تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 4 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 80 من 130

الموضوع: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    تسجيل انتظار..خاصة ما وعد به الشيخ من تفنيد نسبة كتاب المواقف نسأل الله ان ييسر له أموره

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الإخوة الكرام علمنا من مصادر موثوقة أن الدكتور خلدون
    اعتقل في دمشق الأسبوع الماضي
    وكانت أجهزة الأمن قد اقتحمت بيته قبل شهر ونصف
    وصادرت جميع كتبه وأوراقه وحاسوبه العادي والمحمول ... إلخ
    وكل ذلك بسبب التقارير التي رفعت عنه بسبب كتابه عن الجفري
    فنرجو له الدعاء بالفرج العاجل
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    اللهم اكشف كرب الشيخ خلدون .
    و فك اسره ، و فرج عنه همَّه .
    و لا حول و لا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  4. #64

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيب مشاهدة المشاركة
    الإخوة الكرام علمنا من مصادر موثوقة أن الدكتور خلدون
    اعتقل في دمشق الأسبوع الماضي
    وكانت أجهزة الأمن قد اقتحمت بيته قبل شهر ونصف
    وصادرت جميع كتبه وأوراقه وحاسوبه العادي والمحمول ... إلخ
    وكل ذلك بسبب التقارير التي رفعت عنه بسبب كتابه عن الجفري
    فنرجو له الدعاء بالفرج العاجل
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    هذه هي الصوفية !!!!!!!!!!!!!!
    ما عرفنا منهم إلا الإيذاء في جميع البلاد ونقول للجفري وبني نحلته :
    عاشت الصوفية

  5. #65

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك مشاهدة المشاركة
    اللهم اكشف كرب الشيخ خلدون .
    و فك اسره ، و فرج عنه همَّه .
    و لا حول و لا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم .

    اللهم آمين

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك مشاهدة المشاركة
    اللهم اكشف كرب الشيخ خلدون .
    و فك اسره ، و فرج عنه همَّه .
    و لا حول و لا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم .
    آمين و بارك الله فيك شيخ محمد لو يبقى التثبيت حتي يعود الشيخ الينا سالما غانما

  7. #67

    Exclamation رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    أيها الإخوة والأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسأل الله تعالى أن يبارك لنا جميعًا في شهرنا هذا ، وأسأله تعالى أن يجعلنا في المقبولين
    وأسأله تباركت أسماؤه أن يثبتنا بقوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يفرغ علينا صبرا
    بعد هذا الانقطاع الذي قُدّر عليّ ، سأعود إن شاء الله لنشر تتمة الحلقات التي بدأتها في رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر الجزائري ، في أقرب وقت.
    وأشكر جميع الإخوة على مشاركاتهم ودعائهم واهتمامهم.

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    يعاد تثبيته ترقبًا لمشاركاتكم الجديدة.. وفقكم الله
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الحمد لله على عودتكم ، بارك الله فيكم ...

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الحمدلله على عودتكم سالمين شيخنا الكريم .
    جمع الله لكم بين الاجر و السلامة و العافية .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  11. #71

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله على سلامتكم شيخنا الكريم وبارك الله فيكم

  12. #72
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الحمد لله على عودتكم شيخنا الكريم

  13. #73
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الحد لله على عودة شيخنا بالسلامة ,أسأل الله أن يجعل ما لاقاه في ميزان أعماله وأن ينفعنا بعلمه .
    الجيرودي

  14. #74

    Exclamation رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    السلام عليكم ورحمة الله ، أشكر جميع الإخوة على لطفهم وترحيبهم ، وإليكم الحلقة الثامنة.


    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحلقة الثامنة

    انتقل الأخ محمد مبارك في مقاله (فك الشفرة) بعد كل تلك المقدمات عن تصوف الأمير وتقديس ابن عربي وغيره ، إلى الحديث عن ابن عربي ذاته . ولا يهمني الآن ما ذكره الأخ الكاتب عن ابن عربي فليس هو موضوع بحثي ؛ وكلُّ كلامٍ صدر من ابن عربي أو غيره ، فيه مخالفة للشريعة أو استخفاف بأصول الدين وقطعيّاته فهو مردود ومرفوض ، وأما شخص ابن عربي فقد تحدّث عنه علماء الإسلام الأثبات المعاصرين له أمثال الإمام العز ابن عبد السلام ، ومن جاء بعدهم ، وقد أوردتُ بعضًا من كلامهم في كتابي [إلى أين أيها الحبيب الجفري؟!]، ولكن الذي يهمني هو النتيجة التي خرج بها الكاتب بعد حديثه عن ابن عربي .
    لقد استنتج أن عقيدة وحدة الوجود عند ابن عربي تصحح عقيدة وحدة الأديان التي يكثر الحديث عنها اليوم وتتلاقى مع الماسونية!
    وطبعًا هذا كلام غير دقيق . والكاتب لم يفرّق بين هذه المسميات في مقاله ، لذلك نجد أنها متداخلة، والقارئ سيفهم أن الحلول يقابل وحدة الوجود ، ووحدة الوجود تقابل الماسونية ، والماسونية تقابل وحدة الأديان ، ووحدة الأديان تقابل وحدة الوجود!
    نعم إنّ بعض هذه المسميات يتقاطع مع بعضها الآخر في جزء من الأجزاء من الناحية الفلسفية ولكن ليس ضمن المفاهيم المستقرّة اليوم والتي يجري التعامل مع تلك المسميات وفقًا لها.
    يقول الكاتب: ((ونظرية وحدة الوجود تقول بأن الله عز و جل موجود ـ و العياذ بالله ـ في كل مكان ، و بذلك تصحِّح نظرية وحدة الأديان الذي أسماه ابن عربي (دين الحب) أيما تصحيح ، بحيث تنضوي تحته كل عقيدة)).انتهى
    تعريف وحدة الوجود عند الكاتب غير دقيق! وما ذكره هو عقيدة ومذهب الجهميّة!
    وأنا لا أريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع حتى لا نشتت القرّاء ولكن سأنبّه على أشياء منه .
    أولاً ، الحلول: ((مذهبٌ يعتقد أصحابه أنّ الله تعالى حالٌّ في كل شيء ، وفي كل جزء من كل شيء متحدٌ به ، حتى صار يصح أن يطلق على كل شيء أنه الله ، تغليبًا للاهوت على الناسوت.
    والعقيدة الحلولية نجدها عند فرقة من المتصوّفة ، وهي ليس وقفًا عليهم ، وإنما لها جذورها في الديانات المجوسية والهندية واليهودية والنصرانيّة . فاليعاقبة ، من النصارى القائلين بحلول الله سبحانه في جسد المسيح عليه السلام:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72]
    وعقيدة الحلول الموجودة عند المتصوفة تخالف المعتقدات الإسلامية ؛ لأنهم يقصدون بها أن روح الله تعالى حلّت في بعض الأجسام التي اصطفاها واختارها ، فانقلبت هذه الأجسام البشرية إلى آلهة تسير على الأرض وتعيش بين الناس.
    أشهر القائلين بالحلول (الحلاّج) ، وقد شرح عقيدة الحلول بقوله:"مَنْ هذَّبَ نفسه في الطاعة ، وصبر على اللذات والشهوات ، ارتقى إلى مقام المقرّبين ، ثم لا يزال يصفو ويرتقي في درجات المصافاة حتى يصفو عن البشرية ، فإذا لم يبق فيه من البشرية حظّ حلَّ فيه روح الإله الذي حلَّ في عيسى ابن مريم ، ولم يُرِدْ حينئذ شيئًا إلاّ كان كما أراد ، وكان جميع فعله فعل الله تعالى"
    وكذلك (أبو يزيد البسطامي) ، فقد روي عنه أنه دخل مدينة فتبعه فيها خلقٌ كثير ، فالتفت إليهم وقال :{إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدون}. فقال الناس: "جُنَّ أبو يزيد" وتركوه.
    وتُشبه عقيدة الحلول عند المتصوفة عقيدة التجلّي ، إذ يكون فيها تجلي الذات الإلهية باسمٍ أو صفة. يقول (عبد الكريم الجيلي):"ومنهم من تجلّى الله عليه بصفة السمع ، فيسمع نُطقَ الجمادات والنباتات والحيوانات وكلام الملائكة واختلاف اللغات... وفي هذا التجلّي سمعتُ علم الرحمانية من الرحمن ، فتعلمت قراءة القرآن ، فكنتُ الرطل وكان الميزان ، وهذا لا يفهمه إلاّ أهل القرآن"
    من أشهر الفرق القائلة بالحلول ، الحلاّجيّة والعذاقرة ، إذ تعتقد الأولى أنّ روح الله حلّت في الحلاّج، والأخرى أنها حلّت في محمد بن السلمقاني الملقّب بأبي العذاقرة.
    وقد أفتى الفقهاء بكفر هذه الفرق ، وقالوا إنّ غايتها إفساد عقيدة التوحيد عند المسلمين ، فالله مُنَزَّهٌ عن أن يحلَّ بشيء أو يحل به شيء)).انتهى[الموسوعة الإسلامية الميسّرة 5/936]

    ثانيًا ؛ إنّ وحدة الوجود: (مذهب فلسفي يوحِّد بين الله والعالم ،ولا يُقِر إلاّ بوجود واحد هو الله ، وكل ما عداه أعراضٌ له . وقد نشأت هذه الفكرة عن أصل ديني صدر عن البراهمة ، وعن آراء علميّة ترمي إلى تفسير التغير والثبوت في العالم ، وقد قال هذا إكسانوفان والرّواقيون ، وظهر في الأفلاطونيّة الحديثة والفلسفة الحديثة إذ مَثّله سبينوزا ، وتجلّت آثاره في مثاليّة نيتشه وهيغل.
    أمّا المسلمون فقد ظهر هذا المذهب بتوضيح جديد عندهم ، ذكره الشيخ محيي الدين ابن عربي وابن سبعين وسواهما ، وقد حاولوا شرحه بما لا يناقض عقيدتهم ، فصعب الأمر ، ووقعوا في إشكالات عجزوا عن تأييدها . ولذا جاء غير هؤلاء ليتحدّث عن وحدة الشهود بديلاً عن وحدة الوجود ، بأن يُشاهد العارف هذه الحقيقة (وحدة الوجود) في ذات الله سبحانه وتعالى ، واتفق الجميع على ضرورة التركيز على وحدة المعبود ، وهذا الأسلم والأوضح ، وقد دعا إلى هذا الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام)).انتهى[الموسوعة الإسلاميّة الميسّرة 10/2194]
    وأقول: إن وحدة الوجود هي عقيدة ونظرية ظهرت قبل الإسلام وكان يقول بها كثير من الفلاسفة ، والمصيبة الكبرى أن الذين خاضوا في الفلسفة من الصوفية اعتمدوا هذه النظرية . وبدأت هذه النظرية عندما ظنّ الفلاسفة أن الإله ـ الذي أثبتوا وحدانيّته بدايةً ـ لمّا أراد أن يوجد الخلق أوجَدَه من ذاته أي فصله عن ذاته ، فالخلق كلّه جزء من الإله!! وهكذا راحت تكبر هذه النظرية وتحوّل الفلاسفة المثبتون للوحدانية بالأمس إلى ملاحدة ومشركين . وهذه النظرية لا ترى وجودًا لشيء اسمه أديان أصلاً .فهي لا تثبت ربًا ولا تثبت عبدًا فالكل واحد!! (والعياذ بالله)

    ثالثًا ، وأما وحدة الأديان فالمعروف أن أصحاب هذه الدعوة اليوم يزعمون أنّ جميع الأديان متفقة على الجوهر والكل يعبد الإله الواحد ، فلا داعي للتصادم بين أهل تلك الأديان ، وعليهم أن يتعايشوا وينسوا الفوارق بينهم ليحيوا بسلام. وهم لا ينطلقون من مفهوم وحدة الوجود أبدًا ، وأصحاب هذه الدعوة اليوم يتمثلون في بعض الجمعيات الاجتماعية والإنسانية الموجودة في أوربة.

    رابعًا ، إن وحدة الوجود ووحدة الأديان لا علاقة لها بالحلول والاتحاد. الذي هو حلول الإله في مخلوقاته واتحاده معها! (عياذًا بالله)

    خامسًا ، إنّ الماسونية التي اتخذ المجمع الفقهي الإسلامي قراره الشرعي حولها في دورته 15/7/1978م =10/شعبان/1398هـ ، كما جاء في البند السابع لقرار المجمع هي:"في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ، ويهودية الإدارة العليا العالمية السرية ، وصهيونية النشاط".انتهى
    والكل بات يعلم اليوم أنها دعوة لمحو الدين الإسلامي والديانة المسيحية وجعل الديانة اليهودية هي الوحيدة التي تحكم العالم ، فالشعب اليهودي هو الذي يمثل الإنسان الكامل وهو الوحيد الذي يستحق الحياة ، وأما ما سواه فهم خدم أو بهائم! ولذلك هم يسعون لإعادة بناء هيكل سليمان فوق كامل المسجد الأقصى. إذن فهم لا يقولون بوحدة الأديان أبدًا ، ولا شأن لهم بوحدة الوجود ، وإنما هم يهودٌ فحسب يؤمنون بكتبهم التي وضعوها وبنبوآتهم ، وينتظرون مليكهم الأعور الدجال! ومن هذه الحيثية (أي الديانة اليهودية) يكون لعقيدة الحلول مدخلٌ في الماسونية ، لا لكونها تدعوا للقضاء على الأديان الأخرى وإنما لأن العقيدة اليهودية فيها مفهوم حلول الرب في العبد!
    هذه أهم التعاريف باختصار وإجمال.
    ولنرجع إلى ما يقوله الكاتب :"و بالتالي فإن الوجودية والماسونية يدوران في فلكٍ واحد ".انتهى
    لقد أورد الكاتب بدايةً خلال حديثه عن ابن عربي أقوالاً له تثبت اعتقاده بوحدة الوجود ، ثم استنتج أن وحدة الوجود والماسونية يدوران في فلك واحد .
    وقد تبيّن لكم الفرق الكبير بين نظرية وحدة الوجود وبين الماسونية ، فالربط بينهما بعيد وغير مقبول!
    يقول الكاتب : ((و بالتالي فإن الوجودية و الماسونية يدوران في فلكٍ واحد ، و لذلك لم يكُن بِدعاً من الرأي أن ينتهج الأمير الخط الماسوني بعد المذهب الوحدوي لكونه بذلك لم يخرج عن نفس المسار ، و إنَّما انتقل من مدار إلى مدار)).انتهى
    إن طريقة إثبات التُّهم بالاستدلال النظري مرفوضة ، فكيف إذا كان هذا الاستدلال غير صحيح؟!
    وكان الأولى بالكاتب أن يبرهن على دعوى انتهاج الأمير للمذهب الوحدوي ، وأن يبرهن على انضمام الأمير إلى الماسونية ، ثم بعد ذلك يتابع استنتاجاته!
    مع العلم أنّ الطريقة التي يتّبعها الأخ الكاتب في حديثه عن الأمير إنما هي طريقة وضع النظريات ، والاستدلال لها بالظنون والأشياء البعيدة أو بكلام غير ثابت ، ثم يجعلها من الثوابت المبرهن عليها!!!
    وهذا شيء لا يمت للدراسات العلمية بصلة عمومًا، فكيف إذا كان الموضوع يتعلّق بإطلاق حكم الكفر والردة على رجل مسلم مشهود له بالعلم والتديّن والجهاد؟!!

    ثم قال الكاتب الأخ محمد المبارك :"وقد يقال أن ناحية التصوف كانت ناحية فلسفية بحتة عند الأمير ولكن ذلك ليس بصحيح ، فنجد أن الجزائري يعتقد بمخاريق وكرامات الصوفية".انتهى
    إن رأي الكثير من الأساتذة المتخصصين والدارسين لفكر الأمير عبد القادر هو أنّ كلام الأمير في مسائل التصوف التنظيري كان من ناحية فلسفية فحسب ، وذلك لأنّه كان ملتزمًا بالفتوى على المذهب المالكي ، ولم يوجد في سلوكه حتى موته أي مظهر من مظاهر اعتقاد تلك الفلسفات ، مثلما وُجد في سلوك غيره من أمثال ابن سبعين والتلمساني وابن هود الأندلسي وغيرهم ممن كانوا في زمن الأمير أيضًا وقد ذكرتُ سيرة أحدهم في الحلقات السابقة!!
    ورأيُ أولئك الأساتذة ـ وهم من مشارب وأديان مختلفة ـ مبني على قواعد وأدلة وبراهين عرضوها في كتبهم ودراساتهم. ولكن الأخ محمد المبارك رفض هذا الرأي وقال عنه إنه غير صحيح دون أن يأتينا ببرهان أو دليل؟! وإنما اكتفى بقوله :" ولكن ذلك ليس بصحيح ، فنجد أن الجزائري يعتقد بمخاريق وكرامات الصوفية".انتهى!!
    طبعًا هو يقصد خوارق وكرامات ، لأنّ المخاريق هي المناديل ، أو الخِرَق المفتولة ، أو السيوف ، أو السياط!!
    وما أغرب هذا الاستدلال! هل الاعتقاد بالكرامات أو الخوارق التي قد تقع لبعض الصالحين ويجريها الله لهم أو على أيديهم هو الدليل على أنّ صاحب هذا الاعتقاد يكون ضرورة من القائلين بالفكر الصوفي المنحرف؟! إذن ما أكثرهم إذا لم نقل بأنهم جمهور المسلمين. وهذا كلام غير مقبول أن يُتّهم جمهور المسلمين بالانحراف لأجل الاعتقاد بالكرامات!
    لقد ساق الأخ الكاتب قصّة يستدل بها على الكرامات والخوارق التي كان يعتقدها الأمير ، وهي قصّة وقوف الأمير عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم . روى الكاتب نقلاً عن النبهاني أنّ الأمير قال :"…لما بلغت المدينة طيبة ، وقفت تجاه الوجه الشريف بعد السلام عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى صاحبيه الذين شرفهم الله تعالى بمصاحبته ؛حياةً وبرزخًا ؛ وقلت : يارسول الله ، عبدك ببابك، يارسول الله ،كلبك بأعتابك (في المواقف كليمك!) ، يارسول الله ، نظرة منك تغنيني ، يارسول الله، عطفة منك تكفيني ، فسمعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لي : ((أنت ولدي ، ومقبول عندي))، بهذه السجعة المباركة. وما عرفتُ هل المراد ولادة الصلب ،أو ولادة القلب ، والأمل من فضل الله أنهما مرادان معًا، فحمدتُ الله تعالى".انتهى النقل الذي أورده الكاتب. مع أنّ القصّة لم تنته ولها تتمة طويلة، سأكتفي بنقل الجزء المباشر لقوله فحمدتُ الله تعالى . قال الأمير :"ثمّ قلتُ في ذلك الموقف : اللهم حقق هذا السماع برؤية الشخص الشريف ، فإنّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضمِنَ العصمة في الرؤية فقال : ((من رآني فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي)). وما ضَمِنَ العصمة في سماع الكلام. ثم جلستُ تجاه القدمين الشريفين ، معتمدًا على حائط المسجد الشرقي ، أذكرُ الله تعالى فصعقت وغبت عن العالم وعن الأصوات المرتفعة في المسجد بالتلاوة والأذكار والأدعية وعن نفسي، فسمعتُ قائلاً يقول : هذا سيدنا التّهامي ، فرفعتُ بصري في حال الغيبة ؛ فاجتمع به بصري ، وهو خارج من شباك الحديد ، من جهة القدمين الشريفين . ثمّ تقدَّم إلى الشباك الآخر ، وخَرَقَه إلى جهتي؛ فرأيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخمًا مفخّمًا بادنًا متماسكًا ، غيرَ أنّ شيبه الشريف أكثر، وحُمرة وجهه أشدّ مما ذكَرَه أصحاب الشمائل . فلمّا دنا منِّي ، رجعتُ إلى حسّي ، فحمدتُ الله تعالى".انتهى [المواقف1/16]
    وهذه القصّة أوردها الأمير ضمن حديثه على قوله تعالى {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} ، وأنا لا أجد فيها شيئًا من الخوارق أو العجائب ، كل ما في الأمر أن الرجل دفعه شوقه وحبّه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكلّم بتلك الكلمات أمام واجهة القبر الشريف ، فظنّ أنه سمع جوابًا ولكنّه لفقهه ومعرفته بأصول الدين أقرّ بأنّ هذا السماع قد يكون توهمًا أو شيطانيًا ، فقال :" اللهم حقق هذا السماع برؤية الشخص الشريف ، فإنّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضمِنَ العصمة في الرؤية فقال : ((من رآني فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي)). وما ضَمِنَ العصمة في سماع الكلام"
    فهل هذا كلام الخرافيين أو أدعياء الكرامات؟
    وبعد أن حصلت له الرؤية المناميّة لشخص النبيّ صلى الله عليه وسلم ، نجده صادقًا مع نفسه ومع الآخرين عندما قال :" فرأيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخمًا مفخّمًا بادنًا متماسكًا ، غيرَ أنّ شيبه الشريف أكثر، وحُمرة وجهه أشدّ مما ذكَرَه أصحاب الشمائل"
    وهذا أيضًا دليل على علمه واطلاعه وصدقه .
    وهذه القصّة لا تقدّم ولا تؤخّر وليس فيها أي مستند لمن يريد أن يثبت أن الفكر الصوفي للأمير هو على طريقة المنحرفين ، فضلاً عن جعلها حجة في رفض قول الباحثين إن الناحية الصوفية كانت عند الأمير ناحية فلسفية بحتة.
    تنبيه : بعض المتسرّعين جعل من هذه القصّة دليلاً على ادّعاء الأمير للنسب الشريف! وهذا عجيب منهم فليس فيها ما يساعد على هذا الاستنتاج . وربما قالوا ذلك لعدم فهمهم المقصود من القصة. فنسب الأمير مشهور ومستفيض قبل هذه القصة بل وقبل ولادة الأمير ، فآباؤه وأجداده من المشاهير والكبراء في المغرب العربي ونسبهم معروف وهو من أثبت الأنساب وأشهرها ، فليس هناك ما يدفع الأمير لادعاء النسب .
    ولو كان هذا المقصود لقال الأمير هذا دليلٌ على نسبي الشريف ، لكنه لم يفعل وإنما قال :" وما عرفتُ هل المراد ولادة الصلب ،أو ولادة القلب" والسبب أن ولادة الصلب معروفة ومتحققة ، والمهم عنده هو ولادة القلب ـ أي يكون بذلك وارثًا محمّديًا ـ ولصدقه وأمانته لم يتحكّم في تأويل الكلام وإنما أبقاه على إطلاقه وعمومه .

    وأنا هنا أتعامل مع هذا القصص والأحوال بتجرّد وأضعها ضمن سياقها الصحيح وأشرحها ضمن مصطلح أهلها .
    وماذا سيقول الأخ محمد المبارك عن الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي (541ـ620هـ) فقد قال في كتابه الكبير "المغني" : ((وقال أحمد ، في رواية عبد الله ، عن يزيد بن قُسَيْط ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما من أحد يسلم عليَّ عند قبري ، إلا ردَّ الله عليّ روحي ، حتى أرُدَّ عليه السلام) . قال : وإذا حج الذي لم يحجَّ قطُّ ـ يعني من غير طريق الشام ـ لا يأْخُذُ على طريق المدينة ، لأني أخاف أن يحدُثَ به حَدَثٌ ، فينبغي أن يقصد مكة من أقصر الطرق ، ولا يتشاغل بغيره .ويروى عن العتبي ، قال : كنت جالسًا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابيٌّ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعتُ الله يقول :{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا} وقد جئتك مستغفرًا لذنبي ، مستشفعًا بك إلى ربي ، ثم أنشأ يقول:

    يا خيرَ من دُفِنَت بالقاعِ أعْظُمُهُ **** فطابَ مِنْ طيبهِنَّ القاعُ والأَكَمُ


    نفسي الفداءُ لِقَبْرٍ أنت سَاكِنُه **** فيه العفافُ وفيه الجودُ والكَرَمُ

    ثم انصرف الأعرابي ، فحَمَلَتْنِي عيني ، فنمتُ ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقال : يا عُتبيُّ ، الْحَقِ الأعرابيَّ ، فبشِّرْهُ أن الله قد غفرَ له)).انتهى [المغني 5/465]، وقد أورد هذه القصّة أيضًا صاحب الشرح الكبير الإمام عبد الرحمن المقدسي الحنبلي (682هـ) 3/494 ؛ وكذلك الإمام ابن كثير في تفسيره .
    فهل سيقول الكاتب عن هؤلاء الأئمّة أنهم يعتقدون بكرامات وخوارق الصوفية ، إذن فهم من المنحرفين أصحاب العقائد الباطلة؟!
    مع العلم أنّ هؤلاء أوردوا هذه الحكاية معتقدين بها ، بدليل أن الإمام ابن قدامة قال خلال حديثه عن آداب زيارة القبر الشريف والأدعية التي يستحب ذكرها : ((اللهم إنك قلت وقولك الحق :{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا} وقد أتيتك مستغفرًا من ذنوبي، مستشفعًا بك إلى ربي ، فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة ، كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللهم اجعله أول الشافعين ، وأنجح السائلين ، وأكرم الآخرين والأولين ، برحمتك يا أرحم الراحمين)).انتهى [المغني 5/467]
    فما قول الأخ الكاتب؟ وأنا أسوق هذه القصّة لوجه التشابه مع قصة الأمير.

    وماذا سيقول إذا قرأ قول عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل ؛ قال "سمعتُ أبي يقول : حججتُ خمس حجج منها ثنتين [راكبًا] وثلاثة ماشيًا ، أو ثنتين ماشيًا وثلاثة راكبًا ، فضللتُ الطريق في حجة ، وكنتُ ماشيًا فجعلتُ أقول : يا عباد الله دلّونا على الطريق ؛ فلم أزل أقول ذلك حتى وقعتُ على الطريق!!!، أو كما قال".انتهى [مسائل الإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله ص245]

    وماذا سيقول إذا قرأ كلام الإمام ابن القيّم؟ قال ابن القيّم : ((فصل: ومن الرُّقى التي ترُدُّ العين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي ، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فَارِهة ، وكان في الرفقة رجلٌ عائن ، قَلَّما نظر إلى شيء إلا أتلفه ، فقيل لأبي عبد الله : احفَظْ ناقَتك من العائن ، فقال: ليس له إلى ناقتي سبيل ، فأُخْبِرَ العائِنُ بقوله ، فتحيَّن غيبة أبي عبد الله ، فجاء إلى رحْله ، فنظر إلى الناقة ، فاضطربت وسقطت ، فجاء أبو عبد الله فأُخْبِرَ أن العائنَ قد عانها ، وهي كما ترى ، فقال دلُّوني عليه ، فدُل ، فوقف عليه ، وقال: بسم الله ، حَبْسٌ حَابسٌ ، وحَجَرٌ يابِسٌ ، وشِهابٌ قابسٌ ، رَدَدْتُ عينَ العائن عليه ، وعلى أحبِّ الناس إليه!!! ، {فارجعِ البصرَ هل ترى من فُطور ، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسير} فخرجتْ حدقتا العائن!!! ، وقامت الناقةُ لا بأس بها)).انتهى [زاد المعاد 4/174]
    إنّ هذه القصص (وهناك الكثير من مثلها) أغرب بكثير من القصّة التي ساقها الأخ الكاتب عن الأمير ، وعلى طريقة الاستنتاج التي يعتمدها الكاتب يمكن للبعض أن يصف هؤلاء العلماء بالانحراف والاعتماد على الخرافة والأوهام ، وتبني عقائد باطلة!!
    إنّ عدم قبول الكثير من العلماء لأمثال هذه القصص لم يحملهم على الطعن برواتها أو القائلين بها ، وإنما اكتفوا بنقدها وعدم الرضا بحجيتها ، مع الاعتذار للعلماء الذين احتجوا بها أو رووها.
    وعلينا ملاحظة أنّ القصّة السالفة المروية عن الإمام أحمد سندها صحيح وهي في غاية الغرابة ، فمن يُنادي؟ وبمن يستعين؟ ومع ذلك لا نجد أحدًا يطعن في توحيد الإمام أحمد أو في معتقده لأجل هذه القصة.
    والأغرب منها قصّة ابن القيّم رحمه الله ، فهي تشتمل على مخالفات شرعية إضافة إلى أسطوريتها وخرافيتها!! ومع ذلك فنحن نلتمس العذر للإمام وذلك من باب حسن الظن به ، ولدينه وعلمه.

    والغرض من كل ما سبق أن الباحث الذي يريد أن يتكلّم في الرجال وفي التاريخ يجب عليه أن يلتزم منهجًا ثابتًا وميزانًا واحدًا ، وإذا كان من المسلمين فإنّ دينه يحتّم عليه ذلك لأنّ الدين هو تقوى الله وهو العدل والإنصاف ، فمن غير المقبول أن يطعن في رجل بسبب قصّة ما ، ولا يطعن بآخر يعتقد القصة نفسها. لأنه إذا كان الإنسان يتعامل مع الأشياء بعدل وتجرد بعيدًا عن التعصب والأهواء فإنّ حكمه سيبقى واحدًا لا يتغير مع تغير الأشخاص المحكوم عليهم.
    فإمّا أن يكون الحكم منصرفًا إلى القصّة بحد ذاتها فيُقال عنها قصة باطلة أو غير صحيحة أو لا تجوز شرعًا ، دون التعرض للأشخاص المحتجين بها . وإما أن يُحكم على الأشخاص بسببها حكمًا واحد لا يتغيّر بتغيرهم.


    والحمد لله ربّ العالمين
    خلدون مكّي الحسني
    للبحث صِلة إن شاء الله

  15. #75
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    بعض تعليقات شيخنا الكريم أرجو أن لا تشتت البحث
    فيما يتعلق بوحدة الوجود و نفي أن اهل الوحدة لا يقولون بان الله في كل مكان لأن هذا اعتقاد الجهمية هو نفي خاطئ لأن معروف أن الوحدويين سموا جهمية بهذا المعنى لأن لازم قولهم ان الله في كل مكان و قد التزموه ..كما ان الجهمية وحدويون لأن قولهم أن الله في كل مكان يلزم منه قول الوحدويين ان الله لم يكن قط بائنا من خلقه و قد التزموه و قد عير ائمة السلف الطائفتين بالقولين اللازمين و أكفروهما بهما فبينهما اشتراك في هذا الأصل و هما فيه فرقة واحدة فاذا انضم الى ذلك ما يؤدي به القول بالوحدة من القول بالجبر و تعطيل الصفات جميعا علم أن الوحدويين هم جهمية محضة و الجهمية وحدويون متقدمون ...و كذلك الأمر يقال في الحلول فبينه و بين الوحدة عموم و خصوص الا أنهما يتفقان في نفس الأصل و القائل بالحلول يؤديه قوله ضربة لازب الى جواز الوحدة و لهذا عامة من قال بالحلول كالنصارى و الحلاج و غيره قالوا بالوحدة لتبرير مقالتهم في الحلول اذ القولان مشتركان كما قلنا في نفس الأصل الذي فسروا به الوجود و علته...و لهذا عامة الأئمة تقرن الحلول مع الوحدة في كلامها و لا تفرق بينهما لاتحاد مآلهما ....و تمنيت شيخنا الكريم لو لم تجزم بنسبة الامام ابي يزيد اليهما لعدم ثبوت القضية عليه مع ما له من الرد على الجهمية و الوحدويين و نحن في مقام تحقيق ...ثم كما ان التجهم يؤدي الى الحلول و القول بالوحدة فكذلك من لوازمه الصريحة وحدة الأديان و قد التزموها أيضا لأن القول بان الكل واحد في التصور و العلم يلزم منه عدم التمييز في القصد و الطلب و عدم التزام دين بعينه و ان كل الطرق واحد و ان كل الآلهة ما عبدت الا بحق و ان في كل اله عبد ما عبد الا الله و لهذا كان رواد وحدة الأديان من قديم قبل ان تنفجر في العصر الحديث هم ائمة الجهمية و من ثم الوحدويين في كل دين و في كل عصر و رؤوسهم في الغالب ممن يروجونها و يؤصلون لها هم من اليهود من السامري و بولس ثم عبد الله بن سبأ و المريسي فموسى بن ميمون فسبينوزا ...و المحققون من اليهود و تبعهم محققو النصارى على عقيدة الدهرية هذه و لوازمها من انكار اليوم الاخر و القول بفناء الجنة و النار و لاعقاب ولاثواب كما هو محض قول الجهم و من هذا التقاطع في صلب عقيدة اليهود و النصارى في تحريفهما لدين الله نشأت الماسونية على هذين المبدأين في عهد فرسان الهيكل فما بعده الى عصر الأنوار و البنائين الأحرار لهذا تجدهم ينعقون بنفس ما ينعق به اهل الوحدة من اتحاد الخلق و الخالق و وحدة الأديان لهذا من بنودهم ان كل عضو مهما كان دينه لا يجب ان يرتد عنه بل يستخدمه للغاية المحددة من طرف الهيكل حتى يصلوا الى توحيد الانسانية في حرية و اخاء و مساواة على يد امير السلام المنتظر... و يمكن مقارنة شعرالوحدوي ابن عربي و شعر اليازجي الماسوني مثلا في وحدة الأديان ليرى مدى التطابق -و ليس فقط الترابط-و ان هذا الكفر ملة واحدة

  16. #76
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    الجــزائـر
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الحمد لله على عودتك ، متابع لهذه السلسلة القيمة .

  17. #77

    Exclamation رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    حيّاك الله أخي أبا شهاب وإليك الحلقة 9


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة التاسعة


    [justify]والآن مع السبب الرابع الذي وضعه الأخ محمد مبارك كاتب (فك الشيفرة) لتعليل التحول في شخصية الأمير ؛ قال الكاتب :"حب الأمير للسلطة وبالتالي احتياجه الشديد للمال".انتهى[/justify][justify]
    ثمّ نقلَ قول عبد الجليل التميمي : ((إن المتتبع لحياة الأمير عبد القادر بدمشق، سوف يثير انتباهه تكالب الأمير على اقتناء الدور والأراضي الفلاحية ، والحصول على المال مهما كانت الوسائل المتبعة في ذلك. ففي البداية أقرت الحكومة الفرنسية منح الأمير راتباً سنوياً بما قدره 15.000 فرنك فرنسي(كذا)، وقد بلغ مع السنين ما قدره 300.000 فرنك فرنسي وهو في ذلك الوقت مبلغ خيالي للغاية، بل يفوق ميزانيات كثير من المصالح الحكومية العثمانية ، ولسنا من السذاجة بحيث نعتقد أن ذلك الكرم الفرنسي إنما كان حُباًّ من الامبراطورية الفرنسية لشخص الأمير عبد القادر ، و تقديراً منها لجهاده ضد الفرنسييين ، دون أجندة عمل فرنسية كان الأمير ـ في المقابل ـ مطالبٌ (كذا) بتنفيذها بكلِّ دقَّة ، ولعلَّ تلك الأجندة قد أسفرت عنها المواقف الأميرية المتضامنة مع المصلحة الفرنسية "العليا" خلال ما سيمر بنا من الأحداث المتتالية!!!)).انتهى
    (والأخ محمد المبارك ينقل كلام التميمي من كتاب الماسوني إسكندر شاهين ، فيما يبدو ، دون الإشارة إلى ذلك!! والله أعلم)

    وأقول : مازال الأخ كاتب (فك الشفرة) يصر على وضع الأوهام التي في ذهنه بصورة عناوين ثم يحتار كيف يأتي بما يبرهن عليها!
    فهاهو يعود لاتهام الأمير بأنه يحب السلطة ـ وهو اتهام لم يُسبق إليه ـ والعجيب أنه يستدل بكلام لآخرين ليس فيه أنّ الأمير يحب السلطة!!
    وقد بيّنت سابقًا عدم حرص الأمير على تكبير وارده المالي ، وعدم سعيه للسلطة في الحلقات السابقة.

    على كل حال ، إن عبد الجليل التميمي كاتب من هذا العصر فهو طبعًا لم يعاصر الأمير ولا أبناءه وهو في كثير مما كتب لم يكن متحريًا للحق ، وهو متحامل فيما يبدو على الأمير إلى درجة أنه يبالغ في تخيّلاته وتحليلاته المبنية على أسس باطلة وكتابات فرنسية زائفة ، بل إنّ الاتهامات التي وجهها للأمير لا وجود لها حتى في تلك الكتابات ، وأمَّا ألفاظه! فالقارئ يلمس تدنّيها!
    وعلى كل حال إنّ وصف الأمير بأنه متكالب على شراء الأراضي والدور ، عجيب .
    إن الأمير لم يكن مختلفًا عن غيره من أصحاب الأموال في عدد ما يملكه من عقارات ، بل إن بعض أثرياء الشام كانوا يملكون أكثر منه بكثير ، مع أنه يختلف عنهم في حجم مسؤولياته وأضيافه ومبرّاته!
    وإنّ كثيرًا من الأراضي التي اشتراها إنما كان يهبها للذين رافقوه من الجزائر أو للمهاجرين الذين لحقوا به ، وبعضها كان لتأمين فرص العمل لهم ، وقد أوقف الكثير منها للجزائريين المهاجرين ، فمثلاً هناك قرية "الهوشة" في فلسطين اشتراها الأمير ووهبها للجزائريين هناك ، وكذلك الأمر في أطراف دمشق وغوطتها ، كما اشترى طاحونة (الإحدى عشريّة) وجعلها لتوفير حوائج الفقراء , وهكذا .
    وإذا قارنا بين أملاك الأمير وأملاك كبار التجار والوجهاء في الشام لوجدناها قليلة ، فقد كان لبعضهم قرىً كاملةٌ وقصورٌ فارهة وأكياس مكدّسة من الذهب . فما بالك بالولاة العثمانيين والباشاوات؟
    إنّ دار الأمير الكبيرة التي في زقاق النقيب بحي العمارة والمقرّ الرئيسي له يسميها البعض قصر الأمير! (ودور الأمير سمّيت قصورًا لأن ساكنها هو الأمير لا لأنها تشبه القصور) وبمقارنة بسيطة بينها وبين قصر أسعد باشا العظم الشهير بدمشق يتبيّن الفارق الكبير جدًا بينهما . فقصر الأمير لا يعدو أن يكون بيتًا كبيرًا واسعًا قياسًا إلى بيوت الطبقة المتوسطة في دمشق ، في حين أنّ قصر (العظم) هو قصر بكل معنى الكلمة ، فمساحته كبيرة جدًا وفيه حدائق كثيرة وساحات وباحات وبحيرات ماء متعددة وأجنحة وغرف وكله أقواس ومقرنصات مذهّبة وأسقف أخشبية موشّاة بالذهب والصدف ، واللوحات الفسيفسائية وغيرها .. يحتاج المرء ساعات طويلة حتى يتجول في أنحائه .وهو من المعالم المعمارية الأثرية في دمشق . وليس شيء من ذلك في دار الأمير.
    وانظروا إلى طريقة التهويل التي اتبعها التميمي ، فهو يضاعف الأرقام من عند نفسه من (150.000) إلى (300.000) ثمّ يقول: ((وهو في ذلك الوقت مبلغ خيالي للغاية، بل يفوق ميزانيات كثير من المصالح الحكومية العثمانية)).انتهى
    أرأيتم إلى التهويل! وحتى أبيّن لكم حجم تلك الأرقام ، أقول : لقد اشترى ميشال بوشناق ـالتاجر اليهودي الجزائري ـ حليةً من فرنسا بمبلغ (30.000) فرنك ، وباعها لباي قسنطينة بمبلغ (3.520.000) فرنك ، أي بربح يقرب من ثلاثة ملايين وربع المليون!!(وهذا في عصر الأمير عبد القادر) [المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير عبد القادر) لإسماعيل العربي ص8 ]
    فإذا كان والي مدينة من مدن الجزائر يشتري حلية بملغ (3.520.000) دفعة واحدة ، فكيف ساغ للتميمي أن يزعم أن مبلغ (300.000) وهو أقل من عُشر ذلك المبلغ ، يفوق ميزانيات كثير من المصالح الحكوميّة العثمانيّة؟!
    وفي الحقيقة إنّ ما ذكره التميمي غير صحيح أصلاً!
    فقد فرضت فرنسا للأمير مبلغًا قدره (5.000) ليرة ذهبية فرنسية في السنة! وهي تساوي (100.000) فرنك ، ثمّ بعد سنوات ولمّا تبيّن للحكومة الفرنسية أن ذلك المبلغ لا يكفي لسدّ نفقات الأمير (الذي يُنفق على أسرته ومن لحق به من المهاجرين وبعض أهل الشام) ، زادوا المبلغ بالاتفاق مع السلطان العثماني ، فصار (7.500) ليرة ذهبية في السنة وهي تساوي (150.000) فرنك في السّنة ،وهذا آخر ما تلقّاه الأمير.
    والتميمي قام بمضاعفة الرقم من (150.000) إلى (300.000) جهلاً منه أو لأغراض أخرى!
    إذن الرقم الحقيقي والثابت في جميع المراجع المعتمدة هو (150.000) ؛ وكما بينتُ آنفاً فإنّ هذا الرقم ـ وإن كان كبيرًا ـ فهو ليس بالكبير جدًّا فضلاً عن أن يكون خياليًا كما يظن التميمي!
    إنّ رجلاً واحدًا من رجال الكنيسة الفرنسية الذين أقاموا في الجزائر وهو (الأسقف ديبوش) كان يتقاضى راتبًا سنويًا قدره (25.000) فرنك! بصرف النظر عن واردات الكنيسة الخاصة . [الحركة الوطنية ص387]
    ولكي تتضح الصورة أكثر أقول : لقد كان المرتّب الذي يتقاضاه خلفاء الأمير الثمانية في الجزائر أثناء حكم الأمير لها ، يبلغ (52.800) فرنك سنويًا ، هذا بصرف النظر عن التموين واللباس والنفقات المتفرقة .[انظر المقاومة الجزائرية ص220]
    ثم يحاول التميمي أن يتحذلق فيقول :"ولسنا من السذاجة بحيث نعتقد أن ذلك الكرم الفرنسي إنما كان حُباًّ من الامبراطورية الفرنسية لشخص الأمير عبدالقادر ، و تقديراً منها لجهاده ضد الفرنسييين ، دون أجندة عمل فرنسية كان الأمير ـ في المقابل ـ مطالبٌ بتنفيذها بكلِّ دقَّة ،و لعلَّ تلك الأجندة قد أسفرت عنها المواقف الأميرية المتضامنة مع المصلحة الفرنسية "العليا" خلال ما سيمر بنا من الأحداث المتتالية !!!"

    وأقول : صدق أبو الطيب عندما قال :
    إذا ساء فِعْلُ المرء ساءت ظُنُونُه *** وصدَّق مـا يعتادُهُ مـن تَوَهُّمِ

    وعادى مُحبّيه بقول عُدَاتـه *** وأصبح في ليلٍ من الشك مظلمِ


    أيها الإخوة سأعرض لكم بعض الوقائع حتى يتضح لكم حجم تلك الأرقام وسبب دفعها .
    بعد دخول القيادة الفرنسية إلى مدينة الجزائر سنة 1830م قامت بنهب خزينة المدينة وكان فيها ما مقداره (400.000.000) أربعمئة مليون فرنك فرنسي كما ذكرت ذلك المصادر الفرنسية [مذكرات شانكا رنييه] انظر (الحركة الوطنية الجزائرية لسعد الله ص22) .
    ولكي تتوضح الصورة أكثر ، فإن الداي علي باشا الذي كان قد نقل مقر الحكم من قصر الجنينة إلى أعالي القصبة ، استعمل لنقل محفوظات الخزينة خمسين بغلاً كل ليلة طَوال خمسة عشر يومًا!!! [المرجع السابق ص21] .
    وفي سنة واحدة كانت واردات الأوقاف الإسلامية التي اغتصبتها فرنسا في مدينة الجزائر العاصمة وحدها قد بلغت حسب إحصاءاتهم (1.035.914.25) فرنك!![انظر تابلو سنة 1842،ص298](الحركة الوطنية لسعد الله ص257) .
    هذه مدينة واحدة فما بالكم بمدن الجزائر جميعها؟ بل وقراها ومزارعها . طبعًا هذه كانت أموالاً جاهزة ، ولكن فيما بعد توالت الغلال وثروات الجزائر لتصب في الخزينة الفرنسية وهي بالمليارات ، ((وكما صرّح الفرنسيون أنفسهم أنهم لم يقوموا بحملة سابقة في أي مكان مثل حملة الجزائر إذ إن الحملات الأخرى كانت تكلّفهم ـ ولو نجحوا فيها ـ أموالاً طائلة وخسائر مالية معتبرة، بينما حملة الجزائر قد فاضت على تعويض التكاليف))[ المرجع السابق ص21]
    وإنّ أملاك أُسْرة الأمير عبد القادر في الجزائر كبيرة ، أضف إليها أملاك المهاجرين مع الأمير ، وقد استولت عليها وعلى غلالها وعائداتها الحكومة الفرنسية ، ومن ثَمَّ أحبَّ نابليون الثالث أن يعوّض الأمير ومن معه عن تلك الأملاك المغتصبة ، بعد أن سرّحوهم إلى بلاد الشام ، وذلك حتى يضمنوا لهم سبل العيش ولا يرجعوا إلى الجزائر!! فليس هذا من الكرم الفرنسي ولا من حب فرنسا للأمير، وكذلك ليس مقابل أي وظيفة تطلبها فرنسا من الأمير.
    وأنا أطالب التميمي والأخ محمد مبارك أن يذكرا لنا أجندة العمل التي طلبت فرنسا من الأمير أن ينفذها بدقة!!! .. بزعمهم.
    يقول العلاّمة جمال الدين القاسمي ، رحمه الله :((ثُم إنّ إخوة الأمير لمّا أطلقت فرنسة سراحهم من سجونها ، عادوا إلى الجزائر واستقرّوا في مدينة (عنّابة) على الساحل الجزائري الشرقي ، ورتّبَت لهم الحكومة الفرنسيّة المرتّبات الكافية ، ثمّ بدا للسيد محمد السعيد الأخ الأكبر للأمير أن يسيرَ إلى تونس ويستوطنها مع إخوته وأبنائه لوَفْرَة علمائها وفُضَلائها ، فكاتَبَ أحدَ أمرائها يستشيره ؛ فرحّبَ به ووَعَدَه أن يقوم بجليل شأنه ؛ فَعَرَضَ أمرَ الرِّحلَة على وكيل الفرنسيين في عنّابة ؛ فأُجيب بأنّه لا يُسرَّح ما لم يُسلِّم راتبه ؛ فأَجابَ بالتّسليم عن نفسه وإخوته ، فهيّأت فرنسا باخرةً ، ونقلته مع إخوته من عنّابة إلى الشام ، وأَلْحَقَتهم بأخيهم الأمير عبد القادر ، ورَفَضَت لهم سُكنى تونس إبعادًا لهم عن قارة المغرب كليًا ، خوفًا من إقبال العموم عليهم ، لِمَا لهذا البيت في المغرب من عِظم الشهرة وكبر الاعتقاد في نفوس العامة والخاصة ، فقضت سياستهم إلحاقهم بأخيهم الأمير ، فقدموا دمشق سنة 1273 هـ أي بعد قدوم الأمير عبد القادر بسنة)).انتهى[(طبقات مشاهير الدمشقيين) للعلاّمة القاسمي ص83]
    فهل هذه المرتبات كانت أيضًا في مقابل تنفيذ أجندة فرنسيّة بدقة؟! وانظر كيف أنهم أرادوا التحول إلى تونس لوفرة العلماء هناك ، ولأجل ذلك تخلّوا عن تلك المرتبات (والتي هي تعويض عن أملاكهم التي اغتصبتها فرنسة) ، ومع ذلك أبعدتهم فرنسة إلى الشام خوفًا منهم!

    ثمّ إن هذه المخصصات المالية بقيت مستمرة حتى بعد وفاة الأمير ، وكان أولاده الستة عشر وبعض إخوته يقبضونها وينفقونها على الأسرة والأتباع ، فهل هم برأي التميمي ينفذون الأجندة الفرنسية بدقّة لقاء هذا المرتب؟! وكان بعض أولاد الأمير يشغلون مناصب عليا في الدولة العثمانية (في مجلس الأعيان) كالأمير محيي الدين والأمير علي ، وعندما دخلت تركيا الحرب العالمية على الحلفاء (وفيهم فرنسا) كان أبناء الأمير يساندون تركيا في مواجهة فرنسة ، وكان الأمير عليّ يقوم بمهمّات سياسية وعسكرية لمصلحة الدولة العثمانية ، فعن أي أجندة عمل يتحدث التميمي؟!

    يقول الكولونيل تشرشل في معرض حديثه عن المخصصات المالية التي يقبضها الأمير من الحكومة الفرنسية: ((..وعند التأمل في عادات عبد القادر يصبح هذا الدخل أكثر مما يحتاجه ، بل يصبح بذخًا ، وكان يمكنه أن يعيش عيشة أمير بهذه الثروة وينغمس في التباهي ، ولكنه كان خاضعًا لمبادئ أخرى . فعبد القادر الذي كان دائمًا معارضًا لإرضاء النفس قد نظر إلى هذا المرتّب الكبير كأمانة، لذلك قرر أن يأخذ منه ما هو ضروري لمصاريفه الخاصة ، وأن يصرف الباقي على الآخرين. فقد كرّس دخْلَه على تلبية حاجات كثير من أولئك الذين رفضوا بنبلٍ أن ينفصلوا عن مصيره ، بل إنّه كان قادرًا على أن يغمر بكرمه جهات أخرى . ولم يكد يحتفظ لنفسه ولعائلته بسوى النصف من ذلك المبلغ أما الباقي فقد وزّعه في شكل رواتب على قوّاده وأتباعه الذين كانوا في حاجة ماسة ، وفي شكل صدقات على الفقراء ، وهبات إلى المساجد ، وغير ذلك من الأغراض الخيرية ، كما أنه كان يصرف من دخله على أخويه وعائلتيهما)).انت ى [حياة الأمير ص274]
    أقول : وهذا الكلام فيه إنصاف بخلاف كلام التميمي ، إلاّ أنه غير دقيق . أولاً للأمير أربعة إخوة في دمشق وليس اثنان. ثانيًا ما كان ينفقه الأمير شهريًا كمرتبات ثابتة للعلماء والمشايخ وأعمال الخير أكبر بكثير من إنفاقه على أسرته وموظفيه. وعندي وثيقة نادرة ، وهي المخطوط الخاص بالنفقات الشهرية للأمير ، وهو بخط كاتبه الخاص وفيه بيانات تفصيلية وبأسماء الأشخاص أيضًا تُثْبت ما أقول.

    ويتابع الأخ كاتب (فك الشفرة) مسلسل الاتهامات فيقول :"و عندما قرر الأمير أن يقوم ببعض الإصلاحات على الدارين اللتين سلمتهما له الإدارة العثمانية في الشام ـ بعد أن قامت بتأثيثهما ـ ألحَّ الأمير لدى وزير خارجية فرنسا والسفير الفرنسي باستانبول للقيام بتدخلات لدى الحكومة العثمانية في تمليكه للدارين ، لأنهما محتاجان إلى الإصلاح والزيادة ولايمكن اصلاحهما قبل استملاكهما، ـ كما ألح على السفير نفسه للتوسط لدى الدولة العثمانية للحصول على مبلغ مالي من الحكومة العثمانية لذلك ، وقد قدمت له الدولة العثمانية مبلغاً قدره ألف بورسه ، أي 100.000 فرنك . وكان ذلك المبلغ يساوي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي قرر أن يشتري به مسكنا".انتهى

    وأقول : كُل هذا الكلام غير صحيح ، والمراجع التاريخيّة التي تحدثت عن أملاك الأمير في دمشق تذكر خلاف هذا الكلام. والكاتب لم يُبيّن مصدر هذا الكلام المتناقض!
    إنّ الدولة العثمانية استأجرت للأمير دار عزّت باشا الرئيس لينزل فيها وقتيًا ، وبعد ذلك أصدرت الدولة العليّة أمرها إلى والي الشام ليساعد الأمير في اختيار دارٍ لإقامته الدائمة تكون لائقة به، فوقع اختيار الوالي والأمير على دارٍ ، فاشتراها الأمير من ماله الخاص (وكان السلطان قد أنعم على الأمير عند رحيله إلى دمشق بألف كيس ذهبي بدلاً من الدار التي كان أهداها إليه في بروسة) وكان المكان الذي وقع عليه الاختيار مؤلفًا من دارين واسعتين بينهما دار صغيرة (في زقاق النقيب ـ نقيب الأشراف ـ بالعمارة وكان أصل تلك الدار لآل القباقيبي).
    وبعد شراء المكان أُصلِحت الداران وجُهِّزَتا ، وانتقل إليها الأمير وترك الدار التي استأجرتها له الدولة العثمانية . وكانت ضيافة الأمير وعائلته في ولايتي بيروت ودمشق جارية من الولايتين بأمر الدولة العليّة!! وكان السلطان العثماني قد خصص لأفراد الأسرة مرتبات شهريّة .[انظر تحفة الزائر 2/66 ، وغيرها من المراجع]
    وهذا يُظهر بكل جلاء بطلان الكلام الذي ساقه الكاتب .
    وللعلم فإن أثمان البيوت في ذلك الوقت كانت أقل بكثير مما يظن الكاتب أو صاحب ذلك الكلام.

    وأمّا التهمة الجديدة فهي ادّعاؤه أنّ الأمير كان يطلب وساطة وزير الخارجيّة الفرنسي والسفير الفرنسي في اسطنبول للحصول على المال من السلطان!!!!
    وهذا قلبٌ للحقائق ، فالأمير كان محلّ عناية وتكريم واهتمام السلاطين العثمانيين الذين عاصرهم ، والرسائل المتبادلة بينهم لهي من الأدلّة على شدة صلته بهم وشدة حبّهم له.
    وأعجب من ذلك إصرار الكاتب على إيهام القرّاء بأن صلة الأمير بفرنسا كانت أشد من صلته بالدولة العثمانية!!
    يقول محمد باشا :((إنّ الأمير جاء إلى القسطنطينية منفيًا سنة 1269هـ/1853م ، وبعد وصوله إليها دُعيَ للاجتماع بحضرة السلطان الغازي عبد المجيد خان فتشرّف بلقائه ، ورحّب به السلطان وأحسن السؤال عن أحواله وشَكَرَه على ما كابده في الدفاع عن الدين والوطن ، وحَمِدَه على صبره على ما قاساه أيام احتجازه عند الفرنسيس ، ومدح الإمبراطور نابليون الثالث على وفائه بالعهد والقيام بشأنه ، وكان السلطان غاية في التلطف والتعطف ولين الجانب ، وكان بصحبة الأمير رفيقاه في الجهاد السيد قدور بن علال وخادمه قره محمد . وكان الإمبراطور نابليون الثالث طلبَ من السلطان عبد المجيد كفالة عن الأمير!! ( وذلك عندما قرر إطلاق سراح الأمير وإرساله إلى اسطنبول) ، فعقد السلطان جلسة خاصة للمذاكرة في شأن الكفالة فقال شيخ الإسلام عارف حكمت بك للسلطان : "إذا لم تكن لمولانا السلطان حسنة مع كثرة حسناته إلاّ هذه لكفى أن يكفل هذا الرجل المجاهد وينقذه من الأسر"، فحينئذ أجاب السلطان له بالكفالة)).انتهى[انظر تحفة الزائر 2/51ـ53]
    فهل يُعقل أن يطلب الأمير من الفرنسيين التوسط له عند السلطان والسلطان هو الذي كفله وأراحه من أَسْر الفرنسيين وأنزله في جواره؟!
    وهل يُعقل أن يطلب الأمير وساطة أحد عند السلطان ، والناس كانوا يتوسّطون الأمير لدى السلطان لما له عنده من منزلة وحظوة؟
    سبحان الله!
    ثم يذكر الكاتب أنّ الأمير كان يعيش في دمشق عيشة الملوك!!
    أقول : إنَّ الأمير كان في وضع مالي جيد جدًّا ، ولكن لا يصل إلى حد عيشة الملوك!!
    وأنى له عيشة الملوك وهو يتقاضى راتبًا شهريًا لينفقه على نفسه وأهله وأتباعه ، والأمير مات وعليه ديون!
    ثم يفسّر لنا الكاتب عيشة الملوك فيقول : "إنّ الأمير كان محاطاً بـ 180 شخصاً من عائلته".انتهى
    فلا أدري أهكذا تكون حياة الملوك؟ أن تكون مسؤولاً عن 180 فردًا من أسرتك يجعلك من الملوك؟
    ثم من أين للكاتب هذا العدد؟ ليسمّهم لنا! إنّ أفراد أسرة الأمير في حياته لا يتجاوزون الأربعين.(وهذا الرقم يشمل أولاد الأمير وحريمه وإخوته وأبناءهم!)
    ثم يقول : وكان يعمل عند الأمير (2000) حارس ومزارع وموظف ، وشيئًا فشيئًا التحق بهم (15.000) جزائري ومغربي وتونسي لخدمة الأمير!!!!
    وكما يقولون في المثل الدارج (كيف عرفت أنها كذبة؟ قال : من كبرها!)
    سبعة عشر ألف خادم للأمير!! سبحان الله .
    أتدري أخي الكاتب كم كان عدد سكان مدينة دمشق في حينها؟
    إن عددهم كان قرابة (250.000) أو أكثر بقليل ، وهذا العدد يشمل الرجال والنساء والأطفال ، فإذا صرفنا النظر عن عدد النساء والأطفال ، يكون عدد الرجال العاملين على أكبر تقدير (60.000) تقريبًا!! فهل يريد الكاتب أن يُقنعنا أنّ ثلث أو ربع السكان كانوا حرسًا وخدمًا للأمير؟؟!!
    وهل يدري كم يحتاج هؤلاء لنفقات وتأمين سكن وغيرها ...؟
    وكأنّ الأمير كان يعيش وحده في دمشق ، ونسي الكاتب أن دمشق كانت من أهم الولايات العثمانية وفيها عدد كبير من الباشاوات وأصحاب النفوذ والمال .
    إنّ الأمير لمّا كان في الجزائر حالة حربه مع فرنسة والتي كانت تحاول شراء بعض الخونة ليغتاله لم يكن له حرّاس! فما حاجته للحرس في الشام؟
    وقبل كل ذلك من أين للكاتب هذه المعلومات وهذه الأرقام الخيالية أصلاً؟؟؟
    في الوثائق التي بين يديّ ـ ومنها دفتر بيان النفقات الشهرية والسنوية للأمير ـ لا يوجد فيها أيّ ذكر لحرّاس!! ومجموع الموظفين والخدم فيها هو (30) فقط! منهم عَشْرُ خادمات لحريم الأمير (الزوجات والبنات والأخوات) ولبعض أبنائه الصغار . وباقي العدد يشمل كاتب الأمير ، ووكيل الحسابات ، وعامل الحديقة والبواب و(العشّي) و(الصُفْرَجي) و(القَهْوجي) ، والجمَّالين وسُيّاس الخيل، و(الخولي)!
    فانظروا كيف ارتفع العدد من (30) إلى (2000) إلى (17.000)!!! في سِباحة خيالية ، بل فوق الخيال!

    ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .

    خلدون بن مكي الحسني
    للبحث صِلَة إن شاء الله
    [/justify]

  18. #78
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    519

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    التاريخ لايبرر والرد لم يبتعد عن التقرير ولكنه أصل تأريخه

    صدق من قال التاريخ لايرحم...ولكن لايتعظ الامراء
    لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  19. #79
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    408

    افتراضي رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر

    الأخ الكريم الأستاذ: "خلدون مكي حسني"- وفقني الله و إياك لمرضاته- قلت في مقالك: " وكلُّ كلامٍ صدر من ابن عربي أو غيره ، فيه مخالفة للشريعة أو استخفاف بأصول الدين وقطعيّاته فهو مردود ومرفوض ".اهـ

    و لي أسئلة آمل الإجابة عليها بكل وضوح وهي:

    1- ما موقفك من الكلام المنسوب للأمير عبد القادر الجزائري كما في كتاب: (المواقف..) و (ذكرى العاقل و تنبيه الغافل) و الديوان المنسوب إليه بغض النظر عن صحة نسبتها إليه؟!
    2- فهل ترى من رد على الأقوال المنسوبة للأمير في الكتب السابقة محق أم مبطل لمجرد عدم نسبة الكتب إليه؟!
    3- هل لك رد العقائد الشركية و المخالفات الشرعية في أصول الدين في تلك الكتب وبغض النظر عن صحة نسبتها إليه، لأنها منتشرة و باسمه؟!
    4- رأيت العديد من الصور الفوتغرافية للأمير عبد القادر الجزائري وقد حوت نياشين للإستدمار الفرنسي الكافر وصلبان فما قولك؟!
    5- وفي الختام رأيت بعض الصور لجزء من مخطوطات كتبه ومنها ديوانه فهل هي له أم مزورة و مكذوبة عنه؟! و لعلي في المستقبل أرفق لكم صورة منها إن شاء الله تعالى.

    وأسأل الله تعالى الإخلاص في القول و العمل، و بالله التوفيق.

  20. #80

    Exclamation رد: سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر


    الأخ عبد الحق آل أحمد ؛ السلام عليكم ورحمة الله.
    كنت سأترك الجواب على أسئلتك إلى وقت آخر حتى لا أخرج عن صلب موضوع الحلقات التي أنا بصددها ، ولكنني خشيت أن تظن أن ذلك لغرض آخر ، لذلك قررت أن أجيبك باختصار ، والموضوع ليس سجالاً بيننا الآن ، وإن شئت التوسع لاحقًا فلا مانع إن شاء الله.
    1ـ جوابًا على سؤالك الأول أقول : لقد وضعتَ الإجابة بنفسك وهي قولي: ((وكلُّ كلامٍ صدر من ابن عربي أو غيره ، فيه مخالفة للشريعة أو استخفاف بأصول الدين وقطعيّاته فهو مردود ومرفوض)) ؛ وأزيدك توضيحًا: إن أي عبارة أو قصيدة فيها ما يدل على وحدة الوجود أو الحلول والاتحاد فهي مردودة على قائلها كائنًا من كان! فوحدة الوجود والاتحاد والحلول من عقائد الفلاسفة الزنادقة ، وحكمها الشرعي أنها كفر وخروج عن الدين.
    لذلك أقول: إن العبارات المشكلة الواردة في كتاب "المواقف" يمكن الحكم عليها بالفساد أو الإلحاد ، ولكن دون الحكم على الأمير لأنّنا في شكٍ من ثبوت ذلك الكلام عليه ، ولأنه لم يسبقنا إلى ذلك أحدٌ من علماء المسلمين المعاصرين للأمير أو القريبين من عصره ، وسيأتي بيان ذلك في بحث مستقل أتناول بطلان نسبة هذا الكتاب إلى الأمير.
    والأشعار التي نقَلْتَها أنت من كتاب المواقف وعلّقت عليها بقولك :"[تنقل الأمير من الإسلام إلى دين اليهود و النصارى وهذه ردة صريحة]" ليست له وموجودة في الكتب القديمة لأمثال ابن هود الأندلسي. لذلك كان إطلاقك لحكم الردة على الأمير فيه تسرع منك ، وأنت غير مسبوق بذلك ولا سلف لك بهذا ، وأنت لم تتثبت من ذلك وكان يكفيك استنكار تلك الأبيات الشنيعة!
    وأما كتاب "ذكرى العاقل" فلم أجد فيه أي عبارة يمكن الحكم عليها بالكفر أو الشرك أو الزندقة . والعبارة التي نقلْتَها عنه في موضوعك (التنبيه على شركيات وطوام عقدية عند الأمير عبد القادر الجزائري) ، وعلّقتَ عليها بقولك : "[دعوته للأخوة مع النصارى الكفار]"
    قد بيّنتُ في الحلقة الثانية المقصود منها ، وأوردتها ضمن السياق الواردة فيه ، وليس فيها المعنى الذي فهمتَه أنت وبعض الناس . وبيّنتُ أنك سلختها من سياقها وأبرزتها بقالب مشوه ، ولولا ذلك لما كان من الممكن أن يُفهم منها المعنى الفاسد الذي رميت به الأمير، فليتك ترجع إلى الحلقة الثانية.
    وأما ديوان الأمير ، فالأبيات التي استنكرتَها على الأمير وعلقتَ عليها بقولك:"[الأمير يشرك بالله العظيم شركا واضحا جليا]" . لا يُسلّم لك أبدًا ، وستسأل عنه يوم الحساب . والياء في هذه الأبيات هي ياء الندبة! وليست ياء النداء!! وهذه الياء لا يندب بها إلاّ العلم المشهور . والندبة لها أساليبها الأدبيّة يعرفها أهل اللغة والأدب ، والقارئ لمثل هذا النوع من الشعر يجب عليه أن يستحضر هذا المعنى. ولا يُحكم على المتكلّم بأنه يستغيث بغير الله إلاّ إذا كان واضحًا في كلامه ، كأن يقول يا رسول الله أو يا وليّ الله أدركني أو ارزقني . وليس في تلك الأبيات شيء من ذلك ، ويمكنك أن تقول إنني لا أحب هذا النوع من الشعر أو الأولى عدم التلفظ بكلام يلتبس على البعض ، أما أن تقول هذا شرك واضح وجلي! فلا توافق عليه. وكلامي ليس خاص بشعر الأمير وحده ، وإنما هو عام لأي شعر أو كلام مشابه .
    2ـ وبناءً على ما سبق فإن جوابي على سؤالك الثاني هو أنك لم تكن محقًا في ردّك لأنك لم تحكم على الكلام وإنما حكمت على الشخص دون أدنى تثبّت ووصفتَه بأنه ملحد ومشرك وخرافي مرتد!!!، وافتريت عليه قصة إحراق كتب ابن تيمية وزعمتَ أنها متواترة مع أنه لا أ صل لها (راجع الحلقة الأولى) ، ووصفته بالعميل للفرنسيين ،وطعنت في جهاده وجرّدته منه ، كل ذلك دون أي دليل يشفع لك!! وقلتَ في حقّه بالحرف الواحد: ((والوقت ثمين وأشرف من أن يبذل في تتبع زبالات أفكار المدسوسين من قبل أعداء الإسلام والمنحرفين فكريا عن عقيدة السلف الصالح)). فحكمت عليه بأنه مدسوس من قبل أعداء الإسلام ، وأن أفكاره زبالة!!
    فهل تظن أنك بعد كل هذا الهجوم والطعن والتكفير والتشهير العاري عن الدليل والبيّنة متقربٌ إلى الله وعلى خير ومحقٌ أيضًا؟؟!! يغفر الله لي ولك.
    3ـ وأما العقائد الشركية والمخالفات الشرعية الموجودة في "المواقف" أو غيره فلا مانع من الحديث عنها وبيان بطلانها وسقوطها ، ولعل ذلك يكون في موضوع مستقل وموقفي منها معروف وأنا بفضل الله كنتُ وما أزال أتصدى لمثل تلك العقائد وأرد عليها (وهل ما أعانيه اليوم إلا بسبب ذلك!!)، أما الحلقات التي أنا بصددها الآن فهي تعالج اتهامات وشبهات باطلة تثار حول شخص الأمير ، فإذا كان لديك أي إشكال فيما كتبته فيها فيمكنني بيانه الآن .
    وأما سؤالك عن النياشين . فالجواب :أولاً إن هذه النياشين حصل عليها الأمير بعد فتنة دمشق سنة 1860 وقد روت الأميرة بديعة عن جدّتها السيدة زينب بنت الأمير عبد القادر أن هذه النياشين وضعها مرّة واحدة وأخذت له صورة واحدة ولم يكن سعيدًا بذلك ، والغرض أن ترسل إلى الصحف الأوربيّة فيرى الأوربيون بأعينهم تكريم ملوكهم وحكامهم للرجل الذي كانوا بالأمس يطعنون فيه ويظهرونه بصورة المتعصب الحاقد على المسيحية وأن حربه مع فرنسا كانت فقط لأنهم مسيحيون لا لأنهم غزاة معتدون!!واليوم هم يعترفون أنه لا يحقد على الديانة المسيحية وإنما يتعامل مع أصحابها المعاهدين (أهل الذمة) وفقًا لأحكام الإسلام ، فلا يسمح بتقتيلهم بخلاف المعتدين والغزاة منهم .تقول الأميرة بديعة : ((هذا ما كنت أسمعه من جدتي زينب عندما كانت تنظر إلى صورته هذه وتقول: كم كان أبي حزيناً عندما وضعنا له هذه الأوسمة لأخذ صورة فوتوغرافية له، وقد وُضعت مرة واحدة ولغاية واحدة كما أسلفت))[انظر أصحاب الميمنة] وهذه القصة لم تتفرد الأميرة بديعة بذكرها فهي معلومة للكثيرين.
    وإذا تسابق الرسامون لرسمها بأشكال مختلفة كلٌ كما يشاء فهذا لا ذنب للأمير فيه . ثانيًا هذه النياشين ليست خاصة بالفرنسيين وحدهم وإنما فيها نياشين من الخليفة العثماني وهو أكبرها ، ثم نياشين أخرى لعدة من الملوك والقياصرة ، وسيأتي الحديث عنها بالتفصيل في حلقة مقبلة وستجد فيها براءة الأمير مما تظن. وأما جعلك لتلك النياشين دليلاً على عمالة الأمير للاستعمار فهذه كبيرة! وليتك تحريت قبل أن تقدم على هذا الطعن والتشهير .
    5ـ وأما ما ذكرته من صور لمخطوطات ، فهناك بعض المخطوطات موجودة في بعض المكتبات فلا أدري عن أيها تتحدث ، ولكن أستطيع أن أقول لك جازمًا أنه لا وجود لمخطوط لكتاب المواقف بخط الأمير ، وكذلك لديوان الأمير . فالأمير لم يكتب المواقف ولم يضع ديوانًا . والديوان إنما جمعه ابنه الأمير محمد وكتَبه بخط يده والمخطوط عندي وليس له أي صورة! والمواقف كتبه الشيخ محمد الخاني بعد وفاة الأمير وسيأتيك بيان ذلك في محلّه إن شاء الله.
    أخي عبد الحق أسأل الله تعالى أن يجعلني وإيّاك ممن يتّبعون الحق ، وكل ابن آدم خطّاء ، وخير الخطائين التوابون ، أسأل الله تعالى أن نكون منهم ، فهذا مما يرفعنا عند الله وعند الناس . وأرجو أن تتابع الحلقات كلها إلى نهايتها .
    والحمد لله رب العالمين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •