بسم الله الرحمن الرحيم
الخلاف بين البشر قديم قدم وجودهم على هذه الارض
وهو امر طبيعي يقع بين الافراد نظرا لاختلاف الفهوم والبيئات
والناس انواع في التعاطي مع المخالف
فهناك الاسوياء نفسيا وعقليا تراهم عندما يطرح المخالف امرا لايرونه سائغا
يتعاملون معه بعقلانية وموضوعية ثم يبدؤوا بتفنيد اراء المخالف بروية وفاعلية
لذا ترىهذا الاسلوب ايجابيا فهو يفتح العقول والقلوب
والمراقب لهذا النوع من التعاطي يمتثل لاخلاقيات صاحب الخصومة ولو لم يقتنع بالمسألة
النوع الثاني
هو تعاطي غير الاسوياء
هذا النوع من الناس يحول الخصومة الى عداوة
فهو يفزع من ظهور الحق مع المخالف وهو يظن (خاطئا)ان مذهبه سينهار
ان خسر جولة
فتراه يناكف الاخر بشتى الوسائل بغض النظر عن مشروعيتها
فهو يستقبل المسألة بعاطفته الغالبة على تركيزه وبدلا من ان يبدأبالتفنيد والمحاججة
يبدأ بالصياح او التشهير وتبدأ أخلاقه بالظهور
فيصير كما قال الشاعر
عيناك من اثوابه في جنة ويداك من اخلاقه في سبسب
ولا يتورع عن اتهام المخالف في دينه او اخلاقه او حتى في لون لباسه
والتهمة السائدة في هذه الايام العجيبة هي فساد العقيدة فهي تهمة سهلة
وتبعد الانصار سريعا عن المخالف ليصبح في متناول اليد
هذا عرض موجز لطريقة ادارة الخلاف بين طائفتين
الاولى ايجابية والثانية سلبية
ولكن من المفيد ان نذكر ان على كل مسلم واع ان يستثمر الخلاف
في تثبيت اوتعديل او تغيير قناعاته الى الافضل
والسبب انه غير معصوم ويقع في الاخطاء
ويقع اسير قناعات زائفة
فان كان باحثا صادقا عن الحق استفاد
وان لم يكن ازداد جهلا وعتوا