معنى الدعوة الإسلامية..

هدى السهيل

من المهم جداً للداعية قبل أن تباشر دعوتها الإسلامية على منهج صحيح سليم أن تفهم ماهية الدعوة والمقاصد المرتبطة بها، وحتى نتوصل إلى معنى الدعوة الإسلامية لابد وأن نقف أمام المعطيات اللغوية لكلمة الدعوة، فكلمة الدعوة مفردة ـ أي بدون إضافة الإسلام ـ تطلق لغة على معان عدة أهمها: النداء، الطلب، الإمالة، الحث.
إذاً كلمة الدعوة لغوياً تفيد مناداة الناس وطلبهم وحثهم وإمالتهم للأخذ بشيء ما، وهذا الشيء يعتمد ويتحدد معناه حسب ما يضاف لكلمة الدعوة.
ومعلوم أن المضاف إلى الدعوة هنا الإسلام، فإذا أضفنا الإسلام إلى كلمة الدعوة، وذلك بأن جعلناها دعوة إسلامية، فكل ما في الإسلام من خصال وصفات سوف ينطبق على هذه الدعوة، فعلى سبيل المثال: صفة الحق ستنطبق على هذه الدعوة؛ لأن الإسلام هو دين الحق بدليل قوله تعالى: )له دعوة الحق( وصفة العالمية ستنطبق على هذه الدعوة؛ لأن الإسلام هو دين العالمي بدليل قوله تعالى: )وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين( من هذه المعطيات اللغوية يمكننا استخلاص المقصود بمعنى الدعوة الإسلامية فهي: مناداة الناس وطلبهم وإمالتهم إلى الإسلام وحثهم على قبوله، وهذه العملية تحتاج إلى جهود ليحصل البلاغ والنشر والتعليم لكل الناس...
من هنا نرى أن الدعوة الإسلامية: هي عملية تعليم ونشر وتبليغ للناس بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق، ومن ثم حثهم على تطبيقه في واقع الحياة.
وهذا المعنى ظهر في رسالة النبي صلى الله عليه وسلمإلى هرقل ملك الروم والتي جاء فيها "أما بعد: فإني أدعوك بداعية الإسلام" فالرسول صلى الله عليه وسلم قام بالنشر والبلاغ في حياته، وترك أمر التبليغ بعد وفاته أمانة في عنق الأمة الإسلامية، وبقدر انتشار الإسلام وذيوعه اليوم نكون على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وطريقته ونهجه.