تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفرض أفضل من النفل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    42,945

    افتراضي الفرض أفضل من النفل

    الفرض أفضل من النفل
    د. عبد الإله العرفج




    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
    معنى هذه القاعدة الفقهية أن الأجر المرتب على الفرض أكثر وأوفى من الأجر المرتب على النفل، ومن أدلتها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» رواه البخاري وأحمد.
    وقد خص الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأمور أوجبها عليه، ولو يوجبها على أمته؛ لأن أجر الفرض أكثر من أجر النفل، وقد ذكر هذه الفائدة الإمام الشافعي، فقال: إن الله تبارك وتعالى لما خص به رسوله صلى الله عليه وسلم من وحيه، وأبان بينه وبين خلقه بما فرض عليهم من طاعته، افترض عليه أشياء، خففها عن خلقه؛ ليزيده بها - إن شاء الله - قربة.
    وملخص هذه القاعدة أن أي طاعة من الطاعات المشروعة، ففرضها أفضل من نفلها، ففريضة الصلاة أفضل من نفلها، والزكاة أفضل من الصدقة، وصوم رمضان أفضل من غيره، وحج الفرض أفضل من حج النفل، وهكذا.
    ويستثنى من هذه القاعدة عدة مسائل:
    منها إذا حلَّ موعد سداد الدين، فكان المدين معسرا، فإن إنظاره إلى ميسرةٍ واجب؛ لقوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}، وإبراء المدين عن الدين سنة،وإبراؤه أفضل من إنظاره؛ لقوله تعالى بعد ذلك: «وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون»، ولأن إبراء الدين يحصل به أكثر مما يحصل بالإنظار.
    ومنها السلام بين الناس، فإن ردَّه على المسلِّم واجب؛ لقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها}، أما البدء به فإنه سنة، والبدء به أفضل من رده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» رواه البخاري ومسلم.
    ومنها الوضوء إذا حان وقت الصلاة المفروضة، فإنه شرط واجب لصحة الصلاة؛ لقوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم على الكعبين}، وفعله قبل دخول وقت الصلاة سنة؛ لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح رضي الله عنه في قوله: ما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها، رواه أحمد والترمذي، ودوام الوضوء أفضل من فعله فقط عند الصلاة.
    ومنها الختان فإنه واجب بعد البلوغ؛ لأن الطهارة لا تتم إلا به، وفعله قبل البلوغ مستحب؛ وفعله قبل البلوغ أفضل من تأخيره إليه.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,188

    افتراضي رد: الفرض أفضل من النفل

    .............................. ..............

    قال ذو النون المصري لرجل اوصاه

    ليكن آثر الأشياء عندك وأحبها إليك أحكام ما افترض الله عليك ، واتقاء ما نهاك عنه ، فإن ما تعبدك الله به خير لك مما تختاره لنفسك من أعمال البر التي تجب عليك ، وأنت ترى أنها أبلغ لك فيما تريد ، كالذي يؤدب نفسه بالفقر والتقلل وما أشبه ذلك ، وإنما للعبد أن يراعي أبداً ما وجب عليه من فرض يحكمه على تمام حدوده ، وينظر إلى ما نهي عنه فيتقيه على أحكام ما ينغبي، فإن الذي قطع العباد عن ربهم ، وقطعهم عن أن يذوقوا حلاوة الإيمان وأن يبلغوا حقائق الصدق ، وحجب قلوبهم عن النظر إلى الآخرة ، تهاونهم بأحكام ما فرض عليهم في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم وايديهم وأرجلهم وبطونهم وفروجهم .

    ولو وقفوا على هذه الأشياء وأحكموها لأدخل عليهم البر إدخالاً تعجز أبدانهم وقلوبهم عن حمل ما رزقهم الله من حسن معونته ، وفوائد كرامته ، ولكن أكثر القراء والنساك حقروا محقرات الذنوب ، وتهانوا بالقليل مما هم فيه من العيوب ، فحرموا ثواب لذة الصادقين في العاجل .

    وقال أبو محمد عبد الله بن منازل :لم يضيع أحد فريضة من الفرائض إلا ابتلاه الله بتضييع السنن ، ولم يبتل بتضييع السنن أحد إلا يوشك أن يبتلي بالبدع .


    الاعتصام للشاطبي


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •