الإباحة " وقيدها " فى تعدد الزوجات
****************************** ****************************** *********************
.............................. .............................. ..........
الزواج آية محكمة وسنة متبعة شرعه الله بين الرجل والمرأة لحفظ النسل وبقاء النوع وتعمير الأرض
ودوام العشرة والألفة ولكى يستمتع الزوج بزوجته وتستمتع الزوجة بزوجها .

الزواج تأليف للقلوب وتشبيك للحقوق وبر للقريب وتقريب للبعيد وتكثير للعدد ..
...

ولقد أحل الله للرجل أن يتزوج بزوجة واحدة أو إثنتين أو ثلاثة أو أربعة .. فقال عز وجل :
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ }
وما أحله الله هنا هو : إباحة مقيدة وليست مطلقة ..
قيدها هو : تحقيق العدل والقسط بينهن وعدم الوقوع فى ظلمهن وغبنهن أو الجور عليهن .
..

لقد قرن الله فى الآية بين أداة الشرط وجوابه ..
{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى .. فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ }
قرن الله هنا
بين أكل أموال اليتامى جوراً وظلماً .. وبين من يغبن أو يظلم ولايستطيع العدل بين زوجاته
..
يقول ابن عاشور فى " التحرير والتنوير " :
( ... ومن إبداع لفظ القرآن وبلاغته وفصاحة أسلوبه ولطائف إشارته أنّ فى الآية إيجاز بديع خَفِىَ وجهه إذ لاتظهر مناسبة أو ملازمة بين الشرط

وجوابه ولكنه يؤذن بالإرتباط الوثيق بين عدم القسط فى اليتامى وبين الأمر بنكاح النساء وعددهن فأطلق سبحانه لفظ اليتامى فى الشرط وقوبل بلفظ النساء فى الجزاء .. )
وقال تعالى فى جزاء أكل أموال اليتامى : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }
ويقول الإمام البغوى فى تفسيره :
( ... كما خفتم أن لاتقسطوا فى اليتامى فكذلك خافوا فى النساء أن لاتعدلوا فيهن فلا تتزوجوا بأكثر مما يمكنكم القيام بحقهن ... )

وبهذا :
يحذرنا الله بأنّ من تزوج بأكثر من واحدة .. فكما يخاف من عذاب الله إن لم يعدل ويقسط فى ولايته على اليتامى " بعدم ظلمهم وأكل أموالهم " ..
فعليه أن يخاف من عذاب الله إن لم يعدل ويقسط بين زوجاته .
. فإن خشِىَ ذلك : فعليه أن لا يزيد عن زوجة واحدة .. يقول جل شأنه :
{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً }
ولقد بين الله لنا فى كتابه : بأنه لن يستطيع أحد من عباده أن يقيم العدل بين نسائه حتى ولو حشد كل طاقاته وبذل كل ما فى وسعه مقدرته . فقال :
{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ }

.............................. .............................. ..........
****************************** ****************************** *****************
سعيد شويل