هل أنت قنوع؟ (اختبر نفسك)



ياسر محمود



إن مما يسخط الناس على أنفسهم وعلى حياتهم، ويحرمهم لذة السعادة، أنهم قليلو الإحساس بما أسبغ الله تعالى عليهم من نعم غامرة، فتراهم ساخطين على ما في أيديهم، متغافلين عما وهبهم الله من نعم لا تُعد ولا تُحصى، يهتفون دائما ينقصنا كذا وكذا، متطلعين إلى ما في أيدي الآخرين، يبكون حظهم وينوحون على دنياهم.

لكن المؤمن عميق الإحساس بما من الله عليه من نعم، فهو يرى نعم الله عليه في عافيته، يراها في ولده، يراه في حسن عشرة زوجته، يراها في مطعمه ومشربه، يراها في مسكنه، يراها في هدوء نفسه وسكينتها، يراها في هداية الله له للإسلام، يراها في كل شيء حوله، وهذا الإحساس بالنعم يمنحه شعورا بالرضا بما قسم الله له من رزق، وما قدر له من مواهب، وما وهب له من حظ، وهذا هو لب القناعة.

ثمار القناعة

راحة نفسية:

ففي قناعة المرء بما وهبه الله تعالى سعادة للنفس، وهدوء للبال، وشعور بالأمن والسكينة، وبها يتحرر المرء من عبودية المادة واسترقاق الحرص والطمع وعنائهما المرهق، وفي هذا يقول الإمام ابن الجوزي: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه.

حماية للقلب:

وفي القناعة وقاية من كثير من أمراض القلوب التي تفتك بالقلب وتذهب بالحسنات كالحسد والحقد وغيرها من الخصال الذميمة؛ ذلك أن الدافع على الوقوع في كثير من تلك الأمراض غالبا ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها، فمن قنع برزقه لا يحتاج إلى ذلك الإثم، ولا يداخل قلبه حسد لإخوانه على ما أوتوا؛ لأنه رضي بما قُسم له، وفي هذا يقول أحد الحكماء: وجدت أطول الناس غما الحسود، وأهنأهم عيشا القنوع.

غنى النفس:

فكم من غني طامع، عنده من المال ما يكفيه وولده ولو عمر ألف سنة، ولكن حرصه يدفعه للمخاطرة بدينه ووقته وجهده طلبا للمزيد، وكم من فقير قنوع يرى أنه أغنى الناس، وهو لا يجد قوت يومه؛ ذلك أن الغنى الحقيقي غنى النفس ورضاها بما قسمه الله لها من عطاء، وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس". (رواه البخاري).

وقيل لبعض الحكماء: ما الغنى؟ قال: قلة تمنيك، ورضاك بما يكفيك.

عزة وكرامة:

فالعز كل العز في القناعة، والذل والهوان في الحرص والطمع؛ ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزا بينهم، والحريص قد يذل نفسه من أجل أن يحصل المزيد؛ ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس". (رواه البيهقي).

وقد كان محمد بن واسع رحمه الله يبل الخبز اليابس بالماء ويأكله ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد.

اختبر نفسك

تلك هي القناعة، وتلك أهم ثمارها التي يجنيها أصحابها، فأين نحن من هذه القناعة، وما نصيبنا منها؟ هذا ما نحاول أن نضع أيدينا عليه من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:



م
العبارات
دائما
أحيانا
لا
1
لا يغيب عن قلبي أن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني.



2
كلما رزقت بمال تمنيت لو كان أكثر.



3
أوقن أن كل إنسانٍ لن يجمع من المال إلا ما قُدر له.



4
ينتابني إحساس بالضيق إذا ما رأيت من حولي في سعةٍ من الرزق.



5
أستشعر نعم الله الكثيرة علي في كل حركة أو سكنة.



6
أتمنى امتلاك كل شيء جميل تراه عيني.



7
أشعر بقلقٍ واضطرابٍ نحو وضعي المالي في المستقبل.



8
أحرص على أن تكون طموحاتي في حدود قدراتي.



9
أوقن أن الاختلاف والتفاوت في الرزق اختبار من الله وابتلاء.



10
ألوم نفسي وأسارع بمراجعتها إذا تطلعت إلى ما في يد الآخرين.



11
أنظر لمن هو دوني في أمور الدنيا وأحمد الله.



12
عقيدتي أن الغنى غنى النفس، وليس غنى المال والمتاع.



13
لا أتكاسل عن السعي للرزق بدعوى القناعة.



14
ألتزم القصد والاعتدال في إنفاقي.








أعط نفسك درجات عن كل إجابة حسب الجدول الآتي:



الأسئلة
دائما
أحيانا
لا
2،4،6،7
0
1
2
1،3،5،8 وحتى 14
2
1
صفر





إذا كان مجموع درجاتك أكثر من 24:

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك نعمة القناعة.

إذا كان مجموع درجاتك من 18 إلى 24:

اجتهد في تخليص قلبك مما شابه من عدم الرضا والقناعة.

إذا كان مجموع درجاتك أقل من 18:

تذكر قول النبي صلي الله عليه وسلم: "يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب..". (رواه المنذري).