلك الآثار وعدم التعقيب عليها أن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إخافة الأهل في ذات الله بالعقوبة بما يمنعهم من الاجتراء على معاصيه.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    تكرارها بالنسبة للاثر
    وفقك الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    دعونا نسأل سؤالاً نطوي بإجابته صفحة الأمر : ما ضابط شدة الضرب التي يكون بها مبرحاً؟!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    عذراً أخي حسن لم أفهم .. تقصد حال الزبير؟! أي أن ذلك لم يشتهر عن صحابي بخلاف الزبير ولم يكن مكرراً معروفاً بين الصحابة؟! وأستأذنك أن تقرأ تعليقي السابق بعد التعديل وتفيدني في ما وصلت إليه وهل وفقت أم لا.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    مما يتعلق بموضوع السؤال:
    مدى صحة أثر ضرب الزبير بن العوام لأسماء وضرتها




    في حديث رواه ابن وهب عن مالك أن أسماء بنت أبي بكر الصديق امرأة الزبير بن العوام كانت تخرج حتى عوتب في ذلك .
    قال : وعتب عليها وعلى ضرتها ، فعقد شعر واحدة بالأخرى ثم ضربهما ضربا شديدا ، وكانت الضرة أحسن اتقاء ، وكانت أسماء لا تتقي فكان الضرب بها أكثر ؛ فشكت إلى أبيها أبي بكر رضي الله عنه فقال لها : أي بنية اصبري فإن الزبير رجل صالح ، ولعله أن يكون زوجك في الجنة ؛ ولقد بلغني أن الرجل إذا ابتكر بامرأة تزوجها في الجنة ما مدى صحة الرواية السابقة وهل تصح بأسانيد أخرى ؟ وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.




    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فهذا الأثر ذكره ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن وعنه القرطبي في التفسير والتذكرة عن ابن وهب عن مالك هكذا، وقال القاضي أبو بكر: غريب.
    وذكره ابن كثير في النهاية ونقل حكم القاضي ابن العربي عليه بالغرابة ولم يتعقبه ولا ذكر من تكلم عليه غيره.
    ولم نقف على هذا الأثر مرويًا من طريق أخرى، ولا ذكر من نسبوه إلى مالك عمن أخذه مالك رحمه الله، ومن المعلوم أنه لم يدرك أسماء رضي الله عنها، والذي يظن بالزبير رضي الله عنه عدم صدور هذا الفعل منه فإنه هو هو في التقوى والورع، ولئن صحت نسبة شيء من ذلك إلى حواري النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه فلا يكون هذا من السعي المشكور، بل هو من السعي المغفور -إن شاء الله- والذي لا يُقتَدى به فيه، فإن أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #13

    Lightbulb رد: سؤال أرهقني!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على طرح الموضوع للنقاش ؛ والذي أود أن أقوله في هذا الموضوع كالآتي :
    أولا : لابد من التأكد من صحة هذه الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم ؛ لأن الحكم الشرعي المستفاد منها متوقف على صحتها ؛ كما كان يقول شيخنا الألباني رحمه الله " أثبت العرش ثم انقش " فلابد من التأكد من صحة هذه الآثار بما لا يدع مجالا للشك والريب فيها بالأدلة العلمية والبحث المحقق المدقق المبني على قواعد أهل الحديث المعروفة .
    ثانيا : أن فعل الصحابة رضي الله عنهم لا يكون حجة على المسلمين إلا إذا اتفقوا عليه، فأما إن اختلفوا فالعمل بالراجح وتأويل المرجوح على وفق المحكم من الكتاب والسنة النبوية المشرفة، هذا إذا صح كلا الخبرين أو الأثرين عن الصحابة وتعارضا وهما أو وهم في نفس درجة الصحة والقوة والدلالة ، وإلا إذا كان أحدهم أو أحدهما ليس في قوة الآخر ولا دلالته فيقدم الراجح على المرجوح .
    ثالثا : الصحابة كلهم عدول ثقات ، وهذا لا يعني أنهم معصومين من الخطأ ، وقد جاءت السنة النبوية ببيان عدم عصتمهم ، سواء في مخالفة للشرع بغير قصد المخالفة ، أو بتأويل ، أو بنسيان ، أو بعدم معرفة حكم الله في الواقعة ، وقد ضرب ابن تيمية رحمه الله في كتابه الماتع : " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " أمثلة كثيرة وأسباب كثيرة على وقوع مخالفة السنة النبوية من بعض الصحابة رضي الله عنهم ومن الأئمة الأربعة وغيرهم، طبعا بغير قصد لأسباب يعذرون بها ، ولا تنقص من قدرهم ومنزلتهم ، بل تذوب في بحر حسناتهم ، وجلها مغفور لأنه باجتهاد معتبر ، وسلامة نية وحسن طوية .
    رابعا : لو صح الأثر فإنه يحمل على المحكم من الكتاب والسنة ، وهو الضرب غير المبرح ، كما ثبت ذلك بما لا مجال للشك فيه ، هذا إذا وجد للنص معان محتملة وصح الأثر.
    وإذا كان لفظه لا يحتمل إلا معنى واحد ، وخالف المحكم لدينا من الكتاب والسنة الآمر بالرفق وتجنب المبرح من الضرب للنساء ، فلا نجبن عن الحكم بخطئه ولو صدر عن بعض الصحابة رضي الله عنهم ، فهم ليسوا معصومين من الخطأ ، ولكن نلتمس العذر لهم في ذلك ، فقد يكون وقوع هذا الأمر من بعضهم بتأويل منهم وعدم فهم جيد لبعض النصوص الشرعية ، والصحابة رضي الله عنهم ليسوا كلهم في نفس المرتبة في العلم والفقه والفضيلة والسبق في الإسلام ، وخير مثال على ذلك حديث الرجل في فهمه للخيط الأسود والأبيض في الآية الكريمة ، ومن شمت العاطس في الصلاة ، وموقف عمر رضي الله عنه حين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وموقف الصحابيين الجليلين عند فقدهما للماء وحضور الصلاة ، وموقف المرأة التي تشتكي زوجها ، والرجل الذي وقع على امرأته في نهار رمضان ، والخلاف الواقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ...، ومن تكلم في عائشة رضي الله عنها وعنهم من الصحابة رضي الله عنهم في حادثة الإفك .
    والحاصل أن وقوع الصحابة رضي الله عنهم في الخطأ أمر واقع ولكنهم رضي الله عنهم بلغوا بمرتبة الصحبة منزلة لا يصل إليها غيرهم ، فنترضى عنهم ونلتمس العذر لهم ولا نخجل من الحكم بخطء أحدهم متى تبين ذلك ولا يعتبر هذا نقصا وقدحا فيهم ، وهم رضي الله عنهم مقرون بذلك معترفون به ، مبشرين بالجنة ومع ذلك يخافون من النار .
    ويذكرني هذا الموضوع بموضوع مخالفة بعض الصحابة رضي الله عنهم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصبغ بالسواد ، فالحديث صريح صحيح في صحيح مسلم ، إن لم تخني الذاكرة ، ومع ذلك أثر عن بعض الصحابة الصبغ بالسواد ، ومن المعلوم أنه إذا تعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم بفعل بعض الصحابة رضي الله عنهم ، وصح كلا الحديثين فإننا نقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم على فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم ، فقوله حجة وفعل الصحابة رضي الله عنهم يكون حجة عند الإتفاق عليه ، وعند عدم مخالفته للقرآن والسنة النبوية ، ويعتذر له ويترضى عليه ويؤول عند احتماله للمحكم الصحيح من الكتاب والسنة النبوية الصحيحة ، وحاشاهم رضي الله عنهم من تعمد مخالفة الله عز وجل ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
    قلت : ولا أخفي خوفي وارتعاد قلبي من الحديث في هذا الموضوع الدقيق ، ولكن حسبي حبي للصحابة رضي الله عنهم أجمعين وحسن ظني بهم جميعا رضي الله عنهم ، واعتصامي بالحق والصدح به ولو كان صعبا ، والإلتزام بالمنهج العلمي في الفكر والنظر والحكم ، فإن الله لا يستحيي من الحق وقد صدح به أبو بكر رضي الله عنه عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت "
    وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهدي صحابته رضي الله عنهم الموافق للكتاب والسنة النبوية الصحيحة .
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ورضي الله عن صحابته الغر الميامين أجمعين ، وجزاهم خير الجزاء وجعلنا على أثرهم إلى يوم الدين.
    والله أعلم.
    كتبه أخوكم : أبو آدم عبد المنعم البيضاوي.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم ياسين مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً أخي أحمد أبو أنس.
    الأخ الكريم حسن المطروشي :
    ما معنى حادثة حال؟! الذي فهمته من الأخ المكرم محمد أن حادثة الحال هي التي لا تدل على التكرار وليس هذا شأن الأثر الذي بين أيدينا.
    ثم إن الإشكال كان في تناقل العلماء له بغير نكارة .. وقد وجدت توجيهاً لهذا لا أعلم وفقت فيه أم لا .. وهو أن العلماء رحمهم الله عندما استدلوا بهذه الآثار إنما استدلوا بها لبيان جواز "التأديب بالعصا" في حد ذاته بصرف النظر عن كمه وكيفه وضوابطه الشرعية الأخرى توجيهاً منهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تضع عصاك عن أهلك وقال الطبري وابن الملقن رحمهما الله بعد إيرادهما لتلك الآثار وعدم التعقيب عليها أن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إخافة الأهل في ذات الله بالعقوبة بما يمنعهم من الاجتراء على معاصيه.
    هل يصح حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تضع عصاك عن أهلك؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    هل يصح حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تضع عصاك عن أهلك؟
    أخرجه البخاري في الأدب المفرد، 20، برقم 18، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص9، برقم 14.
    وهو في شعب الإيمان،10/ 270، والمستدرك، 4/ 41، والسنن الكبرى للبيهقي، 7/ 304، والمعجم الكبير للطبراني،24/ 190، وتهذيب الآثار مسند عمر بن الخطاب،1/ 411 بلفظ: ((ولا ترفع عصاك عنهم، أخفهم لله)). وأيضاَ في 1/ 415، بلفظ: ((لا ترفع عصاك عن أهلك))، قال: فكان يشتري سوطاً فيعلقه في قبته، لتنظر إليه امرأته وأهله. ومسند عبد بن حميد، 1/ 462 عن أم أيمن أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصي بعض أهله فقال: ((لا تشرك بالله شيئا، وإن قطعت أو حرقت بالنار، ولا تفر يوم الزحف، فإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، وأطع والديك، وإن أمراك أن تخرج من مالك، ولا تترك الصلاة متعمداً، فإنه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر، فإنها مفتاح كل شر، والمعصية فإنها تسخط الله، ولا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أن لك، أنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله - عز وجل -، قال عمرو ثنا غير سعيد أن الزهري قال كان الموصى بهذه الوصية ثوبان.
    <span style="color: rgb(102, 85, 85); font-family: 'Simplified Arabic', Arial; font-size: 18.6667px; line-height: 29.8667px; text-align: justify;">http://shamela.ws/browse.php/book-96478/page-256
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    وكذلك الحديث الذي صححه الشيخ الالباني رحمه الله
    " علقوا الصوت في المنزل أو في ما معناه ...
    للتأديب لا للتبريح
    والأمر في سعة والحمد لله
    وأكمل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    رفقا بالقوارير "
    والأحاديث مستفيضة بذلك والرفق بهن

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    حديث علقوا السوط قرأت عدة أبحاث انتهت إلى تضيعفه.
    جهد مشكور منكم إخوتي .. جزاكم الله خير الجزاء ..
    ولكن أحداً لم يجب على سؤالي :
    ما ضابط شدة الضرب التي يكون بها مبرحاً فيخرج من حيز الإباحة إلى الحظر؟!

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم ياسين مشاهدة المشاركة
    حديث علقوا السوط قرأت عدة أبحاث انتهت إلى تضيعفه.
    جهد مشكور منكم إخوتي .. جزاكم الله خير الجزاء ..
    ولكن أحداً لم يجب على سؤالي :
    ما ضابط شدة الضرب التي يكون بها مبرحاً فيخرج من حيز الإباحة إلى الحظر؟!
    نقلًا عن موقع إسلام ويب:
    فالظاهر من كلام أهل العلم أن الضرب المباح في حق الزوجة هو ضرب التأديب، وهو الذي يكون خفيفا لا تترتب عليه عاهة، ولا يسبب ألما شديدا. أما الضرب المبرح وهو الشديد فلا يجوز الإقدام عليه وهو الذي يترتب عليه تلف عضو أو ظهور أثر أو حصول ألم شديد عادة.
    قال القرطبي عند تفسير آية النشوز: والضرب في هذه الآية هو ضرب الأدب غير المبرح ، وهو الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحة كاللكزة ونحوها، فإن المقصود منه الصلاح لا غير ، فلا جرم إذا أدى إلى الهلاك وجب الضمان. انتهى
    وقال الحطاب في مواهب الجليل المالكي: وقال المحب الطبري في القربى في الباب العاشر في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم في شرح قوله : { واضربوهن ضربا غير مبرح } أي غير مؤثر ولا شاق , قال بعضهم : ولعله من برح الخفاء إذا ظهر يعني ضربا لا يظهر أثره تأديبا لهن. انتهى

    وفى فتوحات الوهاب لسليمان الجمل الشافعي: ( قوله كما لا يضرب ضربا مبرحا ) وهو كما هو واضح ما يعظم ألمه عرفا، وإن لم تنزجر إلا به. انتهي
    وبناء على ما تقدم فما ذكرته السائلة في المثالين المذكور يعتبر من الضرب المبرح الذي يشين لحما، فالزوج الذي ضرب زوجته بسلك كهربائي قد يترتب عليه بقاء أثر في جسدها إضافة إلى الألم الشديد الحاصل من هذا الضرب عادة.
    أما الحالة الأخرى فهي أشنع وأشد حرمة وإثما لاشتمالها على الضرب على الوجه ـ مع بقاء أثر واضح أيضا ـ وقد ثبت النهي عن ذلك فعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت. صححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
    وفى الموسوعة الفقهية أثناء الحديث عن تأديب الزوجة: ويجب أن يكون الضرب غير مبرح , وغير مدم , وأن يتوقى فيه الوجه والأماكن المخوفة , لأن المقصود منه التأديب لا الإتلاف. انتهى
    والضرب المبرح يبيح للزوجة طلب الطلاق لأنه من الضرر البين. وراجعي في ذلك الفتوى رقم:
    116133، وبخصوص القصاص من الزوج إذا ضرب زوجته ضربًا مبرحًا، فقد سبق تفصيل حكمه وذلك فى الفتوى رقم: 107165 والفتوى رقم: 25387.
    والله أعلم.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: سؤال أرهقني!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم ياسين مشاهدة المشاركة
    حديث علقوا السوط قرأت عدة أبحاث انتهت إلى تضيعفه.
    جهد مشكور منكم إخوتي .. جزاكم الله خير الجزاء ..
    ولكن أحداً لم يجب على سؤالي :
    ما ضابط شدة الضرب التي يكون بها مبرحاً فيخرج من حيز الإباحة إلى الحظر؟!
    نقلًا عن موقع الإسلام سؤال وجواب:
    ضرب الزوجة ، أنواعه ، وأحكامه ، وآثاره:
    السؤال
    أنا امرأة متزوجة منذ 12 سنة ، أعيش في سعادة ، ولله الحمد ، زوجي ملتزم ، وفي حالة مادية جيدة ، لكن لديه تقصير في بعض العبادات الواجبة ، منذ ثلاث سنوات طرأت علينا مشكلة قلبت حياتي رأساً على عقب ، وكان زوجي المسبب لها ، والمشكلة في مجملها تقوم على تبادل زوجي رسائل الجوال التي لا تليق به كملتزم ، وكرجل متزوج ( يعني أقصد أن الرسائل فيها كلام لا يقال إلا للزوجة ) وكان يتبادلها بل ويرسل أغلبها لابنة أخيه غير المتزوجة ، والتي هي في عمره . اكتشفت هذا الموضوع بقدرة الله ، وحدثت بيننا مشاكل عنيفة ، وكان زوجي في الغالب يظهر منه الندم على ما فعل ، ولكنه بعد فترة من الزمن يعود ، وبسبب هذه المرأة ، زوجي رجل كريم ، وطيب ، ويحبني ، ويحب أهلي ، ولكنه عصبي جدّاً ، وعنده تقصير في عباداته ، وخاصة الصلاة ، لا أريد أن أشرح مزيداً من المشاكل ، وسأعرض عليك المشكلة التي وقعت فيها الآن ، لم يضربني زوجي في حياته إلا بخصوص هذا الموضوع ، فقد ضربني مرتين ، وكلها عنيفة ، وكانت المشكلة بخصوص ابنة أخيه هذه. لقد حدثت مشكلة بيننا ، ولي الحق أن أغضب منه ، لكنني أخطأت على زوجي في الأسلوب ، ورفعت صوتي عليه ، وأنا أعترف بذلك ، لم تطل المجادلة ، فقد قام زوجي بسحبي إلى غرفة النوم ، وبدأ بالضرب الشنيع . لقد ضربني ضرب الحيوانات ، فهو ضخم الجسم ، قوي البنية ، فانهال عليَّ ضرباً بكل قوة ، حيث قفل باب الغرفة لكي لا أهرب منه ، وضربني لمدة عشرين دقيقة ، أو تزيد ، ضرباً موجعاً ومبرحاً ، وبكل قوة وشراسة ، وبدون خوف من أن يحدث لي مكروه من ذلك ، على العموم كنت أقاوم ، ولكني لم أستطع الفرار ، وبعد الضرب الموجع لا تسألني يا فضيلة الشيخ عن الآثار التي تركها عليَّ ، والله الذي لا إله إلا هو أنه في كل شبر من جسمي أثر لضربة ، أو لعضة ، أو لحقن دم ، أو رضوض ، ناهيك عن آلام المعدة التي أمسيتُ أصرخ منها نتيجة لتلك الجموع القوية التي كان يضربني بيده على بطني ، وينتظرني إلى أن ألتقط أنفاسي فيضربني آخر ، وآخر ، بدون رحمة ، كنت أصرخ بشدة ، وأبنائي سمعوني ، وعرفوا أن والدهم يضربني ، لقد كان وجهي كوجوه المعذبين ، وكله حقن دماء ، ورضوض قوية في الجبهة ، في الصباح أوقظت أولادي للمدرسة ، وكانت المصيبة لقد رأوا وجهي ، وأخذوا يبكون ؛ لأنهم عرفوا سببها من صراخي ، ومن صوت والدهم عليَّ ، لم يكن الموقف إلا أن ابنتي الكبرى وهي في الصف الخامس ابتدائي سألتني : أنا أعلم أن أبي ضربك ، لكن بماذا ضربك على وجهك ؟ أجبتها بالحقيقة : ضربني بيده كفوف على وجهي . لقد مرضت ثلاثة أيام ، وارتفعت درجة حرارتي حتى 38,5 درجة من شدة آلام الرضوض ، والله ، والله ، والله لم أستطع التحرك والقيام إلا بعد تناولي أقوى المسكنات ، أما زوجي فقد سافر بعد عودته من العمل دون أن ينظر فيَّ وأنا ملقاة على السرير ، ولم يذهب بي إلى المستشفى ، بل وحتى في سفره لم يسأل عني مطلقاً ، وبعد يومين من ضربي زارنا أمي وأخي ، ونزلوا على بيت شقيقي فنحن في سفر عنهم ، أصروا على المجيء عندهم في بيت أختي ، وبحجة سفر زوجي لم أستطع أن أمانع ، فأمي في سفر عني ، وأنا لم أرها منذ فترة ليست بطويلة ، فكرت فيما أقوله لهم ، فسوف يرون الآثار على وجهي ، اكتأبت ، وضاقت بي الدنيا ، فأنا لا أريد أن أخبرهم بشيء مما حدث ، لأني لا أريد أن تحمل أمِّي همِّي في قلبها ، ولأني لا أريدهم أن يحقدوا على زوجي ، أو يشعروا بأني لست سعيدة ، لكن لابد من الذهاب ، ذهبنا ، وحاولت إخفاء الآثار التي على وجهي لكن لا محالة فهي ظاهرة جدّاً بوضوح ، اضطررت للكذب عليهم بحجة أنه من حمام البخار والكريم السيئ الذي عملته لوجهي . أنا الآن لي قرابة الشهر والآثار لم تختفِ مني بعد ، وأنا نافرة من زوجي بشدة ، لم أمنعه من نفسي ، لأنه لا يجوز شرعاً ، مع أنه يقول : إنه لم يرد به إلا إهانتي ، لكني نافرة منه ، وأعامله بجفوة ، فكلما حاولت التقرب منه تذكرت فعله الشنيع فيّ ، فابتعدت عنه ، ونفرت منه ، خصوصاً أنه يقول لي : إنه منتصر بفعله هذا ، وإنه لم يخطئ بضربه لي بهذه الطريقة ، ويهددني بضربة مثلها ، فكيف لي أن تعود له نفسي يا فضيلة الشيخ ؟ الحمد لله على كل حال . والسؤال الآن : هل يجوز ضرب المرأة وإن أخطأت بهذه الطريقة ؟ وضربها على الوجه هل يجوز ؟ وكذبي على أهلي هل هو جائز لدفع الضرر ؟ . ثانياً : ما موقفي من زوجي الآن ؟ وهل معاملتي له بما ذكرت جائزة ؟ علماً بأن زوجي مقصر جدّاً في الصلاة فهو لا يصلي الفجر يوميّاً تقريباً إلا بعد طلوع الشمس حينما يستيقظ لعمله . ثالثاً : أنا أوقظ زوجي لصلاة الفجر يوميّاً ، لكنه لا يجيب النداء ، هل أتركه ؟ وهل علي إثم إن لم أوقظه ، مع أنه يستيقظ للعمل وحده ، حتى ولو لم أوقظه ؟
    نص الجواب
    الحمد لله
    أولاً:
    قد وقع هذا الزوج – على حسب ما ورد في السؤال – في كثير من المخالفات ، ويستحق الأمر أن نقف معها ، فلعلَّ الله أن يغيِّر حاله ، وحال من هو مثله إلى أحسن منها ، ومن هذه المخالفات الشرعية في فعله :
    1. مخالفة الأمر في المعاشرة بالمعروف .
    وقد أمر الله تعالى الزوج بمعاشرة زوجته بالمعروف نصّاً ، فقال عز وجل : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/ من الآية 19 .
    2. الوقوع في إثم الظلم .
    والظلم محرّم في الكتاب والسنَّة ، وضرب الرجل لامرأته من غير مسوغ : ظلم بيِّن ، والظلم ظلمات على صاحبه يوم القيامة .
    عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ). رواه مسلم ( 2577 )
    قال ابن جرير الطبري - رحمه الله - :
    والصواب من القول في ذلك عندنا أنه غير جائز لأحدٍ ضرب أحد من الناس ، ولا أذاه ، إلا بالحق ؛ لقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/ 58 ، سواء كان المضروب امرأة وضاربها زوجها ، أو كان مملوكا أو مملوكة وضاربه مولاه ، أو كان صغيراً وضاربه والده ، أو وصي والده وصَّاه عليه ." تهذيب الآثار " ( 1 / 418 ) .
    3. مخالفة الأمر بعدم الضرب المبرح .
    عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع : ( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنّ َ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُ مْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .رواه مسلم ( 1218 ) .
    وفي " الموسوعة الفقهية " ( 10 / 24 ) :
    ويجب أن يكون الضّرب غير مبرّح ، وغير مدمٍ ، وأن يتوقّى فيه الوجه والأماكن المخوفة ، لأنّ المقصود منه التّأديب لا الإتلاف ؛ لخبر : ( إنّ لكم عليهنّ ألاّ يوطئن فُرُشَكم أحداً تكرهونه ، فإنْ فعلنَ فاضربوهنّ ضرباً غير مبرّح ) .
    ويشترط الحنابلة ألاّ يجاوز به عشرة أسواط ؛ لحديث : ( لا يجلد أحدٌ فوق عشرة أسواطٍ إلاّ في حدّ من حدود اللّه ) .انتهى .
    وليعلم الزوج – وغيره – أن من ضرب غيره سوطاً بغير حق : فإنه متوعد عليه بالعقوبة يوم القيامة .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ ضَرَبَ سَوْطاً ظُلْماً اقتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَة ) .
    قال الهيثمي – رحمه الله - :
    رواه البزار والطبراني في " الأوسط " ، وإسنادهما حسن .

    " مجمع الزوائد " ( 10 / 353 ) .

    وهو في الطبراني في " الكبير " ، وحسَّنه المنذري ، وصححه الألباني ، انظر " صحيح الترغيب والترهيب " ( 2291 ) .
    4. الضرب على الوجه
    عَنْ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَة الْقُشَيْرِيِّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ : ( أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ ) .
    قَالَ أَبُو دَاوُد : وَلَا تُقَبِّحْ : أَنْ تَقُولَ قَبَّحَكِ اللَّهُ .
    رواه أبو داود ( 2142 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
    وعن جَابِرٍ رضي الله عنه قال : نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الضَّرْبِ في الْوَجْهِ. رواه مسلم ( 2116 ) .
    قال النَّوَوِيُّ - رحمه الله - :
    وأما الضرب في الوجه : فمنهيٌّ عنه في كل الحيوان المحترم ، مِن الآدمي ، والحمير ، والخيل ، والإبل ، والبغال ، والغنم ، وغيرها ، لكنه في الآدمي أشد ؛ لأنه مجمع المحاسن ، مع أنه لطيف ؛ لأنه يَظهر فيه أثر الضرب ، وربما شانه ، وربما آذى بعض الحواس . " شرح مسلم " ( 14 / 97 ) .
    وهذا الذي حصل من الزوج هو من هذا الباب ، فقد وقع ضربه على وجهها حتى شانه ، وربما أثَّر ضرب رأسها على دماغها ، وسمعها .
    6. أنه لجأ إلى الضرب قبل الوعظ والهجر في المضجع .
    وقد ذكر الله تعالى ما ينبغي للزوج فعله إن أراد تقويم امرأته ، فبدأ بالوعظ ، وثنى بالهجر في المضجع ، وثلَّث بالضرب ، واللجوء إلى الضرب مخالف لهذا الترتيب لو كان ضرباً موافقاً للشرع ، فكيف وهو مخالف له أصلا في كمه وكيفه ؟! .
    قال تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/ من الآية 34 .
    وفي " الموسوعة الفقهية " ( 10 / 23 ، 24 ) :
    طرق تأديب الزّوجة :
    أ. الوعظ .
    ب. الهجر في المضجع .
    ج. الضّرب غير المبرّح .
    وهذا التّرتيب واجب عند جمهور الفقهاء ، فلا ينتقل إلى الهجر إلاّ إذا لم يجد الوعظ ، هذا لقوله تعالى : ( واللّاتي تخافون نشوزَهنّ فعِظُوهنّ واهجروهنّ في المضاجِع واضربوهنّ ) . جاء في " المغني " لابن قدامة : في الآية إضمار تقديره : واللّاتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ ، فإن نشزن فاهجروهنّ في المضاجع ، فإن أصررن فاضربوهنّ .
    وذهب الشّافعيّة - في الأظهر من قولين عندهم - إلى أنّه يجوز للزّوج أن يؤدّبها بالضّرب بعد ظهور النّشوز منها بقول أو فعل ، ولا ترتيب على هذا القول بين الهجر والضّرب بعد ظهور النّشوز ، والقول الآخر يوافق رأي الجمهور .انتهى
    7. التسبب في سوء تربية الأولاد .
    حيث وقع الضرب على أمهم بمسمعٍ منهم ، وحيث رأوا آثار الضرب على وجهها وجسمها ، فأي تربية يمكن أن يربيَّها هذا الأب لأولاده ؟ وكيف سيتعلَّم هؤلاء احترام والدهم وتقديره ومحبته ؟! .
    رابعاً:
    كان هديه صلى الله عليه وسلم أكمل هدي ، فلم يضرب في حياته كلها صلى الله عليه وسلم خادماً ، ولا امرأة من نسائه رضي الله عنهن .
    عن عَائِشَةَ رضي الله عنه قالت : ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا إلا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبِيلِ اللَّهِ ، وما نِيلَ منه شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ من صَاحِبِهِ إلا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ من مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عز وجل .رواه مسلم ( 2328 ).
    قال النووي - رحمه الله - :
    فيه أن ضرب الزوجة والخادم والدابة وإن كان مباحاً للأدب : فتركه أفضل ." شرح مسلم " ( 15 / 84 ) .
    وأخبر صلى الله عليه وسلم أن ترك ضرب النساء هو فعل الخيار من الناس .
    عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ ) فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ ) .
    رواه أبو داود ( 2146 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
    ذئِرنَ : أي : نشزْن وساءت أخلاقهن .
    وفي " عون المعبود " ( 6 / 130 ) :
    بل خياركم من لا يضربهن ، ويتحمَّل عنهن ، أو يؤدبهن ولا يضربهن ضرباً شديداً يؤدي إلى شكايتهن .انتهى
    وينظر للمزيد " اللمعة في حكم ضرب الزوجة " للشيخ نايف بن أحمد الحمد ، وقد استفدنا منه في الجواب .
    خامساً:
    ليعلم هذا الزوج أن أشنع مخالفاته وأشدها إثماً وعقوبة : هو صلاته الفجر بعد خروج وقتها ، وكل ما فعله من آثام ومنكرات لا يصل للكفر المخرج من الملة ، بخلاف هذا الفعل ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من تعمد إخراج الصلاة عن وقتها من غير عذرٍ ، وأقل أحواله أنه كبيرة من كبائر الذنوب ، ويكفيه قبحاً أن يفعل فعلاً اختلف فيه أهل العلم على قولين أنه مخرج من الملة أو ليس بمخرج ، كما ينبغي التنبه إلى أنه لا تُقبل منه صلاته بعد خروج وقتها ، ولو أداها ألف مرة !
    سئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :
    أنا حريص على أن لا أترك الصلاة ، غير أني أنام متأخراً ، فأوقِّت منبه الساعة على الساعة السابعة صباحاً - أي : بعد شروق الشمس- ثم أصلي وأذهب للمحاضرات ، أما في يومي الخميس والجمعة : فإني أستيقظ متأخراً ، أي : قبل صلاة الظهر بساعة أو ساعتين ، وأصلي الفجر بعدما أستيقظ ، كما أنني أصلي أغلب الأوقات في غرفتي في السكن الجامعي ، ولا أذهب إلى المسجد الذي لا يبعد عنِّي كثيراً ، وقد نبهني أحد الإخوة إلى أن ذلك لا يجوز ، فأرجو من سماحة الوالد إيضاح الحكم فيما سبق ، جزاكم الله خيراً .
    فأجاب :
    مَن يتعمد ضبط الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها : فهذا قد تعمَّد ترْكها في وقتها ، وهو كافر بهذا عند جمع كثيرٍ من أهل العلم كفراً أكبر - نسأل الله العافية - لتعمده ترك الصلاة في الوقت ، وهكذا إذا تعمد تأخير الصلاة إلى قرب الظهر ثم صلاها عند الظهر ، أي : صلاة الفجر .
    أما مَن غلبه النوم حتى فاته الوقت : فهذا لا يضره ذلك ، وعليه أن يصلِّي إذا استيقظ ، ولا حرج عليه إذا كان قد غلبه النوم ، أو تركها نسياناً ، مع فعل الأسباب التي تعينه على الصلاة في الوقت ، وعلى أدائها في الجماعة ، مثل تركيب الساعة على الوقت ، والنوم مبكراً .
    أما الإنسان الذي يتعمد تأخيرها إلى ما بعد الوقت ، أو يضبط الساعة إلى ما بعد الوقت حتى لا يقوم في الوقت : فهذا عمل متعمَّد للترك ، وقد أتى منكراً عظيماً عند جميع العلماء ، ولكن هل يكفر أو لا يكفر ؟ فهذا فيه خلاف بين العلماء : إذا كان لم يجحد وجوبها : فالجمهور يرون : أنه لا يكفر بذلك كفراً أكبر .
    وذهب جمعٌ مِن أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك كفراً أكبر يخرجه من الملة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) رواه الإمام مسلم في صحيحه ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه الإمام أحمد ، وأهل السنن الأربع بإسنادٍ صحيحٍ ؛ ولأدلة أخرى ، وهو المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ؛ لقول التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون شيئاً تركه كفر غير الصلاة " ، وأما ترك الصلاة في الجماعة : فمُنكر لا يجوز ، ومن صفات المنافقين .
    والواجب على المسلم أن يصلي في المسجد في الجماعة ، كما ثبت في حديث ابن أم مكتوم - وهو رجل أعمى - أنه قال : ( يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته ، فرخص له ، فلما ولى دعاه ، فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال نعم قال فأجب ) أخرجه مسلم في صحيحه ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر ) أخرجه ابن ماجه ، والدارقطني ، وابن حبان ، والحاكم بإسناد صحيح ، قيل لابن عباس : ما هو العذر ؟ قال : " خوف أو مرض " ، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " لقد رأيتُنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصلاة في الجماعة إلا منافق أو مريض ".
    والمقصود : أنه يجب على المؤمن أن يصلي في المسجد ، ولا يجوز له التساهل والصلاة في البيت مع قرب المسجد، والله ولي التوفيق .
    " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 10 / 374 - 376 ) .
    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
    عن حكم من يضع توقيت الساعة لموعد الدوام الرسمي ، ويصلي الفجر في هذا الوقت ، سواء السابعة أو السادسة والنصف ؟ هل هو آثم في ذلك ؟ وما حكم صلاته ؟ .
    فأجاب :
    هو آثم في ذلك ، بلا شك ، وهو ممن آثر الدنيا على الآخرة ، وقد أنكر الله ذلك في قوله تعالى : ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) .
    وصلاته هذه ليست مقبولة منه ، ولا تبرأ بها ذمته ، وسوف يحاسب عنها يوم القيامة ، وعليه أن يتوب إلى الله ، وأن يصليها مع المسلمين ، ثم ينام بعد ذلك إلى وقت الدوام ، إن شاء .
    " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / جواب السؤال 12 ) .
    سادساً :
    ليس للرجل أن يخاطب أو يراسل محارمه بالعبارات العاطفية التي لا تقال إلا للزوجة ، لما في ذلك من الفتنة والشر ، لا سيما إذا كانت المرأة شابة أوغير متزوجة ، وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع المفضية إلى الحرام ، وقد نص أهل العلم على تحريم النظر إلى المحارم بشهوة ، وهكذا اللمس ، وسائر ما يفضي إلى الشهوة ، وما يكون منها بسبيل .
    وينظر جواب السؤال رقم
    (114702) ورقم (12879) .
    سابعاً:
    أمام ما ذكرت من حالك وحال زوجك ، وطول العشرة بينكما ، وأنه كريم طيب يحبك ويحب أهلك ، وأنه لم يضربك إلا بخصوص هذه المشكلة ، فإننا نوصيك بالصبر والإحسان إلى زوجك ، والحرص على بقاء الألفة والمحبة بينكما ، والعفو والصفح عما أصابك فإن في ذلك الأجر والرفعة لك ، فما زاد عبدٌ بعفو إلا عزاً.
    وقد دعا الله عباده إلى العفو ورغبهم فيه فقال : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) .
    وقد أحسنت في عدم إخبار أهلك بما حدث بينكما ، وكان لك أن تستعملي التورية ، لا الكذب ، والمرأة العاقلة تحافظ على بيتها ، وتستر زوجها ، وتسعى لحل مشاكلها بنفسها حتى لا تزيدها اتساعاً وتشعباً .
    وينبغي أن تعيني زوجك على أداء صلاة الفجر في وقتها ، وأن تحذريه من التهاون فيها وعدم اتخاذ الأسباب للقيام لها ، ولو نقلت له ما ذكرنا من كلام أهل العلم برفق وحمة كان حسناً .
    كما ينبغي أن تأخذي بيد زوجك إلى تحكيم الشرع والامتثال له في جميع ما يعرض لكما ، وهذا من أعظم أسباب السعادة والاستقرار الأسري ، فترغيبه في سؤال أهل العلم عما شجر بينكما ، ليحكم حكم الشرع في ذلك ، كما قال تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)فليسأل أهل العلم عن هذه المراسلات وما تقتضيه من عبارات ، ليعلم الصواب من الخطأ، وظننا أن إنساناً ملتزم لن يعرض عن ذلك فإن أُسس الالتزام ورأسه تحكيم الشرع.
    نسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والتوفيق والسداد .
    والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •