موسوعة شعراء العربية
المجلد التاسع \ الجزء الاول
شعراء العصرالحديث

بقلم فالح الكيلاني
.
( الشاعر شفيق جبري الدمشقي )

.
شفيق جبري اديب وشاعر سوري
ولد الشاعر شفيق درويش جبري في حي الشاعور بمدينة (دمشق) عام \ 1898
وكان أبوه درويش جبري تاجراً دمشــقياً يسكن في منطقة (حي الشاعور ) بمدينة ( دمشق ) وعلى عادة أهل زمانه أرســـــله والده إلى الكتاب, فدرس القرآن الكريم وتعلم الخط والحساب ولما بلغ السادسة من العمرأرسله ابوه إلى مدرسة (العازاريين ) بمدينة ( د مشق ) وبقي فيها تسع سنوات فحصل على الشهادة الثانوية ثم سافر إلى ( يافا ) ليساعد عائلته في أعمالها التجارية. وعند نشوب الحرب العالمية الأولى انقطع عن العمل وعكف على المطالعة لتحســـــين لغته العربية اذ أن مدرسة ( العازرين) في ( دمشـــق ) كانت تشدد على تدريــــس اللغة الفرنسية ولا تهتم كثيراً باللغة العربية وآدابها.
ثم انتقل الى (الإسكندرية ) متنقلاً مع أبيه وفي الإسكندرية قرأ ديوان المتنبي وبعض معلقات الشعراء الجاهليين وشعر البحتري وغيرهم من الشعراء .
.
ثم عاد إلى (دمشق ) عام \ 1918م فور انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث أكمل ما فقده من تعمق في الآداب العربية، فدرس الشخصيات الادبية العربية مثل ابن خلدون والجاحظ والمتنبي والبحتري وسواهم. وقد ساعدته هذه الفترة أن يتمكن من اللغة فاكتسب أسلوبه سهولة في التعبير ومال إلى الشعر والبيان العربي الأصيل. ويعود الفضل في ذلك إلى الشاعر خير الدين الزركلي الذي تولى تدريسه العربية وأصول الشعر ومن قصيدته (صيحة ..) هذه الابيات يقول :
سَرَتْ فـي بطـاحِ الـبـيـدِ صـيحةُ صــــــائحِ
فـمـاجت بـمسـراهـا بطـونُ الأبـــــــاطحِ
تـرامت فدوَّت فـاستطـال بـهـا الــــــمدى
وقـد طرحتهـا الـبـيـدُ أقصى الـمطــــارح
فـمـرَّت عـلى الركب الـحـيـارى فأمسكـــوا
بِحُمْرِ الـمطـايـا بـيـــــــــن غادٍ ورائح
وألقـوا بآذانٍ إلـيـهـا طلـــــــــــيح ةٍ
وقـد صُعقـوا فـوق الركــــــــاب الطلائح
تـراهـم سكـارى فـي الفـيـافـي ومـا مشـت
حُمَيَّا كؤوسٍ فـي خلال الجــــــــــــ ـوانح
مضـوا يسألـون الريحَ عـن صـــــيحة الفَلا
فـمـا الصـوتُ فـي عصـف الريـاح ببــــارح
يـنـادي مُنـاديـهـم هلِ الأرضُ زُلْزِلـــــتْ؟
فأجفلـتِ الآرام مـلءَ الـمســــــــــ ـارح
أمِ الـمـلأُ الأعـلى تدلَّت نجــــــــــومه
فكلُّ سبـيلٍ فـي الـدجى غـــــــــير واضح؟
أصـيحةُ إنسٍ فـي الجـبـال دويُّهـــــــــ ـا
أم الجنّ صـاحت فـي رحـاب الصحـــــــاصح؟
فلا الصـوتُ صـوتُ الإنس فـــــــي كل هضبةٍ
ولا الـحِسُّ حِسّ الجنّ فـوق الصـفــــــــائ ح
ولـمـا ألـحَّ الـيأسُ فـي الركب أدلجــــوا
يـطـيحـون فـي الظَّلـمـاء كل الـمطــــايح
ومـال بـهـم غُمْضُ اللـيـالـي مـن الـــوَنَى
ومـا النـومُ فـي جُنْحِ اللـيـالـي بجـــانح
فـنـاجى خلـيلٌ فـي الشجـون خلــــــــيله
مضى اللـيلُ فـي نجـوى الشجـون الفـــوادح
.
وعندما دخل الجيش العربي في ( دمشق) عيّن شــــفيق في دائرة المطبوعات لمراقبة الصحف وانتقـــل بعدها إلى وزارة الخارجـــية. ولما دخل الجيش الفرنسي ( دمشق عيّنه وزير المعارف ( محمد كرد علي) ) - وكان أديباً شاعرا بارزاً- رئيساً للديوان نظراً إلى إتقانه العربية والفرنسية. ـ فتوظف في الدولة فأصبح رئيساً المعارف في أواخر الحرب العالمية الأولى ـ.وكان ينشر مقالاته وقصائد ه في الصحف و قد تمرس في كتابة الشعر حتى تمكن منه بجدارة . وفي دخول الفرنسيين الى سوريا يقول : :
أيها الســـــائل عن أربعنا
إنما الأربع صارت دمنــــــــــا
ليس في أفيائهـــــا غير فتى
واجف الأضلع يشــــــكو الزمنا
يرســـــــل الأدمع من أجفنه
فيســـــلي بالدمع الأجفنا
فمروج الشام تشكي ضيمهــــا
أين من يكشف عنها المحنـــــا؟.
.
وعند إنشاء كلية الآداب الأولى سنة ـ 1928 عين مدرساً فيها ووكيلاً لمديرها وألقى أروع المحاضرات عن الجاحظ والمتنبي ولكن تعينه لم يدم طويلا حيث فصل من وظيفته واغلقت المدرسة بعد مدة قصيرة لأسباب سياسية. فانصرف إلى المطالعة ونشر المقالات والقصائد في الصحف التي كان يغلب عليها الاتجاه الوطني وكانت قصائده اكثرها تدعو الى الثورة والتحرر من الاستعمار وفي موضوعات وطنية واشتهر برثاء كبار القادة العرب الذين توفوا خلال هذه الفترة ومنهم الشريف الحسين بن علي وابنه الملك فيصل الأول، وسعد زغلول،و فوزي الغزي، وأحمد كرد علي، واحمد شوقي،و حافظ ابراهيم وغيرهم كثير وفي قصيدته التي يرثي فيها الشريف الحسين بن علي (شريف مكة ) سنة ـ 1931 ـ يقول فيها :
يا ابن النبي وما الآذان سامعة
فهل تلبي زحوفاً أنت داعيها
لما رأيت قلوب العرب واجفة
من الشدائد ما تسجو سواجيها
وأهل جلق بالأعواد عالقة
أعناقهم وسيوف القوم تفريها
مبعثرون عن الأوطان تلحظهم
عين المنية ما تغفو غوافيها
وانقطع عن الوظيفة خمس عشرة سنة ثم التحق بعد جلاء الفرنسيين بالجامعة السورية حيث عيّن عميداً لكلية الآداب سنة\ 1948 وبقي فيها إحدى عشرة سنة أصدر في خلالها كتابه (دراسة الأغاني).
ونظر لكثرة مشاغله ظل معظم إنتاجه الأدبي مبعثراً غير مجموع. وكان قد نشر في عدد من الصحف والمجلات السورية بينها (القبس )و(الأيام) و(مجلة الحديث الحلبية )و(مجلة المجمع العلمي العربي) أروع مقالاته ثم صار عضواً في اتحاد الكتاب العرب ب (دمشق)، ثم اصبح مقرراً للجنة النشر بالمجلس الأعلى للآداب والفنون ب (القاهرة )، وبقي عميداً لكلية الآداب إلى عام 1958 حيث احيل الى التقاعد ثم آثر أن يظل رهين منتزهه في( بلودان) ينظم الشعر ويكتب المقالات حتى وفاته.
.
توفي الشاعر شفيق جبري عام\ 1980 سنة) عن عمر يناهز اثنتين وثمانين سنة ودفن في مقبرة باب حاكي الصغير بدمشق.

من صفاته كان قليل الضحك، وقليل الكلام، وكان غالباً عليه طابع الحزن وكان كذلك طول حياته، أما حزنه وكآبته فناشئة عن كآبة دخلت إلى قلبه وأما قلة كلامه فناشئة عن كثرة تفكيره وتأملاته وفي ذلك يقول.:
ناح الحمام على الغصو ن فهاج معتلج الشجون
فصبا إلى مضض الهوى وأنا صبوت إلى العيون
لكنه حبس الدمو ع وماج دمعي بالجفون

لذا اشتهر بحبه للعزلة وابتعاده عن مخالطة الناس لشعوره الرقيق فالكلمة النابية والنكتة الجارحة تؤذيه، حيث نشأ في ظل الحكم العثماني وعانى ويلات الحرب العالمية الأولى وما خلفته من مآس ودمار عايش مأساة إعدام العرب الأحرار على يد ( جمال السفاح ) في السادس من أيار عام\ 1916م و كما شهد معركة ( ميسلون ) حين اندفعت جحافل الجيوش الغادرة في 24 تموز 1920 وهي تصب حقدها الاعمى على مناضلي بلاد الشام فاثر كل ذلك في نفسيته .
كان شفيق شديد على اعداء وطنه والاستعمار الذي جثم على ابناء وطنه يسومهم بالذل الهوان ويأبى إلا ان يظل حراً أبياً يقول:

لكن (جلّق) في ازدحام خطوبها
جبارة بكهولها وشبابها
لم تستنم لأذى فإن هاجت بها
دهم الخطوب أوت إلى أقطابها
عركت عروبتها السنين فأقلقت
عبث السنين بحدها وبنابها
ظل العروبة وارف في( جلّق)
متمكن في أرضها وسحابها
.
فشعره الوطني ينزف دماً وحسرة على بلاد الشام وما أصابها من اذى وظلم في ظل الاســـتعمار الفرنسي الغاشم فكان شاعرنا دائماً يتطلع إلى انبثاق فجر الحرية والاستقلال فالشاعر يعيش مرارة المعاناة وكأن في عـينيه قذى منع عنه نعمـة الهــدوء والسكينة . فهـو محب لوطنه وعاشـق له ولا يرضى دون الثريا بديلاً عن وطنه ويستنهض المشاعر والهمم والعزائم لتفيق بلاده من كبوتها وتصحو من سباتهــا العميق وتنفض عنها غبار الهزيمة والاستسلام وتنجد هذا الوطن الغالي من براثن العدو الغاشم.فيقول:
فمروج الشام تشكو ضيمها
أين من يكشف عنها المحنا
أرقب الصبح وليلي سرمد
فأناجي في الليالي الدجنا
وانصراف العين عن رقدتها
في دياجي الليل يقذي الأعينا
وطني كيف أرجي بيعه
ذل من راح يبيع الوطنا
أيها الطامع في حوزته
لست أرضى بالثريا ثمنا
أيها القوم أفيقوا ويحكم
وثب الدهر فما هذا الونى
.
وشغف شفيق في شعر الغزل فكان يقوله بمرارة وحزن لأنه افتقد المرأة وحنانها في حياته ،فهو لم يتزوج ، وربما لأنه لم يتزوج ممن أحب في مطلع شبابه ،كما يقول بعض النقاد الا انه له وصف حسي في المرأة يقول :‏
وميض البرق من ثغرك فديت البرق والثغرا‏
وهذا الشعر من سحرك فمن علمك السحرا‏
يحار الدر في نحرك فضحت الدر والنحرا‏
فما أسماك في طهرك ملكت العـف والطهرا‏
فالقصائد الغزلية في شعر شفيق تؤشر طيبة المرأة هذه الطيبة التي تنبثق منها طيبة الحياة فهو قد عاش مأساة وجدانية فجعل المرأة عاملا ساميا وركيزة للحياة البشرية فهو اشبه بالقابض على الجمر .
.يقول :‏
-لولاك لم تطب الحياة وإنما‏
طيب الحياة يفيض من واديك‏
-هزي القريض فأنت من فرسانه‏
ما الشعر إلا من بشاشة فيك‏
أنت الحياة فما تزهو محاسنها‏
إلا إذا طاب للأحياء فزهاك‏
لكنه يبقى شاعر الوطنية أولاً والحب ثانياً .فالوطن محبة ،والله محبة والجمال محبة ،وما الحياة بلا حب امرأة الا سعير ولهيب فمن يحتمل السعير ؟!!!‏
.
من مؤلفاته:
المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس 1930،
الجاحظ معلم العقل والأدب 1932،
العناصر النفسية في سياسة العرب 1945،
بين البحر والصحراء 1946،
دراسة الأغاني 1951،
أبو الفرج الأصبهاني 1955،
أنا والشعر 1959،
أنا والنثر 1960،
أرض السحر 1962،
نوح العندليب (ديوان شعري نشر بعد وفاته) عام1984
.
كان شفيق جبري شاعر الشام بأصالته ومصداقيته وقد وهبه الله شاعرية مرهفة وقدرة فائقة على استلهام الألفاظ المختلفة والتراكيب الشعرية في صور شعرية رائعة ووهبه عاطفة متوهجة وصادقة وشعور وثاب متوقد للتطلع إلى بناء العمل الفني المتكامل فكان بحق شاعراً خالداً على مرّ الدهور والأزمنة.،لكنه يبقى شاعر الوطنية الحقة أولاً وشاعر الحب والجمال ثانياً .فالوطن عين المحبة ،والله روح المحبة والجمال اساس المحبة.
.
واختم بحثي قصيدته الرائعة(الجلاء) من شعر شفيق جبري وهي قصيدة طويلة ألقاها الشاعر على مدرج (جامعة دمشق) في نيسان \1946 تاريخ جلاء آخر جندي فرنسي عن سورية الحبيبة .والتي تعد من روائع الشعرالعربي يقول :

حلم على جنبات الشام ام عيد
لا الهم هم ولا التسهيد تسهيد

اتكذب العين و الرايات خافقة
ام تكذب الاذن و الدنيا اغاريد

ويل النماريد لا حسن ولا نبأ
الا ترى ما غدت تلك النماريد

كأ، كل فؤاد في جلائهم
نشوان قد لعبت فيه العناقيد

ملء العيون دموع من هناءتها
فالدمع در على الخدين منضود

لو جاء داوود و النعمى تضاحكنا
لهنأ الشام في المزمار داود

على النواقيس انغام مسبحة
وفي المأذن تسبيح وتحميد

لو ينشد الدهر في افراحنا ملاْت
جوانب الدهر في البشرى الاناشيد

********************
هذي بقاياك يا حطين بددها
لله ظل بارض الشام ممدود

ليت العيون صلاح الدين ناظرة
الى العدو الذي ترمي به البيد

اضرب بعينيك هل تلقى له اثراً
كانه شبح في الليل مطرود

ظن اجتياجك مأمونا فشرده
حدا السيوف وللااسياف تشريد

لم يبق غل على ربع تظلله
تشقى به اليد او تشقى به الجيد

اضحى رفاتك في امن وفي دعة
سيف العدو على الاحقاب مغمود

اين الاعاجم ما حلوا ولا رحلوا
كانهم حلم في الفجر مردود

من كان يحسب ان الشام يلفظهم
وان طيفهم في الشام مفقودد

تمكنوا من جبال الشام واعتصموا
فكل حصن على الاجيال مريد

فما حمتهم قلاع في مشارفها
ولا اظلم حشد وتجنيد

اين القلاع على الاطواد عانية
واين منها تهاويل وتهديد

ايحسبون بقصف الرعد مرعبة
قصيف وعندهم في السمع تغريد

فما القواذف بالنيران هادمة
حوضا تعهده قوم صناديد

ظل العروبة ان يغضب لوارفه
بغضب له الغر من عدنان و الصيد

**********************
يا يوم ايار و النيران ملهبة
على دمشق تلظها جلاميد

ذكرى شجونك ما تنفك ماثلة
لم يمح من هولها عيد وتعييد

هذي ضحاياك في الايام ابدة
وللضحايا على الايام تأييد

الطفل في المهد لم تهدأ مضاجعه
مروع من لهيب النار مكمود

تلفه امة ما بين اضلعها
وموقد النار مطراب وغريد

فقل لصحبك و الامواج تحملهم
هل الحضارة تذليل وتعبيد

*********************
يا نازحين ونار الجرح تاكلكم
وما لجرحكم برء وتضميد

تلك التقاليد القينا سلاسلها
الم تروا ما جنت تلك التقاليد

جنات عدن رتعتم في نواضرها
خليتموها ولا ماء ولا عود

للملك رهط ولستم من اراهطه
ضاعت بايديكم من المقاليد

هل انتدبتم الى تورطيد دولتكم
بالعنف هيهات ما في العنف توطيد

لا تستقيم مع التهديم مملكة
وانما الملك بنيان وتخليد

*************************
اغركم من شبابلا الشام يومهم
بميسلون وللايام تنكيد

جئتم حماهم فلم يملك جفونهم
غمض الليالي وهل تغفو المقاييد

ما نامت الشام عن ثأر تبيته
هيهات ما نومها في الثأر معهود

تكاد تفلت من اكفانها رمم
لتشهد الثأر يوم الثأر مشهود

لو استطاعت لهبت من مدافنها
تسعى الزرافات فيه و المواحيد

يا ميسلون وما الاحداث منسية
ذكرى تفيئها تلك الاماليد

هذي دماؤك ما تنفك دافقة
تجري بها حمى الوادي الاخاريد

من باب واديك هاج العلج ادمعنا
وبابك اليوم دون العلج مسدود

ثارت لك الشام لم اقهر مرابعها
شدائد غلغلت في جوها سود

وكلما بليت افواف غوطتها
عادت وفي الغوطة الغناء تجديد

خلت ملوك وارض الشام طاوية
تاج الملوك وتاج الشام معقود

*************************
يافتية الشام للعلياء ثورتكم
وما لايضيع مع العلياء مجهود

جدتم فسالت على الثورات انفسكم
علمتم الناس في الثورات ما الجود

بنيتم الملك من اشلاء عترتكم
يوطد الملك مهشوم ومحصود

تلكم قريش وانتم في ذؤابتها
توحي اليكم على الايام ان سودوا

و للعروبة في اظلالكم لجب
لها من الوحي و القرأن تأييد

ما في النعيم عن استقلالكم عوض
وكيف ينعم مغلول ومصفود

فان جمعتم شتات الامر بينكم
فالملك متسع الافياء موطود

ان لم يكن مضر الحواء سيدة
فما يقر عيون العرب تسويد

امير البيـــــــــــ ـــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــــدروز

*******************