الأهمية المعنوية في آية قرآنية
قال تعالى:"*قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ*
دور منزلة المعنى في تعيين ملكية فلسطين
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قوله تعالى عن موسى عليه السلام حينما طلب من اليهود الذهاب لقتال الجبابرة سكان فلسطين الأصليين : "*وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ*ي ا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ*قَال وا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ*قَال رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*قَ لُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ*قَال رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ*ق الَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * حيث كرر موسى عليه السلام قوله *يا قوم* وذلك بحسب الأهمية المعنوية ،وفي تكرير النداء من موسى لهم بقوله: يا قَوْمِ زيادة في استحضار أذهانهم ومبالغة في حثهم على الامتثال لما يأمرهم به، وتنبيه إلى خطر ما يدعوهم إليه وعظم شأنه ، لما علم من نكوصهم عن القتال، كما قال لهم *ادخلوا* ولم يقل*اسكنوا* وذلك بحسب الأهمية المعنوية أيضا ،أي : اذهبوا وقاتلوا الجبابرة في الأرض المقدسة التي فرض وطلب منكم الله تعالى القتال فيها والدخول إليها، وقوله: كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ فيه حض شديد لهم على الاستجابة لأمره، وإغراء لهم بالنصر والفوز، لأن الذي كتب لهم أن يدخلوها متى آمنوا وأطاعوا هو الله الذي لا معقب لحكمه ،وقال* لكم* وليس عليكم ،لأن اللام بمعنى اللام وبمعنى على،أي فرض عليكم القتال وخصكم بالدخول إليها ،لأن التقدير :"كتب الله دخولها لكم ،أي خصكم به ،والذي يدل على طلب القتال وليس السكن قوله تعالى ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ،أي:ولا ترجعوا عن قتالهم فتخسروا*وقولهم *اذهب أنت وربك فقاتلا*وبينهما منزلة معنى واحتياج معنوي ،ومما يدل على أن الجبابرة هم سكان فلسطين الأصليين قولهم *إن فيها قوما جبارين * وبين الجبارين وهم أهل الأرض الأصليون والأرض المقدسة منزلة معنى واحتياج معنوي كذلك لأنهم سكانها الأصليون، فرفضوا القتال، فجازاهم الله تعالى بسبب نكوصهم وجبنهم عن القتال بأن تاهوا في الصحراء أربعين عاما ،وهذا يعني أن فلسطين لنا ونحن أهلها الأصليون ،واليهود غزاة غرباء لا بد أن يرحلوا عنها مهما طال الزمن .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس .