ترِكة الفراعنة وميراثهم
****************************** ****************************** ************************
.............................. .............................. ..........

الفراعنة هم أهل مصر أو المصريون القدماء .. كانوا مُترفين منعّمين ينعمون ويتنعمون بما أفاض الله عليهم من النِعَم وبما خصهم الله واختصهم به من الفضل العظيم ..
جحدوا الآيات التى أنزلها الله .. وكفروا بوحدانية الله وكانوا جبابرة طغاة .. ودأبوا على فسادهم وطغيانهم وعلى التنكيل ببنى إسرائيل ..
{ تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }
لم يؤمنوا بآيتى العصا واليد .. ولا بما أخذهم الله به من القحط والجدب والنقص من النبات والثمرات ..
وعاندوا ولم يمتثلوا بما ابتلاهم الله به من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم من الزواحف والهوام والحشرات ..

أعرضوا ولم يعقلوا ويفقهوا بما أصابهم الله من الرجز والعذاب .. وتكبروا وتجبروا ..
{ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ .. فَأَغْرَقْنَاهم أَجْمَعِينَ .. فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ }
.......
تركوا مجداً شامخاً وحضارة عريقة وآثاراً عظيمة وعلوماً فريدة وكنوزاً كريمة ..
عزّ نظيرها ولن يوجد مثيلها على وجه الكرة الأرضية
..
تركوا جنات وبساتين وزروعاً ملأت الأراضى تعمرت بها الصحارى والبوادى .. تركوا عيوناً جارية وآباراً وخلجاناً وقنوات وبحيرات ..
تركوا التماثيل والمعابد والمقابر والتوابيت والموميات والحصون والقلاع والمسلات والأهرامات .. يقول العزيز الحكيم :
{ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ } .

.......
تركوا الأهرامات مثل هرم خوفو وخفرع ومنقرع وهرم سقارة أو هرم زوسر .. وتركوا المعابد مثل معبد أبو سمبل الكبير والصغير ومعبد اللابرانت أو قصر التيه
ومعبد آمون ومعبد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد حتشبسوت .

وتركوا المسلات مثل مسلة تحتمس ومسلة أمنحوتب ومسلة رمسيس ومسلة حتشبسوت ومسلة إبريس وكليو باترا ..
تركوا التماثيل البشرية والحيوانية والنباتية مثل تمثال أبو الهول وتمثال رمسيس وتمثال نفرتيتى وأوزوريس ..
تركوا المصاطب والقاعات والأعمدة وما كتبوه ونقشوه من صور وزخارف ورسومات وتركوا المقابر وماوضعوه داخل توابيتهم من تحنيط
لأجساد موتاهم ومن الحلى والذهب والمرمر والعقيق ومن الأدوات والأوانى ومن النصوص والتمائم والتعاويذ ..
من مقابرهم
مقبرة الملك توت عنخ آمون
ومقبرة وادى الملوك وأبناءرمسيس ..
تركوا آلات زرعهم وحرثهم وحصادهم وما صنعوه من القوارب للملاحة والنقل والصيد .. وماكتبوه على ورق البردى باللغة الهيروغليفية والكتابة التصويرية ..
تركوا حسابات دقيقة وعلوماً رفيعة وهندسة معمارية فائقة ..

جعلوا أشعة الشمس تتعامد على وجه ملكهم رمسيس الثانى فى معبد أبى سمبل بأسوان مرتين فى كل عام ..
( يوم مولده 22 فبراير . ويوم تتويجه على العرش 22 اكتوبر ) .
وجعلوها تتعامد على وجه ملكهم آمون
وزوجته فى معبد الكرنك بالأقصر فى يوم زواجه أو فى يوم الإنقلاب الشتوى .. ( 22 ديسمبر ) ..
واكتشفوا الأجرام الكونية ورصدوا الكواكب السيارة والمجموعات النجمية .. وأطلقوا على النجوم الدائبة اسم " النجوم التى لا ترتاح " وعلى كوكب المريخ
اسم " الحورى الأحمر " وعلى كوكب المشترى اسم " الثور" وعلى كوكب زحل " حورس" وعلى كوكبى الزهره
وعطارد " نجمتى الصباح والمساء"
وأطلقوا على الشمس اسم ( رع ) وصوروها تسبح فى الفضاء وقالوا بأن القمر هو نائبها وأطلقوا عليه اسم ( تحوت ) ..

.......
تركوا قراهم ومدنهم وديارهم وبيوتهم والعديد من مقابرهم وكنوزهم والآثار المدفونة ..
تركوا كل ماشيّدوه وأنشأوه وما اكتشفوه وكتبوه وما حفروه وأقاموه وما حنطوه ونحتوه وما رسموه ونقشوه من صور
وزخارف ورسومات والتى لم يضمحل أثرها أو تنطمس ولم يتبدل ألوانها أو يتغير بريقها أو تندثر ..
.......
ترِكتهم التى تركوها على وجه الأرض وفى باطنها جعلها الله آية لنا وشاهدة عليهم وعلى عصرهم وزمانهم ..
جعلها الله عظة وعبرة لأصحاب العقول والأبصار .. وآية لمن خلفهم ولكل من يأتى بعدهم من كافة الأمم والعالمين .
آثارهم وأسرار علومهم ستظل خالدة طلاسمها محيرة غامضة وستبقى حقائق دامغة ومعجزة معجّزة إلى يوم الدين ..
.......
أهلك الله الفراعنة الشداد الذين طغواْ فى البلاد وأكثروا فيها الفساد .. وأورث الله بنى إسرائيل هذا الإرث العظيم ..
أورثهم الله تركتهم التى تركوها جزاء إيمانهم بوحدانية الله وتصديقهم لنبيهم موسى وهارون عليهما السلام
وجزاء صبرهم
على
ما أصابهم من فرعون وجنده من قتلٍ لأولادهم واستحياء لنسائهم ومن البطش والتنكيل بهم ..
{ فَأخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَ ا بَنِي إِسْرَائِيلَ }.
.......
مضى الزمان وتوالت القرون والأعوام ..
جحدت بنى إسرائيل فضل الله عليهم وطغواْ وبغواْ وظلموا أنفسهم .. قست قلوبهم وكفروا وأشركوا بوحدانية الله ..
أرسل الله إليهم أنبياء ومرسلين .. كذبوهم وقتلوهم وكانوا جبابرة طغاة ..
أرسل الله إليهم سيدنا عيسى عليه السلام .. كذبوا دعوته وأنكروا رسالته وظلوا على كفرهم وشركهم ( اليهود ) ..
ومن اتبعه منهم ونصره وآزره .. ظلوا زمناً يسيرا على إيمانهم ثم مالوا وحادوا عن وحدانية الله ( النصارى ) ..

أرسل الله إليهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .. بآخر دين من الأديان دين وشريعة الإسلام ..
كذبوا دعوته وفى كتبهم قد جاءتهم بشارته .. وأنكروا رسالته وهم يعرفوه كما يعرفون أبناءهم وأولادهم ..
.......
تم فتح بلاد مصر لدين الإسلام .. وأورث الله المسلمين ما ورثه قوم بنى إسرائيل ..
أورثهم الله أرضهم وديارهم .. وأورثهم الله ماتركه الفراعنة من آثار وعلوم ومن مقام وثروات وأموال وكنوز ..
{ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } .
{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً } .
.............................. .............................. .............
****************************** ****************************** ****************************** **
سعيد شويل