أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة طيبة أردت أن تستخرج بها النصيحة وبر الوالدين .. وكما للوالدين حقهما فعليمها واجبات .. والكل مسئولا يوم القيامة .. هل تأذن لي بأن أسرد خاطرتي وعنوانها " أمى أين أنتِ؟"
إمرأة تتخلى عن أطفالها
رجل ينسى فلذات أكباده ولا يبالي
طفل ضائع بين أبويه
مثلث خال من مشاعر الرحمة
صار شكله المقلوب أمراً عادياً
أتخيل نفسي طفلا صغيراً ينعي حاله،
وقد غمرته ثورة البكاء يتضور جوعاً
، يبحث عن ثدي أمه ، يتلهف سويعات النوم
؛ فلا غطاء يحميه من صقيع القلب القاسي
أمي أين أنتِ؟
لماذا تخليتِ عني ؟ ماذا فعلته أضناكِ مني ؟
أمي .. أنا طفلك الذي بفطرتي
قد هداني ربي إلى دقات قلبك ،
دعيني أستريح بها.. يامن جبلتِ على الحنان
لماذا تبخلي علىّ بأنامل الرحمة ؟ ،
وعداً لن أسمعك بعد اللحظة أنيني
أنــتِ فــقط ضميني
أنا ابن رحمك لا تقتليني ،
وإذ بها ترميني وتود أن تسكتني كي تمضى
،إنها تراني عسرة في طريق النجوى
، وأنت أبي .. لماذا نسيتني ؟
شغلتك الأيام والسنين عني ،
وربيَ الرحمن عني سائلك ..
ماذا ستقول له عند السؤال ؟
ألست من رعيتك ولم ترعن ؟
لم تقبّلني يوما قبلة الحنو والشوق
، ولم تمسح على رأسى .. أنا برعمك الصغير؟
عبست ولم تكظم غيظك في بكائي
، وظللت تضربني وتركلني
. أبي .. أريد منكَ احتواءً ؛ هل تحجّر قلبك
وصرت كالغضبان قاسى النظرات ؟
أبي إن سوطك يؤلمني ،
أنا ابن جاء من ماء صلبك لا تضيعني
، لكنه أهان عزتي ورماني مثلها..
الآن كيف لي أن أرق لأمي أو حتى أحن لأبي !
تركاني لعين الشفقة تقتلني ولم يرحما ضعفي
، من قبلي كان اللقاء ود ،
ومن بعدي كان الفراق بغض !
يبكي فؤادي سائلاً أين الحنان ؟
أين التضحية ؟ أين الحب ؟ أين أنا !
. رباهُ متى يأتياني هما اللذان عقاني ولم أعقهما
؛ فلم أزل صغيراً أجهل الدنيا وأخاف أهوالها
.. ءأتيا قبل أن تزهق روحي
ويأتي يوما تسألان فيه عني
. أمي و أبي .. أقبلوا علىّ واحملاني
.. علموني الخير والصدق،
فهموني العلم والحكمة ، اجعلوني من الكرام البررة
؛ لأحمل فوق رأسى يوم الحساب تاج النور
، ونكون جميعا من أهل جنة الرحمن
على سرر متقابلين،
إمسحوا دموعي واربتوا على كتفي
وأظلاني بمحبتكم تسعدون بمحبة الودود
، وتوبا إليه تفوزان برحمته وهو خير الغافرين
أرق تحياتي
عفاف عبد الوهاب صديق