الأحرف والقراءات القرآنية في ضوء الدرس اللغوي


محمود الهايشة - باحث في التراث



صدر في منتصف شهر جمادى الآخرة 1433هـ- مايو 2012م عن سلسلة دراسات إسلامية التي يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - وزارة الأوقاف المصرية، العدد (203) كتاب «الأحرف والقراءات القرآنية في ضوء الدرس اللغوي»، للأستاذ الدكتور، محمد المختار المهدي، الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ويقع الكتاب في 95 صفحة من القطع الصغير.


وقد تناول هذا البحث نشأة اللغة الإنسانية، وتعرض لما قيل: إنها توقيفية استنادًا إلى تعليم الله لآدم الأسماء كلها، وما قيل: إنها مواضعة أو محاكاة قياسًا على مراحل الطفولة، واستنبط البحث من القرآن الكريم تصورًا جديدًا يجمع بين الرأيين؛ إذ كان منهما جزء وراثي مما علمه آدم لأولاده وجزء بمحاكاة لأصوات البيئة وجزء بالمواضعة.

وتعرض لكيفية انقسام اللغة إلى لهجات، وإلى الاصطلاح على تقسيمها إلى سامية وحامية ويافثية ثم دلف إلى اللغات السامية، ومنها اللغة العربية الشمالية والجنوبية، وانقسامها إلى لهجات، وفضل الكعبة في شيوع لهجة قريش في أسواق مكة، ونزول القرآن أولا بها، وبدء نزول الأحرف في المدينة عند أضاة بني غفار تيسيرًا لقراءته حتى وصلت إلى «سبعة أحرف كلها شاف كاف».
وشرح معنى الحرف اعتمادًا على ما ورد بالمعاجم وانتهى إلى أنه يشمل اختلاف الأداء الصوتي كما يشمل اختلاف الكلمات في المعنى مع اتحاد اللفظ، أو في اللفظ مع اتحاد المعنى، أو في الشكل مع اتحاد المعنى وضرب لذلك عدة أمثلة.
وفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع فالأولى منسوبة لرب العزة، والثانية منسوبة للقرّاء الذين انتشروا في البلاد المفتوحة يعلمون الناس بما سمعوه من رسول الله " صلى الله عليه وسلم" وعرج على ضوابط اختيار هؤلاء السبعة وفكرة عن سيرتهم، وضرب لذلك كثيرًا من الأمثلة، وبخاصة ما ورد من الشواذ.

وأثبت البحث أن تعدّد القراءات لم يكن بسبب ترك الشكل والنقط، ولكن التلقي كان هو العمدة في ذلك وأقام الدليل الواضح على ذلك وردّ على شبهة المستشرقين، وفي البحث أمثلة لاختلاف القراءات باختلاف اللهجات العربية.