ترشيد استخدام التكنولوجيا.. مطلب ضروري


هل تتمنى حياة بدون تكنولوجيا؟

رشا عرفة



"التكنولوجيا وراء تدهور أخلاق الفتيات" بهذه العبارة بدأت ريهام .س حديثها معنا عند سؤالها هل تتمنى حياة بدون تكنولوجيا؟
ريهام رأت أن الفتاة أكثر الفئات تأثرا بالتكنولوجيا، وأن العيب ليس في شخصية الفتاة أو تنشئتها، ولكنه في الجهات التي استخدمت التكنولوجيا بصورة سلبية لتبث لنا مناظر مخلة مثيرة، أو تعكس صورا غير حقيقية لمجتمعاتنا ، كما رأت أن الفتاة لا تستطيع مقاطعة كل وسائل التكنولوجيا العصرية الضرورية لوجود بعض السلبيات فيها، خاصة إذا كانت إيجابياتها هي الأكثر.
وإذا كانت ريهام ترى أنه على الرغم من تأثير التكنولوجيا السلبي على الفتاة، إلا أنها لا تستطيع مقاطعتها، لأن إيجابياتها أكثر من سلبياتها، فما هو حال باقي الفتيات؟ وهل لديهن نفس وجهة النظر؟
"رسالة المرأة" طرحت هذه الأسئلة على العديد من الفتيات لتعرف ما إذا كن يتمنين الحياة بدون تكنولوجيا أم لا.
مرجع أساسي
تقول: سهام.م لماذا نلقي باللوم على وسائل التكنولوجيا؟ كل مظاهر التدهور الاجتماعي مرجعها الأساسي الدور الغائب للأسرة، خاصة الأم ،فالأم مشغولة بعملها، وأغلب الأوقات تكون خارج المنزل، فليس لديها من الوقت ما يمكنها من الاستماع لابنتها واحتوائها، حتى تستطيع ابنتها البوح لها بأسرارها لتبادلها الأم النصيحة، وتعلمها كيف تتصرف، وكيف تتعامل مع تلك الوسائل التكنولوجية بطريقة سليمة، فكل مبتكرات العصر لها شقها الإيجابي و السلبي، المهم كيف نستفيد منها؟
وتابعت: قديما كانت الفتاة تمكث داخل بيتها وخروجها محدود ، فالصبي من كان له الحق في الخروج والسفر واستكشاف العالم في أي وقت يشاء،وكانت الحياة بسيطة، ومع دخول التكنولوجيا حياتنا فتحت المجال أمام الفتيات، واستطعن السفر لأي مكان من خلال شاشات الرائي أو الشبكة العنكبوتية، ومن ثم انكسر الحصار حول الفتاة رغما عن الجميع، مما كان له أثر بالغ على أخلاقها وسلوكها، ومن الطبيعي أن تتأثر البنت بما تبثه هذه الوسائل من أشكال سلبية مثلها مثل غيرها.
الخصوصية
أما صافيناز.م فرأت أن الثورة التكنولوجية أتت ثمارها حيث قدمت العديد من الخدمات خاصة للفتاة المسلمة من خلال إطلاق مواقع تعنى بكل ما يهمها ويشغل بالها.
واستطردت قائلة: هناك مواقع مشهود لها بالثقة تقدم معلومات قيمة للفتاة عن كل ما تحتاجه سواء في الموضة أو الأزياء أو الماكياج أو الديكور، وليس صحيحا أن الإنترنت كان وبالا على الفتيات، وأوضحت أن كل شيء قد يكون نقمة إذا ما أسيء استخدامه، وهذا ينطبق على شبكة الإنترنت، فكما أنها تحوي سلبيات عديدة إلا أنها في الوقت ذاته تقدم مواقع مختارة تجعل الفتاة تتصفح عدة مواقع متميزة، وتقدم لها الفتاوى والنصائح الدينية، وكل ما يتعلق بالأدب والفنون والصحة وإمكانية الحوار مع فتيات أخريات في إطار من الخصوصية غير القابلة للاختراق.

نريدها بدون تكنولوجيا
وعلى الجانب الآخر نجد بعض الفتيات يرفضن التكنولوجيا ويفضلن العيش بدونها
تقول هدى .ر تمنيت أن تكون الحياة بدون تكنولوجيا، فبسببها فقدت ثقة والداي، بعد أن كانت ثقتهما بي كبيرة، وفي يوم ما طلبت من والدي جهاز كمبيوتر حتى يمكنني من سرعة البحث بدل من قضائي ساعات طويلة في المكتبة، وبالفعل حصلت عليه، وكنت سعيدة جدا به، إلى أن عرفت الشات، فتعرفت على شاب بدأت أتحدث معه، وكنت أقابله دون علمهما، ونتبادل الرسائل سويا عبر البريد، وفي يوم ما طلبت مني والدتي فتح البريد الخاص بي، ولكني تهربت من طلبها، وعندما لاحظت اضطرابي ألحت بشدة فنفذت طلبها، وإذا بها تطلع على الرسائل الخاصة التي كانت تصلني باستمرار من هذا الشخص، فصرخت في وجهي وضربتني وهددتني بإبلاغ والدي، ومن وقتها وأنا أشعر أنني منبوذة من كل أفراد أسرتي، فلم تعد لدي الجرأة للمشاركة بأي موضوع يطرح بين الأسرة.
ووافقتها الرأي بدور.م التي أشارت إلى أن التكنولوجيا أدت إلى اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء، كما أنها قللت فرص الحوار بين الأهل وأبنائهم.
وتابعت: بغزو الهاتف النقال البيوت العربية دمرت خطوط الاتصال الخارجية، وفتحت خطوط اتصال مع العالم الخارجي، وازدادت الجرائم كالخيانة الزوجية، وانحسرت مجالات التعارف في دنيا التكنولوجيا العصرية، وأصبحت عبر شبكات الإنترنت، أو غرف المحادثة، أو التعارف الهاتفي عبر خطوط النقال والاتصالات التلفونية، سواء بالاتصال الهاتفي العشوائي ليلا، أو بترقيم الشباب للفتيات في الشوارع والأسواق، وأصبحت بعض الفتيات تهوى التقاط أكبر عدد من هواة التعارف الهاتفي، مما زاد من ارتفاع معدلات جرائم ابتزاز الفتيات،علاوة على الخسائر المادية التي تقدر بآلاف الدولارات.

تقول رنا.ط: أنا إحدى الفتيات اللاتي ذقن الويل بسبب التكنولوجيا، فلقد تعرفت على أحد الشباب من خلال خدمات الدردشة الموجودة على الهاتف النقال، وأوهمني بأنه فارس الأحلام الذي كنت أترقبه طول السنين.
وتابعت: تعرفت عليه وأحببته وخرجت معه في لقاءات كثيرة،حدثت بيننا لحظات حب جارف، انتهت بتصويري من خلال هاتفه النقال، ومن ثم نشر هذه اللحظات عبر تقنية البلوتوث، فكان نتيجة ذلك هو مرض أبي، وهدم مستقبلي، مما جعلني أتمنى أن أحيا حياة بلا تكنولوجيا.
سوء الاستخدام
ومن جهتهم حذر علماء النفس والاجتماع من سوء استخدام التكنولوجيا، وما يترتب عليها من آثار سلبية تضر بالشباب حيث تسهل انتشار سلوكيات غربية تتنافي مع تقاليدنا وديننا الإسلامي، وتساعد كذلك على نشر بعض الممارسات غير الشرعية منها الانحرافات الجنسية لدى بعض المراهقين، وتعريض بعض الفتيات للابتزاز بتصويرهن من قبل بعض الشباب من أجل الحصول على المال، مما يهدد سمعة ومستقبل العديد من الفتيات.
وطالبوا بضرورة قيام الآباء بدورهم على أكمل وجه من خلال مراقبة الأبناء، وتبصيرهم بالآثار السلبية للتكنولوجيا، وكيفية الاستخدام السليم لها عن طريق الحوارات والمناقشات الأسرية التي تتم بين الأبناء والآباء داخل الأسرة ومتابعة كيفية استخدامهم للتكنولوجيا، وتعديل سلوكهم في ترشيد استخدام هذه التكنولوجيا وعدم الإسراف أو الإساءة في استخدامها.
وبينوا أنه يجب عليهم كذلك توعيتهم بمباديء دينهم، وغرس القيم الدينية والأخلاقية فيهم منذ الصغر، حتى يكونوا رقباء على أنفسهم، وتعريفهم أيضا بأن هناك خطوطا حمراء يجب عدم التعرض لها أو المساس بها، منها مسائل الشرف والعرض، كما يجب عليهم وضع ضوابط صارمة لعمل الأجهزة الإلكترونية الحديثة وخصوصاً بين الشباب والفتيات.