تجنبي حمى التسوق



الزوجة العاقلة امرأة معتدلة في كل شأنها، شعارها "لا إفراط ولا تفريط" ، فهذا دأبها وديدنها. ومن مظاهر ذلك: أنّها لا تسرف في مشترياتها، خصوصاً الكماليات منها؛ تنفيذاً لأوامر الشرع واستجابة لمقتضيات العقل، وتقاوم كل إغراءات حمى المهرجانات الشرائية ومراكز التسوق التي تبيع كل ما يخطر ببال المرء من أشياء.
تقول الباحثة الاجتماعية "باتريشيا روبرتس" من "برنستون" في"نيوجرسي" بالولايات المتحدة الأمريكية: إنّ الإدمان على الشراء لا يقلّ خطراً ودماراً نفسياً عن خطر الإدمان على الكحول أو المخدرات.
وتضيف الباحثة في دراسة أجرتها مؤخراً بمساعدة الدكتور "وليام كنغزلي" من "سان فرانسيسكو": يجب توجيه الاهتمام إلى هذه الظاهرة التي يتجاهلها المسؤولون، وهي في الحقيقة أشد خطراً من غيرها.
وتقول: إنّ الإدمان على الشراء يمكن أن يكون ردة فعل للكآبة والتوتر النفسي وحالات القلق، فيجد المرء المتنفس الوحيد له في الإغراق بالشراء، وقد يشتري سلعاً ليس هو في حاجة إليها، وقد يكرهها أو يرميها بعيداً بعد شرائها.
وتلاحظ الباحثة أنّ المدمن على الشراء؛ يعاني من نوع من الندم أو تأنيب الضمير؛ لأنّه يندم بعد الشراء، لكنه ـ رغم ندمه ـ قد يعود إلى الشراء بعد يوم أو يومين أو حتى بعد نصف ساعة.
ومن مظاهر الإدمان أن ينفق المرء آخر فلس في جيبه، ويتذكّر بعد ذلك أنّ عليه أن يشتري أشياء ضرورية للبيت كالخبز أو البنزين لسيارته.. والمدمن على الشراء كثيراً ما يعاهد نفسه ألا يفعل ذلك، لكنه يشعر دوماً كما لو أنّ قوة مغناطيسية تشده إلى هذا المخزن أو ذاك. وينتشر الإدمان على الشراء كثيراً بين الناس غير السعداء في حياتهم الزوجية، وهم يجدون فيه عملية هروب من وضع غير مريح.
والمدمن على الشراء يُصاب بنوع من الاستهتار بالالتزامات، فهو يؤثر البقاء في المهرجانات الشرائية، وتفقد المعروضات لشراء ما يجب، وقد يهمل موعداً عن عمد.
وحتى لا تقعي ضحية لحمَّى هذه المهرجانات وتدمني الشراء، اتبعي هذه الإرشادات:
· تذكري.. حين تجدين في نفسك رغبة ملحة لشراء سلعة لست في حاجة ملحة لها، ملايين المسلمات اللواتي لا يفتقدن هذه السلعة فقط، إنّما يفتقدن ما هو أقل منها بكثير، أو ما هو أساسي وضروري أكثر منها، يفتقدن السكن المريح، والطعام الوافر، والثواب الدافئ. وخاطبي نفسك قائلة: إنّ أخواتي المسلمات أولى بثمن هذا الثوب أو هذا الجهاز.
· قدّري ما بذله زوجك أو أبوك من جهد وعمل لقاء الحصول على هذا المال الذي تريدين إنفاقه على سلعة لا ضرورة شديدة لها، وعيشي معاناة زوجك في عمله، واسترجعي ما يحدثك عنه من مواقف مؤلمة له، سواء في صعوبة العمل، أو شدة المسؤولين عليه.

· ما تعيشين فيه من سعة في العيش، قد لا يدوم، وقد تمر بكم أيام صعبة تحتاجون فيها إلى ما كنت قد أنفقته دون حساب، على أشياء كنت في غنى عنها، لأشياء أنت اليوم أشدّ ما تكونين حاجة إليها.
· إذا كنت قد رزقت بأطفال فتذكري أنّ تنشئتهم تحتاج إلى الكثير من المال، وضعي نصب عينيك حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون النّاس".
وأختم حديثي إليك بما قاله الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنـه - : أكلما اشتهيت اشتريت ؟
منقول