الأهمية المعنوية في آية قرآنيةتقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى عن نوح عليه السلام وقومه:"*قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ*قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* حيث قال تعالى*في ضلال* بحسب الأهمية المعنوية للمبالغة في اتهام قومه له ،فجاءوا بكلمة *في *التي تفيد الظرفية والإحاطة ،وبكلمة *الضلال* وهي المصدر الذي يفيد الكثرة والكثافة ، وكأنه منغمس في الضلال الواضح الكثيف يحيط به من كل جانب ،فرد عليهم بقوله *ليس بي ضلالة*وذلك بحسب الأهمية المعنوية أيضا ،فاستخدم اسم المرة المفرد الذي يدل على القليل ،حيث نفى وجود القليل من الضلال ،ولو نفى الكثير لاحتمل أن يكون به شيء من الضلال ،لكنه نفى القليل لينفي الكثير، يقول لك صاحبك :معك الدنانير والدراهم ،فتنفي ذلك وتقول:ليس معي قرش ،والعرب تنفي الكثير بنفي القليل ،أي:ليس معي أقل القليل فما بالك بالكثير؟ ،كما ذكَّر ليس مع الضلالة لأنها مؤنث مجازي أو بسبب الفصل ،وهي أمور تعود إلى منزلة المعنى بين أجزاء التركيب القرآني .
قال تعالى:"*قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ"*
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس.