تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: عداله الصحابه-كتاب السنه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    Lightbulb عداله الصحابه-كتاب السنه

    كتاب السنه
    عداله الصحابه
    ================
    الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على المبعوث رحمه للعالمين وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين.
    اما بعد:
    لقد اصطفى الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بالرساله وجعله خاتم الانبياء والمرسلين قال تعالى :( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)
    وارسله الى الناس كافه قال تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (28).
    واصطفى الاسلام وارتضاه على سائر الاديان قال تعالى :( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)
    وجعل لكل رسول اصحاب واتباع يحملون الارث النبوى لتبليغ الدعوه لمن ورائهم فاختار لخاتم الانبياء والمرسلين خير الاصحاب وخير الاتباع.
    قال تعالى:( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

    فأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ابر الامه قوبا واعمقها علما واعلم الامه بالله ورسوله.
    قال الله تعالى:( فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (122).
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
    ولاشك ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم ائمه العلماء ،فقد اختارهم الله جل جلاله لصحبه نبيه الكريم وزكاهم ومدحهم فى كتابه واثنى عليهم .
    لكن من الناس من ضل سعيه وعمت بصيرته يتهجم على سادات الامه ويطعن فى عدالتهم ،وربما يغالى بعض هؤلاء فيظن انه افضل منهم وهو لايساوى شسع نعل أحدهم او قلامه ظُفره.
    ان المُنكر لعداله اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم الذين شهد لهم الله ورسوله بالعداله مكذبا لله ورسوله مكذبا بالقرأن والسنه.
    قال تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)
    فنعوذ بالله من علم لاينفع ودعوه لاترفع .
    سوف نسرد بعض الايات البينات والاحاديث النبويه الشريفه واقوال العلماء فى عداله الصحب الكرام ثم نعرج على رد شبهات الطاعنين من الرافضه وغيرهم وممن وقع فى قلبه بعض شبهاتهم لعل الله ان يهدى قلوب الحائرين وينير ابصار الزائغين ويشف صدور قوم مؤمنين انه جواد كريم.
    *******
    تعريف الصحابه:
    تعريف الصحابى لغه: قال الجوهريّ : الصَّحَابَةُ بالفَتْح : الأَصْحَابُ ، وهو في الأَصْلِ مَصْدرٌ وجَمْعٌ .
    وجَمْعُ الأَصْحَاب أَصَاحِيبُ وأَمَّا الصُّحْبَةُ والصَّحْبُ فاسْمَانِ للجَمْع،وكُلُّ ما لَازَم شَيْئاً فَقَد اسْتَصْحَبَه.
    تعريف الصحابى اصطلاحا:قال ابن حجر رحمه الله :الصَّحابيِّ هو مَنْ لَقِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ُمؤمِناً بهِ وماتَ عَلى الإِسلامِ .(نزهه النظر)

    *******
    عداله الصحابه من الكتاب والسنه:
    -------------------------
    قال تعالى:( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
    قال ابن كثير رحمه الله :لَنَجْعَلَكُمْ خِيَارَ الْأُمَمِ، لِتَكُونُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَداء عَلَى الْأُمَمِ؛ لِأَنَّ الْجَمِيعَ مُعْتَرِفُونَ لَكُمْ بِالْفَضْلِ. وَالْوَسَطُ هَاهُنَا: الْخِيَارُ وَالْأَجْوَدُ، كَمَا يُقَالُ: قُرَيْشٌ أوسطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، أَيْ: خَيْرُهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطًا فِي قَوْمِهِ، أَيْ: أَشْرَفُهُمْ نَسَبًا.وَلَمَّ جَعَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَسَطًا خَصَّها بِأَكْمَلِ الشَّرَائِعِ وَأَقْوَمِ الْمَنَاهِجِ وَأَوْضَحِ الْمَذَاهِبِ.
    (تفسير ابن كثير)
    وروى البخارى فى صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى، هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟فَيَقُولُونَ لاَ مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) وَالوَسَطُ العَدْلُ "

    قلت :والذين نزلت فيهم هذه الايات ابتداءً هم أصحاب النبى رضى الله عنهم والايه عامه الا انهم اول المعنيين بها وكيف تكون الامه شهيده على الامم ويقبل الله شهادتها على خلقه وأولها الذين هم افضلها بقول المعصوم غيرعدول على زعم الطاعنين هذا من الكذب والبهتان.
    فان الله سبحانه وتعالى زكى شهادتهم وأثنى عليهم ثم يأتى من لا خلاق له فيتهمهم كذبا وحسدا نعوذ بالله من الضلال و الهوى.
    قال تعالى :( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ).
    قال الامام ابن كثير رحمه الله:يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّ ةِ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ.
    رَوَى الامام أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ، وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ، مِنْ حَدِيثِ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة .
    قَالَ الْبُخَارِيُّ:ع أَبِي هُرَيْرَةَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ .
    وَهَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، ومُجاهد، وعِكْرِمة، وعَطاء، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَطِيَّةُ العَوْفيّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} يَعْنِي: خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ.
    وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
    وَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ، وَجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ، وَسُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ، وَمُسْتَدْرَكِ الْحَاكِمِ، مِنْ رِوَايَةِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوية بْنِ حَيْدَة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أنْتُمْ خَيْرُهَا، وأنْتُمْ أكْرَمُ عَلَى اللهِ عزَّ وجَلَّ".

    قلت:كيف تكون امه اكرم الامم على الله سبحانه وتعالى ويكون حمله الوحى المبلغين للشرع بعد النبى صلى الله عليه وسلم غير عدول على زعم الكذابين .حاشا لله نعوذ بالله من اقوال اهل البدع والضلال .
    ان الايه نزلت لمجموع الامه الا أنها نزلت فى الصحابه ابتداءً .
    وقد اخبرنا الله سبحانه وتعالى بحفظ الشرع فقال سبحانه:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ومن حفظه أن وكل به امه صدورها للحفظ وعاء وعقولها للعلم و الفهم ميزان واجسادها سُفن للعمل والجهاد حفظوا الشرع وأدوا ماحفظوا حتى تواترالشرع كما ترى كتابا وسنه فكيف يتجنى متجنى او يشكك مأفون فى عداله حمله شرع الله تبارك وتعالى .
    ان هؤلاء الشرذمه المنكرين للسنه والطاعنين فى عداله حمله الدين ليس عندهم من الحجج الا المكذوبات أو استدلالات الواهيه من عقول مُغيبه حسدا وحقدا على الاسلام واهله ان كل من يطعن فى اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مشكوك فى دينه .
    كل فتره من الزمان يخرج على الامه من يطعن فى عداله الصحابه ثم يقضى نحبه ويذهب الى ربه بعمله لِيُحَاسَبَ عليه ،اما افكاره المسمومه وعفنه التاريخى فيذهب الى المزبله اعزنا واعزكم الله ويبقى الصحابه كما هم نجوما فى سماء هذا الدين ،يذهب الحاسد الباغى ويُمحى اثره ويبقى ذكر الصادق الطاهر الباذل نفسه وعمره لخدمه هذا الدين تبقى سيرته عطره ومناقبه ظاهره.
    اخبرنى بالله عليك كم طاعن طعن على الصحب الكرام ؟ا. هل بقى من اثارهم شيئا ذهبوا ليلاقوا ماقدموا ،اما الكرام الاطهار مازال عطر سيرتهم باقيا الى ماشاء الله نتحدث كل يوم بفضلهم وعلمهم واخلاصهم.
    وان هذا الخبيث العاوى ومن تبعه ممن حملهم الحسد والكراهيه على اتهام الصحابه والقدح فيهم بالكذب والبهتان ماعلم كيف يغسل سوءته الا بما نُقل عن الصحابه رضى الله عنهم عن النبى صلى الله عليه وسلم.
    مدح الله للصحابه:
    قال الله تعالى في اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم :(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
    قال ابن كثير :وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرَيْبٍ الْمَلِيكِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ في أصحاب الخيل" .
    وعن ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يَعْلِفُونَ الْخَيْلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
    قال ابن جرير رحمه الله: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِدَنَانِيرَ كَثِيرَةٍ إِلَى أَصْحَابِ الصفة نهارا ، وَبَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ بِوَسَقٍ مَنْ تَمْرٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمَا: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ .الْآيَةَ ، عَنَى بِالنَّهَارِ:عَ َانِيَةً صَدَقَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف، وبالليل: سرّ صَدَقَةَ عَلَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
    وَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَمَكْحُولٌ وَالْأَوْزَاعِي ُّ: نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ يرتبطون الخيل للجهاد فإنها تعتلف لَيْلًا وَنَهَارًا سِرًّا وَعَلَانِيَةً.
    عن طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سعيد قال: سمعت سعيد الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَصْدِيقًا بوعده فإن شبعه وريّه وو روثه وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

    قلت:اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم انفقوا النفقات وجاهدوا بأنفسهم واموالهم فى سبيل الله فمن يدانيهم فى فضلهم ؟
    فهم الذين ينفقون فى سبيل الله ويجاهدون مع رسوله ويعينون على النوائب وهم المؤثرون على انفسهم ولو كان بهم الفقر والحاجه ابتغاء رضوان الله وطلبا لما عند الله من الثواب .
    قال تعالى (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
    قال ابن كثيررحمه الله :يَقُولُ تَعَالَى مُبَيِّنًا حَالَ الْفُقَرَاءِ الْمُسْتَحِقِّي نَ لِمَالِ الْفَيْءِ أَنَّهُمْ {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} أَيْ: خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَخَالَفُوا قَوْمَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ {وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} أَيْ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَدَقوا قَوْلَهُمْ بِفِعْلِهِمْ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ سَادَاتُ الْمُهَاجِرِينَ .
    ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مَادِحًا لِلْأَنْصَارِ، وَمُبَيِّنًا فَضْلَهُمْ وَشَرَفَهُمْ وَكَرَمَهُمْ وَعَدَمَ حَسَدهم، وَإِيثَارَهُمْ مَعَ الْحَاجَةِ، فَقَالَ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أَيْ: سَكَنُوا دَارَ الْهِجْرَةِ مِنْ قَبْلِ الْمُهَاجِرِينَ وَآمَنُوا قَبْلَ كَثِيرٍ مِنْهُمْ.
    قَالَ عُمَرُ: وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِي نَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ كَرَامَتَهُمْ. وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبوّءوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلُ، أَنْ يَقْبَلَ من محسنهم وأن يعفو عن مسيئهم.رواه البخاري قال ابن كثير رحمه الله :وَقَوْلُهُ: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} أَيْ: مِنْ كَرَمهم وَشَرَفَ أَنْفُسِهِمْ، يُحبّون الْمُهَاجِرِينَ وَيُوَاسُونَهُم ْ بِأَمْوَالِهِمْ .
    وَلَا يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَسَدًا لِلْمُهَاجِرِين َ فِيمَا فَضَّلَهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ وَالشَّرَفِ، وَالتَّقْدِيمِ فِي الذِّكْرِ وَالرُّتْبَةِ.
    قَالَ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً} يَعْنِي: الْحَسَدَ.
    وقال ابن كثير:وَهَؤُلَاءِ آثَرُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَعَ خَصَاصَتِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ إِلَى مَا أَنْفَقُوهُ وَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ تَصَدَّقَ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِجَمِيعِ مَالِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ ". فَقَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. وَهَذَا الْمَاءُ الَّذِي عُرض عَلَى عِكْرِمَةَ وَأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، فَكُلٌّ مِنْهُمْ يَأْمُرُ بِدَفْعِهِ إِلَى صَاحِبِهِ، وَهُوَ جَرِيحٌ مُثْقَلٌ أحوجَ مَا يكون إلى الماء، فرده الآخر إلى الثالث، فَمَا وَصَلَ إِلَى الثَّالِثِ حَتَّى مَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ وَلَمْ يَشْرَبْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ.

    روى الْبُخَارِيُّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا رجل يضيفه هذه الليلة فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تدخريه شيئا قالت والله ما عندي إلا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( لقد عجب الله عز و جل أو ضحك من فلان وفلانة ) . فأنزل الله عز و جل {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.

    قلت: هؤلاء اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من له عمل كعملهم ومن له ذكر كذكرهم ولقد وصفهم الله تعالى بالصادقين ومدحهم فى كتابه ولم يذمهم فهل كان الله لايعلم انهم سيرتدوا على ادبارهم كما يزعم الطاعنون حاشا لله أم ترى الله سبحانه وتعالى يخفى عليه امر من امور الخلق نعوذ بالله من الكفر بعد الايمان ومن ظن السوء والبهتان ،فمن هذا وصفهم وحالهم كيف يطعن فيهم اهل الضلال والهوى نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى .
    قال الله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)
    قال البغوى رحمه الله:قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا": مُشْرِكُو مَكَّةَ،"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ": الْأَنْصَارُ. {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} حَالَهُمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: عَصَمَهُمْ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْإِصْلَاحَ يَعُودُ إِلَى إِصْلَاحِ أَعْمَالِهِمْ حَتَّى لَا يَعْصُوا.
    قال السعدى رحمه الله:وأما {وَالَّذِينَ آمَنُوا} بما أنزل الله على رسله عموما، وعلى محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا، {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} بأن قاموا بما عليهم من حقوق الله، وحقوق العباد الواجبة والمستحبة.
    كَفَّرَ الله عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ صغارها وكبارها، وإذا كفرت سيئاتهم، نجوا من عذاب الدنيا والآخرة. وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ أي: أصلح دينهم ودنياهم، وقلوبهم وأعمالهم، وأصلح ثوابهم، بتنميته وتزكيته، وأصلح جميع أحوالهم، والسبب في ذلك أنهم: اتبعوا الْحَقُّ الذي هو الصدق واليقين، وما اشتمل عليه هذا القرآن العظيم، الصادر مِنْ رَبِّهِمْ الذي رباهم بنعمته، ودبرهم بلطفه فرباهم تعالى بالحق فاتبعوه، فصلحت أمورهم، فلما كانت الغاية المقصودة لهم، متعلقة بالحق المنسوب إلى الله الباقي الحق المبين، كانت الوسيلة صالحة باقية، باقيا ثوابها.
    وقال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
    قال ابن كثير رحمه الله:يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، أَنَّهُ رَسُولُهُ حَقًّا بِلَا شَكٍّ وَلَا رَيْبٍ، فَقَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} ، وَهَذَا مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى كُلِّ وَصْفٍ جَمِيلٍ، ثُمَّ ثَنَّى بِالثَّنَاءِ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}[الْمَائِدَةِ: 54]
    وَهَذِهِ صِفَةُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمْ شَدِيدًا عَنِيفًا عَلَى الْكَفَّارِ، رَحِيمًا بَرًّا بِالْأَخْيَارِ، غَضُوبًا عَبُوسًا فِي وَجْهِ الْكَافِرِ، ضَحُوكًا بَشُوشًا فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التَّوْبَةِ: 123] ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الواحد، إذا اشتكى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بالحمَّى والسَّهر" ، وَقَالَ: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كِلَا الْحَدِيثَيْنِ فِي الصَّحِيحِ.
    وَقَوْلُهُ: {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} : وَصَفَهُمْ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ، وَهِيَ خَيْرُ الْأَعْمَالِ، وَوَصَفَهُمْ بِالْإِخْلَاصِ فِيهَا لِلَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَالِاحْتِسَابِ عِنْدَ اللَّهِ جَزِيلَ الثَّوَابِ، وَهُوَ الْجَنَّةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى فَضْلِ اللَّهِ، وَهُوَ سَعَةُ الرِّزْقِ عَلَيْهِمْ، وَرِضَاهُ، تَعَالَى، عَنْهُمْ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنَ الْأَوَّلِ، كَمَا قَالَ: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التَّوْبَةِ: 72] .
    وَقَوْلُهُ: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} يَعْنِي: السَّمْتَ الْحَسَنَ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: يَعْنِي: الْخُشُوعَ وَالتَّوَاضُعَ.
    قال ابن كثير رحمه الله :فَالصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ خَلُصَتْ نِيَّاتُهُمْ وَحَسُنَتْ أَعْمَالُهُمْ، فَكُلُّ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِمْ أَعْجَبُوهُ فِي سَمْتِهِمْ وَهَدْيِهِمْ.
    وَقَالَ مَالِكٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّصَارَى كَانُوا إِذَا رَأَوُا الصَّحَابَةَ الَّذِينَ فَتَحُوا الشَّامَ يَقُولُونَ: "وَاللَّهِ لَهَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنَ الْحَوَارِيِّين َ فِيمَا بَلَغَنَا". وَصَدَقُوا فِي ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مُعَظَّمَةٌ فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَة ِ، وَأَعْظَمُهَا وَأَفْضَلُهَا أَصْحَابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نَوَّهَ اللَّهُ بِذِكْرِهِمْ فِي الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَالْأَخْبَارِ الْمُتَدَاوَلَة ِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} ، ثُمَّ قَالَ: {وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} : {أَخْرَجَ شَطْأَهُ } أَيْ: فِرَاخَهُ، {فَآزَرَهُ} أَيْ: شَدَّهُ {فَاسْتَغْلَظَ} أَيْ: شَبَّ وَطَالَ، {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ} أَيْ: فَكَذَلِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آزَرُوهُ وَأَيَّدُوهُ وَنَصَرُوهُ فَهُمْ مَعَهُ كَالشَّطْءِ مَعَ الزَّرْعِ، {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} .
    وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ انْتَزَعَ الْإِمَامُ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ-بِتَكْفِيرِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ، قَالَ: لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ، وَمَنْ غَاظَ الصَّحَابَةُ فَهُوَ كَافِرٌ لِهَذِهِ الْآيَةِ. وَوَافَقَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى ذَلِكَ. وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ التَّعَرُّضِ لَهُمْ بِمَسَاءَةٍ كَثِيرَةٌ ، ويكفيهم ثناء الله عليهم، ورضاه عنهم.
    ثُمَّ قَالَ: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ} مِنْ" هَذِهِ لِبَيَانِ الْجِنْسِ، {مَغْفِرَةً} أَيْ: لِذُنُوبِهِمْ. {وَأَجْرًا عَظِيمًا} أَيْ: ثَوَابًا جَزِيلًا وَرِزْقًا كَرِيمًا، وَوَعْدُ اللَّهِ حَقٌّ وَصِدْقٌ، لَا يُخْلَفُ وَلَا يُبَدَّلُ، وَكُلُّ مَنِ اقْتَفَى أَثَرَ الصَّحَابَةِ فَهُوَ فِي حُكْمِهِمْ، وَلَهُمُ الْفَضْلُ وَالسَّبْقُ وَالْكَمَالُ الَّذِي لَا يَلْحَقُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، وَجَعَلَ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُمْ ، وَقَدْ فَعَلَ.
    قَالَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أحدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ" .
    قال تعالى(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
    قال ابن كثير رحمه الله:وَقَوْلُهُ: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ} أَيْ: عَظَّمُوهُ وَوَقَّرُوهُ، {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزلَ مَعَهُ} أَيِ: الْقُرْآنَ وَالْوَحْيَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُبَلِّغًا إِلَى النَّاسِ، {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أَيْ: فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
    قال الطبرى :يقول تعالى ذكره: فالذين صدَّقوا بالنبي الأمي، وأقرُّوا بنبوّته"وعزَّرو "، يقول: وَقَّروه وعظموه وحَمَوه من الناس،
    وجاء فى محاسن التأويل :فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ أي بالنبيّ الأمي وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم وَعَزَّرُوهُ أي عظموه ووقروه وَنَصَرُوهُ أي على أعدائه في الدين فمنعوهم عنه وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ وهو القرآن، فأحلوا حلاله، وحرّموا حرامه.
    قال تعالى (لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
    قال الطبرى:لكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذين صدقوا الله ورسوله معه، هم الذين جاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم، فأنفقوا في جهادهم أموالهم واتعبوا في قتالهم أنفسهم وبذلوها(وأولئك) ، يقول: وللرسول وللذين آمنوا معه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم (الخيرات) ، وهي خيرات الآخرة، وذلك: نساؤها، وجناتها، ونعيمها.
    قال تعالى (وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
    قال ابن كثير رحمه الله: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ رِضَاهُ عَنِ السَّابِقَيْنِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَرِضَاهُمْ عَنْهُ بِمَا أعدَّ لَهُمْ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ.

    قلت:أخبر الله تعالى برضاه عنهم والمُكَذِّبُونَ لله ورسوله يردون قول الله تعالى فأى هوى لعب بعقول هؤلاء الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياه الدنيا واضحوا كل عشيه وضحاها يتقربون زورا وبهتانا الى الله بسب اصحاب نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وسب أم المؤمنين عائشه الصديقه بنت الصديق زوج النبى فى الدنيا والاخره.
    عن ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها . فقيل له : أليست أمك ؟ قال : ما هي بأم فبلغها ذلك فقالت : صدق إنما إنا أم المؤمنين ، وأما الكافرين فلست لهم بأم.
    وعن ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها قالت: لَا يَنْتَقِصُنِي أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا تَبَرَّأْتُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ.
    وقَالَ الشَّعْبِيُّ: السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مَنْ أَدْرَكَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ .
    وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ: هُمُ الَّذِينَ صَلَّوْا إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: مرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ: {وَالسَّابِقُون الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ} فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذَا؟ فَقَالَ: أبيُّ بْنُ كَعْبٍ. فَقَالَ: لَا تُفَارِقْنِي حَتَّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَيْهِ. فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ عُمَرُ: أَنْتَ أَقْرَأْتَ هَذَا هَذِهِ الْآيَةَ هَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وسمعتَها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نَعَمْ. لَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّا رَفَعَنَا رَفْعَةً لَا يَبْلُغُهَا أَحَدٌ بَعْدَنَا، فَقَالَ أبيُّ: تَصْدِيقُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الْجُمُعَةِ:3] وَفِي سُورَةِ الْحَشْرِ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ} [الْحَشْرِ:10] وَفِي الْأَنْفَالِ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} [الْأَنْفَالِ:75] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ
    قَالَ: وَذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا بِرَفْعِ "الْأَنْصَارِ" عَطْفًا عَلَى {وَالسَّابِقُون الأوَّلُونَ}
    فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ الْعَظِيمُ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ: فَيَا وَيْلُ مَنْ أَبْغَضَهُمْ أَوْ سَبَّهم أَوْ أَبْغَضَ أَوْ سبَّ بَعْضَهُمْ، وَلَا سِيَّمَا سيدُ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الرَّسُولِ وَخَيْرُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ، أَعْنِي الصِّدِّيقَ الْأَكْبَرَ وَالْخَلِيفَةَ الْأَعْظَمَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّ الطَّائِفَةَ الْمَخْذُولَةَ مِنَ الرَّافِضَةِ يُعَادُونَ أَفْضَلَ الصَّحَابَةِ ويُبغضونهم ويَسُبُّونهم، عِياذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عُقُولَهُمْ مَعْكُوسَةٌ، وَقُلُوبَهُمْ مَنْكُوسَةٌ، فَأَيْنَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ، إِذْ يسبُّون مَنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ؟ وَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ فَإِنَّهُمْ يَتَرَضُّونَ عَمَّنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيَسُبُّونَ مَنْ سَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُوَالُونَ مَنْ يُوَالِي اللَّهَ، وَيُعَادُونَ مَنْ يُعَادِي اللَّهَ، وَهُمْ مُتَّبِعُونَ لَا مُبْتَدِعُونَ، وَيَقْتَدُونَ وَلَا يَبْدُلونَ وَلِهَذَا هُمْ حِزْبُ اللَّهِ الْمُفْلِحُونَ وَعِبَادُهُ الْمُؤْمِنُونَ.
    وقال أبو جعفرالطبرى رحمه الله: يقول تعالى ذكره: والذين سبقوا الناس أولا إلى الإيمان بالله ورسوله (من المهاجرين) ، الذين هاجروا قومهم وعشيرتهم، وفارقوا منازلهم وأوطانهم (والأنصار) ، الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل الكفر بالله ورسوله (والذين اتبعوهم بإحسان) ، يقول: والذين سَلَكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله، والهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، طلبَ رضا الله (رضي الله عنهم ورضوا عنه) .
    قال الله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ والَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).
    قال ابن كثير رحمه الله: وَمَا أَحْسَنَ مَا اسْتَنْبَطَ الْإِمَامُ مَالِكٌ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: أَنَّ الرَّافِضِيَّ الَّذِي يَسُبُّ الصَّحَابَةَ لَيْسَ لَهُ فِي مَالِ الْفَيْءِ نَصِيبٌ لِعَدَمِ اتِّصَافِهِ بِمَا مَدَحَ اللَّهُ بِهِ هَؤُلَاءِ فِي قَوْلِهِمْ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} .
    وَروي ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بسنده عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ، فَسَبُّوهُمْ! ثُمَّ قَرَأْتُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ} الْآيَةَ.
    وروي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَية، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُمِرْتُمْ بِالِاسْتِغْفَا رِ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَبْتُمُوهُ مْ. سمعتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَا تَذْهَبُ هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُهَا أَوَّلَهَا". رَوَاهُ الْبَغَوِيُّ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    الاجماع على عداله الصحابه:
    --------------------
    صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم.
    قال القرطبى:الصَّحَ بَةُ كُلُّهُمْ عُدُولٌ، أَوْلِيَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَأَصْفِيَاؤُهُ ، وَخِيَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ. هَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ مِنْ أَئِمَّةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
    قال الخطيب :عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن
    طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن.
    قال النووي في التقريب "الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يُعتد به" اه.
    قال ابن كثير: والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل.

    قال العراقى: إنَّ جميعَ الأمةِ مُجْمِعَةٌ على تعديلِ مَنْ لم يلابسِ الفتنَ منهم . وأما مَنْ لابسَ الفتنَ منهم - وذلك من حينِ مقتلِ عثمانَ - فأجمعَ مَنْ يُعتدُّ بهِ أيضاً في الإجماعِ على تعديلِهم إحساناً للظنِّ بهم ، وحملاً لهم في ذلكَ على الاجتهاد .
    وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: "اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة" اه.
    قلت :فماذا بعد الحق الا الضلال ،هذه اجماعات اهل العلم ، ثم هل يُترك قول الله ورسوله لقول احدا كائنا من كان نعوذ بالله من النفاق وسوء الاخلاق والكفر بعد الايمان.
    قال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)
    قال ابن كثير رحمه الله: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ رِضَاهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ عِدَّتِهِمْ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَ ةٍ، وأن الشجرة كانت سمرة بأرض الحديبية.
    وَقَوْلُهُ: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} أَيْ: مِنَ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، {فَأَنزلَ السَّكِينَةَ} : وَهِيَ الطُّمَأْنِينَة ُ، {عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} : وَهُوَ مَا أَجْرَى اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنَ الصُّلْحِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِمْ، وَمَا حَصَلَ بِذَلِكَ مِنَ الْخَيْرِ الْعَامِّ الْمُسْتَمِرِّ الْمُتَّصِلِ بِفَتْحِ خَيْبَرَ وَفَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ فَتْحِ سَائِرِ الْبِلَادِ وَالْأَقَالِيمِ عَلَيْهِمْ، وَمَا حَصَلَ لَهُمْ مِنَ الْعِزِّ وَالنَّصْرِ وَالرِّفْعَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا * وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}

    وقال تعالى (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
    قال ابن كثير رحمه الله: وَقَوْلُهُ: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} أَيْ: لَا يَسْتَوِي هَذَا وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ كَفِعْلِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ كَانَ الْحَالُ شَدِيدًا، فَلَمْ يَكُنْ يُؤْمِنُ حِينَئِذٍ إِلَّا الصِّدِّيقُونَ، وَأَمَّا بَعْدَ الْفَتْحِ فَإِنَّهُ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ ظُهُورًا عَظِيمًا، وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}

    وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (دَعُوا لِي أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنْفَقْتُمْ مِثْلَ أُحُدٍ-أَوْ مِثْلَ الْجِبَالِ-ذَهَبًا، مَا بَلَغْتُمْ أَعْمَالَهُمْ) .
    وَلَا شَكَّ عِنْدَ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَنَّ الصِّدِّيقَ أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَهُ الْحَظُّ الْأَوْفَرُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ سَائِرِ أُمَمِ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّهُ أَنْفَقَ مَالَهُ كُلَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ عِنْدَهُ نِعْمَةٌ يَجْزِيهِ بِهَا.
    --------
    اما قول بعض الكذابين بان الصحابه تقاتلوا فيما بينهم على الدنيا وباعوا الاخره وماشابه ذلك الكلام الذى لادليل عليه الا الحسد والبُغض لهذا الدين.
    نقول له : ويلك خبت وخسرت اعندك بينه ا.؟أتعلم الغيب ا.؟نعوذ بالله من ظن السوء بالاطهار الذين أفنوا أعمارهم فى حرب الكفار،وجهادهم فى الفتوحات وعبادتهم فى المساجد والخلوات وقيام الليل وقراءه القرأن والانفاق فى سبيل الله سرا وعلانيه بالليل والنهار .
    يقول الله تعالى:( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
    فانظر ايها المسلم العاقل كيف نجا من ألسنتهم اهل الكفر و الفجور والبهتان ولم يسلم منهم اهل العلم و الايمان....

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    الرد على الشبهات
    ---------------------

    كل دعوى ليس عليها بينه كذب
    ------------------------------------

    من شبهاتهم:
    الشيعه تتهم الصحابه بتحريف كتاب الله بكتمان ايات الوصيه بخلافه على رضى الله عنه، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وغصب الخلافه وارتدادهم كفارا بعد اسلامهم ا.

    قلت :اتهموا الصحابه بأنهم حذفوا أيات من القرأن الكريم تنص على الوصيه بخلافه على رضى الله عنه بعد النبى ،وألف بعض علماء الرافضه كتابه المخذول فى تحريف القرأن يدعى فيه زورا وبهتانا تحريف القرأن الكريم وانه غُيِرَ وأُنْقِصَ منه وهذا من الكذب البارد والاخبار التى اعتمدوا عليها محض كذب وافتراء لاتنطلى الا على العوام المغيبين وتهدم دين الشيعه علموا ام لم يعلموا ،وجل شبهاتهم حول هذا الموضوع من خطئهم فى فهم قضيه القراءات والنسخ.
    واذا ناظرت احدهم وذكرت له قول الرافضه بالتحريف انكره واتهم اهل السنه بالتقول على الرافضه ولكن الحقيقه ان اغلبهم يقول بذلك لكنها التقيه اللعينه.
    ونحن نذكر بعض علماء الشيعه ممن قال بهذا القول الشنيع وهم من مراجعهم الذين يرجعون الى اقوالهم ويعتمدون فقههم ويثنون عليهم.
    المفيد كما فى اوائل المقالات ص91 .
    وابوالحسن العاملى فى مقدمه تفسير مرآه الانوار.
    نعمه الله الجزائرى فى الانوار النعمانيه ج2 ص 357 .
    المجلسى عند شرحه لحديث القرأن سبع عشر الف ايه .مرآه العقول. ج12 ص 525
    سلطان محمد الخراسانى فى تفسير بيان السعاده فى مقامات العباده ص19
    عدنان البحرانى فى مشارق الشموس الدريه .
    على بن ابراهيم القمى فى مقدمه تفسيره ج36/1
    الكاشانى صاحب تفسير الصافى ج1/13
    الطبرسى فى الاحتجاج ج1/155
    النورى الطبرسى صاحب الكتاب المخذول فصل الخطاب .
    وهناك غيرهم من علماء الشيعه القدامى كثير وفى هذا العصر اكثر .

    وقد اشبع العلماء الرد علي هؤلاء الطاعنين بتفنيد حججهم ودحض باطلهم ولن نُطَوِل بذكر الحجج والرد على باطلهم ، فقد ذكرت فى مقدمه الكتاب انى لم اذكر الكتاب الكريم لوضوح حجيته وضوح الشمس كما انى انوى ان افرده وحده بمبحث مستقل شامل ارد فيه على معظم الشبهات ان شاء الله .
    فنقول لهم :
    دعواكم ان الصحابه حرفوا القرأن وكتموا هذه الايات من الكذب القبيح لان فى هذا اتهام لرب العالمين وتكذيبا لقوله تعالى :(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9))
    وقوله تعالى :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
    فأى دين كمل واى حفظ هذا على دعواكم اا..؟
    ويلزم على دعواكم الكاذبه هذه لوازم باطله منها :
    اولا :ان يُكذَّبَ خبر الله ورسوله فى الثناء على الصحابه ،عياذا بالله من الافتراء والتكذيب .
    ثانيا :عدم امتثال الرسول امر الله والخوف من البلاغ فى امر خلافه على لعلمه ماسيكون من صحابته على زعمكم.
    فهل يظن عاقل ان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو فى قله مستضعفه لم يخشى فى الله لومه لائم ولم يخشى صناديد قريش وجهر بالدعوى الى الله ، ثم لما أتاه الامر على زعمكم خاف الناس ولم يبلغ الامه.؟نعوذ بالله من الكفر بعد الايمان.
    حديث الغدير بقول علمائكم غير واضح الدلاله على خلافه على رضى الله عنه .
    يقول النورى الطبرسى: ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده في يوم غدير خم وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معانٍ يُحتاج إلى تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن ) فصل الخطاب .
    وقال الشريف المرتضى فى الشافى :انا لاندعى علم الضروره فى النص لا لانفسنا ولا على مخالفينا ومانعرف احدا من اصحابنا صرح بادعاء ذلك .
    ثالثا :ان يكون على رضى الله عنه كتم الحق وخالفه وحاشاه ،انتم زعمتم ان الائمه منصوص عليهم من الله وعلى لم يقل بذلك بل قال انها شورى.
    رابعا : يكون الامام على بزعمكم مخالفا لمنهج السماء وحاشاه حيث شارك فى حروب الرده وغنم من السبى وانتم لاتقولون بانفاذ اوامر الخلفاء غير ال البيت على زعمكم .
    خامسا :قولكم ان القرأن الذى جمعه الامام على سيظل حبيسا الى قيام القائم اذاً فالقرأن الذى بأيديكم وايدى الناس الى اليوم محرف كما تزعمون فعلى ذلك لايجوز ان تدعوا الشيعه او الامه احدا الى الاسلام او الى مذهبها لان كتابها محرف وانما تنتظر الامه الى قيام القائم فيجوز وقتها الدعوى الى دين الله لان الدعوى الى دين محرف باطله .
    سادسا : تكون الامه من زمان على الى قيام القائم على الضلال بكل طوائفها بما فيها الشيعه وائمتهم لانهم لم يعملوا ويتعبدوا الله بالقرأن الصحيح بل بكلام محرف،ويكون الائمه قد تحدوا الله فى ستر اياته التى يعلمونها وتلاوه قرأنا محرف ابتدعه المبتدعون على زعمكم ،ونسبوه لرب العالمين.
    يقول نعمه الله الجزائرى فى كتابه الانوار النعمانيه :روى فى الاخبار انهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءه هذا الموجود من القرأن فى الصلاه وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرأن من ايدى الناس الى السماء ويخرج القرأن الذى الفه امير المؤمنين عليه السلام فيقرأ ويعمل بأحكامه.
    ونسألكم هل يكون الله رب العالمين ختم الرسالات بدين هذا شأنه ثم يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام
    دينا ؟اا.. كيف تدعون انكم على الهدى ؟اا.. بل انتم بهذا القول فى ضلال مبين.
    *******

    قال القاضى عياض : أَجْمَع الْمُسْلِمُون أَنّ الْقُرْآن الْمَتْلُوّ فِي جَمِيع أَقْطَار الأَرْض الْمَكْتُوب فِي الْمُصْحَف بِأَيْدِي الْمُسْلِمِين مِمَّا جَمَعَه الدَّفَّتَان من أَوَّل (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين - إِلَى آخِر - قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) إِنَّه كَلَام اللَّه وَوَحْيُه المُنَزَّل عَلَى نَبِيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَأَنّ جَمِيع مَا فِيه حَقّ وَأَنّ من نَقَص مِنْه حَرْفًا قَاصِدًا لِذَلِك أَو بَدَّلَه بِحَرْف آخَر مَكَانَه أَو زَاد فِيه حَرْفًا مِمَّا لَم يَشْتَمِل عَلَيْه المُصْحَف الَّذِي وَقَع الإِجْمَاع عَلَيْه وأُجْمِع عَلَى أَنَّه لَيْس مِن الْقُرْآن عَامِدًا لِكُلّ هَذَا أَنَّه كَافِر وَلِهَذَا رَأَى مَالِك قَتْل من سَبّ عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا بِالْفِرْيَة لأَنَّه خَالَف الْقُرْآن وَمَن خَالَف الْقُرْآن قُتِل أَي لأَنَّه كَذَّب بِمَا فِيه.
    وكيف يكون القرأن محرفا وقد تحدى الله به اهل الكفر ومايزال التحدى قائما
    الى قيام الساعه .
    قال تعالى:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14))

    وقال تعالى:( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24))

    وقال تعالى:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38))

    وقال تعالى :( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42))
    ثم نقول لكم جاءت الخلافه لعلى بعد مقتل عثمان رضى الله عنهما فلماذا لم يقول للناس ماتقولون اا..؟.
    وادعائكم بان عندكم مصحف غير الذى بأيدى الناس يسمى مصحف فاطمه ونزول جبريل على فاطمه رضى الله عنها كما تدعون من الكذب القبيح.
    جاء فى الكافى ص239/241 ج1 طبعه طهران: عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام .....الحديث الى ان قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة، وما يدريهم ما الجامعة؟ قال قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله، وإملائه من فلق فيه، وخطّ علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدس، وضرب بيده إلي، فقال لي: تأذن يا أبا محمد؟ قال قلت: جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت، قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا، كأنه مغضب، قال قلت: هذا والله العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا الجفر، وما يدريهم ما الجفر؟ قال قلت: وما الجفر؟ قال وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذي مضوا من بني إسرائيل، قال قلت: إن هذا هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك، ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال قلت: وما مصحف فاطمة؟: قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.

    قلت :لكل قول حقيقه فماحقيقه قولكم ؟ا.هلا اخرجتموه للامه لتراه وترى مافيه فان كنتم على حق تبعتكم الامه .
    لكننا نعلم علم اليقين انكم على الباطل.
    لان ما تقولونه محض كذب وافتراء .فنعوذ بالله من الكفر بعد الايمان.
    ولقد رأيت وسمعت بعض المناظرات بين اهل السنه و الشيعه وفى احداها اذا بعالم شيعى يقسم بالله العظيم انه يدخل على مهدى الشيعه المنتظر وانه يسمع منه وجاء مره اخرى بصوت مسجل لاحد الناس لاندرى من هو ثم ادعى ان هذا صوت المهدى .. وبُث هذا على شاشات التلفاز ااا...
    فماهذا الهذيان وماهذا البهتان اا..؟
    افيقوا ياعقلاء الشيعه .ان قلتم هذا كذاب قلنا وما يدريكم لعل دينكم كله كذب لان دينكم مبنى على اقوال مراجعكم.
    وان قلتم صادق قلنا هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين .
    ياعقلاء الشيعه كيف نصدق اقوالكم ونصدق كتبكم وكل من ادعى من علمائكم تحريف القرأن لم يأتى الا بروايات مكذوبه أوسفسطه فى فهم النصوص والامر جلل .
    جاء فى تفسير الخوئى عند الرد على الرويات التى تقول بالتحريف والجواب عنها.
    أن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه .
    وتوضيح ذلك : أن كثيرا من الروايات وإن كانت ضعيفة السند فإن جملة منها نُقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه وأنه يقول بالتناسخ ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب وأنه فاسد المذهب.
    .
    ثم استدرك فقال الا ان كثره الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان بذلك وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها.
    نقول :اهكذا تكون الرويات وحال رجال اسنادها فى قضيه من اخطر القضايا اا..
    لو تواترت رويات الكذابين ماأفادت الا الكذب فكيف تورث القطع بكثرتها مع فساد طرقها.
    حكى الخوئى عن المحقق الكلباسي: أن الروايات الدالة على التحريف مخالفة لاجماع الامة إلا من لا اعتداد به .
    وقال ان نقصان الكتاب ممالااصل له والا لاشتهر وتواتر نظرا الى العاده فى الحوادث العظيمه وهذا منها بل اعظمه.
    جاء فى نهج البلاغه : أمر الخلافة وبعد انتهائها إلى علي عليه السلام دلالة قطعية على عدم التحريف المذكور. وأما احتمال وقوع التحريف من عثمان فهو أبعد من الدعوى الاولى.
    لان الاسلام قد انتشر في زمان عثمان على نحو ليس في إمكان عثمان أن ينقص من القرآن شيئا، ولا في إمكان من أكبر شأنا من عثمان
    ولان تحريفه إن كان للايات التي لا ترجع إلى الولاية، ولا تمس زعامة سلفه بشئ، فهو بغير سبب موجب، وإن كان للايات التي ترجع إلى شئ من ذلك فهو مقطوع بعدمه، لان القرآن لو اشتمل على شئ من ذلك وانتشر بين الناس لما وصلت الخلافة إلى عثمان.
    ولانه لو كان محرفا للقرآن، لكان في ذلك أوضح حجة، وأكبر عذر لقتلة عثمان في قتله علنا، ولما احتاجوا في الاحتجاج على ذلك إلى مخالفته لسيرة الشيخين في بيت مال المسلمين، وإلى ما سوى ذلك من الحجج. ولكان من الواجب على علي - عليه السلام - بعد عثمان أن يرد القرآن إلى أصله، الذي كان يقرأ به في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وزمان الشيخين ولم يكن عليه في ذلك شئ ينتقد به، بل ولكان ذلك أبلغ أثرا في مقصوده وأظهر لحجته على الثائرين بدم عثمان، ولا سيما أنه -عليه السلام - قد أمر بإرجاع القطائع التي أقطعها عثمان. وقال في خطبة له: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الاماء لرددته فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق .
    قال الخوئى :ونقل الطبرسى كلام المرتضى بطوله واستدلاله على بطلان القول بالتحريف بأتم بيان واقوى حجه.

    قلت :لقد اخذ اهل الكتاب من اليهود و النصارى شبهاتكم وكتاباتكم وفرحوا بها ايما فرح وجعلوها ديدانهم ليطعنوا فى كتاب الله تعالى ،وذلك بعد ان دك اهل السنه حصونهم وبينوا لهم تحريف كتبهم وتهافت شريعتهم والزامهم بدين الاسلام.
    ايها المتشيع انك اذا اختلف عليك قول طبيب واخر فى وصفه دواء أوتشخيص داء اجدك تتحرى الاعلم والاوثق منهما وربما ذهبت الى طبيب اخر ليكون الحكم بينهما وهذا فى امر من امور دنياك ،فكيف لاتتحرى فى امر جلل امر عقيدتك ودينك.
    فاتقوا الله ياعقلاء الشيعه والزموا البحث عن الحق بلا افتراء ولا كذب.
    قال الله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) وانتم تُكَذِّبُونَ قول رب العالمين ،تعالى الله عن قولكم وعن ظنكم .
    طعنتم فى على رضى الله عنه وهو من هو وله من المناقب والشجاعه مايعلمه القاصى والدانى فجعلتموه غير قوام بالحق بل كاتما للحق وكذلك ال البيت بزعمكم حينما اجتمع اصحاب محمد دون على وال البيت وحذفوا ايات الوصايه بالخلافه.
    ثم ازريتم عليه بقولكم زوج ابنته لعمر رغما عنه وجعلتموه مغلوبا على امره ولم يُنقل حرفا واحدا ممازعمتم بعد موت عمر أوعثمان ولم يذكر احد ابناء على أو احفاده حتى بعد موت على ، شيئا من قولكم
    بل ان على وابناءه واحفاده اختاروا اسماء ابنائهم موافقه لأسماء الصحابه الذين طعنتم فيهم زورا وبهتانا .
    فسمى على والحسن والحسين اولادهم بابو بكر وعمر وسمى زين العابدين بن الحسين ابنه عمر وكذلك سمى موسى الكاظم ابنه عمر .
    وسمى جعفر الصادق وموسى الكاظم وعلى الرضا بناتهم باسم عائشه.
    فأى هوى لعب بعقولكم وقد علم اهل الحق و العلم ان الذى عندكم اقاويل مكذوبه لمن احترقوا فى الغلو والبدعه فمن العجب ان تسبوا ابو بكر وعمر وعائشه وتتهمونهم بالكفر وغصب الخلافه وائمتكم يسمون ابنائهم بأسمائهم اليس هذا من العجب كيف تسمى أبنائك الذين هم احبابك بأسماء اعدائك ومن تبغضهم ؟ا
    يقول التيجانى وغيره ان الحديث ربما كان ضعيفاجدا عند الشيعه فيأتى متأخرى علمائهم فيصححونه اذا رأو ذلك بنظرهم واجتهادهم ،وهذا كما ترى بلا ضوابط علميه بل الضوابط متغيره حسب الاهواء ،فما هو الضابط فى التصحيح والتضعيف عندكم وهل يكون الرجل مجمعا على ترك حديثه ثم يأتى بعد ذلك من يوثقه والعكس مثلما تصححون روايات ضعيفه لانها جاءت من طرق ضعيفه او مكذوبه كثيره فماذا تفيد الكثره اا..؟
    ام ان كثره الكذب عندكم تفيد الصدق هذا والله منهج عجيب.
    ان اهل السنه لايُوَثِّقوُنَ ضعيفاً ولايُضَعِّفُونَ ثقهً والحديث الذى يكون فيه خلافا عند اهل السنه ومدار الخلاف فيه على توثيق أو تضعيف احد الرواه قليل جدا جدا ثم بالنظر الى شواهد الحديث والمتابعات يثبت ضعف الحديث او حسنه وصحته اما كتب الشيعه فاحاديث اصول مذهبكم اسنادها ضعيف وعمده كتبكم قد اقر علمائكم أن مافيها اغلبه ضعيف أو مكذوب، فنعوذ بالله من علم لاينفع.
    ادعاء بعض الشيعه ان اهل السنه تُضَّعِفَ رجال الشيعه فى كتبهم ويتهمونهم لانهم شيعه .
    نقول لهم كذبتم بل بميزان العلم نحكم فانظروا كم راوى ضعيف من اهل السنه قد ضعفه الائمه النقاد وكم من الشيعه فالامر ليس بالتشهى وانما بالضوابط الصحيحه للعلم ،فعندكم ماوافق مذهبكم صححتموه وان كان كذبا وما خالف مذهبكم ضعفتموه وان كان صحيحا بلا ضابط وبلا علم بل بالهوى ،ان اهل السنه والجماعه اذا صحت روايه عندهم اوعندكم صححوها وقالوا بها ولا ضير فى ذلك .
    يقول العلامه محمود شكرى الالوسى رحمه الله :ينعى البحراني على قدماء الشيعة الذين استعاروا التقسيم، وعملهم بعلم الجرح والتعديل - رغم إن هذ ادعاء وليس له في الواقع أدنى نصيب - الناشئ من عملية التقسيم، حيث إنهم لم يستطيعوا أو بمعنى أصح عجزوا عن تطبيقه في تصحيح ما صححوا من الأخبار، فيقول (الحدائق 1/17): إن التوثيق والجرح الذي بنوا عليه تنويع الأخبار إنما أخذوه من القدما، وكذلك الأخبار التي رويت في أحوال الرواة من المدح والذم إنما أخذوه عنهم. فإذا اعتمدوا عليهم في مثل ذلك فكيف لا يعتمدون عليهم في تصحيح ما صححوا من الأخبار واعتمدوه وضمنوا صحته كما صرّح جملة منهم. كما لا يخفى على من لاحظ ديباجتي الكافي والفقيه وكلام الشيخ في العدة وكتابي الأخبار، فإن كانوا عدولاً في الأخبار بما أخبروا به ففي الجميع".
    فالذي يمكن استخلاصه من كلام البحراني أن علماء الشيعة الذين قلدوا أهل السنة في هذا العلم لا حظ لهم في التطبيق بل إن كلامهم مجموعة تناقضات بعضها فوق بعضها لا يكاد العاقل يثق بما توصلوا إليه، وهذا نتيجة طبيعية لأكاذيب اعتقدها المبطلون وروّجوا لها وأصبحت ديناً يدين بها من لا عقل له.
    يقول الشيخ عبد الله الأثري: "يلحظ أن بداية تقويم الشيعة للحديث وتقسيمه إلى صحيح وغيره قد كانت في القرن السابع، - مع أن بداية دراسة أحوال الرجال عندهم كانت في القرن الرابع كما مر - وجاءت متوافقة مع حملة شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم في منهاج السنة حينما شنع على الشيعة قصورهم في معرفة علم الرجال، حيث اعترفوا بأن هذا الاصطلاح - وهو تقسيم الحديث عندهم إلى صحيح وموثق وضعيف، مستحدث في زمن العلامة. [وسائل الشيعة ج20/100]. (والعلامة إذا أطلق في كتب الشيعة يقصد به ابن المطهر الحلي الذي رد عليه شيخ الإسلام). وقد اعترف شيخهم "الحر العاملي" بأن سبب وضع الشيعة لهذا الاصطلاح واتجاههم للعناية بالسند هو النقد الموجه لهم من أهل السنة فقال: "والفائدة في ذكره - أي السند - دفع تعيير العامة - يعني أهل السنة - الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة، بل منقولة من أصول قدمائهم" [وسائل الشيعة ج20/100]. ويؤكد شيخهم الحر العاملي أن الاصطلاح الجديد (وهو تقسيم الحديث عندهم إلى صحيح وغيره) والذي وضعه ابن المطهر هو محاولة لتقليد أهل السنة حيث قال: "والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع" [وسائل الشيعة ج20/100]. وهذا يفيد تأخر الشيعة في الاهتمام بهذه القضية وأن الدافع لذلك ليس هو الوصول إلى صحة الحديث بقدر ما هو توقي نقد المذهب من قبل الخصوم والدفاع عنه لذلك فعلم الجرح والتعديل عندهم مليء بالتناقضات والاختلافات حتى قال شيخهم الفيض الكاشاني: "في الجرح والتعديل وشرايطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها" [الوافي ج1/11-12]. وهذه الاعترافات الخطيرة من الكاشاني، والحر العاملي لم تظهر إلا في ظل الخلاف الذي دار ويدور بين الإخباريين والأصوليين، والذي ارتفعت فيه التقية لا سيما وأن في الشيعة -كما يقول الكافي - خصلتين النزق وقلة الكتمان. ومنهج التصحيح والتضعيف الذي وضعه المتأخرون إن طبقوه لم يبق معهم من حديثهم إلا القليل، كما كشف ذلك شيخهم يوسف البحراني (ت1186ه*) حيث قال: "الواجب إما الأخذ بهذه الأخبار، كما هو عليه متقدمو علمائنا الأبرار، أو تحصيل دين غير هذا الدين، وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها؛ لعدم الدليل على جملة أحكامها، ولا أراهم يلتزمون شيئاً من الأمرين، مع أنه لا ثالث لهما في البيّن وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر، غير متعسف ولا مكابر" [لؤلؤة البحرين: 47]. فهذا نص مهم يكشف حقيقة أخبارهم في ضوء علم الجرح والتعديل الخاص بهم، وأنهم لو استخدموه بدقة لسقطت معظم رواياتهم، وليس لهم إلا الأخذ برواياتهم بدون تفتيش، كما فعل قدماؤهم وقبلوها بأكاذيبها وأساطيرها، أو البحث عن مذهب سوى مذهب الشيعة؛ لأن مذهبهم ناقص لا يفي بمتطلبات الحياة"،ويعترف الشيعة أنفسهم بأنه لم يكن لهم أي إسهام فكري في علم الحديث الشريف وإنما اقتبسوا ذلك - كعادتهم - من أهل السنة وإن أول من صنّف في الدراية من الشيعة تقليداً لأهل السنة زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني الهالك سنة 965ه*، وفي ذلك يقول الحائري في كتابه "مقتبس الأثر" 3/73: "ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني وإنما هو من علوم العامة"،ورغم تتبعي لمصنفات الشيعة إلا إنني وللأسف الشديد لم أعثر على مصنف واحد أو رسالة صغيرة مفردة للأحاديث الضعيفة والموضوعة بخلاف أهل السنة فإن المكتبة الإسلامية مكتظة بمصنفاتهم قديماً وحديثاً بأمثال هذه المصنفات، ولكن العجب يزول بالنسبة للشيعة وذلك أن مذهبهم بُني على الأكاذيب والأوهام، فإن هم قاموا بتصنيف كتاب يحوي الأحاديث الضعيفة والموضوعة إنهار دينهم، والمحاولة التي قام بها المجلسي لكتاب الكافي في كتابه "مرآة العقول" حيث قام بتضعيف مئات المرويات، إنما هي بدون ضابط ولا ميزان دقيق، حيث إنه قام بتضعيف تلك الروايات ولكنه ذكرها هي بعينها في مصنفاته دون أن يبين أنها ضعيفة، لذا فإن المسلم يحتار في معرفة طريقة الشيعة في التصحيح والتضعيف والعجيب أن يحتجون بمرويات الذين يكفرونهم إذا كانت مؤيدة لما يعتقدون. لذا فإن علم الحديث دراية ورواية لا ضابط له عند الشيعة وهم معذرون فيه لأن جلّ مروياتهم لا تصمد تحت مجهر علم الحديث.(اخبار الشيعه واحوال رواتها-الالوسى)
    ويقول العلامة الألوسي فى (مختصر التحفة الإثني عشرية ص32): "ومن مكايدهم أن جماعة من علمائهم اشتغلوا بعلم الحديث أولاً، وسمعوا الأحاديث من ثقات المحدثين من أهل السنة فضلاً عن العوام. ولكن الله سبحانه وتعالى قد تفضّل على أهل السنة فأقام من يميّز بين الطيب والخبيث، وصحيح الحديث وموضوعه، حتى إنهم لِمَ لَمْ يخف عليهم وضع كلمة واحدة من الحديث الطويل. ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند السنة، فمن وجدوه موافقاً لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتدّ بروايته، كالسدّي: فإنهما رجلاً أحدهما السدّي الكبير، والثاني السدّي الصغير، فالكبير من ثقات أهل السنة، والصغير من الكذابين وهو رافضي غالٍ. وعبد الله بن قتيبة رافضي غال وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة وقد صنّف كتاباً سمّاه المعارف، فصنّف ذلك الرافضى كتاباً وسمّاه بالمعارف أيضاً قصداً للإضلال"،وأهل البيت رضوان الله عليهم طالماً اشتكوا من الكذابين على لسانهم من رواة الشيعة، فهذا جعفر الصادق رحمه الله تعالى يقول: كان المختار يكذب على علي بن الحسين (رجال الكشي 115) ومع تكذيب الصادق للمختار فإن الشيعة يزعمون أن مهر أم الصادق كان مما بعث به المختار (رجال الكشي 116). ويكذبون على الصادق أنه قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (رجال الكشي 116).
    وكان علي بن الحسين رحمه الله تعالى على معرفة تامة بحال المختار وبكذبه على أهل البيت، وكان لا يقبل هداياه ولا يقرأ رسائله: عن يونس بن يعقوب عن أبي جعفر (ع) قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين (ع) وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين، دخل الآذن يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله، فقال: أميطوا عن بابي، فإني لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم (رجال الكشي 116).
    ومن الكذابين على أهل البيت أبي هارون المكفوف وهو من المشاهير في هذا المجال: عن محمد بن أبي عمير حدثنا بعض أصحابنا قال: قلت لأبي عبد الله (ع): زعم أبو هارون أنك قلت له: إن كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد، وإن كنت تريد الذي خلق ورزق فذاك محمد بن علي. فقال: كذب عليّ لعنه الله. (رجال الكشي 194، نقد الرجال للتفرشي 5/237).
    وأيضاً المغيرة بن سعيد يكذب على بعض أئمة الشيعة المزعومين: عن أبي يحيى الواسطي قال: قال أبو الحسن الرضا (ع): كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر فأذاقه الله حرّ الحديد (رجال الكشي 194).
    وفي رواية أخرى عن ابن مسكان عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد إنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حرّ الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا(1) ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا(2).
    والدس والتزوير على لسان أئمتهم المزعومين مشهور جداً لدرجة أن الشيعة عرضوا على إمامهم المزعوم بعض الروايات التي يزعمون أنها من مروياتهم فأنكر الكثير منها (رجال الكشي 195).
    وصدق جعفر الصادق رحمه الله تعالى حيث قال: "إن ممن ينتحل هذا الأمر لمن هو شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا" (رجال الكشي 252).

    قلت :لقد قالت الرافضه بتحريف القرأن الكريم كذبا وزورا لتثبيت امر الامامه فهم يرون الامامه اولى مراتب الدين ،وايضا للطعن فى الصحابه رضى الله عنهم .

    والامامه عندهم اصل المذهب حيث بها الامر والطاعه واضفاء هاله من تقديس الائمه ودعوى ظلمهم مع نسج حكايات واساطير تجمع كثيرا من المغيبين والعوام حول دين مخترع .
    روى الكلينى فى الكافى :عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: بني الإسلام على خمس، الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير.
    قلت:انظر الى جراءتهم وكذبهم فقد حذفوا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادتان وجاءو بالولايه وجعلوا الحديث من قول امامهم المعصوم وقد بينا ان خطبه يوم الغدير ليست نص على خلافه على وذكرنا ماقاله النورى الطبرسى فى ذلك.
    وكل لفظ اقحمه الرافضه فى القرأن وادعوا انه ساقط من الايات يظهر لكل ذى عينين انه ليس من القرأن فى شيئ ،انظر على سبيل المثال لاالحصر:
    عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى "سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع، ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه. (كتاب الحجه من الكافى)
    وروي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا "فأبى أكثر الناس - بولاية علي إلا كفوراً، (كتاب الحجه من الكافى)
    نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا" وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد ناراً".(كتاب الحجه من الكافى)
    وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الآية "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيراً لهم .(كتاب الحجه من الكافى)
    نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبيناً.(كتاب الحجه من الكافى)
    نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً. (كتاب الحجه من الكافى)
    قلت :وغير ذلك فى كتب القوم كثير.
    وقد صرح المجلسى فى مرآه العقول بتضعيف هذه الروايات واعترف الكاشانى بعدم صحتها وقال البهائى ماأشتهر بين الناس باسقاط اسم امير المؤمنين من القرأن فى بعض المواضع غير معتبر عند العلماء وعلى فرض صحته يمكن حمل اللفظ على تفسير المعنى.
    وقال الخوئى ان بعض التنزيل كان من قبيل التفسيرللقرأن وليس من القرأن نفسه فلابد من حمل هذه الروايات على ان ذكر اسماء الائمه فى التنزيل من هذا القبيل ،واذا لم يتم هذا الحمل فلابد من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب والسنه والادله المتقدمه على نفى التحريف.
    وقد وردت روايه فى الكافى عن ابى بصير قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال فقال نزلت فى على بن ابى طالب والحسن والحسين عليهم السلام فقلت له ان الناس يقولون فماله لم يسم عليا واهل بيته فى كتاب الله ؟ قال فقولوا لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عليه الصلاه ولم يسم لهم ثلاثا ولااربعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذى فسر لهم ذلك .
    فالروايه ترد علي من يقولون بذكر اسم الائمه نصا فى الكتاب ثم حذفت منه.
    ومن عنده ادنى ذوق فى لغه العرب وفهم بالدين وبكتاب الله يعلم ان هذه الجمل مقحمه ليست من اصل بناء كلمات القرأن الكريم .
    وانى لأعجب اشد العجب من ادعاءات الرافضه ،وقد افترقت الامه الى ثلاث وسبعون فرقه ومن هذه الفرق على سبيل المثال المعتزله ولها رأى سوء مخالف لاهل السنه والجماعه ولاتقيم وزنا لعلم السلف ومع ذلك لم نراهم اتهموا الصحابه بتحريف الكتاب اوقالوا بالتحريف واغتصاب الخلافه من على بل خالفوا الاماميه فى قولهم ،وكل فرق الامه لم تقل بهذا القول الخطير،
    بل الرافضه هم الذين تبنوا هذا القول الخطير ولم يأتوا عليه ببينه ،وخالفوا الامه بكل طوائفها وجاءو بقول شنيع يهدم الدين ويهدم مذهبهم .

    وقد قال الله تعالى :( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
    فأخبر الله تعالى ان الطائفتين من المؤمنين لم يكفر الله عباده بالمعاصى ولم ينزع عن الطائفه الباغيه الايمان وعقب فى الايات التى بعدها (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) .
    ويقول النبى الكريم عن الحسن بن على رضى الله عنهما:( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
    انظروا كيف قال النبى الكريم انهما فئتين عظيمتين من المسلمين.
    ويأتى من لاخلاق له من الرافضه ومن تبعهم فَيُخْرِجُونَ احدى الطائفتين من الاسلام بالكليه ويتهمونهم بالكفر بمافيهم ام المؤمنين عائشه وطلحه والزبير. فنعوذ بالله من افك الافاكين واقوال الشيطان الرجيم.
    لاشك ان احدى الطائفتين كانت الاقرب للصواب والاخرى كانت متأوله واهل السنه يرون ان الحق مع على لكن لايرون ماتراه الشيعه من تكفير الطائفه الاخرى بل هم مجتهدون نُحسن الظن بهم وحسابهم الى الله.
    والحسن رضى الله عنه اصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وكان ذلك فى حرب اهل الشام والعراق.
    واهل الشام هم الذين يكفرهم الرافضه ويكفرون الصحابى الجليل معاويه بن ابى سفيان ،وقد تنازل الحسن عن الخلافه لمعاويه رضى الله عن الجميع .
    وانتم ايها الرافضه تكفرون معاويه رضى الله عنه وحاشاه وتجعلون الامامه اول بل اوثق اركان الدين فاما ان يكون الحسن رضى الله عنه وهو الامام المعصوم تنازل عن اهم ركن من اركان الدين لكافر على زعمكم والامامه لاتنعقد لكافر ولاتكون الا فى ال البيت كما تقولون ، او يكون فعل الحسن معصوم فيلزمكم السمع والطاعه والانتهاء عن الطعن والشناعه ، ويسعكم ماوسع امامكم ، او اخطأ فسقط قولكم بالعصمه ،واما اختصاص الامامه بال البيت فقد سقط بتنازل الامام الحسن رضى الله عنه وارضاه.
    ان الحسن رضي الله عنه جعل أحد شروط الصلح مع معاوية، أن يحكم في الناس بالكتاب والسنة، وعلى سيرة الخلفاء الراشدين . (كشف الغمه للاربيلى 2/193 –بحار الانوار للمجلسى 44/66.
    فالامام الحسن ابن على باشتراطه هذا الشرط يثبت عدم تحريف الكتاب وكذلك صحه خلافه ابى بكر وعمر وعثمان وعلى وانها خلافه راشده.
    ثم نسألكم اين جاء ذكر الامامه وانها اهم اركان الدين فى الكتاب والسنه ؟
    لقد جاءت اركان الاسلام والايمان فى الكتاب والسنه ولم نرى الامامه جاءت بنص صريح كما تزعمون.
    ومع كل هذا الضلال و البهتان فالرافضه تكَّفِرُ الصحابه جميعا الا سبعه او اقل ،فانظر ايها العاقل الى فعل الشيطان كيف لعب بعقولهم نعوذ بالله من طريق اهل الضلال.
    روى البخارى فى صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ).
    وفى روايه اخرى عند البخارى:( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ).
    وفى روايه اخرى :( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا - ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم
    السمن ) .
    وروى مسلم فى صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِى فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِى مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِى أَمَنَةٌ لأُمَّتِى فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِى أَتَى أُمَّتِى مَا يُوعَدُونَ).
    وروى الامام احمد فى مسنده عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خيرقلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ). صححه الشيخ احمد شاكر موقوفا عن ابن مسعود.
    وروى البخارى و مسلم فى صحيحيهما واللفظ لمسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:( لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ).
    واخرج البخارى و مسلم فى صحيحهما واللفظ لمسلم عن عائشه رضى الله عنها قالت:( أَرِقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ لَيْتَ رَجُلاً صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِى يَحْرُسُنِى اللَّيْلَةَ. قَالَتْ وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاَحِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ هَذَا ». قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ. قَالَتْ عَائِشَةُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ).
    وروى البخارى فى صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُونَ: فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ).
    قلت :ان كانت هذه الخيريه المذكوره فى الايات والاحاديث لاتكفى المسلم ليفتح عيني قلبه على حب وتولى اصحاب رسول الله وعدم تكفيرهم والانتهاء عن سبهم وعيبهم عياذا بالله فالنار تكفيه .
    وانظر ايها المغرور يامن اتبع هواه ولعب الشيطان به فارداه فقدح فى حَمَلَه شرع الله كيف قال النبى صلى الله عليه وسلم عن اصحابه هل فيكم من صحب النبى فيفتح الله لهم ثم هل منكم من صحب اصحاب النبى فيفتح الله لهم ...الخ
    اليس فى هذا الحديث عبره لكل منافق وفاسق ولكل فاجر وزنديق يتهم الصحب الكرام انهم بعد موت نبيهم بدلوا وغيروا وكفروا هل يفتح الله لمن بدل وغير وكفر فتح كرامه؟ ويفتح لمن رأهم وصَحِبَهُم فتح كرامه ، النبى يثنى على اصحابه ويحكى تمكين الله لهم ولمن صحبهم كرامه للنبى وكرامه لاصحابه فهؤلاء هم القرون الثلاثه الفاضله .
    وقد فتح الله لهم البلاد تصديقا لقول نبيه صلى الله عليه وسلم ،ثم يأتى حثاله من الناس يكفرونهم فان خفى امرهم على رسول الله فهل خفى امرهم على الله ؟ا نعوذ بالله من النار ومن قول اهل الزيغ والضلال .
    روى مسلم فى صحيحه :عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِى الْغَارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ :( يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ).
    وروى البخارى فى صحيحه: وَقَالَ اللَّهُ: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40] إِلَى قَوْلِهِ {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] " قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَبُو سَعِيدٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: (وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغَارِ).
    وروى البخارى ومسلم فى صحيحهما واللفظ لمسلم :عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ :( عَبْدٌ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ). فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَبَكَى فَقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا . قَالَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- هُوَ الْمُخَيَّرُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَىَّ فِى مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ لاَ تُبْقَيَنَّ فِى الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلاَّ خَوْخَةَ أَبِى بَكْرٍ ).
    وبوب البخارى : بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سُدُّوا الأَبْوَابَ، إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ) قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وروى البخارى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ».
    وروى مسلم عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَىُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ « عَائِشَةُ ». قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ « أَبُوهَا ». قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ « عُمَرُ ». فَعَدَّ رِجَالاً.
    وروى مسلم ايضا: عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى مَرَضِهِ « ادْعِى لِى أَبَا بَكْرٍ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّى أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولَ قَائِلٌ أَنَا أَوْلَى. وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُون َ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ ».
    وروى البخارى من حديث ابى الدرداء رضى الله عنه :..... قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي» .
    وروى الامام احمد فى مسنده عن سعيد بن زيد رضى الله عنه وهو من المبشرين بالجنه قال: قال: والله لَمَشْهدٌ شهده رجلٌ يُغَبِّرُ فيه وجهَه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ من عمل أحدكم ولو عُمّرَ عُمُرَ نُوح عليه السلام.
    وروى مسلم عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ - قَالَ - فَلَمْ يَرُعْنِى إِلاَّ بِرَجُلٍ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِى مِنْ وَرَائِى فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِىُّ فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَىَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ وَذَاكَ أَنِّى كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ».
    فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَوْ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا.
    وروى مسلم ايضا عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا أَوْ قَصْرًا فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا فَقَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ. فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ ». فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ أَىْ رَسُولَ اللَّهِ أَوَعَلَيْكَ يُغَارُ.
    قلت :سبحان الله العظيم يحكى النبى صلى الله عليه وسلم عن رؤيه قصر عمر فى الجنه ورؤيا الانبياء حق واهل البغى و الحسد والفجور يُكفِّرُون عمر ويجعلونه من اهل النار بل ويلعنوه ويلعنو ابو بكر وعائشه وحفصه رضى الله عنهم جميعا ولعنه الله على من سبهم ولعنهم ، ونقول لمن يطعن فيهم ماقاله الله تعالى :(قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
    روى مسلم عن سعد بن ابى وقاص قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْن َهُ عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضْحَكُ فَقَالَ عُمَرُ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاَءِ اللاَّتِى كُنَّ عِنْدِى فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ ». قَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يَهَبْنَ. ثُمَّ قَالَ عُمَرُ أَىْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِى وَلاَ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْنَ نَعَمْ أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ ».
    قلت:فلا عجب ان يُبغض عمر ويخشاه شياطين الجن والانس.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    من شبهاتهم :
    قالوا هؤلاء الصحابه الذين تتغنوا بفضائلهم انفضوا عن رسول الله الى اللهو والتجاره يبتغون عرض الحياه الدنيا وتركوا النبى على المنبر فكيف يؤتمن مثل هؤلاء على الشرع؟وقد انزل الله فيهم :(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

    قلت :شبهه عقيمه لاوزن لها بل هى ان شاء الله عليكم وليست لكم فان هذا كان اول الاسلام وقت ان كانت الصلاه قبل الخطبه كصلاه العيد كما قال بذلك اهل العلم ثم ان الذين تلمزونهم هم الذين ثبتوا امام بريق السيوف ودافعوا عن دين الله ولم نرى احدا منهم بنى الدور وعمر القصور وازيدكم مايسؤكم .ان الذين ثبتوا مع رسول الله ولم ينفضوا كانوا اثنى عشر رجلا منهم ابو بكر وعمر وهما من الذين تطعنوا فيهم.
    روى البخارى بسنده عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَقْبَلَتْ عِيرٌ وَنَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجُمُعَةَ، فَانْفَضَّ النَّاسُ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا»، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا، وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]
    وروى البيهقى بسنده عن جابر قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدمت عير فذكر الحديث . وقال لم يبق إلا اثني عشر رجلا منهم أبو بكر وعمر .
    قال ابو يعلى :كَانَ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
    قال ابن كثير : ولكن هاهنا شَيْءٌ يَنْبَغِي أَنْ يُعلَم وَهُوَ: أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ قَدْ قِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَدِّمُ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْخُطْبَةِ، كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْمَرَاسِيلِ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاذٍ بُكَير بْنُ مَعروف، أَنَّهُ سَمِعَ مُقَاتل بْنَ حَيَّان يَقُولُ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ مِثْلَ الْعِيدَيْنِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، وَقَدْ صَلَّى الْجُمُعَةَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ دحيةَ بْنَ خَلِيفَةَ قَدْ قدمَ بِتِجَارَةٍ يَعْنِي: فَانْفَضُّوا، وَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا نَفَرٌ يَسِيرٌ.
    فاذا علمت ان هذا كان اول الاسلام فلا غضاضه فان الداخل الى الصلاه كان يرد السلام ويشمت العاطس حتى نزل قول الله تعالى :(وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) روى الطحاوى فى شرح معانى الاثار :عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة إذ عطس رجل فقلت يرحمك الله فحدقنى القوم بأبصارهم فقلت واثكل أماه مالكم تنظرون الى قال فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يسكتوننى سكت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته دعاني فبأبى وأمى ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما ضربنى ولا كهرنى ولا سبنى ولكن قال لي إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هى التكبير والتسبيح وتلاوة القرآن.
    ولقد اجتر الباطل بعض الزنادقه وقدحوا فى الاطهار وسبوهم بالليل والنهار تقربا على زعمهم الفاسد لله الواحد القهار بلا ادنى تحقيق او تدقيق او فهم صحيح ويصدحون على المنابر بسبهم وتنقصهم ولعنهم ،فنعوذ بالله من قول الزور ومن عذاب النار،اللهم العن من لعنهم وسبهم وتنقصهم .

    من شبهاتهم :
    ذكروا ان الصحابه ارتدوا وكفروا بعد النبى صلى الله عليه وسلم وان هذا قول جميع علماء الشيعه والدليل على كفرهم وردتهم من الكتاب الكريم ومن روايات اهل السنه انفسهم واستدلوا على ذلك من الكتاب بقول الله تعالى
    :( وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ).

    ومن السنه عن أبي هريرة قال * خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقبرة فسلم على أهلها وقال سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا بإخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواني قوم لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض قالوا وكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله قال أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد أحدثوا بعدك وأقول سحقا سحقا.صحيح ابن خزيمة .

    قلت :استدلال عجيب وفهم سقيم حيث استدل الطاعنون ببعض أيات وردت فى المنافقين ولم تسم احدا وحديث اخبر عن حال بعض المنافقين والمرتدين فطعن بذلك الطاعنون فى اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين رضى الله عنهم ومات رسوله وهو راضى عنهم.
    فكذبوا على الله ورسوله وليس معهم بينه او دليل صحيح.
    ان اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ليس منهم منافقين ولامرتدين وان الامه لاتترضى عمن عرف بالنفاق كأبن سلول لايقال عنه الا رأس النفاق و مسيلمه لا يقال عنه الا الكذَّاب ،وماضر الصحابه وجود منافقين حولهم فقد كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم بعض المنافقين، ولايجوز تعين مبهم ابهمه الله ورسوله الا بنص من الله ورسوله.
    والصحبه لها معنيان معنى لغوي ومعنى اصطلاحى فتطلق الصحبه فى اللغه ولايراد بها الاصطلاح .
    عن جابر بن عبد الله قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم هوازن بين الناس بالجعرانة قام رجل من بني تميم فقال أعدل يا محمد فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل لقد خبت وخسرت ان لم اعدل قال فقال عمر يا رسول الله ألا أقوم فأقتل هذا المنافق قال معاذ الله أن تتسامع الأمم أن محمدا يقتل أصحابه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا وأصحابا له يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق المرماة من الرمية.
    قلت :مثل هذا اللفظ العام لايجعل هذا المنافق من الصحابه والنبى اقر عمر على نعت الرجل بالنفاق،وان نفاقه سينجم عنه فرقه ذكر حالهم.
    ولكن من الفقه تغليب المصلحه العامه على المصلحه الخاصه اذا كانت المفسده المترتبه عليها اكبر فعند قتل هذا الرجل لن يظهر لمن هو بعيد عن الاسلام والمسلمين سبب قتله مع ظنه انه من اصحاب النبى فيصده ذلك عن الاسلام لاعتقاده الخاطئ ان محمدا يقتل اصحابه ،فقدم النبى صلى الله عليه وسلم هذه المصلحه على حقه الشخصى من التنقص والاتهام بعدم العدل.
    وتعريف الصحابى كما ذكرنا انفا هو :من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وامن به ومات على الايمان .
    فمن ارتد بعد اسلامه وصحبته ومات على الكفر فليس بصاحب.
    ان من سقيم الفهم وشده الحسد والغل تأول حديث النبى صلى الله عليه وسلم (لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الحَوْضَ، حَتَّى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ )
    وتنزيله فى اصحاب النبى الاطهار ابوبكر وعمر وعثمان وباقى الصحابه ثم استثنوا منهم سبعه او خمسه ،وقالوا ان الصحابه ارتدوا وبدلوا وحاشاهم ،ولم يفهم هؤلاء المخذولون ان بعض العرب ارتدت بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم من رأى رسول الله وسمع منه فمنهم من مات فى الرده فحق به ان يذاد عن حوضه ومنهم بعض المنافقين الذين لم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفاقهم وقد علم اعيانهم وسمعوا منه .
    قال الله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }.
    فلم يحملوا تلك الاخبار على من ذكرنا ولم يحملوا مثل هذه الاخبار على من قال الله فيهم :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) (16)
    أوالذين قال الله تعالى فيهم :( وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61)
    والذين قال الله تعالى فيهم :( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)
    والذين قال الله تعالى فيهم :( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) وهؤلاء وامثالهم احق بتنزيل الايات والحديث عليهم لكن لحقد الرافضه وحسدهم وزيغ قلوبهم حَمَّلُوا النص ماليس فيه كذبا وزورا واتهموا من اجمعت الامه على تقدمهم وامامتهم وانهم افضل الامه بعد نبيهم وهم ابو بكر وعمر وعثمان وطعنوا ايضا فى الصديقه بنت الصديق حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته فى الدنيا والاخره وطعنوا كذلك فى
    ام المؤمنين حفصه زوج النبى لانها ابنه الفاروق عمر. فاللهم عليك بالكاذبين المفترين.
    عن أبي مسعود قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال( ان فيكم منافقين فمن سميت فليقم ثم قال قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال ان فيكم أو منكم فاتقوا الله )قال فمر عمر على رجل ممن سمى مقنع قد كان يعرفه قال مالك قال فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعدا لك سائر اليوم.
    مسند الامام احمد ج 5/ ص 273 حديث رقم: 22402

    عن أبي سعيد الخدري قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق).
    مسند الامام احمد ج 2/ 1417

    ان من عجيب الامر استدلال هؤلاء الطاعنين بحديث الصد عن الحوض من كتب السنه وهم لايرون صحه كتب اهل السنه ولكنه الهوى فان وجدوا حديثا واستطاعوا ان يحرفوه ليوهموا به عوامهم المغيبين بما يخدم فكرتهم الفاجره فلا حرج.
    وافترض جدلا لو أخذ الناصبى _الذى يناصب العداء لأل البيت_ وليس اهل السنه لان الرافضه يصفون اهل السنه بالنواصب كذبا وزورا واهل السنه من وصفهم براء .
    لوأخذ الناصبى هذا الحديث بعينه _الصد عن الحوض _ثم قال: ان بنى العباس هم الذين ارتدوا وبدلوا وغيروا او طعن به فى الائمه وعين بعضا منهم فبماذا ترد الرافضه وبأى حجه؟ا. لن تستطيع الرافضه ان ترد على هذا البهتان بالحجه لان الحجه واحده عند الفريقين عند الناصبى وعند الشيعه خصوصا وان كلا الدعوتين محض كذب وافتراء فالحديث لم يعين احدا باسمه ،فاهل السنه لعلمهم وفهمهم وديانتهم لله لايتبعون النواصب فى عدائهم لال البيت بل يتولون أل البيت ويحبونهم ولا يتبعون الرافضه فى غيهم فيتهمون برئ ويكفرون المسلمين بلا بينه.
    كيف ساغ للرافضه ان تعين وتتهم من مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضى عنهم ا.؟سبحانك هذا بهتان عظيم.
    ان اوهام بعض الطاعنين وزباله افكارهم صورت لهم ان الذين عدَّلهم الله واثنى عليهم وبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنه بدلوا وغيروا بعد موته .وحاشاهم.
    جاء فى صحيح مسلم فى الحديث الطويل نختصر منه مكان الشاهد عن ابى موسى الاشعرى ...فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ - قَالَ - ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ « ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ »... فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
    فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ. ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ « ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ».... فَجَاءَ إِنْسَانٌ فَحَرَّكَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ - قَالَ - وَجِئْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ « ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَ بَلْوَى تُصِيبُهُ ».
    فانظر لطعن الرافضه ومن تبعهم وتكفيرهم للصحابه وسبهم وكيف جعلوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معصوم وكذَّبوا بالوحى مع انهم يدَّعون العصمه لائمه ليسوا بأنبياء ، ويدَّعون تعظيم نصوص السنه وهم يطعنون فيها ويردونها بلا دليل صحيح.

    قال الله تعالى عن المؤمنين :( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَ ا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه).
    وتكفير الصحابه ودعوى ردتهم جميعا من افسد الاقوال التى ليس عليها ادنى تحقيق او اثاره من علم وانما الكذب والبهتان ،فقد أنزل الله تعالى أيات بينات فى المنافقين واعلم رسوله صلى الله عليه وسلم بأعيان بعضا منهم وأخفى على رسول الله بعضهم .
    فهل خفىّ على الله حتى يترك رسوله الذى لاينطق عن الهوى يثنى على اصحابه الذين زعمتم انهم مرتدون ويقربهم بل ويخبرهم انهم فى الجنه ويُنشد ابا بكر للصلاه بالمسلمين فى مرض موته ويُمَرَضْ فى بيت عائشه رضى الله عنها بعد ان يستأذن نسائه فى ان يُمَرَضَ فى بيتها بل ويموت بين سحرها ونحرها .
    ولم نسمع بنزول جبريل بخبر السماء يُبعد من اتهمتم بالنفاق كذبا وزورا ،أو يفضحهم بين المسلمين ويبين حقيقه امرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، او نرى الله لم يمكن لهم بل قد مكن الله لهم فاصبحوا خلفاء رسول الله على امته من بعده وفتحوا البلاد ونشروا الدين بين العباد، ولم ينزل فيهم قرأناً يذمهم او يبعدهم عن النبى بل انهم من الرسول بمكان .
    وادعيتم انهم كتموا وصيه رسول الله بخلافه على وانهم بدلوا وحرفوا القرأن وزعمتم ان الامامه اوثق واهم اركان الدين.
    وقد انزل الله تعالى فى نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاه على كبير المنافقين قرأنا يتلى الى قيام الساعه فقال تعالى : (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)
    وقال تعالى :( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
    وانزل الله سبحانه وتعالى قرأناً فى طلب زياده نفقه بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى:(يَاأَيُّه َا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنّ َ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا).وقد اخترن الله ورسوله.
    وانزل ايضا صدر سوره التحريم فى التظاهر على النبى وانزل ايات اخرى مثل حكم قتل الصيد فى الحرم وتحكيم حكمين بين المتنازعين من الازواج وانزل شكوى المجادله ورغم ان هذه الاحكام لوجاءت بها السنه فقط لكانت كافيه
    ولم نرى الايات نزلت بذم من اتهمتم وفضح من كَفَّرتُم واذا كانت الامامه أولى واهم واجبات الدين كما تزعمون وتختص بأل البيت دون غيرهم. لماذا لم نرى ولو ايه واحده صريحه تنص عليها ؟ا.
    *******
    ان عداله الصحابه لاتعنى عصمتهم من الذنوب الا ان لهم فضل لم يسبقهم اليه احد ولهم حسنات كالجبال فلينظر لنفسه الطاعن عليهم ينظر لسيئاته وحسناته وبلاءه فى الامه وماذا قدم لهذا الدين فانه لن يبلغ عشر معشار مد احدهم او نصيفه.
    وان من اشنع شبهات الرافضه افتراءهم الكذب على ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها وارضاها الطاهره المبرئه من فوق سبع سموات فقد خاض اهل الباطل وتكثروا من المهلكات وجلبوا على انفسهم خصومه النبى صلى الله عليه وسلم حينما طعنوا فى شرفه وعرضه واتهموا العفيفه التى برءها الله من فوق سبع سموات ، وانى اقول لهم ليس محمدا صلى الله عليه وسلم وحده الخصم يوم القيامه بل امه محمد فقد قذفتم زوج النبى وحق للنبى ان يكون خصيمكم فى القيامه ولكنها ام للمؤمنين فامه محمد خصمائكم يوم القيامه يوم الحسره والندامه ،ثم تكون القاصمه عندما يسئلكم الملك قل هاتوا برهانكم ويقول لكم أأنتم اعلم ام الله وقد انزل الله الايات البينات فى براءه ام المؤمنين رضى الله عنها وارضاها.
    قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ)

    قال ابن كثير: هَذِهِ الْآيَاتِ كُلُّهَا نَزَلَتْ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، حِينَ رَمَاهَا أَهْلُ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِمَا قَالُوهُ مِنَ الْكَذِبِ الْبَحْتِ وَالْفِرْيَةِ الَّتِي غَارَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا وَلِنَبِيِّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَرَاءَتَهَا صِيَانَةً لِعِرْضِ الرَّسُولِ، عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ} أَيْ: جَمَاعَةٌ مِنْكُمْ، يَعْنِي: مَا هُوَ وَاحِدٌ وَلَا اثْنَانِ بَلْ جَمَاعَةٌ، فَكَانَ المقدَّم فِي هَذِهِ اللَّعْنَةِ عبد الله بن أبي بن سلول رأس الْمُنَافِقِينَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَجْمَعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ ، حَتَّى دَخَلَ ذَلِكَ فِي أَذْهَانِ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ، فَتَكَلَّمُوا بِهِ، وَجوّزه آخَرُونَ مِنْهُمْ، وَبَقِيَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ، حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ.
    كما جاء فى الخبر نذكر الشاهد... فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي".... فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَجْلِسِهِ، وَلَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ أَحَدٌ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْيِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْحَدِرُ مِنْهُ مِثْلُ الجُمَان مِنَ العرق في اليوم الشاتي، مِنْ ثِقَل الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ. قَالَتْ : فَلَمَّا سُرّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ، كَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: "أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرّأك .

    انظروا كيف برأها الله تعالى ثم يقول خبيثهم الذى غلب خبثه وكذبه مسيلمه الكذاب يقول ان ارتكاب ام المؤمنين للفاحشه كان بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشاها الطاهره ولعن الله من قذفها وسبها ،يقول ذلك الخبيث كان ذلك بعد انقطاع علائق الزوجيه بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم وانها كفرت وارتدت ثم جاءت بالفاحشه فزعم انها تزوجت طلحه بعد النبى حينما خرجت فى موقعه الجمل زاعما ان طلحه كان يحبها فقال لها لايجوز خروجك بلا محرم فتزوجها على زعمهم الكاذب مستشهداً بتفسير القمى عليه من الله مايستحق.
    ووالذى نفسى بيده انى لاعجب اشد العجب من هذه العقول المُغيبه وهذا الكذب الصراح الذى لا دليل عليه .
    انظروا ياعقلاء الشيعه كيف قال الغلاه منكم ان الصحابه جميعا كتموا الوصيه بالخلافه لعلى رضى الله عنه ولم يقل ذلك الا الكذابون، ولم يُعرف هذا الخبر عند احد ممن حولهم كاليهود والنصارى او غيرهم او نراهم خاضوا فيه أوتحدثوا بمافعله اصحاب محمد مع اهل بيت نبيهم رغم انهم كانوا يتحسسون اخبارهم واخبار فتوحاتهم ،ودخل منهم امم فى الاسلام فى عهد من ذممتم.
    كذلك نسبوا زورا وبهتانا الى ام المؤمنين انها تزوجت بعد النبى رغم حرمه زواجها من غيره حتى يتسنى لهم قذفها بالزنا وهى البريئه الطاهره ،ودعواهم عدم وجود محرم دعوى باطله من اساسها وسفسطه ،ولم يُنقل عن احد من الصحابه ذلك ولم نرى هذه الفريه الا عند الكذابين ايضا، بلا سند ولا روايه صحيحه بل كلها اباطيل حتى انه لم يقل بذلك احدا ممن عُلم تشيعه مع امانته وصدقه فى حديثه ممن روى احاديث النبى وسيره اصحابه .
    فنقول لكم قال الله تعالى :(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)اللهم من قذف ام المؤمنين او سبها فانه لايعجزك .
    كيف نصدقكم والله سبحانه وتعالى يقول :( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) لايرضى الله تبارك وتعالى ان يتزوج احدا من المسلمين زوجه من زوجات النبى صلى الله عليه وسلم من بعده ابداً لان فى ذلك اذيه للرسول وانتم ادعيتم ياأهل الفجور والخصومه زنى زوجات النبى من بعده .
    لم يرضى الله تبارك وتعالى بالزواج وحرمه عليهن فمابالكم بالزنا نعوذ بالله من الكفر بعد الايمان.
    لم نجد احدا قال بقولكم الشنيع هذا فان كانت تزوجت على زعمكم بعد رسول الله فلماذا لم نرى قولا لعلى رضى الله عنه فى ذلك الامر ولا للحسن والحسين وانتم تدعون فى الائمه انهم يعلمون الغيب وان كانت ارتدت وحاربت علىًّ رضى الله عنه بزعمكم لماذا لم يَسْبِها فى موقعه الجمل،وكيف تؤذى رسول الله ويؤذيه أصحابه ولم نسمع قولا لعلى يتهمها ويتهم الصحابه بماتزعمون.
    وحديث "تقاتلين علياً وأنت ظالمة له" الذى تستشهدون به على ظلمها لا يُعرف في شيء من كتب اهل العلم المعتمدة، وليس له إسناد معروف، ،بل هو كذب ،وعائشة رضى الله عنها وارضاها لم تقاتل ولم تخرج لقتال، وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين، حيث ظنت أن خروجها ومعرفه منزلتها ستكون حاجزاً بين المسلمين وحقنا لدمائهم وقد تبيّن لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تَبلّ خِمارها.
    وانظروا ياعقلاء الشيعه الى قول ابن عباس للخوارج حينما نقموا على الامام على فقالوا :قاتل ولم يسب ولم يغنم فان كانوا كفارا فقد حل سبيهم وان كانوا مؤمنين ماحل قتالهم فقال لهم ابن عباس رضى الله عنه:اما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون امكم عائشه ؟اتستحلون منها ماتستحلون من غيرها وهى امكم؟ فان قلتم نستحل منها مانستحل من غيرها فقد كفرتم ،وان قلتم ليست بأمنا فقد كفرتم (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ). فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج ؟ فهذا ابن عباس يقر بأنها ام المؤمنين حتى بعد موقعه الجمل فلماذا الكذب؟ا. تَدَّعُونَ انها ارتدت وانها اصابت زوجا بعد رسول الله وتَدَّعُون ان مهديكم الغائب حينما يعود من غيبته سيذهب الى قبرها ويخرجها ليقيم عليها الحد على زعمكم الفاسد
    غائبكم الذى تزعمون سيذهب بعد غيبته الى قبرها ليقيم عليها الحد وقد مرت الى الان قرون وقرون ولم يظهر بعد أما الحاضرين الشاهدين ومنهم الامام على والحسن والحسين رضى الله عنهم وارضاهم لم يذهبوا اليها وهى حيه ليقيموا عليها الحد بناءا على زعمكم بل ولم يقيم عليها الحد بعد موتها احدا من ائمتكم اا..
    اتدرون ماهذا انه الفجور فى الخصومه والا فماهذا الهراء أهذه عقول نصدقها أهذه اقوال صدرت من ائمه معصومين على زعمكم بل انها لاتصدر الا من عقول مغيبه لاتعرف سوى الضلال والسفسطه.
    ان الله سبحانه وتعالى عجل لكم العقوبه فى الدنيا ولمن اصر على ذلك له فى الاخره عذاب عظيم حيث تلطمون وجوهكم وتضربون اجسادكم وتجلدون انفسكم وهذا للبهتان الذى تقذفون به الصحابه وغبه سبابهم وكذلك تتهمون زوج النبى صلى الله عليه وسلم بالزنا وهى الطاهره العفيفه ويأبى الله الا ان يدافع عن الذين امنوا فانتم وهذا واقعكم تزنون وتنجبون من الزنا ماالله به عليم بتحليلكم نكاح المتعه فاعتبروا ياأولى الابصار.
    -----

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    من شبهاتهم:
    قالوا :فرار الصحابه من الزحف يوم احد ويوم حنين والفرار من الزحف من الموبقات قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا)
    وقوله تعالى :( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)فكي يؤتمن مثل هؤلاء على الشرع او تكون لهم ولايه؟

    قلت :جهل هؤلاء الاقزام ان الله سبحانه وتعالى عقب فى نفس الايات بالمغفره ففى يوم احد :
    قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
    فعفا الله عنهم والذين فى قلوبهم مرض لايرون عفوا الله بل يكذبون قول الله .
    قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِيَ عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ جفوتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عثمانَ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَبْلِغْهُ أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْن -قَالَ عَاصِمٌ: يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ-وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنة عُمَرَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَخَبر ذَلِكَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْن فَكَيْفَ يعَيرني بذَنْب قَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} وَأَمَّا قولُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رقَيَّة بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ فَقَدْ شهِد. وَأَمَّا قَوْلُهُ: "إِنِّي لَمْ أَتْرُكْ سنَّة عُمَرَ" فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا وَلَا هُوَ، فَأْتِهِ فَحَدِّثْهُ بذلك .
    قلت:ويوم حنين انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ،ولايكون ذلك الا بعد العفو والغفران،وقد ثبت مع النبى صلى الله عليه وسلم ثمانون رجلا منهم ابو بكر وعمر ، فعند بيان الحق يود الذين فى قلوبهم مرض لو تسوى بهم الارض ولايكتمون الله حديثا،قال تعالى:( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ).
    قال ابن كثير : وَثَبَتَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ قَرِيبٌ مِنْ مِائَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: ثَمَانُونَ، فَمِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَالْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَيْمَنُ بْنُ أُمِّ أَيْمَنَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ثُمَّ أَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ -وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ -أَنْ يُنَادِيَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ -يَعْنِي شَجَرَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، الَّتِي بَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ تَحْتَهَا، عَلَى أَلَّا يَفِرُّوا عَنْهُ -فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِمْ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ وَيَقُولُ تَارَةً: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا لبيك، يا لبيك، وانعطف الناس فجعلوا يتراجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ إِذَا لَمْ يُطَاوِعُهُ بَعِيرُهُ عَلَى الرُّجُوعِ، لَبِسَ دِرْعَهُ، ثُمَّ انْحَدَرَ عَنْهُ، وَأَرْسَلَهُ، وَرَجَعَ بِنَفْسِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا رَجَعَتْ شِرْذِمَةٌ مِنْهُمْ، أَمَرَهُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ (7) أَنْ يَصْدُقُوا الْحَمْلَةَ، وَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ بَعْدَمَا دَعَا رَبَّهُ وَاسْتَنْصَرَهُ ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي" ثُمَّ رَمَى الْقَوْمَ بِهَا، فَمَا بَقِيَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَصَابَهُ مِنْهَا فِي عَيْنَيْهِ وَفَمِهِ مَا شَغَلَهُ عَنِ الْقِتَالِ، ثُمَّ انْهَزَمُوا، فَاتَّبَعَ الْمُسْلِمُونَ أَقْفَاءَهُمْ يَقْتُلُونَ وَيَأْسِرُونَ، وَمَا تَرَاجَعَ بَقِيَّةُ النَّاسِ إِلَّا وَالْأُسَارَى مُجَدَّلَةٌ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    -------



    من شبهاتهم:
    استدلوا بقول النبى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يا جرير استنصت الناس ثم قال في خطبته (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) مسند الامام احمد .
    قالوا :حكم عليهم بالكفر بعده فلم يحذرهم من شيئ الا وكان ممكنا ان يحدث فيهم وقد حدث فقد استحلوا دماء بعضهم فى واقعه الجمل وصفين وقاتلوا عليا وجنده.

    قلت:التحذير من الشيئ ربما يقع وربما لايقع قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فالتحذير لايعنى وقوع المحظور وفى الحديث قال :لاترجعوا بعدى كفارا واللفظ عام للامه ولم يُفَصِّل او يُعَيِّنْ احدا فعلى ذلك يكون كل المتقاتلين كفارا لانهم ضربوا رقاب بعض ونحن وانتم لانقول بذلك أو تكون طائفه منهما كافره وهذا ماعينتموه بزعمكم ونحن لانقول بذلك .
    وانتم تستدلون بهذا الحديث من كتب اهل السنه على كفر عسكراهل الشام والصحابى الجليل معاويه رضى الله عنه وارضاه ،ولم يقل بما قلتموه احد لانه محض افتراء ،وكذب.
    قال الله تعالى:( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9))
    لم يكفر الله بالمعصيه رغم بغى وظلم احدهما ولم ينزع عنهما الايمان.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
    فسماهم الرسول مسلمين وانتم تكفرونهم ،فلماذا لم تنزلوا الكفر على رده بعض الناس بعد النبى وقتال ابى بكر والصحابه لهم ؟
    نقول :لان على رضى الله عنه كان فى الجيش الذى قاتل المرتدين واخذ من سبيهم واستولدها محمد بن الحنفيه كماهو معلوم عند الجميع ،فلو قلتم انهم كانوا على الباطل فقد شاركهم على رضى الله عنه باطلهم ، وان قلتم لم يشاركهم كذبتم ثم انتم لاترون امامه الغاصب ولانفاذ حكمه فلماذا غنم على رضى الله عنه من الغنائم اذا كان لايرى بيعتهم ؟
    ولان الروافض يبغضون الصحابه فلا بد من لى اعناق النصوص وتفسيرها على مقتضى الهوى، وقد افترضنا جدلا قبل ذلك اذا جاء ناصبى فقلب عليكم الايه فكفر عسكر العراق وجعل الحديث فيهم لانهم ايضا ضربوا رقاب اهل الشام فلا جواب عندكم يشفى وحجتكم ستكون نفس حجته .
    ثم ان على رضى الله عنه كما هو ثابت من فعله وقوله لم يسبى احدا في موقعه الجمل ،ومناظره ابن عباس للخوارج كما بينا انفا توضح ذلك جليا فقد قال لهم ابن عباس رضى الله عنه :واما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون امكم عائشه ؟اتستحلون منها ماتستحلون من غيرها وهى امكم؟ فان قلتم نستحل منها مانستحل من غيرها فقد كفرتم ،وان قلتم ليست بأمنا فقد كفرتم وقرأ قول الله تعالى:(النَّبِيّ ُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ). ثم قال لهم :فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج ؟ فرجع معه الفان او اكثر.
    فيالله العجب من الحمر الذين لايفقهون فان ابن عباس يقول بكفر من يريد سبى ام المؤمنين وكفر من يقول ليست بأم للمؤمنين .
    الاتخجل الرافضه ومن تبعها وتتوب الى الله من الكفر الصريح والطعن القبيح وتكفير الصحابه رضى الله عنهم.
    قال محمد بن سيرين : "هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف فما حضر منهم مائة بل لم يبلغوا ثلاثين ".
    وقال عمر بن عبد العزيز: "تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا نخضب بها السنتنا ".
    وانا لم نجد قولا واحدا صحيحا لعلى يكفر فيه الصحابه أويتهمهم بكتمان ايات الوصايه أوأخذهم الخلافه عنوه ولكنه حقد الرافضه السبئيه لخداع العوام منهم يوهمون اتباعهم بانهم المتحدثون بلسان ال البيت رضوان الله عليهم ، وياخذون الخمس من الناس وغير ذلك كثير،فوالله شتان بين دين محمد صلى الله عليه وسلم وبين دين الرافضه.
    ------
    من شبهاتهم:
    ان نصوص السنه مقدسه لايمكن الاجتهاد فيها سواء اكانت فى امور الدين او الدنيا كما ان الحديث لايؤخذ من الرسول فقط بل من الائمه على اساس انهم معصومون وان الامام يأتى الناس بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم،وان النبى ماجاء بشيئ الا من عند الله وليس تأيداً لرأى بشر كما فى اعتقاد اهل السنه ،مثلا نزول ايه الحجاب تأيداً لرأى صحابى بل هذا جهل من اهل السنه بالدين لان من لازم ذلك
    (ان تكون غيره صحابى على المسلمات اكثر من النبى )وهذا تنقص للنبى وباطل ،وكذلك قول أهل السنه ان الاذان سمعه صحابى فى منامه فأخبر به النبى فأقره ،فجعلوا بذلك غير النبى يشارك النبى التشريع.
    قلت: اما الدعاوى فما اكثرها وما أيسرها بلا دليل وتقديس الشيعه للنصوص هذا صحيح لكنها نصوص مراجعهم فقط فان نصوص القرأن اذا تعارضت مع اقوال علمائهم وائمتهم طعنوا فى القرأن وذلك كما مر معنا من تأليف بعضهم كتابا فى تحريف القرأن كما عند الطبرسى وغيره والتقيه عندهم من الدين وتبديل وتغير الكتب من عاداتهم وتقيتهم.
    ومارمى به هذا الشيعى اهل السنه من اعتقادهم بأن ايه الحجاب نزلت موافقه لرغبه صحابى ويلمز بذلك اهل السنه زعما(ان غيره صحابى على المسلمات اكثر من النبى )فما اظن ان يقول بهذا مسلم لان فى هذا تنقص للنبى صلى الله عليه وسلم واهل السنه يعظمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبجلونه ويعلمون انه افضل الامه وانه اتقى الامه واعبد الامه لله لكن الشيعه غايتهم الكذب والزور فانهم يجعلون منزله ائمتهم اعلى من منزله النبوه كما سمعنا من بعضهم .
    ونقول ان وافق القرأن صحابى فيما اراد من الخير والحق فهل هذا ينفى اراده المعصوم صلى الله عليه وسلم لذلك الخير والحق .
    وهل يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يُعلم امته انه ناشد ربه فى امر ما مثلا كى لاتتهمه الامه ان غيره من الناس سبقه واقترح هذا الامر ؟ااا...
    هل الصحابى اغير من الرسول صلى الله عليه وسلم حاشا وكلا
    على هذا الزعم الباطل يكون الصحابى اغير من الله حاشا لله حيث انزل الله تشريعه بناءا على طلب فلان ،فهل هذا الصحابى سبقهما عياذا بالله وتعالى الله عن قول اهل الزيع والضلال ،اراد الشيعه شين اهل السنه فلزم من تشنيعهم تنقص الرسول وتنقص الله سبحانه ،تعالى عن قولهم وظنهم.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجه الوداع عن مكه حفظها الله:والا يُعضد شوكها ولاينفر صيدها ولايلتقط لقطتها ...فقال العباس رضى الله عنه وارضاه الا الاذخر فانه لقينهم ولبيوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الاذخر .فعلى القول الباطل للرافضه ومن تبعهم سيقول القائل أكان العباس اشفق وارحم بالناس من رسول الله حاشا وكلا هذا بهتانا وتكذيبا لقول الله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
    واما كون الاذان رأه بعض الصحابه مناما ثم وافق ذلك اقرار النبى لانرى فى ذلك نقيصه فى الرساله او عيب فى التشريع لانها رؤيا وليست اقتراحا وقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ان الرؤيا الصالحه جُزءً من سبعين جُزءٍ من النبوه وقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم رؤيا الصحابى بأنها رؤيا حق.
    وموافقه بعض الصحابه لاحكام التشريع لايقدح فى التشريع والمنهج وانما يدل على الخيريه فى هذه الامه فان السنه كماعرَّفها علماء اهل السنه كل قول او فعل او تقرير للنبى وقد مر معنا ذلك فى مبحث حجيه السنه ،والتقرير ان يفعل الصحابى فعل ويعلم به النبى فلاينهاه عنه .
    أويسكت عن شيئ مع علمه به فيكون مقرا لهذا الفعل وهذا من السنه لان الله ورسوله لايقرا على باطل فلماذا العجب أيها الشيعه من هذا الامر؟ا
    ان الرافضه ترفع الائمه فوق النبى ولاضيرعندهم فيقولون أن الائمه تعلم الغيب وتتصرف فى الكون ويقولون برجوع على الى الدنيا مره اخرى ولاضير عندهم فى ذلك وان الائمه تتحكم فى الكون والرزق والحياه والممات فلا ادرى ماذا تركوا لله سبحانه .
    تعالى الله عن افكهم وكذبهم علوا كبيرا،ثم يتبجحون و يقولون اهل السنه يغالون فى الصحابه ويرفعون منازلهم ااا...
    --------
    من شبهاتهم:
    ان اهل السنه التفوا على النصوص وتصرفوا فيها بالهوى كما جاء فى متعه الحج حيث لم يقبل عمر وكره ان يحل الرجل من احرامه ويجامع زوجته ثم يعود الى المناسك فنهى عنها ، والنهى عن متعه النساء ورفض الصحابه استخلاف على ابن ابى طالب واولاده من بعده فموهوا فى قول النبى لعلى يوم الغدير (من كنت مولاه فعلى مولاه )وأوردوا لها معانى بعيده عن معنى الخلافه.

    قلت :ان اهل السنه لم يلتفوا على النصوص ولم يفعلوا فعل الشيعه بل اهل السنه والجماعه لهم قواعد واصول منضبطه بميزان الحق والعلم وتلك الضوابط والحمد لله عند اهل السنه والجماعه لايخرج عنها احد فى استدلالاته وبحوثه ،وعند اهل السنه من الصحاح مايكفى الامه فلا تحتاج امه الاسلام الى ضعيف او مكذوب كما عند الشيعه الذين ليس عندهم اسنادا فى اغلب احاديثهم وانما منقطعات وبلاغات لاتثبت بل وكذب كثير على ائمه اهل البيت.
    اما نهى عمر عن متعه الحج لم يكن على وجه التحريم بل ثبت عن عمر رضى الله عنه ان متعه الحج من السنه .
    عن مجاهد وغيره عن رجل من أهل العراق يقال له شقيق بن سلمة أبو وائل * أن رجلا من بني تغلب يقال له الصبي بن معبد وكان نصرانيا فأسلم فأقبل في أول ما حج فلبى بحج وعمرة جميعا فهو كذلك يلبي بهما جميعا فمر على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان فقال أحدهما لأنت أضل من جملك هذا فقال الصبي فلم يزل في نفسي حتى لقيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال هديت لسنة نبيك - عليه الصلاة والسلام - قال شقيق وكنت أختلف أنا ومسروق بن الأجدع إلى الصبي بن معبد نستذكره فلقد اختلفنا إليه مرارا أنا ومسروق بن الأجدع .سنن النسائى.
    وعن الأعمش ثنا شقيق حدثني الصبي بن معبد وكان رجلا من بنى تغلب * قال كنت نصرانيا فاسلمت فاجتهدت فلم آل فأهللت بحجة وعمرة فمررت بالعذيب على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان فقال أحدهما أبهما جميعا فقال له صاحبه دعه فلهو أضل من بعيره قال فكأنما بعيري على عنقي فأتيت عمر رضي الله عنه فذكرت ذلك له فقال لي عمر انهما لم يقولا شيئا هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم . مسند احمد.
    وقد ذكر الاثرم فى سننه عن عمر قال:(لو حججت لتمتعت).
    وقد ورد عن ابن عمر ان اباه لم ينهى عن متعه الحج .
    وقد قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله: وإن قدحوا في عمر لكونه نهى عنها (متعه الحج)فأبوذر كان أعظم نهيا عنها من عمر وكان يقول إن المتعة كانت خاصة بأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم يتولون أباذر ويعظمونه فإن كان الخطأ في هذه المسألة يوجب القدح فينبغي أن يقدحوا في أبي ذر وإلا فكيف يقدح في عمر دونه وعمر أفضل وأفقه وأعلم منه .(منهاج السنه).
    وهذه مسأله يسوغ فيها الخلاف الا انها عند الشيعه تصبح من المسائل التي يوالي ويعادي عليها كذبا وزورا ليوهموا عوامهم ان عمر خالف النبى والصحابه وليس كذلك فالمسأله خلافيه فليراجعها من اراد فى كتب الخلاف المذهبى.
    ثم على فرض ان خليفه المسلمين اخطأ فى اجتهاد فان ذلك لايقدح فى عدالته .
    واما قولهم ان اهل السنه لعبوا بألفاظ الاحاديث فحاولوا اثبات نهى النبى عن متعه النساء بعد اباحتها وماذلك الا لان احد كبار الصحابه نهى عنها.
    قلت اما نهى النبى عن متعه النساء بعد حلها ثلاثه ايام فلا التفاف على النص كمايزعمون .
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.(موطأ مالك).
    وعن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء عام أوطاس ثلاثة أيام ثم نهى عنها .(مسند احمد).
    وعن أبي ذر قال إنما أحلت لنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعة النساء ثلاثة أيام نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    البيهقي في سننه الكبرى .
    ونكاح المتعه من الانكحه الباطله المحرمه .
    قال ابن المنذزر رحمه الله : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة،ودل قوله: "ألا وأن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة" على أن الفسخ لا يجوز أن يقع عليه.
    وقال ابن المنذر :وممن أبطل نكاح المتعة مالك، والثوري، والشافعي، وإسحاق، وأبو ثور، وأصحاب الرأي، ولا أعلم أحداً يجيز اليوم نكاح المتعة إلا بعض الرافضة، ولا معنى لقول يخالف القائل به الكتاب والسنة.
    قلت :وقد جاء عن ابن عباس القول بأباحته للضروره وقد ثبت انكار على رضى الله عنه وغيره من الصحابه على ابن عباس فى ذلك القول .
    وثبت رجوع ابن عباس عن القول بالاباحه ورأى التحريم كالجمهور.
    وروى البيهقى عن جعفر بن محمد انه سئل عن المتعه فقال هى الزنا بعينه.
    وقد دل القرأن الكريم على تحريم مثل هذا النكاح بالنص على النكاح الحلال قال تعالى :( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7))والمتمتع بها ليست زوجه فلا توجب هذه العلاقه الميراث ولا العده فى الوفاه والطلاق الثلاث وليست بملك يمين .
    قال تعالى:(وَلْيَسْت َعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
    ولو كانت المتعه جائزه لم يأمر الله غير الواجد بالاستعفاف وكان ارشد الشرع الى متعه النساء.
    وقوله تعالى :( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ) ارشد الى نكاح الاماء لمن خشى العنت ولو كانت المتعه مباحه لكانت ايسر فلما لم يذكرها دل على عدمها وتحريمها بعد حلها.
    واستشهاد بعضهم بقول الله تعالى :( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) الايات السابقه كلها فى النكاح الصحيح والاستمتاع هنا استمتاع الزوج بزوجته اى الوطء والدخول بها فيلزمه المهر،وعلى فرض صحه استدلالهم فهو من المنسوخ بنص السنه.
    قال ابن كثير :وَقَوْلُهُ: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} أَيْ: كَمَا تَسْتَمْتِعُونَ بِهِنَّ فَآتَوْهُنَّ مُهُورَهُنَّ فِي مُقَابَلَةِ ذَلِكَ، كَقَوْلِهِ: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ (7) إِلَى بَعْضٍ} [النِّسَاءِ: 21] وَكَقَوْلِهِ {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} وكقوله [النساء:4] {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا} [البقرة: 229].
    وَقَدِ اسْتُدِلَّ بِعُمُومِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ مَشْرُوعًا فِي ابْتِدَاءِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ. وَقَدْ رُويَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَطَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ القولُ بِإِبَاحَتِهَا لِلضَّرُورَةِ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْر، والسُّدِّي يَقْرَءُونَ: "فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى فَآتَوْهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً". وَقَالَ مُجَاهِدٌ: نَزَلَتْ فِي نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، وَلَكِنَّ الْجُمْهُورَ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ، وَالْعُمْدَةُ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ .
    واما نهى عمر رضي الله عنه عن متعه النساء لان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنها وليس النهى من عند عمر ابتدأً.
    روى البيهقى فى السنن الكبرى : صعد عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها ألا و إني لا أوتى بأحد نكحها إلا رجمته .
    واننا نسمع مايدل على شناعه مثل هذا النكاح
    امرأه شيعيه تستفتى وتسأل عن حكم نكاح المتعه فى المذهب الشيعى فأفتاها المعمم بأنه حلال فاستنكرت ذلك وروت قصتها وملخصها انها امرأه تمتعت منذ زمن مع رجل وذهب الرجل الى حال سبيله وحملت المرأه من هذا الزواج ووضعت بنتا وبعد مده من الزمن كبرت البنت وذهبت للدراسه ثم تمتعت البنت مع نفس الرجل الذى تمتعت معه امها وحملت بها منه اى تمتعت مع ابيها من هذا النكاح استنكرت المرأه وقالت كيف يكون مثل هذا حلال وكيف ينكح الرجل ابنته ؟ وهذه واقعه والحوادث كثيره.
    نكاح المتعه ليس فيه عده واستبراء للرحم وهذا ضد ايات العده فى القرأن الكريم وعندهم يجوز وطأ الصغيره وتفخيذ الرضيعه ثم يتبجحون ويتهمون مجتمع الصحابه بانه كان مجتمع جنسى فاى هوس ولوث فى عقول هؤلاء المغيبين، انما سهل علماء الرافضه لعوامهم وشبابهم الزنا لانهم يخالفون الصحابه فيما ينتهجوه من الشرع.
    وذلك مثل اباحه علماء النصارى لاهل ملتهم شرب الخمر ولحم الخنزير والتبرج والزنا خارج فراش الزواج وغير ذلك ،فالرافضه يُعلمون الشباب ان المتعه من الدين بل وفى بعض فتاويهم انه قربه الى الله رب العالمين بل ويبيحون الشذوذ واتيان النساء فى الدبر امعانا فى مخالفه الحق وهيمنه على عقول عوامهم والمنتسبين لهم فما ايسر اللعب بعقول الناس والسيطره عليهم بالهوى والانحلال،فقد اتبع الشيطان بشرا كثيرا بالانحلال والهوى ،نعوذ بالله من علم لاينفع.
    ودعواهم فى حديث من كنت مولاه فعلى مولاه وقولهم ان اهل السنه اوردوا معانى بعيده عن معنى الامامه لكلمه ولى رغم وضوحها تمويها وخداعا
    نقول : الوَلْيُ: القرب والدنو، ... والوَلِيُّ: الاسم منه، والمحب والصديق، والنصير والموالاة ضد المعاداة وقال الوِلاية بالكسر السلطان و الوِلايةُ بالفتح والكسر النصرة ، وقال فيروز أبادي الوَلْيُ: القرب والدنو، . والوَلِيُّ: الاسم منه، والمحب والصديق، والنصير، وولي الشئ، وعليه وِلايَةً وَوَلايَةً أو هي المصدر وبالكسر: الخطة والإمارة والسلطان... والمَوْلَى: المالك، والعبد، والمُعْتِقُ، والمُعتَقُ، والصاحب، والابن، والعم، والنزيل، والشريك، وابن الأخت، والوَلِيُّ، والرب، والناصر، والمُنْعِمُ، والمُنْعَمُ عليه، والمحب والتابع، والصهر.
    وايضا : والوَلِيُّ : وَلِيُّ اليَتِيْمِ ونَحْوِه . والأَوْلِيَةُ : جَمْعُ الوَلِيِّ ؛ بمَنْزِلَةِ الأَوْلِيَاءِ . والوَلاَيَا : المَوَالي ، وكذلك المُوَالِيْنَ . والمَوْلى : ابْنُ العَمِّ . والمَوْلَى : الوَلِيُّ ، واللهُ تَعالى مَوْلاَه : أي وَلِيُّه. والوَلِيُّ : المَطَرُ الذي يَلي الوَسْمِيَّ ، وقيل : جَمْعُ وَلِيٍّ للأَوْلِيَاءِ ، وقيل : أكَلَتْ وَلْياً من المَطَرِ . والوَلاَيَا : القَبَائِلُ ؛ كُلُّ قَبِيْلَةٍ : وَلِيَّةٌ .

    فقد رأيت ان لفظ مولاه لاتعنى انحصار الكلمه فى معنى الولايه اى الخلافه وانما فى لغه العرب تندرج تحتها معانى كثيره ومع ذلك فلفظ الحديث فيه مقال والحديث جاء على سبب وهذا السبب بمثابه سياق لفهم نص الحديث فانه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، خَطَبَ بِمَكَانٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَرْجِعَهُ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَرِيبٍ مِنَ الْجُحْفَةِ، يُقَالُ لَهُ: غَدِيرُ خُمٍّ. فَبَيَّنَ فِيهَا فَضْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَبَرَاءَةَ عِرْضِهِ مِمَّا كَانَ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ بِأَرْضِ الْيَمَنِ، بِسَبَبِ مَا كَانَ صَدَرَ مِنْهُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَعْدِلَةِ الَّتِي ظَنَّهَا بَعْضُهُمْ جَوْرًا وَتَضْيِيقًا وَبُخْلًا، وَالصَّوَابُ كَانَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ.وكانت خطبه غدير خم فى اليوم الثامن عشر من ذى الحجه وكانت الشكوى الاولى من تسري علي بن أبي طالب رضي الله عنه بجارية من سبي اليمن قبل القسمة وشكوى للرجل الذي استخلفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الجنود القادمين من اليمن قبل الحج فأذن لهم بأن يركبوا إبل الصدقة لأن في إبلهم ضعفاً وشكوى للرجل الذي استخلفه على الجنود القادمين من اليمن قبل الحج فأذن لهم بأن يلبسوا الحلل قبل لقائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، ومن المعلوم ان ذلك كان منصرف الناس من الحج وقد انصرف باقى الناس الى قبائلهم اهل اليمن والطائف وعمان والبحرين ومفترق طرقهم قبل غدير خم ولو كان النبى يريد اعلام الناس بخلافه على لكان ذلك على اعين الناس ليكون ابلغ واعم واجدر الا يختلف الناس على امامهم بعد النبى صلى الله عليه وسلم ولكان فى خطبه الحج ابلغ واوعب.
    انما عنى النبى بالولايه هنا عكس البغض وهى المحبه لانها كانت على واقعه شكوى على فالقضيه خاصه وليست عامه .
    وقد كاتب على معاويه إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ، وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِين َ و الأنصار، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لله رضي، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْن أَوْ بِدْعَة رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ منه، فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى إتباعه غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى.
    فلماذا لم يحتج عليه بحديث الغدير وبأنه وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما احتج بالشورى والاجتماع فان احتجت الرافضه بما احتج به على فقد تركوا النص بالامامه الذى على زعمهم منزل بأسماء الخلافاء من السماء ولزمهم ان يسكتوا عن طعنهم فى اصحاب رسول الله ويتوبوا الى الله من غيهم لان الامامه كانت لابى بكر وعمر وعثمان بالاجتماع والاجماع من المسلمين،
    وألا يطعنوا فى معاويه رضى الله عنه لان الحسن ابن على رضى الله عنهما تنازل له عن الخلافه.
    قلت:والامامه التى يتغنى بها الرافضه ويجعلونها من اولى مراتب الدين بل اهم اركانه لايوجد فى كتاب الله ايه تنص عليها صراحه ولم يُذكر اسم على رضى الله عنه فى وصيه او غيرها بأحقيته الخلافه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،بل وجدنا بعد مقتل الخليفه الراشد عثمان بن عفان ظلما وعدوانا،كما حكى ابن كثير قال :عَدَلَ النَّاسُ إِلَى عَلِيٍّ فَبَايَعُوهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ عُثْمَانُ، وَقِيلَ: بَعْدَ دَفْنِهِ. وَقَدِ امْتَنَعَ عَلِيٌّ مِنْ مُبَايَعَتِهِمْ ، وَفَرَّ مِنْهُمْ إِلَى حَائِطِ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ وَامْتَنَعَ مِنْ قَبُولِ الْإِمَارَةِ حَتَّى تَكَرَّرَ قَوْلُهُمْ، فَجَاءَ النَّاسُ فَطَرَقُوا الْبَابَ وَوَلَجُوا عَلَيْهِ، وَجَاءُوا مَعَهُمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يُمْكِنُ بَقَاؤُهُ بِلَا أَمِيرٍ، وَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَجَابَ رضى الله عنه وارضاه
    قلت :ثم خطب الناس فقال : أيها الناس عن ملأ وأذن، إن هذا أمركم، ليس لأحد فيه حق إلا من أمَّرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر (أي على البيعة له) فإن شئتم قعدتُ لكم، وإلا فلا أجد على أحد.
    فلو كانت وصايه من النبى او امرا ملزما من السماء وخاص به لقال ذلك ولم يتحاشى الخلافه ولم يصرح فى خطبته بأن الامر شورى.
    وقد جاء بعض الرافضه بأحاديث مكذوبه فى خلافه على منها «أَنْتَ أَخِي وَوَارِثِي وَخَلِيفَتِي وَخَيْرُ مَنْ أُمِّرَ بَعْدِي» ".قال ابن كثير :وَهَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ مُخَالِفٌ لِمَا ثَبَتَ فِي " الصِّحَاحِ " وَغَيْرِهِمَا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    وَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَنِ الْأَمْرِ بَعْدَهُ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُ، فَإِنَّهُ إِنْ مَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ أَبَدًا. وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ الصَّرِيحَةُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُوصِ إِلَيْهِ وَلَا إِلَى غَيْرِهِ بِالْخِلَافَةِ، بَلْ لَوَّحَ بِذِكْرِ الصِّدِّيقِ، وَأَشَارَ إِشَارَةً مُفْهِمَةً ظَاهِرَةً جِدًّا إِلَيْهِ.
    (البدايه والنهايه)
    وقال عالم الشيعه النورى الطبرسى : لم يصرح النبي لعلي بالخلافة من بعده في يوم غدير خم وانما أشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معانٍ
    يُحتاج إلى تعيين ماالمقصود منها إلى قرائن .فصل الخطاب ص 205 و 206
    فترجيح اهل السنه لمعنى المحبه والنصر وليس للخلافه لقرائن .
    ففى بعض طرق الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل بريدة رضي الله عنه أتبغض علياً؟قال : نعم,فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من كنت مولاه فعلي مولاه(قال بريدة: فما كان من الناس أحد بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ من عليٍّ . رواه الترمذى.
    وجاء فى الحديث ايضا (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) وهذه الالفاظ وغيرها مما ينصر قول اهل السنه ويرجح فهمهم .
    كذلك قول النبى من كنت مولاه لم يقل فعلى بعدى مولاه وكان الامر فى حياه النبى صلى الله عليه وسلم اليه خاصه لم يشاركه احد فى الامامه وانما كانت الشورى وحسب.
    روى البيهقى فى الاعتقاد بسنده عن فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ، وَسَأَلَهُ، رَجُلٌ، أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» ، قَالَ لِي: بَلَى وَاللَّهِ لَوْ يَعْنِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِمَارَةَ وَالسُّلْطَانَ لَأَفْصَحَ لَهُمْ بِذَلِكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَنْصَحَ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا وَلِيُّ أَمْرِكِمْ وَالْقَائِمُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ اختَارَ عَلِيًّا لِهَذَا الْأَمْرِ وَجَعَلَهُ الْقَائمَ بِهِ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ تَرَكَ عَلِيٌّ مَا أَمَرَ اللَّهُ [ص:356] وَرَسُولُهُ لَكانَ عَلِيٌّ أَوَّلَ مِنْ تَرَكَ أَمْرَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ».
    وَرَوَاهُ شَبَابَةُ بْنُ سِوَارٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ أَخَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَهُوَ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَتَولَّاهُمْ، فَذَكَرَ قِصَّةً ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا يَقُولونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اختَارَ عَلِيًّا لِهَذَا الْأَمْرِ وَللقيَامِ بِهِ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عيهُ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لِأَعْظَمَ النَّاسِ خَطِيَّةً وَجُرْمًا فِي ذَلِكَ؛ إِذْ تَرَكَ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَمَرَهُ أَوْ يَعْذِرُ فِيهِ إِلَى النَّاسِ قَالَ: فَقَالَ الرَّافِضِيُّ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: مِنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ يَعْنِي بِذَلِكَ الْإِمْرَةَ وَالسُّلْطَانَ وَالْقِيَامَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَهُ لِأَفْصَحَ لَهُمْ بِذَلِكَ كَمَا أَفْصَحَ لَهُمْ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَلقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا وَلِيُّ أَمْرِكُمْ مِنْ بَعْدِي فَاسْمعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا فَمَا كَانَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا شَيْءٌ فَإِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    وَأَمَّا حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَ عَلِيًّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمنْزلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» . وَفِي رِوَايَةٍ: «مَعِي» ، فَإِنَّهُ لَا يَعْنِي بِهِ استخلَافَهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ استخلَافَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ كَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَى هَارُونَ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى الطُّورِ، وَكَيْفَ يَكُونُ الْمُرَادُ [ص:357] بهُ الْخِلَافَةَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقَدْ مَاتَ هَارُونُ قَبْلَ مُوسَى، ثُمَّ الْجَوَابُ عَنْ هَذَا وَعَنْ جَمِيعِ مَا رُوِيَ فِي مَعْنَاهُ مَا رُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ تَنْزِيهِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ كِتْمَانِ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكذَلِكَ قَالْهُ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَإِنَّا رُوِّينَا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ مَقْهورًا وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِأُمُورٍ لَمْ يُنَفِّذْهَا فَكَفَى ازْدِرَاءً عَلَى عَلِيٍّ وَمَنْقَصَةً بِأَنْ يَزْعُمَ قَوْمٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بأَمْرٍ فَلَمْ يُنَفِّذْهُ وَقَدِ اعْتَرَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ أَحَدًا بَعْدَ وَفَاتِهِ .
    عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَخْلِفَ، وَلَكِنْ إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِالنَّاسِ خُيْرًا جَمَعَهُمْ عَلَى خَيْرِهِمْ كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْرِهِمْ
    وعَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَينَا فِي هَذِهِ الْإِمَارَةِ شَيْئًا حَتَّى رَأَيْنَا مِنَ الرَّأْيِ أَنْ نَسْتَخْلِفَ أَبَا بَكْرٍ فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَأَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينَ بِجِرَانِهِ، ثُمَّ إِنَّ أَقْوَامًا طَلَبُوا هَذِهِ الدُّنْيَا فَكَانَتْ أُمُورٌ يَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ.
    وعَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَينَا عَهْدًا فِي الْإِمَارَةِ نَأْخُذُ بِهِ وَلَكِنَّهُ رَأْيٌ رَأَيْنَاهُ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَأَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينَ بِجِرَانِهِ.
    وعَنِ الْحَكَمِ بْنِ جَحْلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: أَلَا لَا يُفَضِّلْنِي أَحَدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا أُوتَى بِأَحَدٍ فَضَّلَنِي عَلَيْهِمَا إِلَّا جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي.
    وعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَقَالَا لِي: يَا سَالِمُ تَوَلَّاهُمَا وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا فَإِنهمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدًى، قَالَ سَالِمُ: وَقَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ؟ أَبُو بَكْرٍ جَدٍّي لَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلَّاهمَا وَأَبْرأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا.
    .
    وعن سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْبَصْرَةَ فِي إِثْرِ طَلْحَةَ وَأَصحَابِهِ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّا، وَابْنُ عَبَّادٍ فَقَالَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا أَوَصِيَّةٌ أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الْأُمَّةُ وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا؟ فَقَالَ: مَا أَكونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتَ فَجْأَةٍ وَلَا قُتِلَ قَتْلًا وَلقَدْ مَكَثَ فِي مَرَضِهِ كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فُيُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ فَيَقُولُ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ لِيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَلقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ يَرَى مَكَانِي، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ حَتَّى عَرَّضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذْ قَامَ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، قَالَ لَهَا: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ أَمْرَ دِينِهِمْ فَوَلُّوهُ أَمْرَ دُنيَاهِمْ فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعَتْهُ مَعَهُمْ فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ لِجَعَلَهَا لِوَلَدِهِ فَأَشَارَ بعُمَرَ وَلَمْ يَأْلُ فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ لِجَعَلَهَا لِوَلَدِهِ وَكَرِهَ أَنْ يَنْتَخِبَ مِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَجُلًا فَيُوَلَّيِهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ فَلَا يَكُونُ فِيهِ إِسَاءَةٌ لِمَنْ بَعْدَهُ إِلَّا لَحِقَتْ عُمَرَ فِي قَبْرِهِ فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً أَنَا فِيهِمْ لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلًا مِنَّا فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَوَاثِيقَنَا عَلَى أَنْ يَخْتَارَ مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلًا فُيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ فَبَايَعَهُ وَلقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي فَبَايَعْتُ وَسَلَّمْتُ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا الرِّبْقَةُ الَّتِي كَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي عُنُقِي قَدِ انْحَلَّتْ وَإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ قَدْ وَفَيْتُ بِهِ، وَإِذَا أَنَا برَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَ لِأَحَدٍ عندي دَعْوَى وَلَا طَلَبٌ فَوَثَبَ فِيهَا مِنْ لَيْسَ مِثْلي - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ - لَا قَرَابَتُهُ كَقَرَابَتِي وَلَا عِلْمُهُ كَعِلْمِي وَلَا سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي، وَكُنْتُ أَحَقَّ بِهَا مِنْهُ، قَالِا: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا، عَنْ قِتَالَكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ - يَعْنِيَانِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ - صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ وَصَاحبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ وَصَاحبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ، قَالَ: بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ.
    سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ أَبَا الطَّيِّبِ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصُّعْلُوكِيَّ وَهُوَ يَذْكُرُ مَا يَجْمَعُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَنَاقِبِهِ وَمَزَايَاهُ وَمَحَاسِنِهِ وَدلَالِاتِ صِدْقِهِ وَقوَّةِ دِينِهِ وَصِحَّةِ بَيْعَتِهِ، قَالَ: وَمِنْ كِبَارِهَا أَنَّهُ لَمْ يَدَعْ ذِكْرَ مَا عَرَضَ لَهُ فِيمَا أَجْرَى إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَإِنْ كَانَ يسيرًا حَتَّى قَالَ: وَلقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ، وَفِي ذَلِكَ مَا يُوَضِّحُ أَنَّهُ لَوْ عَرَضَ لَهُ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ شَيْءٌ، وَاخْتَلَفَ لَهُ فِيهِ سِرٌّ وَعَلَنٌ لَبَيَّنَهُ بِصَرِيحٍ أَوْ نَبَّهُ عَلَيْهِ بِتَعْرِيضٍ كَمَا فَعَلَ فِيمَا عَرَضَ لَهُ عِنْدَ فِعْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا فَعَلَ قَالَ الشَّيْخُ: وَكَانَ السَّبَبُ فِي قِتَالِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ عَلِيًّا أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ صَوَّرَ لَهُمَا أَنَّ عَلِيًّا كَانَ رَاضِيًا بِقَتْلِ عُثْمَانَ فَذَهَبَا إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَمَلَاهَا عَلَى الْخُرُوجِ فِي طَلَبِ دَمِ عُثْمَانَ وَالْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ بِتَخْليَةِ عَلِيٍّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ فَجَرَى الشَّيْطَانُ بَيْنَ الْفرِيقَيْنِ حَتَّى اقْتَتَلوا ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَتَابَ أَكْثَرُهُمْ فَكَانَتْ عَائِشَةُ تقَوْلُ: وَدَدْتُ أَنِّي كُنْتُ ثَكَلْتُ عَشَرَةً مِثْلَ وَلَدِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَأَنِّي لَمْ أَسْرِ مَسِيرِي الَّذِي سِرْتُ، وَرُوِيَ أَنَّهَا مَا ذَكَرَتْ مَسِيرَهَا قَطُّ إِلَّا بَكَتْ حَتَّى تَبِلَّ خِمَارَهَا وَتقَوْلُ: يَا لِيتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
    وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكونَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرِرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47].
    ومن العجيب اخى المسلم انك تجد اهل السنه والجماعه يمتزون برواياتهم عن ال بيت النبى صلى الله عليه وسلم فانظر الى عدد احاديث على بن ابى طالب والحسن والحسين وغيرهم قد تتبع ائمه أهل السنه احاديثهم عن النبى واقوالهم اما الشيعه فأين مرويات على والحسن والحسين عندهم فمن المعلوم ان من يشايع احدا ويحبه ويجله يقتفى اثره ويروى كلامه كله فاين فى كتب الشيعه؟ لاتجد الا بلاغات وانقطاعات لاتثبت باعتراف ائمتهم واصحاب كتبهم ،او الاف مؤلفه مكذوبه كما روى الجعفى سبعون الف حديثا
    روى الكشّي في معرفة أخبار الرجال عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ، فقال : ما رأيته عند أبي قطّ إلا مرة واحدة ، وما دَخَل عليّ قطّ ..
    في رجال الكشي عن الإمام الصادق أنه قال في حقّ زرارة : زرارة شرّ من اليهود والنصارى !
    والامام الحسن ابن على رضى الله عنهما على زعم الشيعه من ائمه ال البيت المعصومين لكنهم لايذكرونه فى احاديثهم ومجالسهم بل جل ذكرهم للحسين لان الحسن تنازل عن الامامه لمعاويه رضى الله عن الجميع بل ويتنقصونه ولايذكرون الامامه فى احدا من نسله انما الحظوه عندهم للحسين رضى الله عنه رغم ان الحسن والحسين ابناء على رضى الله عن الجميع.


    ان الصحابه رضى الله عنهم عدول ولانقول بعصمتهم وقد وقع من بعضهم بعض الزلات لكن لهم من الاعمال والسبق ماليس لغيرهم ،
    فكما حدث لحاطب ابن ابى بلتعه فى حياه النبى صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكه فى الكتاب الذى كتبه لقريش،وقول عُمَرُ دَعْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ « إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ».
    قلت:سبحان الله لايؤاخذهم الله ورسوله ولم ينقض عدالتهم بل ايضا شهد لحاطب بالجنه ،فعن أم مبشر قالت جاء غلام حاطب الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال * والله لا يدخل حاطب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت انه شهد بدرا والحديبية. الطبرانى فى المعجم الكبير.
    قلت :ان هذا الحكم الالهى بالعفو والمغفره لمن شهد بدراً يستلزم امران احدهما استدامه ذلك الامر وهو العفو والمغفره وعدم نقضهما وتأكيد ذلك بقوله اعملوا ماشئتم .
    والثانى عصمتهم من خرق هذا العفو بكفر او رده وتوفيقهم للتوبه وعدم اقتحام المهلكات.
    وهذا واضح جلى لمن امعن النظر وطلب الحق اما الذين فى قلوبهم مرض فأمعنوا فى مخالفه قول الله ورسوله وطعنوا على اقوال الرسول وردوها وكفَّروا اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وفيهم من شهد بدرا والحديبيه ، بل ويتقربون الى الله زورا وبهتانا بسبهم .
    فانظر ايها المسلم الكريم كيف لعب الهوى بعقول هؤلاء المعاندين المارقين وكيف تم حشوا روؤسهم بأفكار مسمومه وقصص سبئيه مكذوبه .
    ليصدقوا كل ناعق مشوه الفكر وجاهل ،وعندهم ميزان العلم والعقل لو ينظروا به الى الكتاب الكريم والى النقل الصحيح من سنه النبى الامين وتجردوا من الهوى والغل والحسد ولو فعلوا ذلك لظهر لهم الحق جليا بأذن الله تعالى.
    الاحاديث النبويه الصحيحه فى فضائل الصحابه كثيره جدا ولايتسع المقام لذكرمناقب الصحابه جميعا فمن اراد الاستزاده فليرجع الى ابواب المناقب فى الصحيحين وغيرهما من كتب السنه المعتمده ففيها الكفايه والحمد لله........

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    الاجماع على عداله الصحابه
    اجمعت الامه على عداله الصحابه رضى الله عنهم جميعا.
    قال الخطيب فى الكفايه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ: «إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ أَصْحَابِي فَجَعَلَهُمْ أَصْهَارِي , وَجَعَلَهُمْ أَنْصَارِي , وَإِنَّهُ سَيَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَنْتَقِصُونَهُ مْ , أَلَا فَلَا تُنَاكِحُوهُمْ , أَلَا فَلَا تَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ , أَلَا فَلَا تُصَلُّوا مَعَهُمْ , أَلَا فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ عَلَيْهِمْ , حَلَّتِ اللَّعْنَةُ» وَالْأَخْبَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى تَتَّسِعُ , وَكُلُّهَا مُطَابِقَةٌ لِمَا وَرَدَ فِي نَصِّ الْقُرْآنِ , وَجَمِيعُ ذَلِكَ يَقْتَضِي طَهَارَةَ الصَّحَابَةِ , وَالْقَطْعَ عَلَى تَعْدِيلِهِمْ وَنَزَاهَتِهِمْ , فَلَا يَحْتَاجُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مَعَ تَعْدِيلِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ الْمُطَّلِعِ عَلَى بَوَاطِنِهِمْ إِلَى تَعْدِيلِ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ لَهُمْ , فَهُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ إِلَّا أَنْ يَثْبُتَ عَلَى أَحَدِهِمْ ارْتِكَابُ مَا لَا يَحْتَمِلُ إِلَّا قَصْدَ الْمَعْصِيَةِ , وَالْخُرُوجِ مِنْ بَابِ التَّأْوِيلِ , فَيُحْكَمُ بِسُقُوطِ عَدَالَتِهِ , وَقَدْ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ , وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ عَنْهُ , عَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَرِدْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ فِيهِمْ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ لَأَوْجَبَتِ الْحَالُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا , مِنَ الْهِجْرَةِ , وَالْجِهَادِ , وَالنُّصْرَةِ , وَبَذْلِ الْمُهَجِ وَالْأَمْوَالِ , وَقَتْلِ الْآبَاءِ وَالْأَوْلَادِ , وَالْمُنَاصَحَة ِ فِي الدِّينِ , وَقُوَّةِ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ - الْقَطْعَ عَلَى عَدَالَتِهِمْ وَالِاعْتِقَادَ لِنَزَاهَتِهِمْ , وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُعَدَّلِينَ وَالْمُزَكَّيْن َ الَّذِينَ يَجِيؤُنَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَبَدَ الْآبِدِينَ. هَذَا مَذْهَبُ كَافَّةِ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ.
    وقال ابن الصلاح فى مقدمته : لِلصَّحَابَةِ بأسْرِهِمْ خَصِيْصَةٌ، وهيَ أنَّهُ لا يُسْألُ عَنْ عَدَالَةِ أحَدٍ مِنْهُم، بلْ ذَلِكَ أمرٌ مفروغٌ منهُ لِكَوْنِهِمْ عَلَى الإطْلاقِ مُعَدَّلِيْنَ بِنُصُوصِ الكِتابِ والسُّنَّةِ وإجْماعِ مَنْ يُعْتَدُّ بهِ في الإجماعِ مِنَ الأمَّةِ.
    قلت :والطاعنين فى عداله الصحابه او فى جلهم شبهاتهم داحضه لانهم قوم لايفقهون فقد زاغت قلوبهم وتاهت عقولهم وحملهم البغض والحسد على قبول كذب الكذابين ولاعجب ان يكذبوا على الصحابه فقد كذَّبوا كلام الله ووضعوا احاديث مكذوبه على النبى صلى الله عليه وسلم.
    فالمسلم لابد وان يكون سليم الصدر لاخوانه وان يلتمس العذر لهم فيما اخطأو فيه فمشهد غيبه الله عنه فليحمد الله تعالى ولا يجتر الباطل .
    واما ان يصادف الهوى والزيغ قلوبا تسمع الاكذوبات وتصدق الخرافات فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
    -----

    بعد كل هذه الايات والاحاديث الشريفه والحجج نقول لكل الطاعنين والكذابين ماذا بعد الحق الا الضلال. اللهم انا نبرء اليك من كل من سب اوافترى على اصحاب نبيك صلى الله عليه وسلم .
    والحمد لله رب العالمين.

    بتصرف من كتاب فيض الكريم برد شبهات عن سنه النبى الكريم

    *******

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    جزاك الله خيرًا
    عودًا حميدًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    الشكر موصول لكل الاعضاء الكرام ومشايخنا الاجلاء ...
    اول الامر كان التنسيق سيئا جدا لانى اخذت الموضوع من ملتقى اهل الحديث ثم لصقته هنا فكان ثمه خطأ ولم اعلم كيف ازيله
    والحمد لله اعتقد المشرف المحترم ابو البراء نسق الموضوع فله الشكر .
    نرجوا منكم الدعاء فنحن بحمد الله وكرمه نرجوا رحمته وفرجه وكشف الكرب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: عداله الصحابه-كتاب السنه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الصديق مشاهدة المشاركة
    الشكر موصول لكل الاعضاء الكرام ومشايخنا الاجلاء ...
    اول الامر كان التنسيق سيئا جدا لانى اخذت الموضوع من ملتقى اهل الحديث ثم لصقته هنا فكان ثمه خطأ ولم اعلم كيف ازيله
    والحمد لله اعتقد المشرف المحترم ابو البراء نسق الموضوع فله الشكر .
    نرجوا منكم الدعاء فنحن بحمد الله وكرمه نرجوا رحمته وفرجه وكشف الكرب
    آمين، وفيك بارك الله.
    في الحقيقة لست أنا من نسقه. جزى الله خيرًا من فعلها.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •