لم كره الامام مالك التسوك في المسجد ؟الظاهر أنه كرهه خشية تلويث المسجد بما يخرج من الفم من بقايا الطعام , قال ابن أبي زيد القيرواني في النواذر والزيادات عند سؤالات ابن القاسم للامام مالك ((وكره السواك في المسجدِ، من أجل ما يلقى من الفم بأثرهِ)) انتهى
وأيضا , قال القرطبي في المفهم عند حديث " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول أو القذر". (( " فيه حجة لمالك، في منع إدخال الميت المسجد، وتنزيهها عن الأقذار جملة، فلا يقص فيها شعر، ولا ظفر، ولا يتسوك فيها؛ لأنه من باب إزالة القذر، ولا يتوضأ فيها، ولا يؤكل فيها طعام منتن الرائحة إلى غير ذلك مما في هذا المعنى ".)) انتهى
ولا يوجد دليل من السنة يمنع منه بل العكس هو الصحيح كما جاء في الحديث (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )
, قال شيخ الاسلام (مَا عَلِمْت أَحَدًا مِنْ الْعُلَمَاءِ كَرِهَ السِّوَاكَ فِي الْمَسْجِدِ،.)) انتهى
ولعله لم يبلغه ما قاله الامام مالك
فالعلة هي صيانة المساجد من الأذى ومعلوم اليوم أن التسوك في المسجد لأجل الصلاة لا يكون معه طرح أي قذر , فزالت العلة التي تمسك بها من كره السواك في المساجد , وهم المالكية .
لكن وجدت هذا الأثر عن الصحابي الجليل زيد الجهني , وهو ما رواه أبوداود والترمذي وصححه عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»،
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَرَأَيْتُ زَيْدًا يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ، وَإِنَّ السِّوَاكَ مِنْ أُذُنِهِ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ، فَكُلَّمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَاكَ))
فقد نقل لنا التابعي أبو سلمة فعل الصحابي راوي حديث الاستياك مقرونا بروايته المرفوعة , والصحابي أعلم بمرويه , وفهمه مقدم على فهم من دونه