عن عمر بن الخطاب قال: لما نزلت (سيهزم الجمع ويولون الدبر) قلت: أي جمع هذا؟! فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف مصلتا، وهو يقول: (سيهزم الجمع ويولون الدبر).
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3829) - حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال نا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري، قال: نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، أن عمر بن الخطاب قال: ... فذكره.
وقال الطبراني عقيبه:
لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا معمر، ولا عن معمر إلا عبد المجيد، تفرد به محمد بن إسماعيل الأنصاري.اهـ
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 101:
رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري، ولم أعرفه.
قلت: عبد المجيد بن أبي روَّاد؛ قال عنه الحافظ: ((صدوق يخطئ)).
وقد تُكلم في رواية معمر عن البصريين، وقتادة منهم؛ لا سيما إذا لم يتابع، أو خولف، وهنا لم يتابعه أحد فيما علمت.
قال الدارقطني في العلل: سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش.
وقال الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/281) : حدثني محمد بن أحمد بن أبي السري، حدثنا عبدالرزاق قال: سمعت مالكاً يقول - وسألته عن معمر -، فقال : إنه لولا!! قلت : لولا ماذا ؟ قال : لولا روايته عن قتادة.
وقال ابن أبي خيثمة - كما في شرح علل ابن رجب والتهذيب - : سمعت يحيى بن معين يقول : إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه ، إلا عن الزهري وابن طاوس فإنه حديثه عنهما مستقيم ، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا ، وما عمل في حديث الأعمش شيئاً.
قال يحيى : وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام.
والأثر أخرجه الطبري في تفسيره (22/ 157) من طريق معمر، عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة، أن عمر قال ... فذكره.
وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3/ 261) (3069) ، وعنه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" لا بن حجر (3735)، و"تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 391) - عن معمر، عن قتادة وعن أيوب، عن عكرمة، أن عمر ... فذكره.
وقال الحافظ: هذا منقطع.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى" (2 /25) من طريق أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ لَمَّا نَزَلَتْ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} قَالَ: قُلْتُ : وَأَيُّ جَمِعٍ يُهْزَمُ وَمَنْ يُغْلَبُ ؟ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ وَثَبَا وَهُوَ يَقُولُ : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فَعَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَهْزِمَهُمْ.
وأخرجه ابن ابي شيبة في "المصنف" (14/ 357) (37820)، والطبري (22/ 158) من طريق أيوب، عن عكرمة مرسلا، دون ذكر عمر.
وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه - كما في "الدر المنثور" للسيوطي (14/ 87) عن عكرمة قال: لما نزلت (سيهزم الجمع ويولون الدبر) قال عمر: ... فذكره.
والأثر إسناده صحيح إلى عكرمة، لكنه لم ير عمر، فهو منقطع عن عمر، كما قاله الحافظ ابن حجر.
وجاء من مرسل قتادة وغيره. انظر: تفسير ابن جرير الطبري (22/ 157).
والله علم.