*الأهمية المعنوية في آية قرآنية*تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قوله تعالى :"*أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍۢ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ ٱلْكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ مُّبِينٌ"* حيث قدم سبحانه وتعالى شبه الجملة*للناس*نحو *كان* وهمزة التوبيخ والإنكار بحسب الأهمية المعنوية لأن التعجب صدر منهم وكان منهم ، وذلك من أجل الهدف المعنوي وهو التوبيخ ، كما قدم خبر كان وهو*عجبا* نحو كان وهمزة التوبيخ بحسب الأهمية المعنوية لتوبيخهم على التعجب ،بالإضافة إلى أن تأخير الخبر إلى نهاية الآية الكريمة يضعف العلاقة المعنوية بين الفعل الناسخ وخبره ،كما كان في تأخير الاسم اتصال الاسم وهو الإيحاء بمضمونه وهو قوله تعالى*أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا* بحسب الأهمية المعنوية ،كما جاء باللام في قوله تعالى *للناس * بحسب الأهمية المعنوية من أجل الهدف المعنوي وهو الاختصاص بالعجب والاستحقاق له ، قال صاحب الكشاف : " فإن قلت : فما معنى اللام فى قوله * أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً * وما الفرق بينه وبين قولك : كان عند الناس عجبا؟قلت : معناه أنهم جعلوه لهم أعجوبة يتعجبون منها . ونصبوه علما لهم يوجهون نحوه استهزاءهم وإنكارهم ، وليس فى " عند الناس " هذا المعنى ، كما عمم الإنذار بحسب الأهمية المعنوية ،لأن الإنذار للناس جميعهم مؤمنهم وكافرهم ،وخص المؤمنين بالتبشير بحسب الأهمية المعنوية كذلك لأنهم أصحاب الأعمال الصالحة ،كما قدم الإنذار على التبشير بحسب الأهمية المعنوية ،لأن تخلية القلوب من الشرك والذنوب والآثام يتقدم بالأهمية والزمن والطبع على ملئها بالإيمان والفضائل والصلاح ، كما فسر المفسرون *قدم صدق *بعدة تفسيرات ،وفي رأيي ان المقصود منها هو المنزل أو المنزلة العليا والدرجة الرفيعة بدليل منزلة المعنى مع قوله تعالى *بشر* والظرف*عند ربهم* وبدليل منزلة المعنى والاحتياج المعنوي مع قوله تعالى :"* إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ"* والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا .
قال تعالى:"*أكان للناس عجبا *
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج ع المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس .