مقاومة الإحباط.. 12 خطوة عملية



ياسر محمود



الأمل والتفاؤل أكسير الحياة الذي يدفع الناس للعمل والجد وتخطي العقبات، والانتقال من نجاح إلى آخر، أما اليأس والإحباط فيقود من إخفاق إلى آخر، فحين يسيطر الإحباط واليأس على إنسان، فإنه يظل أسير هذه المشاعر السلبية، ويصبح عاجزا عن تحريك ساكن أو تسكين متحرك، ويغلب عليه الشعور بالهزيمة والاستسلام، وربما ينتقل إلى حالة من الانطواء والعزلة، بل قد يصل إلى كره ذاته وإحساسه أنه لا فائدة من بقائه، مما قد يؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة.

وتجنبا لهذه النتائج السلبية، نقترح بعض الأفكار التي يمكن للمرء من خلالها أن يقاوم حالات الإحباط التي يمر بها ويستعيد حالة الأمل والتفاؤل:

ثقة في الله وعونه

1- اليقين بأن الله تعالى لا يقدر لنا إلا الخير، حتى لو كنا نرى في ظاهره بعض الشر، فالله سبحانه لا يقدر شراً محضاً ليس فيه خير، بل كل ما قدر وإن ظهر لنا أنه شر فإن من ورائه من الخير مالا يعلمه إلا الله كتكفير السيئات، ورفعة الدرجات، وتمحيص المؤمنين، وتبصيرهم بعيوبهم، وكشف ما يخطط لهم، أو دفع شر أعظم مما حل بهم، ونحو ذلك من المصالح التي لا تخطر على البال، والتي ربما يلمس الإنسان آثارها الخيرة في حياته.

2- الاستشعار الدائم لمعية الله وعونه، لأن ذلك يمنح الإنسان أملا وثقة في تجاوز أي كرب أو بلاء يصيبه مهما كان عظيما؛ ولا يصيبه اليأس أبدا، وهذا ما علمنا إياه نبي الله موسى عليه السلام حين أوشك فرعون على اللحاق به وبقومه وأصبح البحر أمامهم وجنود فرعون خلفهم، حتى قال من معه: {..إنا لمدركون..}، فرد عليهم بقلب الواثق في عون الله: {..كلا إن معي ربي سيهدين}.

وكذلك ما علمنا إياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين أوشك من يطاردونه من المشركين على اللحاق به أثناء الهجرة، حتى قال صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله، فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم - وقد مُلأ قلبه بالثقة في نصر الله وعونه سبحانه له - قائلا: "لا تحزن إن الله معنا" (أخرجه البخاري).

نصف الكوب الممتلئ

3- الحرص الدائم على النظر إلى الجوانب الإيجابية المشرقة في كل أمر؛ وذلك من خلال التركيز على نقاط القوة، والبعد عن تكبير وتضخيم الجوانب السلبية ونقاط الضعف، وكما يقال: النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب لا إلى نصفه الفارغ، فهذا يجعل الإنسان أكثر تفاؤلا، بل وأقدر على التعامل مع السلبيات.

4- عدم استرجاع الذكريات والخبرات والتجارب المزعجة؛ لأنها لا تجلب إلا المشاعر السلبية، وربما تؤدي إلى الإحباط والشعور بالاكتئاب، وإذا ما تذكر المرء أيا من هذه الذكريات السلبية فعليه أن يسرع في مقاومتها، وذلك من خلال الانشغال بفعل شيء آخر، وحبذا لو كان صلاة أو دعاء أو غير ذلك مما يشغله عنها، أو باستدعاء الجوانب الإيجابية في هذه التجارب والتركيز عليها.

5- إدراك أن كل إنسان لا بد وأن يمر في حياته بعقبات وصعاب، فهذه سنة من سنن الله في خلقه كما قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، ولكن الفرق بين الناس في كيفية تفسير هذه الصعاب والعقبات والتعامل معها.

6- عدم الاستسلام للعقبات أو سيطرة الإحباط على المشاعر، وبذل ما في الوسع من جهد عقلي وبدني لتجاوز هذه العقبات، فحتى إن لم يستطع الإنسان تجاوزها؛ فسيشعر حينها بالرضا لأنه بذل كل ما في وسعه.

7- تقبل الإخفاقات بصدر رحب، والبحث عن أسبابها بكل موضوعية، وبعيدا عن التأثر النفسي السلبي بنتائجها، فهذا يدفع المرء لتجنب هذه الأسباب، بل ويجعل من هذه الإخفاقات دافعا ومنطلقا للنجاح في الحياة.

8- الابتعاد عن تكرار بعض الكلمات التي تبث اليأس والإحباط، فتكرارها يترك أثرا سلبيا على النفس ويعوقها عن العمل.

9- الابتعاد عن المتشائمين وناشري الإحباط بين الناس؛ لأن كثرة كلامهم عن الإخفاقات ومصاعب الحياة يثير في النفس الشعور بالعجز وعدم القدرة على تحقيق ما يصبوا إليه الإنسان.

خطوات إيجابية

10- ممارسة الاسترخاء لمدة عشر دقائق يوميا، فعملية الاسترخاء والتأمل وترديد عبارات إيجابية للنفس مع التنفس العميق تجعل الإنسان في حالة نفسية أكثر هدوء واستقرارا في انفعالاته.

11- الحرص على تحقيق أي شكل من أشكال النجاح، مهما كان صغيرا، في أي مجال من مجالات الحياة؛ لأن ذلك يمنح الإنسان شعورًا بالرضا عن النفس، وبالتالي يزيد لديه الإحساس بالأمل والتفاؤل.

12- تقسيم الأهداف التي يسعى المرء لتحقيقها إلى أهداف جزئية بسيطة يمكن تحقيقها على المدى القريب، ثم اتخاذ إجراءات فعلية لانجازها، فهذا يعطي المرء شعورا بالاستمرارية في الانجاز وإحساسا بالسيطرة على مسار حياته.