الشهوة الخفية



ميرفت كامل








من أخطر المعوقات والعثرات التي تقف في طريق الداعية إلى الله (فساد النية) أو الشهوة الخفية التي تدخل على الداعية من عدة مداخل كحب المدح والثناء من الناس، وحب الظهور والبروز بينهم، وحب التصدر والرئاسة عليهم، وحب الشهوة وذياع الصيت لديهم، وذلك كله من مداخل الشيطان – والعياذ بالله -.
وهذه العقبة الكئود لن تتزحزح عن طريق الداعية إلا بجهاد كبير للنفس واستعانة بالله عز وجل واستعاذة به من الرياء اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم – وإلحاح في الدعاء بالإخلاص بين يدي كل عمل أو قول تقدمه الداعية.
قال سفيان الثوري رحمه الله:
"ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي لأنها تنقلب عليّ".
وهنا تجدر الإشارة إلى ملحوظتين في هذا الصدد:
الأولى: أن ثناء الناس على الداعية إزاء نشاطها الدعوي دون قصد منها، لا يقدح في إخلاصها إن صدقت نيتها مع الله عز وجل، بل إن ذلك الثناء من عاجل بشراها في الحياة الدنيا. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال صلى الله عليه وسلم: "تلك عاجل بشرى المؤمن" (أخرجه مسلم) .
والثانية: أن الخوف من الرياء لا يسوِّغ ترك العمل الدعوي. قال الفضيل بن عياض رحمه الله:"ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص الخلاص من هذين".