السؤال
هل من السنّة إكثار النّعال؟ فقد قرأت حديثا في السلسلة الصّحيحة يقول فيه صلّى الله عليه وسلّم: استكثروا من النّعال، فإنّ الرّجل لا يزال راكبا ما انتعل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، قال: باب استحباب لبس النعال وما في معناها عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في غزوة غزوناها: استكثروا من النعال، فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل.
قال النووي في شرح مسلم: معناه أنه شبيه بالراكب في خفة المشقة عليه وقلة تعبه وسلامة رجله مما يعرض في الطريق من خشونة وشوك وأذى ونحو ذلك، وفيه استحباب الاستظهار في السفر بالنعال وغيرهما مما يحتاج إليه المسافر. اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: أي أنه شبيه بالراكب في خفة المشقة وقلة التعب وسلامة الرجل من أذى الطريق، قاله النووي، وقال القرطبي: هذا كلام بليغ ولفظ فصيح بحيث لا ينسج على منواله ولا يؤتى بمثاله وهو إرشاد إلى المصلحة وتنبيه على ما يخفف المشقة، فإن الحافي المديم للمشي يلقى من الآلام والمشقة بالعثار وغيره ما يقطعه عن المشي ويمنعه من الوصول إلى مقصوده كالراكب فلذلك شبه به.. اهـ
وجاء في فيض القدير: استكثروا من النعال ـ أمر إرشاد والمراد الإكثار من إعدادها في السفر وكلما وهت نعل وتخرقت وجد في رجليه غيرها فليس المراد باستكثارها لبس أكثر من نعل في حالة واحدة كما قد يظن... اهـ
ومما ذكر يتبين لك المقصود من الاستكثار من النعال.
والله أعلم.
إسلام ويب