البحث عن وطن




طارق نصار





إلهي إليك أقود خطأي

وأسكب دمعي علي ذي الخطايا
فمن بطن أمي خرجت ضعيفا

ومن ذلك الضعف كانت قوايا
تهدهدني كي يطول سكوني

تلاطفني كي اكف بكايا
فكم علمتني بناء الكلام

ومضغ الطعام وحسن السجابا
وكم خبطت في الأمور يداي

وكم عثرت في المسير خطايا
وكم أدبتني الخطوب فأبكي

فتمسح دمعي بسرد الحكايا
نشأت ابن أمي، وابن الحياة

أحيل عن الموت وجه المطايا
نشأنا صغارا كبارا بأرض

ترانا جناة ونحن الضحايا
فقلت سآوي إلي حضن أنثي

تلملم ما بعثرته يدايا
وتأخذ ما حررته دمائي

فتصنع منه مئات الشظايا
شظايا بنين بنات وجيلا

يفجر فينا مئات القضايا
قضايا الشعوب التي حررت

وأحلامهم لا تزال سبايا
سأحفر في الأرض دربا عنيدا

قواه ثلاثون عاما رزايا
وفي الأرض أزرع حب الإله

ليقتات منه جميع البرايا
فكل صبي نما من غراسي

أراه علي البعد صار أخايا
سفينة نوح حوت بعض نفسي

وأعطت إلي أمهاتي البقايا

فكم سافرت في الظهور عظامي


وكم رحلت في البطون دمايا
إلي أن بدا لشراع السنين

وربانها أن هناك شاطئايا
ولدت وعالمنا في فرار

عجيب من الموت نحو المنايا
نفي خارج القلب نبض الأمان

وأسكن جلاده في الحنايا
سل اللاجئين وراء بلادي

هم المرسلون إلينا هدايا
سل الأكلين تراب الرغيف

عصا المستبد تسوق الرعايا
سل العازفين لحون النشاز

يغنون فوق لحوم العرايا
سل الآخذين بثأر الشهيد

سل الساجدين بهذي الزوايا
سل النيل عنا وعما تبقي

يجبك الفرات: الوجوه الخزايا
يحرك مركز هذا الوجود

حقيقتنا فانظروا في المرايا
ساهجر ما أفسدته القرون

إلي عالم شاده ساعدايا
ساهرب من ذبذبات الأثير

التي سئمت صوتها أذنايا
وآوي إلي صوت ترتيل فاتحة

يستريح بها خافقايا
سأهرب من شاشة لم تذقني

البشاشة إلا بفاه الدنايا
وآوي إلي شاشة الكون تحت

الظلال وفوق شفاه الثنايا
إلي البدر مزدهيا في دجايا

إلي الشمس لؤلوة في سمايا
لتصبح لي الأرض ملكا فسيحا

وما ملكت منه شيئاً يدايا
إلهي بمصباح هذا الوجود

أجر عائذا من ظلام الطوايا
آنر بالكتاب السماوي عصرا

بأحكامه جلدت كتفايا
فما لي في الكون رب سواك

وكم لك في العالمين سوايا
وفي الغد لي أمنيات ستحيا

وتمشي معي في الدروب خفايا
غدا ستسير العوالم خلفي

وتمشي الثريا هنا في ثرايا
سيحفظ عني التلاميذ حلما

حلمت به زمنا في صبايا
ستبدأ من ثلج ((موسكو)) سفيني

إلي فتح ((روما)) تقود السرايا
ليذكر ميثاق آدم شعب

تعطن تحت حرير الحشايا
نما غافلاً عن وجود الإله

فمزق أقدس ما في الوصايا
سابني لهم موطنا من تراثي

كما لي بني موطنا والدايا