تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 36 من 36

الموضوع: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف


    الموضوع قيم نافع عن أنواع التوحيد نفع الله بكم،،
    واصلوا الموضوع وصلكم الله بهداه عن شروط لا إله إلا الله



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    الموضوع قيم نافع عن أنواع التوحيد نفع الله بكم،،
    واصلوا الموضوع وصلكم الله بهداه عن شروط لا إله إلا الله
    شروط لا اله الا الله
    ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة، لا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد، والتزمها بدون مناقضة لشيء منها.
    وليس المرادُ من ذلك عدَّ ألفاظِها وحِفْظَهَا؛ فكم من عامي اجتمعت فيه، والتزمها ولو قيل له عَدِّدْها لم يحسن ذلك.
    وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها.
    وهذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء، وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي بقوله:
    العلمُ واليقينُ والقبولُ والانقياد فادر ما أقول


    والصدق والإخلاص والمحبة وفقك الله لما أحبه

    ونظمها بعضهم بقوله:
    علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها


    وأضاف بعضهم شرطاً ثامناً ونظمه بقوله:
    وزيد ثامنُها الكفران منك بما سوى الإله من الأوثان قد ألها
    وهذا الشرط مأخوذ من قوله": من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه


    هذه هي الشروط السبعة مع زيادة الشرط الثامن على وجه الإجمال، وإليك تفصيلها:

    1_العلم - :والمراد به العلم بمعناها نفياً وإثباتاً، وما تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن الله عز وجل هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك العلم_فهو عالم بمعناها.
    وضد العلم الجهل؛ بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، كأن يرى جواز عبادة غير الله مع الله.
    قال تعالى:[فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ] (محمد:19) . وقال:[... إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (الزخرف:86) . أي من شهد بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
    وقال تعالى:[شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (آل عمران:18) .


    وقال تعالى:[... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] (الزمر:9) .
    وقال:[... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] (فاطر:28) .
    وقال:[وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ] (العنكبوت:43) .
    وفي الصحيح عن عثمان قال:قال رسول الله" من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة



    2_اليقين:وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن إليه قلبه، دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً. فلابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه، ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله_تعالى_وبطلا ن إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيءٌ من أنواع التأله والتعبد. فإن شك في شهادته، أو توقف في بطلان عبادة غير الله؛ كأن يقول:أجزم بألوهية الله، ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره_بطلت شهادتُه ولم تنفعه. قال تعالى مثنياً على المؤمنين:[وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ] (البقرة:4) . وقد مدح الله المؤمنين_أيضاً_ب قوله:[إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا] (الحجرات:15) . وذم المنافقين بقوله:[... وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ] (التوبة:45) . وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال:قال رسول الله": أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة(5) .
    وعنه أن النبي"قال: من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه_فبشِّرْهُ بالجنة(6) .




    3_القبول:والقبول يعني أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، فيصدق بالأخبار، ويطيع الأوامر، ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله"، ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً، ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد، والتحريف الذي نهى الله عنه، بل يصدق الخبر، ويمتثل الأمر، ويقبل كل ما جاءت به هذه الكلمة واقتضته بكل رضا، وطمأنينة، وانشراح صدر.

    قال تعالى واصفاً المؤمنين بامتثالهم، وقبولهم، وعدم ردهم:[آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ] (البقرة:285) . وقال تعالى :[قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا] (البقرة:136) . وضد القبول:الرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادة ويوقن بمدلولها، ولكنه يردها كبراً وحسداً. وهذه حال علماء اليهود والنصارى كما قال تعالى عنهم:[الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (البقرة:146) . وقال تعالى [... حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ] (البقرة:109) .
    وكذلك كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله، وصدق رسالة محمد"ولكنهم يستكبرون عن قبول الحق كما قال تعالى عنهم:[إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ] (الصافات:35) .
    وقال_تعالى_عنهم:[... فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ] (الأنعام:33) .
    وكذلك كان شأن فرعون مع موسى عليه السلام .


    يدخل في الرد وعدم القبول من يعترض على بعض الأحكام الشرعية، أو الحدود التي حدها الله عز وجل كالذين يعترضون على حد السرقة، أو الزنا، أو على تعدد الزوجات، أو المواريث، وما إلى ذلك، فهذا كله داخل في الرد وعدم القبول؛ لأن الله يقول [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً] (البقرة:208) .
    ويقول:[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ] (الأحزاب:36) .
    ويدخل في الرد أيضاً من يعطل أسماء الله وصفاته، أو يمثلها بصفات المخلوقين.



    4_الانقياد:وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص. ولعل الفرق بين الانقياد والقبول أن القبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول. أما الانقياد فهو الاتباع بالأفعال، ويلزم منهما جميعاً الاتباع. فالانقياد هو الاستسلام، والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله. قال تعالى وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ] (الزمر:54) .
    وقال [وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ] (النساء:125) . وقال:[وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى] (لقمان:22) . وقال تعالى مثنياً على إبراهيم عليه السلام [إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ] (البقرة:131) . ومن الانقياد أيضاً أن ينقاد العبد لما جاء به النبي"رضاً، وعملاً دون تعقب أو زيادة أو نقصان. قال تعالى:[فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (النساء:65) .
    وإذا علم أحد معنى لا إله إلا الله، وأيقن بها، وقبلها، ولكنه لم ينقد لها، ولم يعمل بمقتضاها_فإن ذلك لا ينفعه، كما هي حال أبي طالب، فهو يعلم أن دين محمد حق، بل إنه ينطق بذلك ويعترف، حيث يقول مدافعاً عن الرسول":
    والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا



    فاصدع بأمرك لا عليك غضاضة افرح وقر بذلك منك عيونا
    ولقد علمت بأن دينَ محمدٍ من خير أديان البرية دينا
    لولا الملامةُ أو حِذارُ مسبةٍ لوجدتني سمحا بذلك مبينا
    فما الذي نقص أبا طالب ؟ الذي نقصه هو الإذعان والاستسلام.
    ومن عدم الانقياد ترك التحاكم لشريعة الله عز وجل واستبدالها بالقوانين الوضعية، الفرنسية، والإنجليزية، وغيرها.


    5_الصدق:وهو الصدق مع الله، وذلك بأن يكون العبد صادقاً في إيمانه، صادقاً في عقيدته.
    ومتى كان ذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء في كتاب ربه، وسنة نبيه". فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في دعوته، وأن يبذل الجهد في طاعة ربه، وحفظ حدوده، قال_تعالى_:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] (التوبة:119) . وقال في وصف الصحابة:[... رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ] (الأحزاب:23) . وقال:[وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ] (الزمر:33)

    وقد ورد اشتراط الصدق في الحديث الصحيح حيث قال": من قال لا إله إلا الله صادقاً من قلبه دخل الجنة(7) .
    وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه فإنه لا يعد مؤمناً، بل هو منافق؛ وإن نطق بالشهادة بلسانه، وحاله هذه أشد من حال الكافر الذي يظهر كفره. فإن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإن هذه الشهادة لا تنجيه، بل يدخل في عداد المنافقين، الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا [. . . نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ] (المنافقون:1) . فرد الله عليهم تلك الدعوى بقوله:[وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ] (المنافقون:1) .


    وقال تعالى أيضاً في شأن هؤلاء:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ] (البقرة:8) .
    وقال:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] (البقرة:204) .
    والأدلة في ذلك كثيرة جداً وهي مبسوطة في أوائل سورة البقرة، وفي سورة التوبة أيضاً وغيرها.
    فإذا قامت أعمال الإنسان واعتقاداته على عقيدة سليمة كان الإيمان قوياً سليماً، وبالتالي يكون العمل مقبولاً بإذن الله، والعكس بالعكس. ثم إن الناس يتفاوتون في الصدق تفاوتاً عظيماً. ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول"أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله سبحانه أمرنا بطاعة الرسول وتصديقه، وقرن ذلك بطاعته قال تعالى :[مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ] (النساء:80) .

    وقد يلتبس على بعض الناس الأمر في موضوع اليقين والصدق، لذا يقال:إن اليقين أعم من التصديق، وعلى ذلك يكون كلُّ موقن مصدقاً، وليس كل مصدق موقناً؛ أي بينهما عموم وخصوص كما يقول أهل الأصول؛ أي أن الموقن قد مر بمرحلة التصديق.

    6_الإخلاص:وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية و من جميع شوائب الشرك الاكبر والاصغر. وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ليس فيها اى شرك اكبراو اصغر او شائبة رياء، أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو شهوة ظاهرة أو خفية، أو أن يندفع للعمل لمحبة شخص، أو مذهب، أو مبدأ، أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله. والإخلاص كذلك مهم في الدعوة إلى الله تعالى فلا يجعل دعوته حرفة لكسب الأموال، أو وسيلة للتقرب إلى غير الله، أو الوصول للجاه والسلطان. بل لابد أن يكون مبتغياً بدعوته وجه الله والدار الآخرة، ولا يلتفت بقلبه إلى أحد من الخلق يريد منه جزاءً أو شكوراً.

    والقرآن والسنة حافلان بذكر الإخلاص، والحث عليه، والتحذير من ضده، ومن ذلك قوله_تعالى_:[أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ] (الزمر:3)، وقوله:[وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] (البينة:5)، وقوله:[قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي] (الزمر:14) . وعن أبي هريرةعن النبي"قوله: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه(8 ) وفي الصحيحين من حديث عتبان فإن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله(9). ويدخل في ذلك الإخلاصُ في اتباع محمد"وذلك بالاقتصار على سنته وتحكيمه، وترك البدع، والمخالفات، ونبذ ما يخالف شرعه من التحاكم إلى ما وضعه البشر من عادات، وقوانين؛ فإن رضيها أو حكم بها لم يكن من المخلصين. وضد الإخلاص الشرك الاكبر والاصغر، والرياء، وابتغاء غير وجه الله.

    فإن فقد العبد أصل الإخلاص بالشرك الاكبر فإن الشهادة لا تنفعه أبداً، قال_تعالى_:[وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً] (الفرقان:23) . فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله؛ لأنه فقد الأصل، قال_تعالى_:[إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً] (النساء:48) .

    وإن فقد الإخلاص في عمل من الأعمال ذهب أجر ذلك العمل. - عن أبي هريرة قال:قال رسول الله":قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه - وبالجملة فالإخلاص هو تصفية العمل من كل شوب؛ بحيث لا يمازجه ما يشوبه من شوائب الشرك أو إرادة النفس:إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم أو محبتهم، أو خدمتهم، إلى غير ذلك من الشوائب التي عَقْدُ متفرقها إرادةُ ما سوى الله بالعمل. فمدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل أولاً امتثال أمر الله.
    بل لا يذهب بالإخلاص بعد ابتغاء وجه الله أن يخطر في بال العبد أن للعمل الصالح آثاراً في هذه الحياة، كطمأنينة النفس، وأمنها من المخاوف، وصيانتها من مواقف الهوان، إلى غير هذا من الخيرات التي تعقب العمل الصالح، ويزداد به إقبال النفوس على الطاعات قوة على قوة.



    7_المحبة:أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة، ولما دلت عليه واقتضته، فيحب الله ورسوله"ويقدم محبتهما على كل محبة، ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبة مقرونة بالإجلال والتعظيم والخوف والرجاء، فيحب ما يحبه الله من الأنبياء، والرسل، والملائكة، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وما يحبه من الأفعال كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والأقوال كالذكر وقراءة القرآن.
    ومن المحبة_أيضاً_تقد يم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها، وذلك لأن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره.



    ومن لوازم تلك المحبة أن يكره ما يكرهه الله ورسوله؛ فيكره الكفار، ويبغضهم، ويعاديهم، ويكره الكفر، والفسوق، والعصيان. قال تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ] (المائدة:54) . وقال:[لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ]

    وقال تعالى:[قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ] (التوبة:24) .

    وقال": ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما+ الحديث (11)
    وعلامة هذه المحبة الانقياد لشرع الله واتباع محمد"قال_تعالى_:[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ] (آل عمران:31) . وضد المحبة الكراهية لهذه الكلمة، ولما دلت عليه وما اقتضه، أو محبة غير الله مع الله. قال تعالى:[ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ] (محمد:9) .


    وقال الله تعالى:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ] (البقرة:165) .
    فهؤلاء الذين بَيَّن الله جل وعلا شأنهم في هذه الآية يحبون الله، ولكنهم يحبون معه غيره مثل محبته على أحد التفسيرين، ومع ذلك سماهم الله ظالمين، والظلم هنا بمعنى الشرك بدليل قوله_تعالى_في الآية التي تليها:[وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ] (البقرة:167) .


    فإذا كان هذا هو شأن من أحب الله، وأحب معه غيره مثل حبه_فكيف بمن أحب غير الله أكثر من حبه لله ؟ وكيف بمن أحب غير الله ولم يحب الله_سبحانه وتعالى_؟. كيف بمن أحب غير الله، وكره الله، وحارب الله_سبحانه وتعالى_؟ !. ومما ينافي المحبة_أيضاً_بغض الرسول"أو بغض ما جاء به الرسول، أو بغض بعض ما جاء به_عليه الصلاة والسلام_. ومما ينافيها موالاة أعداء الله من اليهود، والنصارى، وسائر الكفار والمشركين.
    ومما ينافيها أيضاً معاداة أولياء الله المؤمنين. ومما ينافي كمالها المعاصي والذنوب.[
    محمد بن إبراهيم الحمد]

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    قال الشيخ صالح ال الشيخ-شروط لا إله إلا الله السّبعة هذه يُخطئ كثيرون في فهمها، وسبب الخطأ راجع إلى جهتين:
    الجهة الأولى: أنهم لم يَرْعَوْا تفسير العلماء لها، إذْ العلماء فسّروها بضدها، فقالوا في العلم المنافي للجهل، وقالوا في اليقين النافي للشك، أو الرّيب؟ وقالوا في الانقياد المنافي لكذا، وقالوا في الإخلاص المنافي لكذا، فإذن تفسير هذه الشروط راجع إلى ما نُفي، وكما تعلم أنّ المنفي قد يكون من جهة القول، وقد يكون بالدِّلالة عليه، وقد يكون من جهة العمل، فيرجع الأمر إلى أنّ دلالة العلم تكون بالقول أو بالعمل، فإذن العلم واليقين تأخذ الفرق بينهما لا بتعريف العلم ولا بتعريف اليقين، وإنما بضدها، ولهذا العلماء فسروها بضدها، قالوا العلم المنافي لكذا، اليقين المنافي لكذا، فإذا عرفت الضِّد وجدتَ أنّ الأضداد المذكورة متنافية لا تشترك؛ فالرّيب ليس هو الجهل، والشرك ليس هو عدم الانقياد أو عدم الالتزام، وهكذا، هذه جهة.
    والجهة الثانية: أنهم ظنوا أنّ علماء الدعوة لمّا وضعوا هذه الشروط، أنهم وضعوها خارجة عن منهج السلف الصالح في العقيدة وفي التكفير وفي مسائل الإيمان، فأخرجوها عن قواعد السلف في التكفير والإيمان والأسماء والأحكام إلى آخره، فطبّقوها بنفسها دون رعاية لقواعد السلف الصالح، فحصل الخلط الكبير، وحصل التعدي وعدم فهم الدعوة، فكثير إلى الجماعات التي تميل إلى التكفير على غير هدى، هذه تتجه إلى شروط لا إله إلا الله ويطبقونها غلطا على الأفراد أو على الجماعات، وهذا الغلط راجع إلى جهتين:
    1. عدم معرفة المنفي.
    2. وعدم معرفة قواعد السلف الصالح التي تُطَبَّق عليها هذه.
    وكما هو معلوم أنّ كلمة لا إله إلا الله؛ كلمة التوحيد هذه أو الشهادتان جميعا، قالوا لا تنفع قائلها إلا بسبعة شروط، وهذا يُعنى به الدخول في الدين، والدخول في الدين لا يتم إلا بهذه السبعة، لكن الخروج منه نرجع فيه إلى قواعد السلف الصالح؛ وهو أنّه لا يخرج منه إلا بيقين يدفع اليقين الأول؛ وهو تَحقُّق هذه الشروط، فمن ثبت في حقه الإسلام بقول لا إله إلا الله مجتمعة هذه الشروط فيه في زمن من عمره بعد البلوغ أو حتى قبل البلوغ إذا كان مسلما أو في دار إسلام، فإن هذا يثبت في حقه ذلك، ولا ينتقل منه إلاّ بأمر مكفِّرٍ على ما قرره أهل العلم في ذلك.
    هنا المنفيات العامة قد تأتي وتقول لهم: ما معنى لا إله إلا الله؟، فلا يجيبك بمعناها الصحيح، هذا إذا كان أنه عرفها في يوم من عمره، علمها وتيقن منها، وليس في قلبه ريب؛ كان مخلصا ومنقادا لها، فإنه بذلك يحصل له تحقيق هذه الشهادة، فإذا حصل له ذلك، فننظر إلى عمله لا إلى قوله؛ لأنّ القول يحتاج إلى استصحاب العلم؛ العلم اللفظي، والشهادتان يكفي فيها العمل لمن علمها بلفظها في زمن من عمره؛ يعني واحد في أول عمره تعلّم معنى الشهادتين وتلفظ بها وعرف المعنى وفهمه، ثم بعد مدة نسي ما درس وما عُلِّم، لكن عمله على التوحيد؛ ما خالف ذلك الأول، هذا قد تحققت فيه الشروط؛ وما خالفها ولو كان قال: لا أدري ما معناها، نسيت، درسناها ولكن نسيت. أو أجاب غلطا أو ما أشبه ذلك.
    فإذن ”العلم“ المقصود به أنْ يعلمها في عمره مرة، ثم لا يأتي بما يناقضها من جهة القول أو العمل، ولا يعني أنْ يستصحب العلم اللفظي بها.
    فأئمة الدعوة رحمهم الله لما ذكروا هذه الشروط وجمعوها من كلام أهل العلم بالتكفير والفقه وما جاء في السنة، وهي واضحة بيّنة، تُفهم على ضوء ما ذكرتُ:
    ( أولا: تكفيرها بالمُنَافي، وهذا المنافي قد تستدل به على القول، قد تستدل به على العمل، يعني من جهة إثبات الأصل، يعني انتفاء الجهل يكون بالقول، فإنْ لم يكن بالقول بالعمل، ما لم يأتِ بما يضاده، انتفاء الريب يكون بالقول، فإنْ لم يكون بالقول يكون بالعمل، وعلى هذا نفهم طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته.
    ( الجهة الثانية: أننا نأخذ بشروط لا إله إلا الله وما شابه ذلك مما قاله أئمة الدعوة رحمهم الله، على ما قرره أئمة سلفنا الصالح في العقيدة، وهكذا كان علماؤنا ولا يزالون على هذا، لكن الاتجاهات التي أخذت بهذه الشروط دون معرفة للدعوة، ظنوا أنها بمعزلٍ عن بقية العقيدة، وهذا لا شك أنه غلط كبير

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    أحسن الله إليكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف


    في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
    :
    ذكر لي أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لمُعاذٍ : من لقيَ اللهَ لا يشركُ بهِ شيئًا دخلَ الجنةَ . قال : ألا أُبَشِّرُ الناسَ ؟ قال : لا، إني أخافُ أنْ يَتَّكِلوا .



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
    :
    ذكر لي أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لمُعاذٍ : من لقيَ اللهَ لا يشركُ بهِ شيئًا دخلَ الجنةَ . قال : ألا أُبَشِّرُ الناسَ ؟ قال : لا، إني أخافُ أنْ يَتَّكِلوا .

    بارك الله فيك - قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن فى فتح المجيد - قوله: "من لقي الله لا يشرك به شيئا" قال القرطبي: أي لم يتخذ معه شريكا في الإلهية، ولا في الخلق، ولا في العبادة، ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند أهل السنة: أن من مات على ذلك فلا بد له من دخول الجنة، وإن جرت عليه قبل ذلك أنواع من العذاب والمحنة. وأن من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب ولا تصرم آماد.
    وقال النووي: أما دخول المشرك النار فهو على عمومه، فيدخلها ويخلد فيها، ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني، وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة، ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عنادا وغيره، ولا بين من خالف ملة الإسلام وبين من انتسب إليها ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك.
    وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به. لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة أولا. - وإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة. فإن عفا الله عنه دخل الجنة أولا، وإلا عذب في النار ثم أخرج من النار وأدخل الجنة. [فتح المجيد]

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    جزاكم الله خيرا على الجهود المبذولة.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    ..................

    انكر الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه ( براءة اهل السنة ) على ابو غدة قوله بان تقسيم التوحيد عند السلف تقسيم اصطلاحي ؟
    فقال ( و ما يؤمن بهذا التقسيم الا من اعتقده تقسيما حقيقيا لا اصطلاحيا )

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    ..................

    ( و ما يؤمن بهذا التقسيم الا من اعتقده تقسيما حقيقيا لا اصطلاحيا )
    بارك الله فيك اخى الطيبونى -يقصد الشيخ بأن التقسيم حقيقى- بأن المنكر للمعنى الذى تضمنه هذا التقسيم او المخالف فى احد افراده فهو مخالف للكتاب والسنة--إذا كان الخلاف في الاصطلاح مجرد اختلافا في اللفظ والعبارة ، واتفق المعنى فلا إشكال ، وهنا المراد بقول العلماء لا مشاحة في الاصطلاح ، فمن سمى النوع الاول من التقسيم توحيد ربوبية او سماه توحيد إثبات ومعرفة او سماه توحيدا علميا ، من حيث المعنى لا خلاف حقيقي - وكذلك من سمى النوع الثانى توحيد الالوهيه او توحيد العبادة او توحيد القصد والطلب لا مشاحة فى الاصلاح لان المعنى واحد-أما من يفسر التوحيد اصطلاحا بأنه إفراد القديم من المحدث كالاشاعرة وغيرهم ، فهذ لا يقال لا مشاحة في اصطلاحه ،لان تقسيمه ليس شرعيا حقيقيا يعنى موافق لحقيقة دعوة الانبياء والرسل بل مخالف لدعوة الانبياء والرسل ،يقال تعريف بدعى مخالف لما دلت عليه النصوص، مورده اصطلاح المتكلمين من الجهمية والمعتزلة والاشاعرة ، -- فالجهمية والمعتزلة واالاشاعرة لهم تقسيمات للتوحيد مخالفة لتقسيمات اهل السنة فى تعريف التوحيد والاسماء والصفات والافعال -- اما تقسيم اهل السنة فهو تقسيم شرعى - حقيقى - موافق لما دل عليه الكتاب والسنة (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم : 65]
    الربوبية: {رب السماوات والأرض وما بينهما}
    العبودية: {فاعبده واصطبر لعبادته}
    في أسمائه وصفاته {هل تعلم له سميًّا} سميًّا: أي مثلا أو شبيها.----------------- يقول شيخ الإسلام : ( وقد رأيت من كلام الناس في هذا الباب وغيره ألوانا لا يسعها هذا الموضع وكثير من نزاع الناس يكون نزاعا لفظيا أو نزاع تنوع لا نزاع تناقض
    فالأول مثل أن يكون معنى اللفظ الذي يقوله هذا هو معنى اللفظ الذي يقوله هذا وإن اختلف اللفظان فيتنازعان لكون معنى اللفظ في اصطلاح أحدهما غير معنى اللفظ في اصطلاح الآخر وهذا كثير
    والثاني أن يكون قول هذا نوعا من العلم والدليل صحيحا ويقول الآخر نوعا صحيحاً )------------
    وقال شيخ الإسلام في الدرء ( فالسلف والأئمة لم يذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر والعرض والجسم وغير ذلك بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه لاشتمال هذه الألفاظ علي معان مجملة في النفي والإثبات )

    وقال في جامع الرسائل ( وإن أريد بالأعراض والحوادث اصطلاح خاص فإنما أحدث ذلك الاصطلاح من أحدثه من أهل الكلام، وليست هذه لغة العرب ولا لغة أحد من الأمم، لا لغة القرآن ولا غيره ولا العرف العام ولا اصطلاح أكثر الخائضين في العلم، بل مبتدعو هذا الاصطلاح هم من أهل البدع المحدثين في الأمة الداخلين في ذم النبي صلى الله عليه وسلم.وبكل حال مجرد هذا الاصطلاح وتسمية هذه أعراضاً وحوادث لا يخرجها عن أنها من الكمال الذي يكون المتصف به أكمل ممن لا يمكنه الاتصاف بها أو يمكنه ذلك ولا يتصف بها.)-
    وقال شيخ الاسلام بن تيمية ( وَالْمُتَكَلِّم ُ يَظُنُّ أَنَّهُ بِطَرِيقَتِهِ - الَّتِي انْفَرَدَ بِهَا - قَدْ وَافَقَ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ : تَارَةً فِي إثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَتَارَةً فِي إثْبَاتِ الْوَحْدَانِيَّ ةِ وَتَارَةً فِي إثْبَاتِ النُّبُوَّةِ وَتَارَةً فِي إثْبَاتِ الْمَعَادِ وَهُوَ مُخْطِئٌ فِي كَثِيرٍ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرِهِ مِثْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ . فَإِنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ الْمُتَكَلِّمُ فِي ظَنِّهِ أَنَّ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ تُوَافِقُ طَرِيقَتَهُ مِنْ وُجُوهٍ .)-----------
    -وليس معنى كون التقسيم اصطلاحيا أنه ليس شرعيا ، فليست العلاقة بين الاصطلاحي والشرعي علاقة مباينة من كل وجه ، فالاصطلاح منه شرعي ومنه غير شرعي .
    فهو اصطلاحي من حيث إنه استقرائي ، وهو شرعي من حيث إن استقراءه من نصوص الشرع .
    لذلك تجد بعض الفقهاء يقولون الصلاة اصطلاحا وبعضهم يقول شرعا ، ويعللون ذلك أن مراد من قال اصطلاحا لأنه من وضع الفقهاء، ومن قال شرعا فمراده أن هذا التعريف وإن كان من وضع الفقهاء او الاصوليين لكنه مستنبط من الشرع ، فيفرق عن الاصطلاح اللغوي أو الأصولي أو الكلامي------------الاصطلاح يتنوع بحسب مورده ، فيصح كون الاصطلاح شرعيا أو لغويا او اصوليا بهذا الاعتبار .
    وكونه حقا في نفسه فهذا لأنه قائم على استقراء تام صحيح لنصوص الشرع الدالة على انواع التوحيد الثلاث-ولذلك يقول العلماء ان المخالف فى هذا التقسيم بالاعتبار السابق - الخلاف معه حقيقى - لانه خالف ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة بل خالف اصل دعوة الرسل - وغالب المخالفين فى هذا التقسيم كما تعلم اخى الطيبونى تجدهم من القبوريين والاشاعرة وهذا واضح كما حصل هذا النزاع معنا فى بعض المناقشات - فالخلاف فى مفهوم التقسيم ومعناه وما دل عليه خلاف حقيقى
    - هذا هو ما يقصده الشيخ بكر ابو زيد -قال (هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف أشار إليه ابن مندة وابن جرير الطبري وغيرهما، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقرره الزبيدي في تاج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان في آخرين رحم الله الجميع، وهو استقراء تامٌّ لنصوص الشرع، وهو مطرد لدى أهل كلِّ فنٍّ، كما في استقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء
    - اما من اقر بالحق في إفراد الله بالربوبية والألوهة و أصاب الحق في باب الأسماء والصفات فهو محق في نفس الأمر وإن لم يعبر عن ذلك بتقسيم ثنائي أو ثلاثي أو رباعي-- مثال -تقسيم الفقهاء لمعنى الصلاة لغة واصطلاحا ومرادهم اصطلاحا اى التعريف الشرعى ولكن لما تعارفوا على تعريفات خاصة بالفقهاء سموها اصطلاح الفقهاء وان كا هذا الاصطلاح مستقى من الشرع وكذلك تقسيمهم ما تضمنته العبادة الى ركن وواجب ومستحب- وكذلك تقسيم الايمان الى اصل وكمال واجب ومستحب كل هذه اصطلاحات مستقاه من الشرع -- والمخالف فى هذه الاصول مخالف فى الايمان حقيقة والخلاف معه خلاف حقيقى لا خلاف لفظى - كالمرجئة الخلاف معهم خلاف حقيقى - اما مرجئة الفقهاء فقد اختلف اهل السنة هل الخلاف معهم حقيقى ام لفظى

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    لابد أن نعلم أن القاعدة تقول " لا مشاحة في الاصطلاح " ، وهذه قاعدة معروفة عند الفقهاء والأصوليين .

    قال ابن القيم -رحمه الله- :
    والاصطلاحات لامشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة . " مدارج السالكين " ( 3 / 306 ) .
    ومعنى لا مشاحة أي لا تنازع .
    ثانيا :
    إن للعلماء من قديم الزمان تقسيمات للأحكام الشرعية ، وهذا التقسيم إنما هو للتيسير وتسهيل الفهم للنصوص والأحكام الشرعية وخصوصا مع تأخر الزمان وضعف المعرفة باللغة العربية واختلاط اللسان العربي بالأعجمي .
    فرأى العلماء أن وضع قواعد ومسائل وتقسيمات لتسهيل وتيسير الفهم لا مشاحة فيه بل ذلك من الأمور المستحسنة لما يترتب عليه من تقريب العلم للمسلمين ، فهذا الشافعي واضع علم الأصول في الفقه الإسلامي وقد لاقت تقسيماته قبولا حسنا وعليه درج الأصوليون مع إضافات وتعقب على ما ذكره ، وهكذا جميع العلوم الشرعية كعلم التجويد وتقسيماته وترتيباته وعلوم القرآن وغيرها ومنها علم التوحيد .
    ثالثا :
    ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام قسَّم التوحيد إلى قسمين والشيخ محمد بن إبراهيم قسمه إلى أربعة أقسام وكذلك الشيخ صالح الفوزان : فلا إشكال في ذلك وإليك البيان :
    فقد ذكر بعض العلماء أن التوحيد ينقسم إلى قسمين :
    توحيد المعرفة والاثبات : وهو يشمل الإيمان بوجود الله والإيمان بربوبيته والإيمان بأسمائه وصفاته .
    توحيد القصد والطلب : وهو يشمل الإيمان بألوهية الله تعالى .
    وأما من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام فقد فصَّل التقسيم السابق زيادة في تسهيل الفهم والمعرفة فقال : التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
    توحيد الربوبية : ويدخل فيه الإيمان بوجود الله .
    توحيد الألوهية أو توحيد العبادة - وهما بمعنى واحد – .
    توحيد الأسماء والصفات .
    ثم جاء بعض العلماء فزادوا في التقسيم فقالوا : التوحيد ينقسم إلى أربعة أقسام:
    الإيمان بوجود الله .
    الإيمان بربوبية الله .
    الإيمان بألوهية الله .
    الإيمان بأسماء الله وصفاته .
    فكما نرى لا إشكال في هذا التقسيم ما دام أنه لا يدل على شيء باطل ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، وهذا التفصيل إنما هو لتسهيل الفهم فكلما بعُد العهد : قلَّ الفهم واحتاج العلماء إلى التبسيط والتسهيل والتفصيل .
    والخلاصة أنه لا إشكال فيما ذكره السائل لأن من قسم التوحيد إلى قسمين قد جمع في هذين القسمين ما فضّله الآخرون ، ومن قسمه إلى ثلاثة أقسام أو أربعة فصّل فيما أجمله الآخرون .
    والجميع متفقون على أن التوحيد يشمل كل ما ذكروه .
    وهذه التقسيمات اصطلاحية لا مانع منها بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة ، كما لو أخرج من معاني التوحيد بعض ما يدخل فيه ، أو يُدخل فيها ما ليس منه .
    وقد يأتي زمان نحتاج فيه إلى تفصيل أكثر فيفصل العلماء ويقسموا ليسهلوا الفهم .
    وهذا بيان مختصر لمعنى أنواع التوحيد الثلاثة :
    الإيمان بالربوبية : هو إفراد الله بأفعاله من خَلْق وإحياء وإماتة وغيرها .
    والإيمان بالألوهية : هو إفراد الله بأفعال العباد من قول أو فعل ظاهر أو باطن . فلا يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى .
    والإيمان بالأسماء والصفات : هو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه من غير تعطيل أو تمثيل .
    رابعا :
    تقسيم العلماء للتوحيد على هذا التقسيم ليس محدثاً بل هو معروف في القرن الثالث والرابع كما ذكر ذلك الشيخ العلامة بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه " الرد على المخالف " ، فنقل هذا التقسيم عن ابن جرير الطبري وغيره من العلماء .
    تنبيه : ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقسم التوحيد إلى قسمين : توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ، ليس بصحيح بل يقسمه إلى قسمين وهما توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب ، والأول منهما يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات
    انظر مجموع الفتاوى ( 15/164 ) والفتاوى الكبرى ( 5/250 )
    والله أعلم .
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب


    يقول الشيخ ابن باز معبراً عن خلاف السلف في التقسيم دون تبديع لأحد
    وأقسام التوحيد ثلاثة، بالاستقراء والنظر والتأمل في الآيات والأحاديث وما كان عليه أهل الشرك اتضح أنها ثلاثة أقسام: اثنان أقر بهما المشركون، والثالث جحده المشركون وقام النزاع بينهم وبين الرسل في ذلك، والقتال والولاء والبراء والعداوة والبغضاء.
    ومن تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية وأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم عرف ذلك، وقد زاد بعضهم قسما رابعا سماه: "توحيد المتابعة" يعني وجوب اتباع الرسول والتمسك بالشريعة، فليس هناك متبع آخر غير الرسول فهو الإمام الأعظم وهو المتبع، فلا يجوز الخروج عن شريعته فهي شريعة واحدة إمامها واحد وهو نبينا عليه الصلاة والسلام، فليس لأحد الخروج عن شريعته، بل يجب على جميع الثقلين الجن والإنس أن يخضعوا لشريعته، وأن يسيروا على منهاجه في التوحيد، وفي جميع الأوامر والنواهي، وهذا القسم الرابع معلوم، وهو داخل في قسم توحيد العبادة؛ لأن الرب سبحانه أمر عباده باتباع الكتاب والسنة، وهذا هو توحيد المتابعة

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    يقول الحازمي في مقدمة ابن أبي زيد 27 :

    والاستقراء والتتبع في الشرعيات يكون نتيجته ماذا ؟ إثبات حكم شرعي ، بعضهم يقول ماذا ؟ في مسألة التوحيد التقسيم الثلاثي أن هذا اصطلاح مبنى الاصطلاح على الاستقراء والتتبع ، هذا غلط لماذا ؟ لأنه يُقال : إذا كان الاستقراء والتتبع في اصطلاحات البشر فالنتيجة اصطلاحية . وإذا كان الاستقراء والتتبع في نصوص الشرع فالنتيجة شرعية - انتبه لهذا - . بعضهم يُلَبّس يقول : هذا دليله الاستقراء والتتبع . ولا يُعرف إلا عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى . وعرفنا فيما سبق أن هذا باطل بل هو مسبوقٌ ، ودليلهم الاستقراء والتتبع . نقول : الاستقراء والتتبع محله ما هو ؟
    قد يكون استقراء وتتبع في الصحف والمجلات ، وقد يكون الاستقراء والتتبع في السنة وفي الكتاب ، وقد يكون الاستقراء والتتبع في كتب الطب ، فالنتائج حينئذٍ باعتبار ما اسْتُقْرِئ وتُتُبِّعَ ، فإن كان الاستقراء والتتبع لاصطلاحات البشر وأوضاعهم فالنتائج اصطلاحية ، ولكن أهل العلم ما تتبعوا كلام البشر ، وإنما نظروا في ماذا ؟ في دلالة الكتاب والسنة ، الله عز وجل يقول : ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾ [ يوسف : 106] تقسيم تقابل كما قال ابن عباس . فحينئذٍ لَمّا نظروا وتَتَبَّعُوا كلام الله تعالى والاستقراء التام حجةٌ شرعية كما هو معلوم في محله كانت النتيجة شرعية لا اصطلاحية ، فبعضهم يقول : التتبع والاستقراء نتيجته اصطلاحية . قلنا : هذا باطل ليس بصوابٍ .
    هذا الكلام من الحازمى يحتاج الى مزيد تدقيق وتفصيل لان الاصطلاح منه شرعي ومنه غير شرعي .
    فالنتائج حينئذٍ باعتبار ما اسْتُقْرِئ وتُتُبِّعَ ، فإن كان الاستقراء والتتبع لاصطلاحات البشر وأوضاعهم فالنتائج اصطلاحية
    هذا هدم لجميع المصطلحات والتعريفات الشرعية فى كتب الفقه والاصول المستقاه من نصوص الكتاب والسنة
    فبعضهم يقول : التتبع والاستقراء نتيجته اصطلاحية . قلنا : هذا باطل ليس بصوابٍ
    بل الصواب ان التتبع والاستقراء نتيجة اصطلاحية شرعية اذا كانت مبنية على الاستقراء التام -- هل تعريفات ومصطلحات الفقهاء والمحدثين والاصوليين مطابقة فى اللفظ لنصوص الكتاب والسنة-- بل مصطلحاتهم وان كانت شرعية فقد يشذ عنها بعض الافراد-- كتعريف الفقهاء للركن- يقولون الركن-جزء الماهية، وإن شئت جزء الذات-- ومع ذلك الصيام والزكاة والحج ركن من اركان الاسلام ولا يكفر على الصحيح تارك هذه الاركان
    وإذا كان الاستقراء والتتبع في نصوص الشرع فالنتيجة شرعية
    نعم مصطلح شرعى ما المانع من ذلك الا التحكم
    نقول : الاستقراء والتتبع محله ما هو ؟
    قد يكون استقراء وتتبع في الصحف والمجلات ، وقد يكون الاستقراء والتتبع في السنة وفي الكتاب ، وقد يكون الاستقراء والتتبع في كتب الطب ، فالنتائج حينئذٍ باعتبار ما اسْتُقْرِئ وتُتُبِّعَ ، فإن كان الاستقراء والتتبع لاصطلاحات البشر وأوضاعهم فالنتائج اصطلاحية ،
    نقول مصطلح الاطباء - مصطلح الفلاسفة والمتكلمين - وهكذا--
    ولكن أهل العلم ما تتبعوا كلام البشر ، وإنما نظروا في ماذا ؟ في دلالة الكتاب والسنة ، الله عز وجل يقول : ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾ [ يوسف : 106] تقسيم تقابل كما قال ابن عباس . فحينئذٍ لَمّا نظروا وتَتَبَّعُوا كلام الله تعالى والاستقراء التام حجةٌ شرعية كما هو معلوم في محله كانت النتيجة شرعية لا اصطلاحية
    لذلك كانت شرعية اصطلاحية حتى يتم الفصل بين كلام البشر ونصوص الكتاب والسنة--- ويتبين ذلك فى الفرق بين الحديث القدسى والقرآن
    فبعضهم يقول : التتبع والاستقراء نتيجته اصطلاحية . قلنا : هذا باطل ليس بصوابٍ
    الصواب القول نتيجة شرعية اصطلاحية

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    انظر ماذا قال بعضهم اخى الطيبونى
    هذا التقسيم ليس تقسيم اصطلاحيا ، وليس تقسيما وضع لتسهيل دراسة التوحيد كما زعم بعض الجهال في شرحهم لكتاب الأصول الثلاثة هذا التقسم تقسيم شرعي ورد في كلام الله
    سبحان الله - هذا التقسيم وضع لتسهيل دراسة التوحيد هذا كلام اهل العلم وليس كلام جهال لذلك فان اهل العلم اختلفوا فى هذا التقسيم فمنهم من يقسمه قسمين ومنهم من يقسمه ثلاثة اقسام ومنهم من يقسمه اربعة اقسام نظرا لما استقرأه من نصوص الكتاب والسنة -يقول الإمام الطحاوي
    "ثُمَّ التَّوْحِيدُ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ رُسُلُ اللَّهِ وَنَزَلَتْ بِهِ كُتُبُهُ نَوْعَانِ: تَوْحِيدٌ فِي الْإِثْبَاتِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَتَوْحِيدٌ فِي الطَّلَبِ وَالْقَصْدِ".شرح الطحاوية
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الإلهية، وهو أن يعبد الله وحده لا شريك له، وهو متضمن لشيئين:
    أحدهما: القول العلمي، وهو إثبات صفات الكمال له، وتنزيهه عن النقائص، وتنزيهه عن أن يماثله أحد في شيء من صفاته، فلا يوصف بنقص بحال، ولا يماثله أحد في شيء من الكمال..والتوحيد العملي الإرادي أن لا يعبد إلا إياه، فلا يدعو إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه،ولا يخاف إلا إياه، ولا يرجو إلا إياه، ويكون الدين كله لله. وهذا التوحيد يتضمن أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه، لا شريك له في الملك"
    وانظر مجموع الفتاوى ( 15/164 )

    _ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله – نوعين وثلاثة للتوحيد فأما النوعين من التوحيد حيث قال: "التوحيد نوعان: نوع في العلم والاعتقاد، ونوع في الإرادة والقصد، ويسمى الأول: التوحيد العلمي. والثاني: التوحيد القصدي الإرادي. لتعلق الأول بالأخبار والمعرفة، والثاني بالقصد والإرادة"
    مدارج السالكين 1/24 - 25،
    ويقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بيان أنواع التوحيد: "وهو نوعان: توحيد في المعرفة الإثبات، وتوحيد في المطلب والقصد"مدارج السالكين 3/449
    والثلاثة حيث قال في بيان أنواع التوحيد: "الأول توحيد الربوبية، الثاني توحيد الإلهية، الثالث التوحيد العلمي الاعتقادي".
    - زاد المعاد 4/200.
    ويقول الشيخ ابن باز معبراً عن خلاف السلف في التقسيم
    وأقسام التوحيد ثلاثة، بالاستقراء والنظر والتأمل في الآيات والأحاديث وما كان عليه أهل الشرك اتضح أنها ثلاثة أقسام: اثنان أقر بهما المشركون، والثالث جحده المشركون وقام النزاع بينهم وبين الرسل في ذلك، والقتال والولاء والبراء والعداوة والبغضاء.
    ومن تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية وأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم عرف ذلك، وقد زاد بعضهم قسما رابعا سماه: "توحيد المتابعة" يعني وجوب اتباع الرسول والتمسك بالشريعة، فليس هناك متبع آخر غير الرسول فهو الإمام الأعظم وهو المتبع، فلا يجوز الخروج عن شريعته فهي شريعة واحدة إمامها واحد وهو نبينا عليه الصلاة والسلام، فليس لأحد الخروج عن شريعته، بل يجب على جميع الثقلين الجن والإنس أن يخضعوا لشريعته، وأن يسيروا على منهاجه في التوحيد، وفي جميع الأوامر والنواهي، وهذا القسم الرابع معلوم، وهو داخل في قسم توحيد العبادة؛ لأن الرب سبحانه أمر عباده باتباع الكتاب والسنة، وهذا هو توحيد المتابعة
    وقد زاد بعضهم قسما رابعا سماه: "توحيد المتابعة"
    وانا اسأل هذا الذى اقتبست كلامه ما حكم هذه الزيادة ----يقول الشيخ صالح ال الشيخ -العلم نصفه في التعاريف والضوابط، وأن تعتني فيها بذكر القيود، إذا سمعت قيدا في مسألة فإن القيد أهميته كأهمية أصل المسألة؛ لأنه بدون فهم القيد يكون تصور أصل المسألة غير جيد؛ بل قد يكون خطأَََََََ فتنزلها في غير منزلتها.
    أو التقاسيم، تجد في بعض كتب أهل العلم مثلا قول بأن هذه المسألة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، أو هذه الصورة لها ثلاثة حالات، بها خمس حالات، لها حالتان وكلّ حالة تنقسم إلى حالتين، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: العلم إدراكه في إدراك التقاسيم.
    فذهنُك من الحسن؛ بل من المتأكد أن تعوِّده على ضبط التعاريف، ضبط القيود على إدراك التقسيمات، إذا رأيت في كلام بعض أهل العلم أن هذه تنقسم إلى كذا وكذا فمن المهم أن تسجل ذلك وأن تدرسه أو تتحفظه، لأن في التقسيمات ما يجلو المسألة، وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قُسِّمت فإن في التقسيم ما يوضح أصل المسألة؛ لأن لكل حالة قسما....إذن من المهم أن ترتب نفسك في أن تنتخب مما تقرأ أو مما تسمع أشياء مهمة تتعلق بما ذكرنا إمّا بالتعاريف وإمّا بالتقاسيم أو بالدليل أو بوجه الاستدلال، وهذا يشمل جميع العلوم سواء من ذلك العلوم الصناعية يعني علوم الآلة أو العلوم الأصلية التي هي المقصودة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فكما نرى لا إشكال في هذا التقسيم ما دام أنه لا يدل على شيء باطل ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، وهذا التفصيل إنما هو لتسهيل الفهم فكلما بعُد العهد : قلَّ الفهم واحتاج العلماء إلى التبسيط والتسهيل والتفصيل .
    والخلاصة أنه لا إشكال فيما ذكره السائل لأن من قسم التوحيد إلى قسمين قد جمع في هذين القسمين ما فضّله الآخرون ، ومن قسمه إلى ثلاثة أقسام أو أربعة فصّل فيما أجمله الآخرون .
    والجميع متفقون على أن التوحيد يشمل كل ما ذكروه .
    وهذه التقسيمات اصطلاحية لا مانع منها بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة ، كما لو أخرج من معاني التوحيد بعض ما يدخل فيه ، أو يُدخل فيها ما ليس منه .
    وقد يأتي زمان نحتاج فيه إلى تفصيل أكثر فيفصل العلماء ويقسموا ليسهلوا الفهم .
    نعم

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    تعريف المصطلحات وأنواعها: المصطلحات: جمع مصطلح، وهو اسم مفعول من اصطلح، والاصطلاح في اللغة: مطلق الاتفاق (المصباح المنير للفيومي .
    ويُقال في تعريفه: اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى (التعريفات للجرجاني ص [44]). فهو اتفاق على تسمية شيء باسم محدد، أو وضع لفظ معين للدلالة على مقصود محدد (انظر: دراسات في تأصيل المعرّب والمصطلح، )
    . وهذه الاصطلاحات منها ما استعمله الشرع وهي المصطلحات الشرعيّة أو الأسماء الشرعية الدالة على معان شرعية، سواء أكانت هذه المعاني مما استعمل في اللغة العربية بنفس المعنى كالجزية والخراج، أم استعملها في معنى جديد كالصلاة والحج والطهارة والزكاة والأذان ونحوها فإنها مستعملة عند العرب سابقاً لكن ليس بنفس الدلالة والمعنى الذي جاء به الشرع.
    فالنوع الأول من المصطلحات هو: المصطلح الشرعي. وأما الثاني: فهو المصطلح الحادث، أي الاسم المستعمل في معنى اتفاقي وليس مستفاداً من القرآن والسنة. والمصطلح الحادث قد يكون مستورداً من خارج الأمة الإسلامية، آتياً من حضارة خارجية، وقد يكون ناشئاً في الحضارة الإسلامية نفسها.
    وقد يستعمل أهل العلم في التعريف ببعض المصطلحات الحادثة كلمة المصطلح الشرعي، ويريدون به أنه من كلام الفقهاء مثلاً وهو وإن لم يكن متلقّىً من الشرع إلا أنه اصطلاح حملة الشرع (حاشية الباجوري علي بن القاسم [1/20])
    ثانياً: خصائص المصطلحات: المصطلحات ضرورة علمية، ووسيلة مهمة من وسائل التعليم ونقل المعلومات، وبها يبدأ التعليم، وينتشر العلم، وتلتقي أفكار العلماء، وينتفع الخلف بمجهود السلف، لكونها تجمع الفكر على دلالة محددة واضحة (المواضعة في الاصطلاح بكر أبو زيد ضمن فقه النوازل [1/148]). فالمصطلح له أهميته العلمية وأبرز خصائصه أنه وضع للتعريف وبيان المفهوم،
    ولذا قيل المصطلح: لغة التفاهم بين العلماء. والخصيصة الثانية للمصطلحات أنها مرتبطة بالبيئة التي نشأ فيها المصطلح دلالةً، واتساعاً، فكل صياغة لمصطلح له مقصد، وهذا المقصد هو الذي يعطي الدلالة الحقيقية للمفهوم، فالمفهوم لا يكتسب معنى ذاتياً، بل بحسب ما يقصد إليه، ولذا شاع بين أهل العلم قولهم: لا مشاحّة في الاصطلاح، بمعنى أنه لا ضير أن يختص كل علم بمصطلحه الذي قد يوافقه أو يخالفه مصطلح آخر في علم آخر، وهو طبعاً ما لم يتضمن المصطلح معنىً سيئاً أو اقتضى مفسدة،
    قال ابن القيم: "والاصطلاحات لا مشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة " (مدارج السالكين [3/306])،
    وقال الشوكاني: "إذا جرى اصطلاح على ما يخالف المعنى الشرعي هو مدفوع من أصله" (السيل الجرار [1/326])،
    فالمصطلح إذاً قد لا تثبت دلالته على وتيرة واحدة. وتأسيساً على ماسبق نجد أن المصطلحات الشرعية تمتاز بما يلي:
    : المصطلحات (والأسماء) الشرعية: وحي أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والتشريع حق الله تعالى، لا معقب لحكمه، ولا مبدل لكلماته، وليس لأحد أن يبدل هذه الأسماء ولا أن يغير معانيها، بل يجعلها بمراداتها الشرعية حاكمة على التصورات، ضابطة للعلوم (انظر: موقف أهل السنة والجماعة من المصطلحات الحادثة، د. عابد السفياني ص [37]).
    يقول ابن تيمية رحمه الله عن هذه المصطلحات: "فالنبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن المراد بهذه الألفاظ بياناً لا يحتاج معه إلى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العرب ونحو ذلك، فلهذا يجب الرجوع في مسميات هذه الأسماء إلى بيان الله ورسوله فإنه كافٍ شافٍ، بل معاني هذه الأسماء معلومة من حيث الجملة للخاصّة والعامّة، بل كل من تأمّل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول" (مجموع الفتاوى [7/286]).
    ولكونها ربانية المصدر فإنها لا تتبدل ولا تتغير في لفظها ولا في دلالتها، فتمتاز بالثبات المطلق الذي يجعل أي تدخل في تبديل لفظها أو معناها تحريفاً للكلم عن مواضعه قال ابن تيمية رحمه الله: "فما أطلقه الله من الأسماء، وعلق به الأحكام من الأمر والنهي والتحليل والتحريم لم يكن لأحدٍ أن يقيده إلا بدلالة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" (مجموع الفتاوى [19/236])
    . وكذلك فإنها لربانيتها فإن التزامها يتضمن مصالح البشر، وحسن توجههم إذ التشريع الرباني قد تضمن مصالح العباد في العاجل والآجل. . البيان والوضوح والانضباط: وهذا من خصائص التشريع الإسلامي المستفاد من كتاب الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل من الآية:89].
    فإن دلالة ومفهوم المصطلح الشرعي واضح بيِّن منضبط لا يختلف باختلاف البيئات والثقافات، فهو لفظ الوحي الذي لا يأتيه الباطل، ولذا يتفق المتمسكون بدلالتها ولا يختلفون باختلاف العصور والبيئات.
    يقول ابن تيمية رحمه الله عن أهل الأهواء: "ولو اعتصموا بالكتاب والسنة لا تفقوا، كما اتفق أهل السنة والحديث، فإن أئمة السنة والحديث لم يختلفوا في شيء من أصول دينهم" (درء تعارض العقل والنقل [10/306]).
    وهذا الانضباط لمعاني المصطلحات والوضوح فيها لا يمنع من تنوع تطبيقاتها ووقوع التفاوت فيها، فإن ذلك ليس عائداً لمفهوم المصطلح، بل لأمر خارج عنه.
    وكما امتازت المصطلحات الشرعية بهذه المزايا فقد تميزت المصطلحات الحادثة أيضاً بما يلي:
    1. ارتباط مفهومها بالمقصد الذي يراد منها، أو بالبيئة التي نشأ فيها، أو بالتطور العلمي، فالمصطلح كثيراً ما يعتريه الاستبدال والسعة والضيق، فلا تثبت دلالته على وتيرة واحدة. "لكلِّ مفهوم صياغة نظرية لها مقصد، وهذا المقصد هو الذي يعطي الدلالة الحقيقية للمفهوم، فالمفهوم إذاً لا يكتسب معنى لذاته؛ بل بحسب ما يقصد إليه" ( ندوة الدراسات المصطلحية)
    ولذا ينشأ عنه الثاني مما تتميز به المصطلحات الحادثة وهو:
    . عدم وضوح المعنى وانضباطه لعدم إدراك مدلولاته حق المعرفة، لكونها تسمية مبنية على أصول مرجعية، وحضارية وبيئية معينة لابدَّ من إدراكها لمعرفة المعنى المقصود. "فالمصطلحات قد تكون مستقرة في سياقها الحضاري، وتفي بالغرض الذي وضعت من أجله لدرجة مقعولة، ولكنها تصبح لا معنىً لها تقريباً، بل تصبح أداة تضليل، حينما تنقل إلى سياق آخر" (إشكالية التحيز، عبد الوهاب المسيري ص [103]).
    . إنها لا تلتزم قاعدة اللغة العربية، فقد تكون وافدةً، أُسئ تعريبها، أو نُحِتت على خلاف قاعدة اللسان العربي (في المواضعة في الاصطلاح قصة التسمية (بالموسوعات) والمبنيّة على الخطأ ص [105]). ومعلوم أن اللجوء للعربية وإحياءها، وإخراجها إلى سوق التداول العلمي: من أقوى عوامل اتصال حاضر الأمة بماضيها، وثباتها على دينها (المرجع السابق ص [144]).
    "ولا يمكن الاهتمام بفنٍّ من الفنون، ولا بعلم من العلوم، دون العناية بترسانة مصطلحاته، وخزان معاني ودلالات تلك المصطلحات، ومراقبة مفعولها في الأذهان، ومتابعة سريانها داخل منظومة ونسق المفردات، والمصطلحات التي يتم تداولها داخل المجتمع المعني بالأمر من خلال لغة الخطاب والتخاطب... وقد أصيبت أمتنا.. بتخليها بشكل واضح وملموس عن العناية باللغة العربية، وعدم بذل الجهد لإحلالها المكانة اللائقة بها داخل المجتمع.. مما يقطع التواصل مع تراث الأمة وكنزها التاريخي، بل ويقطع الطريق بينها وبين قواعدها المعرفية والحضارية" (نحو صياغة معاصرة للمصطلح المستقبلي، محمد بريش، ضمن ندوة الدراسات المصطلحية ص [716]).
    . ومما يرتبط بما سبق أن هذه المصطلحات قد يفسر بها النص الشرعي أو المصطلح الشرعي على المعنى الحادث فتختلط المفاهيم، وذلك أن المصطلح إذا خوطب به العوام أخذ عدة معان طبقاً لمستوى المخاطب فيفسر كل واحد منهم هذا المصطلح تفسيراً عشوائياً، وكيف إذا كان هذا المصطلح أصلاً بحاجة للتنقيح؟!
    يقول ابن تيمية رحمه الله: "ومن أعظم أسباب الغلط في فهم كلام الله ورسوله أن ينشأ الرجل على اصطلاح حادث فيريد أن يفسّر كلام الله بذلك الاصطلاح ويحمله على تلك اللغة التي اعتادها" (مجموع الفتاوى [12/107]).
    . المصطلحات الحادثة قد يؤدي استعمالها لإبطال المقاصد والمرادات الشرعية، فالمصطلح قد يموه على الناس ويلبّس عليهم، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحراً» (صحيح البخاري [5146] عن ابن عمر، صحيح مسلم [769] عن عمار بن ياسر)، تشبيه بليغ؛ إذ البيان يعمل عمل السحر فيجعل الحق في قالب الباطل، والباطل في قالب الحق، فيستميل قلوب الجهال حتى يقبل الباطل وينكر الحق (فتح المجيد، عبد الرحمن بن حسن [2/487]).
    وقد قال الإمام أحمد رحمه الله : لا نزيل صفة عن الله لأجل قناعة المشنعين (مدارج السالكين لابن القيم [2/359]) أي أن وصف المعطلة من أهل البدع لمن يثبت صفات الله تعالى بأنهم مشبهة أو مجسمة، لا يمنعنا عن أن نثبت لله ما أثبته لنفسه. وقد درس بعض الكتاب مفهوم التسامح، وقرر أن القوى الأوروبية في القرن التاسع عشر الميلادي سعت باسم التسامح وحق الاختلاف في الاعتقاد إلى تفكيك الدولة العثمانية، وأن تنزع منها الحماية على الأقليات غير المسلمة، وأنه لهذا السبب وقف جمال الدين الأفغاني ضد مفهوم التسامح لمعرفته بدلالته وما يقصد منه (الاصلاحية العربية، علي أو مليل ص [110]). والمقصود أن المصطلح الحادث لابدَّ من تمييزه وضبطه شكلاً ومضموناً، مع الحذر عند استعماله لما قد يؤدي إليه من تعطيل لمقصد شرعي. ثالثاً: قاعدة التعامل مع المصطلحات: الواجب نحو المصطلحات يمكننا أن نجمله في ثلاثة محاور:
    1. المحافظة على المصطلحات الشرعية لفظاً ومعنى، قلباً وقالباً: فيستمل المصطلح الشرعي للدلالة على مراده، ولا يسمى بغير اسمه، سواء أكان المراد حسناً أم قبيحاً، وقد تقدم في بداية هذا المقال شواهد من الشرع على ذلك قال ابن القيم في تعليقه على النهي عن تسمية العِشاء بالعتمة: "وهذا محافظة منه صلى الله عليه وسلم على الأسماء التي سمَّى الله بها العبادات فلا تُهجر، ويُؤثر عليها غيرها، كما فعل المتأخرون في هجران ألفاظ النصوص، وإيثار المصطلحات الحادثة عليها، ونشأ بسبب ذلك من الجهل والفساد ما الله به عليم" (زاد المعاد [2/320]).
    وقال أيضاً: "كان الصحابة والتابعون يتحرون ألفاظ النصوص غاية التحري، حتى خلف من بعدهم خلوف رغبوا عن النصوص، واشتقوا لهم ألفاظاً، ومعلوم أن تلك الألفاظ لا تفي بما تفي به النصوص... فألفاظ النصوص عصمة وحجة بريئة من الخطأ" (اعلام الموقعين [4/170]).
    وفي المقابل فإن إطلاق اسم غير الاسم الشرعي على الشيء لا يغيِّر حكمه، إذ المصطلح كما يُحَافظ على لفظه يحافظ على معناه، وفي هذا الخصوص يقول ابن القيم: "معلوم أن تحريم الخمر للحقيقة والمفسدة لا للاسم والصورة، فإن إيقاع العداوة والبغضاء والصدِّ عن ذكر الله وعن الصلاة لا تزول بتبديل الأسماء والصور عن ذلك، وهل هذا إلا من سوء الفهم وعدم الفقه عن الله ورسوله. ولو أوجب تبديل الأسماء والصور لتبدلت الأحكام والحقائق، ولفسدت الديانات، وبدلت الشرائع، واضمحل الإسلام، وأي شيء نفع تسمية الأشياء بغير اسمها؛ بل هؤلاء حقيق أن يتلى عليهم: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ} [النجم:23]" (إعلام الموقعين [3/127]

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    أخى محمد .. التوحيد هو : الشهادة بأن لاإله إلا الله . وعبادة الله وألا نشرك به أحدا ..
    تقسيم التوحيد يا أخى إلى : ربوبية وألوهية وأسماء وصفات : لم يرد فى كتاب الله . ولم يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ...
    الكفار .. لم ينكروا الربوبية ولا الألوهية ولا الأسماء والصفات .. ولكنهم : كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه .. وكفروا بالله ورسوله وبما أنزل الله عليه ..
    إيمانهم بالربوبية :
    { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم .. ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون }
    { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً .. وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى }
    إيمانهم بالألوهية :

    { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ .. لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
    {
    َلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ .. لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
    إيمانهم بالأسماء والصفات :
    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ .. لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ } .
    .......
    فكيف يتم تقسيم التوحيد إلى رب . وإله .. { إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }
    .......

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    أخى محمد .. التوحيد هو : الشهادة بأن لاإله إلا الله . وعبادة الله وألا نشرك به أحدا ..
    تقسيم التوحيد يا أخى إلى : ربوبية وألوهية وأسماء وصفات : لم يرد فى كتاب الله . ولم يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ...
    الكفار .. لم ينكروا الربوبية ولا الألوهية ولا الأسماء والصفات .. ولكنهم : كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه .. وكفروا بالله ورسوله وبما أنزل الله عليه ..
    إيمانهم بالربوبية :
    { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم .. ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون }
    { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً .. وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى }
    إيمانهم بالألوهية :

    { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ .. لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
    {
    َلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ .. لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }
    إيمانهم بالأسماء والصفات :
    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ .. لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ } .
    .......
    فكيف يتم تقسيم التوحيد إلى رب . وإله .. { إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }
    .......
    . التوحيد هو : الشهادة بأن لاإله إلا الله . وعبادة الله و ألا نشرك به أحدا
    نعم لا نشرك به شيئا -لا فى ربوبيته ولا الوهيته ولا اسمائه وصفاته- هذا هو معنى الا نشرك به يشمل جميع انواع الشرك سواء فى الربوبية او الالوهيه او الاسماء والصفات
    ألا نشرك به أحدا
    نعم لا نشرك به لا ملك مقرب ولا نبى مرسل لا نشرك به لا صالح ولا طالح -لا جن ولا انس لا شجر ولا حجر فعدم الاشراك يشمل جميع انواع الشرك والمشْرَك به
    تقسيم التوحيد يا أخى إلى : ربوبية وألوهية وأسماء وصفات : لم يرد فى كتاب الله . ولم يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده ، وهذا هو توحيد الألوهية ، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور ، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام ، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأنه لا شبيه له ولا كفو له ---- تقسيم اهل السنة فهو تقسيم شرعى - حقيقى - موافق لما دل عليه الكتاب والسنة (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم : 65]
    الربوبية: {رب السماوات والأرض وما بينهما}
    العبودية: {فاعبده واصطبر لعبادته}
    في أسمائه وصفاته {هل تعلم له سميًّا} سميًّا: أي مثلا أو شبيها----- ومن ذلك قول الله سبحانه :( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )( الفاتحة : 4 ) وقوله عز وجل :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( البقرة :21 )
    وقوله جل وتعالى:( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )( البقرة : 163 )
    وقوله سبحانه :(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (57)( الذاريات :56 ، 57)
    وقوله سبحانه :(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )( الأعراف :54 ) .
    وقال سبحانه :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )( الشورى :11)
    وقال عز وجل :( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ( الإخلاص ).
    والآيات الدالة على ما ذكر من التقسيم كثيرة .
    ولم يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    من الأحاديث : قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه المتفق على صحته(خ/ 2856، م/ 30) : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " وقوله عليه الصلاة والسلام :" من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار " رواه البخاري ( 4497) ومسلم ( 92) .
    وقوله لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإسلام قال : "( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة .. الحديث " متفق عليه (خ/ 50، م/ 9) .
    والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
    الكفار .. لم ينكروا الربوبية ولا الألوهية ولا الأسماء والصفات .
    يقول الله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف: 106]، والمعنى أي: ما يقر أكثرهم بالله رباً وخالقاً ورازقاً ومدبراً- وكل ذلك من توحيد الربوبية - إلا وهم مشركون معه في عبادته غيره من الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع، ولا تعطي ولا تمنع.
    وبهذا المعنى للآية قال المفسرون من الصحابة والتابعين.
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: (من إيمانهم إذا قيل لهم من خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله, وهم مشركون).
    وقال عِكْرِمَة: (تسألهم من خلقهم, ومن خلق السماوات والأرض, فيقولون الله, فذلك إيمانهم بالله، وهم يعبدون غيره).
    وقال مجاهد: (إيمانهم قولهم: الله خالقنا, ويرزقنا, ويميتنا, فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره).
    وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بن زيد: (ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله, ويعرف أن الله ربُّه، وأنَّ الله خالقُه ورازقُه، وهو يشرك به، ألا ترى كيف قال إبراهيم: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ [الشعراء: 75- 77]) (1) .
    والنصوص عن السلف في هذا المعنى كثيرة، بل لقد كان المشركون زمن النبي صلى الله عليه وسلم مقرين بالله رباً خالقاً رازقاً مدبراً، وكان شركهم به من جهة العبادة حيث اتخذوا الأنداد والشركاء, يدعونهم, ويستغيثون بهم, وينزلون بهم حاجاتهم وطلباتهم.
    وقد دل القرآن الكريم في مواطن عديدة منه على إقرار المشركين بربوبية الله مع إشراكهم به في العبادة، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [العنكبوت: 61]، وقوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [العنكبوت: 63]، وقوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [الزخرف: 87]، وقوله تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون: 84- 89].
    فلم يكن المشركون يعتقدون أن الأصنام هي التي تنزل الغيث وترزق العالم وتدبر شؤونه، بل كانوا يعتقدون أن ذلك من خصائص الرب سبحانه، ويقرون أن أوثانهم التي يدعون من دون الله مخلوقة لا تملك لأنفسها ولا لعابديها ضراً ولا نفعاً استقلالاً, ولا موتاً, ولا حياة, ولا نشوراً، ولا تسمع, ولا تبصر، ويقرون أن الله هو المتفرد بذلك لا شريك له، ليس إليهم ولا إلى أوثانهم شيء من ذلك، وأنه سبحانه الخالق وما عداه مخلوق, والرب وما عداه مربوب، غير أنهم جعلوا له من خلقه شركاء ووسائط، يشفعون لهم بزعمهم عند الله, ويقربونهم إليه زلفى؛ ولذا قال الله تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر: 3]، أي ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم ورزقهم وما ينوبهم من أمر الدنيا.
    ومع هذا الإقرار العام من المشركين لله بالربوبية إلا أنه لم يدخلهم في الإسلام, بل حكم الله فيهم بأنهم مشركون كافرون, وتوعدهم بالنار والخلود فيها, واستباح رسوله صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم لكونهم لم يحققوا لازم توحيد الربوبية وهو توحيد الله في العبادة.
    وبهذا يتبين أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده دون الإتيان بلازمه توحيد الألوهية لا يكفي ولا ينجي من عذاب الله، بل هو حجة بالغة على الإنسان تقتضي إخلاص الدين لله وحده لا شريك له، وتستلزم إفراد الله وحده بالعبادة. فإذا لم يأت بذلك فهو كافر حلال الدم والمال. (2)
    وهذا التوحيد - أي توحيد الربوبية - لا يكفي العبد في حصول الإسلام بل لا بد أن يأتي مع ذلك بلازمه من توحيد الألوهية لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مقرون بهذا التوحيد لله وحده قال تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [يونس:31] وقال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف:87] وقال: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [العنكبوت:63] وقال تعالى:أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ الآية [النمل:62] فهم كانوا يعلمون أن جميع ذلك لله وحده ولم يكونوا بذلك مسلمين بل قال تعالى وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف:106] قال مجاهد: في الآية: إيمانهم بالله قولهم: الله [خالقنا] ويرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن ابن عباس وعطاء والضحاك نحو ذلك، فتبين أن الكفار يعرفون الله ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره وكانوا مع ذلك يعبدونه ويخلصون له أنواعا من العبادات كالحج والصدقة والذبح والنذر والدعاء وقت الاضطرار ونحو ذلك ويدَّعون أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام فأنزل الله تعالى مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ-----
    فكيف يتم تقسيم التوحيد إلى رب . وإله .. { إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }
    الربوبية لله والالوهية لله ليست لاثنين كما تظن اخى السعيد شويل - نوحد الله بأفعاله هذا توحيد الربوبية ونوحده بالقصد والطلب وهذا توحيد الالوهية----لفظ الرب دل على توحيد الربوبية المتضمن أنه وحده الرب الخالق الفاطر، ولفظ الله دل على توحيد الإلهية المتضمن أنه وحده الإله المعبود المحبوب الذي لا تصلح العبادة، والذل والخضوع والحب إلا له فهما معنيان متغايران. -------الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت : أي إذا اجتمعت في سياق واحد كان بينها فرق في المعنى ، وإذا افترقت أي إذا جاءت في سياقات متفرّقة اجتمعت في المعنى أي كان لها معنى واحد، ومن ذلك : ـ الربّ والإله :
    فإذا اجتمعا قوله تعالى (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ )) : يكون معنى الرب : المالك المتصرف، وهذه هي الربوبية ، ويكون معنى الإله : المعبود بحق المستحق للعبادة دون سواه وهذه هي الألوهية ، وأمّا إذا افترقا فيكون المعنى واحدًا كما في قوله تعالى : (( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )) ، أي أآلهة متفرقة .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    وإن كانت الْإِلَهِيَّةُ تَتَضَمَّنُ الرُّبُوبِيَّةَ ؛ وَالرُّبُوبِيَّ ةُ تَسْتَلْزِمُ الْإِلَهِيَّةَ؛ فَإِنَّ أَحَدَهُمَا إذَا تَضَمَّنَ الْآخَرَ عِنْدَ الِانْفِرَادِ لَمْ يَمْنَعْ أَنْ يَخْتَصَّ بِمَعْنَاهُ عِنْدَ الِاقْتِرَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} {مَلِكِ النَّاسِ} {إلَهِ النَّاسِ} وَفِي قَوْلِهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَجَمَعَ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ: اسْمِ الْإِلَهِ وَاسْمِ الرَّبِّ. فَإِنَّ " الْإِلَهَ " هُوَ الْمَعْبُودُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ. وَ " الرَّبُّ " هُوَ الَّذِي يُرَبِّي عَبْدَهُ فَيُدَبِّرُهُ. وَلِهَذَا كَانَتْ الْعِبَادَةُ مُتَعَلِّقَةً بِاسْمِهِ اللَّهِ وَالسُّؤَالُ مُتَعَلِّقًا بِاسْمِهِ الرَّبِّ؛ فَإِنَّ الْعِبَادَةَ هِيَ الْغَايَةُ الَّتِي لَهَا خُلِقَ الْخَلْقُ. وَالْإِلَهِيَّة ُ هِيَ الْغَايَةُ؛ وَالرُّبُوبِيَّ ةُ تَتَضَمَّنُ خَلْقَ الْخَلْقِ وَإِنْشَاءَهُمْ فَهُوَ مُتَضَمِّنٌ ابْتِدَاءَ حَالِهِمْ

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: أنواع التوحيد - وقد خالف فيها من خالف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم لا نشرك به شيئا -لا فى ربوبيته ولا الوهيته ولا اسمائه وصفاته- هذا هو معنى الا نشرك به يشمل جميع انواع الشرك سواء فى الربوبية او الالوهيه او الاسماء والصفاتنعم لا نشرك به لا ملك مقرب ولا نبى مرسل لا نشرك به لا صالح ولا طالح -لا جن ولا انس لا شجر ولا حجر فعدم الاشراك يشمل جميع انواع الشرك والمشْرَك به من تدبر القرآن الكريم وجد فيه آيات تأمر بإخلاص العبادة لله وحده ، وهذا هو توحيد الألوهية ، ووجد آيات تدل على أن الله هو الخلاق وأنه الرزاق وأنه مدبر الأمور ، وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام ، كما يجد آيات أخرى تدل على أن له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأنه لا شبيه له ولا كفو له ---- تقسيم اهل السنة فهو تقسيم شرعى - حقيقى - موافق لما دل عليه الكتاب والسنة (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم : 65]
    الربوبية: {رب السماوات والأرض وما بينهما}
    العبودية: {فاعبده واصطبر لعبادته}
    في أسمائه وصفاته {هل تعلم له سميًّا} سميًّا: أي مثلا أو شبيها----- ومن ذلك قول الله سبحانه :( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )( الفاتحة : 4 ) وقوله عز وجل :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( البقرة :21 )
    وقوله جل وتعالى:( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )( البقرة : 163 )
    وقوله سبحانه :(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (57)( الذاريات :56 ، 57)
    وقوله سبحانه :(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )( الأعراف :54 ) .
    وقال سبحانه :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )( الشورى :11)
    وقال عز وجل :( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ( الإخلاص ).
    والآيات الدالة على ما ذكر من التقسيم كثيرة . من الأحاديث : قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه المتفق على صحته(خ/ 2856، م/ 30) : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " وقوله عليه الصلاة والسلام :" من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار " رواه البخاري ( 4497) ومسلم ( 92) .
    وقوله لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإسلام قال : "( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة .. الحديث " متفق عليه (خ/ 50، م/ 9) .
    والأحاديث في هذا الباب كثيرة . يقول الله تعالى: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف: 106]، والمعنى أي: ما يقر أكثرهم بالله رباً وخالقاً ورازقاً ومدبراً- وكل ذلك من توحيد الربوبية - إلا وهم مشركون معه في عبادته غيره من الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع، ولا تعطي ولا تمنع.
    وبهذا المعنى للآية قال المفسرون من الصحابة والتابعين.
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: (من إيمانهم إذا قيل لهم من خلق السماء؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله, وهم مشركون).
    وقال عِكْرِمَة: (تسألهم من خلقهم, ومن خلق السماوات والأرض, فيقولون الله, فذلك إيمانهم بالله، وهم يعبدون غيره).
    وقال مجاهد: (إيمانهم قولهم: الله خالقنا, ويرزقنا, ويميتنا, فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره).
    وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بن زيد: (ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله, ويعرف أن الله ربُّه، وأنَّ الله خالقُه ورازقُه، وهو يشرك به، ألا ترى كيف قال إبراهيم: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ [الشعراء: 75- 77]) (1) .
    والنصوص عن السلف في هذا المعنى كثيرة، بل لقد كان المشركون زمن النبي صلى الله عليه وسلم مقرين بالله رباً خالقاً رازقاً مدبراً، وكان شركهم به من جهة العبادة حيث اتخذوا الأنداد والشركاء, يدعونهم, ويستغيثون بهم, وينزلون بهم حاجاتهم وطلباتهم.
    وقد دل القرآن الكريم في مواطن عديدة منه على إقرار المشركين بربوبية الله مع إشراكهم به في العبادة، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [العنكبوت: 61]، وقوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [العنكبوت: 63]، وقوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [الزخرف: 87]، وقوله تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون: 84- 89].
    فلم يكن المشركون يعتقدون أن الأصنام هي التي تنزل الغيث وترزق العالم وتدبر شؤونه، بل كانوا يعتقدون أن ذلك من خصائص الرب سبحانه، ويقرون أن أوثانهم التي يدعون من دون الله مخلوقة لا تملك لأنفسها ولا لعابديها ضراً ولا نفعاً استقلالاً, ولا موتاً, ولا حياة, ولا نشوراً، ولا تسمع, ولا تبصر، ويقرون أن الله هو المتفرد بذلك لا شريك له، ليس إليهم ولا إلى أوثانهم شيء من ذلك، وأنه سبحانه الخالق وما عداه مخلوق, والرب وما عداه مربوب، غير أنهم جعلوا له من خلقه شركاء ووسائط، يشفعون لهم بزعمهم عند الله, ويقربونهم إليه زلفى؛ ولذا قال الله تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر: 3]، أي ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم ورزقهم وما ينوبهم من أمر الدنيا.
    ومع هذا الإقرار العام من المشركين لله بالربوبية إلا أنه لم يدخلهم في الإسلام, بل حكم الله فيهم بأنهم مشركون كافرون, وتوعدهم بالنار والخلود فيها, واستباح رسوله صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم لكونهم لم يحققوا لازم توحيد الربوبية وهو توحيد الله في العبادة.
    وبهذا يتبين أن الإقرار بتوحيد الربوبية وحده دون الإتيان بلازمه توحيد الألوهية لا يكفي ولا ينجي من عذاب الله، بل هو حجة بالغة على الإنسان تقتضي إخلاص الدين لله وحده لا شريك له، وتستلزم إفراد الله وحده بالعبادة. فإذا لم يأت بذلك فهو كافر حلال الدم والمال. (2)
    وهذا التوحيد - أي توحيد الربوبية - لا يكفي العبد في حصول الإسلام بل لا بد أن يأتي مع ذلك بلازمه من توحيد الألوهية لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مقرون بهذا التوحيد لله وحده قال تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [يونس:31] وقال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف:87] وقال: وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [العنكبوت:63] وقال تعالى:أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ الآية [النمل:62] فهم كانوا يعلمون أن جميع ذلك لله وحده ولم يكونوا بذلك مسلمين بل قال تعالى وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف:106] قال مجاهد: في الآية: إيمانهم بالله قولهم: الله [خالقنا] ويرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن ابن عباس وعطاء والضحاك نحو ذلك، فتبين أن الكفار يعرفون الله ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره وكانوا مع ذلك يعبدونه ويخلصون له أنواعا من العبادات كالحج والصدقة والذبح والنذر والدعاء وقت الاضطرار ونحو ذلك ويدَّعون أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام فأنزل الله تعالى مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ----- الربوبية لله والالوهية لله ليست لاثنين كما تظن اخى السعيد شويل - نوحد الله بأفعاله هذا توحيد الربوبية ونوحده بالقصد والطلب وهذا توحيد الالوهية----لفظ الرب دل على توحيد الربوبية المتضمن أنه وحده الرب الخالق الفاطر، ولفظ الله دل على توحيد الإلهية المتضمن أنه وحده الإله المعبود المحبوب الذي لا تصلح العبادة، والذل والخضوع والحب إلا له فهما معنيان متغايران. -------الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت : أي إذا اجتمعت في سياق واحد كان بينها فرق في المعنى ، وإذا افترقت أي إذا جاءت في سياقات متفرّقة اجتمعت في المعنى أي كان لها معنى واحد، ومن ذلك : ـ الربّ والإله :
    فإذا اجتمعا قوله تعالى (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ )) : يكون معنى الرب : المالك المتصرف، وهذه هي الربوبية ، ويكون معنى الإله : المعبود بحق المستحق للعبادة دون سواه وهذه هي الألوهية ، وأمّا إذا افترقا فيكون المعنى واحدًا كما في قوله تعالى : (( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )) ، أي أآلهة متفرقة .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    وإن كانت الْإِلَهِيَّةُ تَتَضَمَّنُ الرُّبُوبِيَّةَ ؛ وَالرُّبُوبِيَّ ةُ تَسْتَلْزِمُ الْإِلَهِيَّةَ؛ فَإِنَّ أَحَدَهُمَا إذَا تَضَمَّنَ الْآخَرَ عِنْدَ الِانْفِرَادِ لَمْ يَمْنَعْ أَنْ يَخْتَصَّ بِمَعْنَاهُ عِنْدَ الِاقْتِرَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} {مَلِكِ النَّاسِ} {إلَهِ النَّاسِ} وَفِي قَوْلِهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَجَمَعَ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ: اسْمِ الْإِلَهِ وَاسْمِ الرَّبِّ. فَإِنَّ " الْإِلَهَ " هُوَ الْمَعْبُودُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ. وَ " الرَّبُّ " هُوَ الَّذِي يُرَبِّي عَبْدَهُ فَيُدَبِّرُهُ. وَلِهَذَا كَانَتْ الْعِبَادَةُ مُتَعَلِّقَةً بِاسْمِهِ اللَّهِ وَالسُّؤَالُ مُتَعَلِّقًا بِاسْمِهِ الرَّبِّ؛ فَإِنَّ الْعِبَادَةَ هِيَ الْغَايَةُ الَّتِي لَهَا خُلِقَ الْخَلْقُ. وَالْإِلَهِيَّة ُ هِيَ الْغَايَةُ؛ وَالرُّبُوبِيَّ ةُ تَتَضَمَّنُ خَلْقَ الْخَلْقِ وَإِنْشَاءَهُمْ فَهُوَ مُتَضَمِّنٌ ابْتِدَاءَ حَالِهِمْ
    لا أدرى كيف بعد كل هذا لم تترجح هذه الادلة عند الاخ الفاضل السعيد شويل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •