زوجتي تفشي أسراري ..!!




الرجل الذكي يفضِّل دائماً المرأة الكتوم التي لا تفشي سراً أو تنقل كلاماً.
فمن أدب الزوجة أن لا تفشي سراً لزوجها وأهله.. وقد يشكو الكثير من الرجال من تلك المشكلة.. يقول أحدهم: مع أنَّني أسكن في بيت مستقل، منذ زواجي، إلاَّ أنَّني لاحظت أنَّ زوجتي مهتمة جداً بأخبار أهلي، وبخاصة إخواني وأخواتي.. حملت هذا في بداية الأمر على اهتمامهابأهلي وكأنَّهم أهلها، فكنتُ أنقل لها أسرارهم قبل أن تتم، كالنيّة في خطبة أخي بفلانة، أو أن فلاناً تقدَّم لأختي ولم نعطه الرد، ثمَّ تبين لي أنَّها تفشي أسرار أهلي لأهلها وصديقاتها، وقد فسدت زواجات وحدثت مشكلات بسبب إفشائها تلك الأسرار..
هذا حال كثير من البيوت التي أصبحت أسرارها موضوعات مفصلة لأحاديث النساء، تلوكها الألسن لتُطرح في كلّ حال ومقام. فهذه تعرض أحداث الأمس، بقال وقلت.. وتلك تتباهى بما حدث قبل أيام حين أفحمت زوجها ولم يستطع أن يردّ جواباً، والأدهي والأمرّ حين تتحدَّث الثالثة حديثاً خاصاً جداً، تلميحاً كان أم تصريحاً.. أحاديث مؤلمة تتطرَّق إلى أسماعنا كثيراً، وما علمت المسكينة أنَّها تدمِّر نفسها أولاً، وبيتها ثانياً، ثمَّ هي قبل ذلك تفسد دينها وخلقها..
ولقد بلغ من كره بعض الرجال للمرأة التي تتحدَّث بأخبار الناس وتفشي أسرارهم، أن هجا أحدهم أمَّه؛ لأنَّها تسلك هذا المسلك.. يقول الحطيئة لأمِّه :
تنحِّي فاجلسي مـني بعــيــداً أراح الله مــــنك العـالمـينـا
أغربالاً إذا استودعــت ســراً وكانوناً عـلى المتحـــدِّثيـن ا
حياتك ـ ماعلمتُ ـ حياة سوء وموتك قد يسـرُّ الصالحينـا
من أخطر الأسرار التي تنشرها بعض النساء " دون أن تدري إحداهن عاقبة ذلك، ولو علمت ما فعلت.. فقد نهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم نهياً جازماً عن مثل هذا العمل، فروى الإمام أحمد في مسنده عن أسماء بنت يزيد أنَّها كانت عند النبيِّ صلَّى الله عليهوسلَّم والرجال والنساء قعود، فقال: لعلَّ رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعلّ امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها. فأرم القوم ـ سكتوا ـ فقلت: إي والله يا رسول الله، إنَّهن ليقلن، وإنَّهم ليفعلون، فقال:"فلا تفعلوا، إنَّما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والنَّاس ينظرون".
فحفظ أسرار البيت من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية. ومن أعظم حقوق زوجك عليك ألاَّ تفشي له سراً، ولا تتحدَّثي به إلى أحد، قريباً كان أم بعيداً؟ ـ وخصوصاً " أسرار الفراش" ـ إذ ليس ذلك خلقاً اجتماعياً فحسب، بل هو أمرٌ ديني يحاسبك الله عليه، فقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم :"إنَّ من شرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفضى إلى امرأته، وتُفضي إليه ثمَّ ينشر أحدهما سرّ صاحبه".
لا أظنّ أنَّ وصفاً مثل هذا تسمعه مؤمنة فتستمر على ما هي عليه من إفشاء للأسرار، وتحدِّث بكلّ ما كان ويكون، وهي ترى بعد ذلك عواقب وخيمة تجنيها من حين إلى آخر، بسبب ما أذاعت من خصوصيات زوجية كان واجباً أن تبقى في حرز أمين.. ومن ثمَّ فهي تخالف مخالفة صريحة الهدي النبوي الكريم لترضي نزوة عارمة وطيشاً جارفاً، مؤثرة الفانية على الباقية.
وإذا كان حفظ السرّ سجيَّة من أجلّ السجايا وأروعها، فهو في حقّ الزوجية أعظم مقاماً وأكبر دليلاً على كمال الشخصية ورزانتها، بل هو من أهمّ مقوِّمات نجاح الحياة العائلية.

منقول