المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزام محمد ذيب الشريدة
الرتبة البلاغية بين الطرق التعاملية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى :"وقطعناهم فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"*فهذ ه الآية الكريمة مبنية على ذكر طرق الابتلاء والتعامل مع بني إسرائيل لعلهم يرجعون إلى التوبة والطاعة ،ثم تأتي المباني وهي طرق الابتلاء و التعامل مرتبة بعد المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية والفضل والشرف والزمن ،وأولى المباني بالتقديم نحو المبني عليه هي طريقة الابتلاء بالحسنات ورغد العيش والسعة في الرزق ، وهذه الطريقة أهم وهي طريقة الترغيب ،قال تعالى:"*ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "* وإن لم تجد هذه الطريقة معهم يلجأ الله تعالى إلى الطريقة الثانية وهي طريقة السيئات ، طريقة الترهيب ،والضيق في العيش ، والمصائب ،وقد تأخرت هذه الطريقة بسبب ضعف منزلة المعنى بينها وبين المبني عليه ، والمتقدم في المنزلة والمكانة متقدم في الموقع ، والمتأخر في المنزلة والمكانة متأخر في الموقع كذلك.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:
الإنسان يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.