ويخرج أضغانكم
بقلم د.عبد القادر المحمدي
الحلقة الأولى
الحمد لله المستحق الحمد والصلاة والسلام على نبينا رافع لواء الحمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد:
أحببت في هذه الرسالة العاجلة غير العجلة أن أبين بطلان افتراءات بعض المشوشين على عوام الناس وعلى بعض المثقفين من غير أهل التخصص الشرعي، وقد رأيت أن اتعرض لافتراءات المستشار أحمد عبده ماهر المصري –الذي صدع بها رؤوسنا وتناقلها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وسأحاول ضغط العبارة وعدم التوسع لمعرفتي بضعف ههم كثير من الناس عن القراءة ، فأقول:
هذه الشبهات التي طنطن بها السيد المستشار لا تعدو أن تكون:
تحريفاً للحقائق .
تأزماً نفسيا (عقدة).
افتراءً وكذباً.
فقد نسب للبخاري ما لم يقله.
وقوّل ابن حجر ما نفاه أصلاً؟
وشنع على أئمة المسلمين وفقهائنا بأبشع العبارات ونسف الفقه ومصادره، وشرَّق وغرَّب ، ونقول له : إن أحسنا الظن بمقصده (!) وتجاوزنا شكوكنا ، لو رجعت إلى أهل العلم في بلدك أو تأنيت في مطالعة المصادر والأقوال بالموضوعية (التي تباكى عليها) لوجدت ضالتك! ودواء العيَّ السؤال، (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هذا قبل أن تثيرها على الإعلام ، وستدرك إن كنت سليم الصدر أن الاشكال ليس في مناهج الأزهر ولا في كتب الفقه ولا في صحيح البخاري وإنما الاشكال في عقلك أنت أو قلبك، نسأل الله السلامة.
ولنبدأ بأولى هذه الشبهات :
زعم الأستاذ المستشار أن البخاري ينفي أن تكون المعوذتين من القران، وهذه ليست من كيسه طبعاً بل سمعناها من غيره مراراً، وبطلانها واضح :
فقد بوَّب البخاري في صحيحه فقال : ))سورة قل أعوذ برب الفلق ، ثم قال (4976 ): حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن عاصم، وعبدة، عن زر بن حبيش، قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قيل لي فقلت» فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )).
ثم قال البخاري بعد ذلك : (( سورة قل أعوذ برب الناس ".( 4977 ): حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، ح وحدثنا عاصم، عن زر، قال: سألت أبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «قيل لي فقلت» قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
فاين نفيه للمعوذتين يا سعادة المستشار؟! بل قدَّم البخاري الطريق الأول (قتيبة بن سعيد عن سفيان ) الذي ليس فيه نفي انهما من القران على الأخر طريق(علي بن المديني عن سفيان ) الذي فيه ( يقول كذا وكذا ...).
ثم اخرجه من طريق سفيان الذي فيه (كذا وكذا ) فأبهم القول ، مع انه جاء عن سفيان أيضا بالتصريح (قلت لأبي إن أخاك يحكها من المصحف..) استعظاماً لهذا القول كما نبه إليه الحافظ ابن حجر في الفتح فسفيان كان يرويه تارة هكذا وتارة هكذا فاختار البخاري طريق الابهام على التصريح.
وفي هذا ابلغ الرد على الأستاذ المستشار، ويكشف لك أنه لم ير البخاري ولم يطلع عليه في حياته ! مع انه وبخ عوام الأمة لأنهم ينتصرون للبخاري وادعى أنهم لم يروه!
وهل تظن يا سيادة المستشار أنّ الأمة كلها كانت لتسلم للبخاري أو غيره لو قال مثل ذلك؟ فأين الشرّاح والرواة والنقدة ، وهل ينتقده الدار قطني أو غيره في إخراجه لراو ما ثم يسكت عن مثل ذلك؟
قاتل الله الجهل والهوى ..... يتبع