أقلام


بسمة موسى

بعض الأقلام.. كَأنّما أوتِيَت حياةً خاصةً بها.. تدفعك لأَن تكتب فقط..! لا تُفَكِّر.. لا تصنع مُسودة جانبية للخربشات و المحاولات الأولى.. لا فُرصة للخطأ.. أنت لست إلا يَدا تكتب.. و القلمُ سيدٌ يُملي عليك..! و كأنما حازَ بعض علمٍ ليس عندك.. بعض قوة.. بعض جرأة.. بعض ينابيع حياة ..! فتكتب و تمتثل.. ثم تحاول بعد انتهاء المد و الجزر.. و سكون الموج.. أن تفهم.. ما الذي يعرفه القلم و لا تعرفه..؟! ما الذي أُنبيء به و أخفته نفسك عنك..؟! أين ذرات روحك التي يجود بقبضة منها عليك مع كل حرف..كَهَبّة نسيمٍ من أرضِ نعيمٍ أبَدِيّ.. ؟ أين أنت الذي يندهش لمرأى الكلمات المصفوفة المنمقة بعد تمامها .. و يتَهَجّى زخارفها و خباياها.. كقطعة من فضةٍ تزدادُ فِتنةً و رَوِيّةً و زُهدا.. كلما ازدادت قِدما و عُمرا..؟ و متى يكشف لك حُجُب الذي امتَنَع.. و أستار الذي استخفى.. و سر ترياق الذي جابَ أرجاء الأرواح في طلب الدواء.. و ما عرفَ البُرءَ إلا في سُقيا الكَلِم..؟!