الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعدُ:
فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُم ْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 36].
فبيَّن جل وعلا أن شهور العام: ((اثنا عشر)) ((12)) شهرًا، وقد رأيتُ بعض أبناء المسلمين في هذا الوقت الذي تُحارَب فيه اللغةُ العربية، ويحارَب فيه التحدثُ بالفصحى، ويُسخَر من المتحدثين بها - لا يعرفون شيئًا عن هذه الأشهر الإسلامية، اللهم إلا عن شهر منها أو شهرين؛ كرمضان وذي الحجة، لتعلُّقِهما بفريضتين عظيمتين وركنين شهيرين من أركان الإسلام، هذا فضلًا عن أن يحفظوا أسماء سائر الشهور وترتيبها، واستعمال ذلك في كتاباتهم ومخاطباتهم، زِدْ على ذلك معرفة معانيها واشتقاقاتها، وسبب تسميتها، وأوْجُه ضبطها ونُطقها، لذا وغيره جاءت فكرة هذه الأرجوزة التي سميتُها: ((الأنجم الدرية في نظم أسماء شهور السنة الهجرية))، نفعني الله وإياكم بها، وغفَر لنا ولوالدينا وللمسلمين، آمين.
نص الأرجوزة:
قال محمدٌ هو ابنُ أحمدا *** يرجو من الرحمن أن يُسددَا
الحمد لله وصلَّى ذو العلا *** على النبي المصطفى خيرِ المَلا
والآلِ والصَّحبِ هم البدورُ *** ما دامت الأيامُ والشهورُ
وبعد إن هذه أرجوزةٌ *** لطيفةٌ في بابها وجيزهْ
سميتُها ب((الأنجم الدُّرِّيَّةِ)) *** في نظمِ أسماء شهورِ السَّنةِ
أعني بها: الهجرية المرضيَّهْ *** هجرةَ خيرِ الخلق والبَريَّهْ
صلى عليه ربُّنا وسلَّما *** والآلِ والأصحابِ ثم العُلَمَا
فصل:
شهورُ هجرةٍ أتتْ: "ثنتَيْ عشرْ" *** أنظمها ليسهُلنْ حفظُ البشرْ
مُحَرَّمٌ - يا صاح - بعدَه: صَفَرْ *** رَبِيعُ أوَّلٍ، وثانٍ مُستطرْ
وبعدَه - يا صاحبي -: جُمَادَى *** أَوَّلُ، مَعْ ثَانٍ يلي أفادَا
وبعدَ ذا قُل: رَجَبٌ شَعْبَانُ *** يَليه: شهرُ صومنا رَمْضَانُ
عاشرُها - يا ذا النُّهى -: شَوَّالُ *** ذُو قَِعْدَةٍ، ذو حَِجَّةٍ، قد قالُوا
نظمتُها بمكة المكرمهْ *** والحمد لله على ما تَمَّمهْ
♦ ♦ ♦
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/130153/#ixzz5Ugj2x0uT