قال ابن الجوزي:
■بلغني عن بعض الأشراف أنه اجتاز بمقبرة .فإذا جارية حسناء، عليها ثياب سواد ؛ فنظر إليها ؛ فعَلِقت بقلبه !!
فكَتَب إليها:
●قد كنْتُ أحسبُ أن الشمسَ واحدةٌ ... والبدر في منظر بالحسن موصوف
●حتى رأيتك في أثواب ثاكلة ... سود وصدغِك فوق الخدِّ معطوف
●فرحت والقلب مني هائم دنفٌ ... والكبدُ حرَّى ودمعُ العين مذروف
●رُدِّي الجوابَ ففيه الشكر واغتنمي ... وصل المحب الذي بالحب مشغوف
ورمى بالرقعة إليها ؛ فلما قرأتْهَا كَتَبَتَ :
●إن كنتَ ذا حسب زَاكٍ ، وذا نسب ... إن الشريف بغض الطرف معروف
●إن الزناة أناس لا خلاق لهم ... فاعلم بأنك يوم الدين موقوف
●واقطع رجاك لحاك الله من رجُلٍ ... فإن قلبي عن الفحشاء مصروف
فلما قرأ الرقعة زجر نفسه ، وقال :
أليس امرأة تكون أشجع منك ؟ ثم تاب .
[روضة المحبين: لابن القيم: ( ص447 )].