تبادل التقديم بين المهاجرين والأنصارتقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قول المؤمنين وهم يبنون المسجد:
لا عيش إلا عيش الآخره اللهم ارحم الأنصار والمهاجره
بتقديم الأنصار على المهاجرين بالضابط اللفظي من أجل السجع والتصريع ،عدولا عن الأصل ، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا عيش إلا عيش الآخرة ، اللهم ارحم المهاجرين والأنصار ،بتقديم المهاجرين على الأنصار بالأهمية والزمن والطبع والفضل والشرف ،وهذا هو الأصل ، لأن المهاجرين أهم في نشر الدين وأسبق إيمانا وأفضل ، وتحملوا الكثير في سبيل الدعوة ،وهاجروا وتركوا بيوتهم وأموالهم في سبيل الدعوة الإسلامية ،ولهذا قدمهم القرآن الكريم،قال تعالى :وَالسَّابِقُون الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"*كما قال صلى الله عليه وسلم:"لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار "*.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.