حنانيك يا أشواق
أبو عبد الله أسامة الورفلي



**أما تشفق الأشواق أو تترفق* فكم أضرمت في القلب حزنا يمزق*
وأنى لها! والعشر أورف ظلها* وسالت ركاب الوافدين تَدفَّق*
إلى خير أرض الله حنت قلوبهم* لهم من سنا الإيمان في الوجه رونق*
وقد أرخصوا بذل النفيس لحجهم* فيا نعم ما أموا وما فيه أنفقوا*
فهلا عذرت الطرف حين رآهمُ* يسح دموعا وهو هيمان يرمق*
ويا لذة الأسماع حين يهزها) أنين تراقيهم ب(لبيك) ينطق*
ويا لوعة القلب الذي هده النوى* لعبرته الحرى وجيب مؤرق*
ويا ذلة الحرمان ما آب آيب* بحج وغفران وفي الذنب نَرهَق*
إذا أحرموا حبا ورِقّاًا وأسوة* فيا حبذا ذاك البهاء المؤَنَّق*
وفي عرفاتٍ إن تسل عن كرامة* فكم من عصيٍّ في المعالي سيسمق*
إِذِ التبعات المنكيات تُحُمِّلت* عن التائب الندمان والله أرفقُ*
أيا قاصدي البيت الحرام رحلتمُ* فمن راعه توديعكم كيف يلحق*
تمادى بكم سير وأزعجنا النوى* تؤمون أفضالا وفي البين نغرق*
وهيجتم الشعر الذي قد وأدته) وغيبته مذ كان بالغي يُلحِق*
يقولون في الله العزاء، صدقتمُ* فهلا عقلتم ما له النفس تَشهق؟*
(براءةُ) فيها ذكر من فاض دمعهم* فما لهمُ مالا ولا الظهر أوثقوا*
وقد شركوا في الأجر وهو عزاؤهم* ولكنَّ عجز المرء يدمي ويحرق*
وتشريكهم في الأجر فضل ومنة* ولكن لهم بالبذل قلب معلق*
مرامهم المرجو إرضاء ربهم* ولو كان في ذاك الهلاك المحقق*
إذا كان ذا شغل المحب فلا تسل* فهمته في شغله كيف يسبق*
ونيل رضا محبوبه غاية المنى* فيا حزنه إن جاءه ما يعوِّق*
وليس لنا إلا دعاوى فيا ترى* إذا حان وقت الجد فيها أنصدق*
بذاك نمني النفس وهي هزيلة* ولله ألطاف على العبد تغدق*
إذا هل عشر الحج تهفو نفوسنا* فهل شمسه يوما علينا ستشرق*
عزائيَ أن الله يعلم حاجتي* هو المرتجى، والله بالعبد أرفق
ولست لذا أهلا ولكنَّ جوده* على الضائع الموتور بالرفق أسبق*