الأهمية المعنوية في آية قرآنية
قال تعالى: "فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانا"
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قوله تعالى : " فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً ۖ بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ ۚ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " ولولا بمعنى هلا ،وهي أداة حث وتحضيض ،من أجل أن يستقيم معنى التركيب القرآني، والمفعول الأول للفعل اتخذوا محذوف وتقديره هم أي: "اتخذوهم ولا بد من هذا التقدير كي يستقيم معنى التركيب القرآني كذلك ، وتقديم الأحوال من دون الله وقربانا على المفعول الثاني آلهة بحسب الأهمية المعنوية من أجل الهدف المعنوي وهو تخطئتهم وتوبيخهم على هذا الاتخاذ ،ولبيان عجز الآلهة ، وعوملت الأصنام معاملة العقلاء بإطلاق جمع العقلاء عليهم جرياً على الغالب في استعمال العرب، وإقحام فعل كانوا بحسب الأهمية المعنوية للدلالة على أن افتراءهم راسخ فيهم من القدم ، ومجيء يفترون بصيغة المضارع بحسب الأهمية المعنوية كذلك للدلالة على أن افتراءهم متكرر.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار: الإنسان يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس .