سل الله العافية


محمد علي يوسف


تلك الذبابة السخيفة التي يضايقك أزيز أجنحتها بجوار أذنك ويبعد النوم عن جفنيك هل تعلم أنها تستطيع إيذاءك بما هو أشد إذا ولجت لداخل تلك الأذن؟
هذه البعوضة الوقحة التي تحوم حولك قد لا يبلغ أقصى ضررها تلك الحكة التي تسببها لدغتها ففي بعض البلدان تحمل تلك اللدغة الملاريا وأشياء أخرى لن تحبها كثيرا
هذا اللوح المهتريء الذي تمر من تحته أو تلك اللافتة التي تتلاعب بها الرياح محاولة إسقاطها أثناء وقفك تحتها غير مبالٍ ولا منتبه

هذه السيارة المسرعة التي تسير على إطارات كل منها معرض للانفجار لأي سبب و في أي وقت مسببا انحراف السيارة عن مسارها ووصولها إليك أيها العابر بجوارها دون شيء تستطيع فعله
هذا السائق المخمور الذي لم تره قادما ولم تعرف أنه مخمور لتأخذ حذرك ولم تقم بفحص كفاءة سيارات الآخرين ولن تفعل فهي ليست ملكيتك ولن تستطيع التأكد من حالة كل مبنى تمر تحت شرفاته ولافتاته ولن تتأكد من كل مسببات الأمرض والآفات التي ذكرناها والتي لم نذكرها

أنت يا عزيزي في الواقع تعيش على كوكب خطر جدا وليست الأمثلة التي ذكرتها هي منتهى مخاطره..
إذاً ما المطلوب؟
هل علي الارتجاف والمكث في المنزل؟!
وهل المنزل يخلو من مسببات الأذى أصلا؟

يا عزيزي فيما لا تملك دفعه وما لا يغني حذر عنه = لا شيء مطلوب منك أنت

المطلب منه هو
حين تعلم أن كل يوم تحياه بل كل لحظة تعيشها في عافية إنما هي بحلمه وستره

فسل الله العافية.