إنه المؤمــن ..





إن المتبصر في أحوال الناس وأمور الحياة يجد فئات من الناس تعيش ألواناً من التعب والشقاء، وتبعث صدورها أنواعاً من الضجر والشكوى، ضجر وشقاء يعصف بالأمان والاطمئنان، ويفقد الراحة والسعادة ويتلاشى معه الرضا والسكينة، نفوس منغمسة في أحقادها وأضغانها، وبؤسها وأنانيتها.
ويعود المتبصر كرة أخرى ليرى فئات من الناس أخرى قد نعمت بهنيء العيش، وفيوض الخير، كريمة على نفسها، كريمة على الناس، طيبة القلب، سليمة الصدر، طليقة المحيا.
ما الذي فرق بين هذين الفريقين؟ وما الذي باعد بين هاتين الفئتين، إنه الإيمان.. وحلاوة الإيمان.
ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان.. أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" (صحيح الجامع 3044).
الإيمان طعم يفوق كل الطعوم، وله مذاق يعلو كل مذاق، ونشوة دونها كل نشوة، حلاوة الإيمان حلاوة داخلية، في نفس راضية، وسكينة قلبية تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق، لا أرق ولا قلق، ولا ضيق ولا تضييق، بل سعة ورحمة ورضا ونعمة، وذلك فضل من الله، وكفى بالله عليماً.. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
منقول