تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 112

الموضوع: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (19)



    ثانيا : كتب الأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس

    المراد بالأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس، ما يدور على ألسنتهم ويتناقلون بينهم من الأقوال منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون بعض هذه الأحاديث صحيحاً أو حسناً، ولكن الكثير منها ضعيف أو موضوع أو لا أصل له، وبما أن انتشار مثل هذه الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة واشتهارها بين عامة المسلمين، يفسد على المسلمين دينهم، لاعتقادهم أنها مروية عن نبيهم، وبالتالي عملهم بمقتضاها وزعمهم أنه لا يصلح سواها، لذا قام كثير من العلماء المتخصصين بالحديث في أعصار متعاقبة بتصنيف كتب جمعوا فيها الأحاديث المشتهرة على الألسنة في تلك العصور، وبينوا صحيحها من سقيمها، وبينوا من رواها وخرجها من أصحاب المصنفات إن كان لها أصل. وذلك تحذيراً للناس من العمل بها والتأدب بأدبها إن كانت مكذوبة أو لا أصل لها.
    و (الشهرة) في هذه الأحاديث ليست هي الشهرة الاصطلاحية التي معناها أن يروى الحديث من ثلاث طرق أو أكثر وإنما المراد بها الشهرة اللغوية، أي انتشار هذه الأحاديث على ألسنة الناس ومعرفتها لدى عامتهم.
    وأكثر هذه المصنفات مرتب على نسق حروف المعجم، ومن هذه المصنفات(1):
    1-التذكرة في الأحاديث المشتهرة، لبدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي (-974هـ).
    2-الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي (-911م).
    3-اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة، مما ألفه الطبع، وليس له أصل في الشرع لابن حجر (-852هـ).
    4-المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لمحمد بن عبدالرحمن السخاوي (-902هـ).
    5-تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، لعبدالرحمن ابن علي بن الديبع الشيباني (-944هـ).
    6-البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير، لعبد الوهاب بن أحمد الشعراني (-973هـ).
    7-تسهيل السبيل إلى كشف الالتباس عما دار من الأحاديث بين الناس، لمحمد ابن أحمد الخليلي (-1057 هـ).
    8-إتقان ما يحسن من الأحاديث الدائرة على الألسن، لنجم الدين محمد بن محمد الغزي (-985هـ) جمع فيه بين كتاب الزركشي وكتاب السيوطي وكتاب السخاوي، وزيادات حسنة عليها.
    9-كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، لإسماعيل بن محمد العجلوني (-1162هـ).
    10-أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، لمحمد بن درويش الشهير بالحوت البيروتي (-1276 هـ) جمعها له ولده أبو زيد عبدالرحمن(2).
    وإليك تفصيل الكلام في كتابين من أهم هذه الكتب في بابهما :


    (1)
    تراجع أسماء هذه المصنفات في الرسالة المستطرفة ص 191-192 للكتاني، وتحذير المسلمين لمحمد البشير ظافر.
    (2) انظر : أصول التخريج ودراسة الأسانيد ص 60-61.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (20)




    كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة


    مؤلفه:


    هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الملقب بشمس الدين، السخاوي الأصل، القاهري المولد والنشأة، ولد في شهر ربيع الأول سنة (831هـ) إحدى وثلاثين وثمان مائة، وتوفي بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام في يوم الأحد من السنة الثانية بعد التسع مائة (902)(1).

    عدد الأحاديث:


    اشتمل الكتاب على ست وخمسين وثلاثة مائة بعد الألف (1356هـ).

    سبب تأليفه للكتاب:


    يذكر لنا المؤلف أن سبب تأليفه لكتابه هو سؤال بعض الأئمة من إخوانه أن يؤلف كتابًا يجمع لهم فيه الأحاديث المشتهرة على الألسنة، وأن يبين المعتبر منها.

    وقد قوى من عزمه، وشد من أزره ما ذكره من كثرة التنازع لنقل مالا يعلم في ديوان، مما لا يسلم عن كذب وبهتان، ونسبتهم إياه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- مع عدم خبرتهم بالمنقول، جازمين بإيراده، عازمين على إعادته وترداده، غافلين عن تخريجه(2).

    ترتيبه للكتاب:


    رتب المؤلف أحاديث الكتاب حسب حروف المعجم، فجعل الهمزة مع الهمزة، ثم الهمزة مع الباء، ثم الهمزة مع التاء، وهكذا إلى آخر الحروف، ثم بدأ بحرف الباء، وَمَرَّرَ حرف الباء مع حروف المعجم كلها، وهكذا في بقية الحروف.

    وإليك مثالاً على حرف الباء مثلا:

    حديث الباذنجان لما أكل له باطل لا أصل له

    حديث البقلاء ليس بثابت.

    حديث باكروا بالصدقة.

    حديث البتيرا.

    حديث البحر هو جهنم.

    حديث بخلاء أمتي الخياطون لم أقف عليه.

    حديث البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على.

    ويلاحظ مما سبق أنه لم يجعل للمحلي بأل عنواناً خاصاً به، أو ملحقا به في نهاية الحرف.



    وأحب أن أنبه الباحث إلى عدة نقاط منها:


    1- أنه عقد عنواناً خاصا لحرف (لا) اللام ألف، ناهية كانت أو نافية.

    2- لم يعقد عنواناً خاصاً لأحاديث النهي، ولم يذكرها ضمن حرف النون(3).

    3- لم يعقد فصلا خاصاً للشمائل، ولم يذكرها في حرف الكاف(4).



    طريقته في التخريج:

    بعد أن يذكر المؤلف النص مسبوقاً بلفظ حديث يذكر:-

    1- من أخرجه من الأئمة على وجه الإجمال دون التفصيل.

    2- يذكر اسم الصحابي، أو الصحابة الذين اشتركوا في نقل الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم-.

    3- يذكر غالباً الألفاظ التي جاء بها الحديث، وإذا كان للحديث سبب ذكره كذلك.

    4- إذا كان في أحد الأسانيد رجل ضعيف ذكره وبينه.

    5- يذكر الشواهد والمتابعات التي قد يتقوى بها الحديث.

    6- يذكر حكم الأئمة على الحديث، فإن خالف حكمه حكمهم نص على ذلك.

    وإليك مثالين فقط أوضح بهما ما ذكرت:

    المثال الأول:

    حديث (من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة) أحمد، والدارمي، والترمذي وقال حسن غريب، والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، والطبراني، وغيرهم من حديث أبي عبد الرحمن الحلبي عن أبي أيوب به مرفوعاً، وفي سنده ضعيف، وتصحيح الحاكم له على شرط مسلم منتقد، فيحي بن عبد الله راويه عن أبي عبد الرحمن لم يخرج له واحد من الشيخين، وأخرجه البيهقي في أواخر الشعب بسند آخر عنه فيه انقطاع، ولكن في الباب عن حريث بن سليم العذري عن أبيه في الدار قطني بسند فيه الواقدي، وعن عمر بن حصين عند الحاكم، وعن أبي موسى عند الدراقطني وعن على عند الحاكم وأبي داود في آخرين(5).

    المثال الثاني:

    حديث (موتو قبل أن تموتوا)(6) قال شيخنا – يعني الحافظ ابن حجر - أنه غير ثابت.

    طريقة التخريج من هذا الكتاب:

    إذا أردت أن تخرج حديثا اشتهر على ألسنة الناس مستعيناً بهذا الكتاب لتقف على موضعه في كتب السنة ورتبته – بضم الرء وسكون التاء وفتح الباء – عند علماء الحديث فيجب معرفة أول الحديث ثم تبحث عنه في موضعه، فإذا كان أوله همزة فابحث عنه في حرف الهمزة، فإن وقفت عليه وعرفت من أخرجه، فارجع إلى المراجع الأصلية في هذا،ثم تقول مثلا أخرجه البخاري في كتاب كذا، باب كذا، رقم كذا، جزء كذا، صفحة كذا، طبعة كذا، عن فلان.

    مميزات الكتاب:

    1- أنه خَرَّجَ من كتب كثيرة بعضها ما زال مخطوطاً إن لم يكن مفقوداً.

    2- أنه يوقف الباحث على الألفاظ التي جاء بها الحديث حين ذِكْرِهِ لمصادر التخريج.

    3- أنه حكم على الأحاديث فأراح الباحث، وأذهب عنه مشقة العناء.

    4- أنه ذكر الشواهد والمتابعات، مما يجعل الحكم على الأحاديث ميسوراً.

    عيوبه:

    1- لا يمكن الاستفادة من هذا الكتاب إلا لمن حفظ أول الحديث.

    2- إذا أراد الباحث أن يجمع أحاديث موضوع معين فلا يمكنه إلا بقراءة الأحاديث كلها، وهذا شاق عسر.

    3- أن الكتاب اقتصر على نوع معين من الأحاديث، وهي المشتهرة دون الباقي.

    وقد صحح الكتاب وعلق عليه الشيخ عبد الله محمد الصديق أحد علماء الأزهر الشريف، والقرويين، وقدم الكتاب وترجم لمؤلفه الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، وقام بنشر الكتاب مكتبة الخانجي بمصر، ومكتبة المثنى ببغداد(7).






    (1) الأعلام 6/194، الضوء اللامع 8/2- 32، الكواكب السائرة 1/53، شذرات 8/15.
    (2) مقدمة الكتاب ص 3، 4.
    (3) راجع الكتاب ص 141 - 450.
    (4) المرجع السابق ص 311 - 330.
    (5) المقاصد الحسنة ص 422.
    (6) المرجع السابق ص 439.
    (7) انظر: القول البديع ص 147-150.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (21)




    كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة

    مؤلفه:
    إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني العجلوني المولد. الدمشقي المنشأ والوفاة، ولد بعجلون سنة (1087) سبع وثمانين بعد الألف، وتوفي بدمشق سنة اثنتين وستين ومائة بعد الألف.
    عدد الأحاديث:
    اشتمل الكتاب على: (3281) إحدى وثمانون ومائتان وثلاثة آلاف(1).
    سبب تأليفه لكتابه:
    ذكر المؤلف سبب تأليفه لكتابه في مقدمته فقال: "إن من أعظم ما صنف في هذا الغرض، وأجمع ما ميز فيه السالم من العلة والمرض، الكتاب المسمى بالمقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لكنه مشتمل على طول يسوق الأسانيد التي ليس لها كبير فائدة إلا للعالم الحاوي، ومن ثَمَّ لخصته في هذا الكتاب"، ثم يقول في موضع آخر "كما أن الأحاديث المشتهرة على الألسنة قد كثرت فيها التصانيف، وقلما يخلو تصنيف منها عن فائدة لا توجد في غيره من التأليف، فأردت أن ألخص مما وقفت عليه منها مجموعا ًلتقر به أعين المنصفين، وليكون مرجعاً لي ولمن يرغب في تحصيل المهمات من المستفيدين"(2).
    ترتيبه للكتاب:
    رتب المؤلف كتابه حسب حروف المعجم كترتيب الأصل – المقاصد الحسنة -؛ ليكون أسهل في المراجعة، قال المؤلف: "ورتبته على حروف المعجم كاملة ليكون أسهل في المراجعة لنقله"(3).
    وأود هنا أن أسجل للقارئ عدة ملحوظات هي:
    1- أنه بدأ بحديث إنما الأعمال بالنيات تصحيحاً لنيته، وهذا صنيع كثير من المحدثين، ثم راعي الترتيب بعد ذلك.
    2- أنه راعي في الترتيب الكلمة الأولى دون الثانية، مما جعل الترتيب غير دقيق، ومثال ذلك.
    الحكمة عشرة.
    الحكمة ضالة المؤمن.
    فكان من الأولى تقديم حرف الضاد على العين، ولكنه قدم الحكمة عشرة أجزاء على الحكمة ضالة المؤمن(4).
    3- لم يجعل للمحلي بأل عنواناً خاصاً به، أو ملحقاً به في نهاية الحرف، ولكنه اعتبر الكلمة مجردة منه.
    4- أنه حينما مرر حرف الهمزة مع حروف الهجاء كلها ذكر ذلك صراحة فيقول بين قوسين (الهمزة مع الباء)، (الهمزة مع الجيم)، وهكذا إلا أنه أخل بذلك النسق في الهمزة مع التاء.
    5- أدرج شمائله - صلى الله عليه وسلم- ضمن حرف الكاف.
    6- أنه عقد عنواناً خاصاً لحرف (لا) لام ألف.
    مصادر الكتاب ورموزه:
    لقد اعتمد العجلوني على مصادر متعددة وكثيرة، أشار إلي بيان ما أكثر منها، وما لم يكثر منها، ذكرها باسمها، مصرحا بها في ثنايا الكتاب، وإليك بيان ما أكثر منها في التخريج مع ذكر رموزها:
    1- المقاصد الحسنة، وهو الكتاب الأصل الذي اعتمد عليه العجلوني ولخصه.
    2- اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة لابن حجر العسقلاني، وقد رمز إليه باللآلئ.
    3- تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، وقد أشار إليه بقوله (التمييز).
    4- الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للحافظ جلال الدين السيوطي.
    5- حلية الأولياء لأبي نعيم، وأشار إليه بقوله (أبو نعيم).
    6- صحيحي البخاري ومسلم، وأشار إليه بقوله (رواه الشيخان، أو اتفقا عليه، أو متفق عليه)، وإن كان في أحدهما قال رواه البخاري أو مسلم.
    7- مسند أحمد بن حنبل، وأشار إليه بقوله (أحمد).
    8- شعب الإيمان للبيهقي، وأشار إليه بقوله (رواه البيهقي).
    9- سنن الإمام أبو داود.
    10- سنن الإمام الترمذي.
    11- سنن الإمام النسائي.
    12- سنن ابن ماجه.
    وقد أشار إلى رواية هؤلاء الأربعة مجتمعة بقوله: (رواه الأربعة)، (وإذا قال رواه الستة) فالمراد به الصحيحان والسنن الأربع.
    13- إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن للشيخ نجم الدين الغزي، وأشار إليه بقوله (النجم).
    14- الأسرار المرفوعة في الأخبار المصنوعة لملا علي القاوي، وأشار إليه بقوله (قال القاوي).
    15- المشارق لحسن محمد الصغاني، وأشار إليه بقوله (قال الصغاني).
    هذه هي الكتب التي أكثر من ذكرها والعزو إليها، أما ما لم يكثر التخريج منها والعزو إليها فإنه يذكرها صراحة مصرحاً باسمها.
    ولا يظن القارئ أن جميع ما ذكر في الكتاب مشهوراً على الألسنة؛ بل فيه غير ذلك، قال المؤلف: " وربما تعرضت لحديث ليس من المشهورات لمناسبة أو غيرها من المقاصد الصحيحات"(5).
    طريقة التخريج من الكتاب:
    إذا أراد الباحث أن يكشف عن حديث اشتهر على ألسنة الناس، وأن يعرف مصادره الأصلية التي أخرجت الحديث بسنده مستعينا بكتاب (كشف الخفا ومزيل الإلباس) أن يتأكد من معرفة لفظ الحديث، وبخاصة طرفه الأول على الأقل؛ ليصل إلى الحديث المراد تخريجه.
    وبالمثال يتضح المقال:
    إذا أردت أن تخرج حديث (تبسمك في وجه أخيك صدقة) مثلاً، فعليك أن تأتي بحرف التاء مع الباء والسين، في الكتاب ج 1 ص 351 تجد الحديث مخرجا من كتب السنة هكذا: رواه الترمذي عن أبي ذر. وهذا تخريج إجمالي يحتاج إلى تفصيل وبيان. فتقول أخرجه الترمذي في كتاب كذا، باب كذا، رقم كذا، جزء كذا، صفحة كذا، عن فلان، طبعة كذا.
    والكتاب مطبوع في جزئين طبعة: مؤسسة الرسالة بتحقيق الأستاذ أحمد القلاش، وقد ألحق بالكتاب فهرسًا رتبه حسب الأبواب الفقهية؛ ليتم النفع به، وتكمل الاستفادة(6).
    (1) الأعلام 1/325، هدية العارفين 1/220. سلك الدرر 1/259، معجم المؤلفين 2/292.
    (2) كشف الخفا جـ 1 ص 8.
    (3) كشف الخفا 1/9.
    (4) كشف الخفا ص 435.
    (5) كشف الخفا 1/8.
    (6) انظر: القول البديع ص 152-153.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (22)


    ثالثاً: من طرق تخريج الحديث (عن طريق أول لفظة من متن الحديث)

    ثالثاً/ المفاتيح والفهارس العلمية:

    لقد انتشرت ظاهرة صنع الفهارس العلمية، التي تضمنت ترتيب الأحاديث على أوائل الكلمات، وقد شاع ذلك حتى أصبح صنع فهرس الأحاديث من تمام تحقيق الكتب الحديثية وغيرها من كتب العلوم الأخرى التي يستشهد أصحابها بالأحاديث، وحق لنا أن نصف هذا العصر بأنه (عصر الفهرسة)، وهذا فتح كبير قرب سبل الوصول إلى الحديث الذي نرغب تخريجه، ومن هذه الفهارس ما يلي:

    1- مفتاح الصحيحين: اشترك في وضعه كل من: محمد صادق إسماعيل، ومحمد حسن العقبي، وزكريا على يوسف، وهو مرتب على الأبجدية، يشير إلى الأجزاء والصفحات لطبعة الشعب، وطبعة استانبول.

    2- مفتاح الصحيحين: لمحمد الشريف بن مصطفى التوقادي، وقد رتب أحاديث البخاري ومسلم على حروف المعجم، ذاكراً الكتاب ورقم الباب، وقد أشار في مقدمته إلى الطبعات التي اعتمد عليها، فمن لم يكن لديه تلك الطبعات يمكنه الاستفادة بالإحالة على الكتاب.

    3- هداية الباري إلى ترتيب أحاديث صحيح البخاري، للسيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي، وقد رتب فيه أحاديث تجريد صحيح البخاري للزبيدي على حروف المعجم.

    4- دليل فهارس صحيح البخاري إعداد مصطفى بن علي البيومي.

    5- كشاف صحيح أبي عبد الله البخاري، وضعه مصطفى كامل وصفي بالترتيب الأبجدي للألفاظ، والموضوعات، وأسماء الأشخاص، والأعلام.

    6- دليل القاري إلى مواضع الحديث في صحيح البخاري، وضعه عبد الله بن محمد الغنيمان، فهرس فيه لأطراف الحديث أبجديًا، مع الإحالة للكتاب، والباب، والأرقام، والأجزاء، والصفحات لكتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر بتحقيق الأستاذ / محمد فؤاد عبد الباقي.

    7- فهارس صحيح البخاري، إعداد المكتب السلفي لتحقيق التراث بالقاهرة.

    8- فهارس صحيح مسلم لفؤاد عبد الباقي وقد وضعه في الجزء الخامس والأخير من الطبعة التي قام بتحقيقها، والجزء المشار إليه قد ضمنه ستة فهارس، منها فهرس الأحاديث القولية المشار إليه هنا.

    9- فهارس اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي إعداد وترتيب عبد الرحمن دمشقية.

    10- الفهرس العام لأحاديث سنن أبي داود لعبد المهيمن الطحان، وهو مرتب على أحاديث الهجاء، وهو يعتمد على الطبعة التي قام بتحقيقها عادل السيد، وعزت الدعاس، وقد طبع ملحقًا بتلك النسخة في الجزء الخامس.

    11- فهارس أحاديث وآثار سنن أبي داود، إعداد عبد الرحمن دمشقية.

    12- مفتاح المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود، وضعه مصطفى البيومي، وهو ضمن عدة فهارس شملت الجزء الحادي عشر والأخير من الكتاب، وهي على غرار فهارس صحيح مسلم التي وضعها محمد فؤاد عبد الباقي.

    13- مفتاح سنن الترمذي، وضعه عبد البر عباس، وراجعه عزت الدعاس، وهو ملحق بالطبعة التي حققها عزت عبيد الدعاس.

    14- فهرس سنن الترمذي على الطبعة التي حقق قسمًا منها أحمد شاكر، دار الكتب العلمية – بيروت.

    15- فهرس سنن النسائي الصغرى، وضعه عزت الدعاس، وهو يفهرس للطبعة التي حققها ورقم أحاديثها.

    16- مفتاح سنن ابن ماجه لمحمد فؤاد عبد الباقي وضعه آخر الطبعة التي حققها.

    17- معجم جامع الأصول من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- لابن الأثير، أعده ورتبه يوسف الشيخ محمد البقاعي في مجلدين كبيرين.

    18- مفتاح موطأ الإمام مالك، وضعه محمد فؤاد عبد الباقي، وهو ملحق بالطبعة التي حققها.

    19- فهرس أحاديث مسند أبي داود الطيالسي، وضعه يوسف عبد الرحمن المرعشلي، ووليد راشد الجبلاوي على حروف المعجم.

    20- ترتيب مسند أحمد بن حنبل على الحروف لابن كثير، وضم إليه زوائد الطبراني وأبي يعلى، وذكره السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ ص: 361.

    21- فهارس مسند الإمام أحمد إعداد مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بدمشق، إشراف إبراهيم الزيبق وآخرون، وقد طبع في خمسة مجلدات.

    22- مرشد المحتار إلى ما في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث والآثار، وضعه الأستاذ حمدي عبد المجيد السلفي.

    23- فهرس أحاديث مسند أبي يعلى الحنبلي، وضعه حسين سليم أسد محقق الكتاب.

    24- فهرس أحاديث المعجم الكبير للطبراني، وضعه آخر كل جزء محقق الكتاب حمدي عبد المجيد السلفي.

    25- فهارس المعجم الكبير للطبراني، إعداد عدنان عرعور، وقد طبع في ثلاثة مجلدات.

    26- فهرس المعجم الأوسط للطبراني، وضعه محقق الكتاب محمود الطحان.

    27- فهرس أحاديث معجم الطبراني الصغير، وضعه عبد العزيز بن محمد السدحان في جزء مستقل على حروف المعجم.

    28- الأطراف السنية لمجمع الزوائد والمطالب العالية، إعداد عمر بن غرامة العمروي، وهو مجلد كبير.

    29- فهارس كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي، إعداد أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول.

    30- فهرس أحاديث مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، وضعه يوسف المرعشلي وجماعة، وهو مرتب على الأحاديث ومسانيد الصحابة.

    31- فهرس أحاديث سنن الدار قطني، وضعه يوسف عبد الرحمن المرعشلي.

    32- فهرس أحاديث مسند الشهاب القضاعي، وضعه محقق الكتاب حمدي عبد المجيد السلفي بآخر الكتاب، ورتبه على حروف المعجم.

    33- فهرس أحاديث السنن الكبرى للبيهقي إعداد الدكتور/ يوسف عبد الرحمن المرعشلي.

    34- فهرس أحاديث مسند الفردوس بمأثور الخطاب، وضعه محقق الكتاب السعيد بن بسيوني زغلول.

    35- فهرس أحاديث الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، وضعه محقق الكتاب كمال يوسف الحوت.

    36- فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول للحكيم الترمذي أعده د/ يوسف عبد الرحمن المرعشلي.

    37- فهرس أحاديث مسند الإمام الشافعي بترتيب المحدث البارع محمد عابد السندي، أعده الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي.

    38- فهرس أحاديث صحيح ابن خزيمة، منشورات المكتب الإسلامي في بيروت.

    39- فهرس أحاديث الشفا للقاضي عياض، وضعه محققو الكتاب أسامة الرفاعي وجماعة، ورتبوا الأحاديث القولية على حروف المعجم.

    40- فهرس مصنف عبد الرزاق، إعداد المكتب الإسلامي للطباعة والنشر بيروت.

    41- فهرس أحاديث سنن الدارمي تأليف عبد الرحمن دمشقية، وميرفت فاخوري.

    42- فهرس أحاديث مصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة، إعداد أبي عبد الله محمود الحداد.

    43- فهارس مسند أبي عوانة، إعداد عبد الرحمن دمشقية.

    44- فهرس معاني الآثار للطحاوي، إعداد عبد الرحمن دمشقية وسليمان الحرش.

    45- فهرس أحاديث شرح السنة للبغوي، إشراف زهير الشاويش.

    46- فهارس كتب غريب الحديث للخطابي، والحربي، وابن قتيبة، إعداد نبيل بن يعقوب بن سلطان البصاره.

    47- فهرس غريب الحديث للهروي، إعداد الدكتور/ محمود ميرة.

    48- المرشد إلى كنز العمال، وهو فهرس أحاديث كنز العمال على حروف المعجم، وضعه نديم مرعشلي وابنه أسامة.

    49- المنهج الأسعد في ترتيب أحاديث مسند الإمام أحمد، معه الفتح الرباني للساعاتي، وشرح الحافظ أحمد شاكر، أعده عبد الله ناصر عبد الرشيد رحماني.

    50- فهارس كتاب جامع البيان، وكتاب التاريخ، وكتاب المنتخب، وجميعها للإمام الطبري، إعداد حسن محمود أبو هنية.

    وبهذا نستطيع أن نقول إنه قلما نجد كتابًا من كتب التراث امتدت إليه يد عالم أو باحث لتحقيقه ونشره إلا وقد حظي بهذا النوع من الفهرسة، حتى حق لنا أن نقول في أول البحث إن هذا العصر عصر الفهرسة لكتب السنة، أو كتب التراث عمومًا.

    ويؤخذ على هذا النوع من التصنيف أنه يهتم بترتيب الأحاديث القولية دون غيرها؛ لصعوبة ترتيب الفعلية على حروف الهجاء.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    جزاكم الله خيرا

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    واياكم شيخنا الحبيب
    نفع الله بكم وغفر الله لكم

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    جزاك الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله


    وإياكم
    بارك الله فيكم ونفع بكم


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله


    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (23)

    الطريقة الثانية من طرق التخريج

    تخريج الحديث عن طريق معرفة الراوي الأعلى للحديث
    علام تعتمد هذه الطريقة:
    تعتمد هذه الطريقة علي معرفة الراوي الأعلى للحديث، والراوي الأعلى للحديث قد يكون صحابيًا إذا كان الحديث متصلاً، وقد يكون تابعيًا إذا كان الحديث مرسلاً.
    فإذا عرف الباحث الراوي الأعلى للحديث بطريقة ما فإنه يمكنه استخدام هذه الطريقة في تخريج الحديث، ذلك أن المؤلفين علي هذه الطريقة رتبوا الأحاديث علي الراوي الأعلى، فوضعوا تحت كل صحابي أحاديثه، وتحت كل تابعي أحاديثه.
    أما إذا لم يكن الباحث علي معرفة بالراوي الأعلى للحديث فإنه لا يمكنه استخدام هذه الطريقة، وعليه أن يسلك طريقة أخري من طرق التخريج، نعم يمكنه إذا سـلك طريقة أخري وعرف منها الراوي الأعلى للحديث أن يعود إلي هذه الطريقة فينتفع بها، فإنها قريبة، وبها فوائد عديدة، ستتضح من خلال الحديث عن مصادرها.
    المصادر المعتمدة في هذه الطريقة:
    المصادر المستخدمة في هذه الطريقة علي نوعين:
    1 ـ المصادر الأصلية، وتشمل:
    أ ـ المسانيد.
    ب ـ المعاجم.
    2 ـ المصادر الفرعية، وتشمل:
    أ ـ كتب الأطراف.
    ب ـ كتب المجاميع (الجوامع).
    وسنتحدث في الصفحات التالية ـ إن شاء الله تعالي ـ عن هذه الأنواع بشيء من التفصيل حتى يتسنى للباحـث كيفية التخريج من المؤلفات أو المصنفات في هذا الشأن.

    أولا: المسانيد

    تعريفها:
    المسانيد: هي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي علي حدة، صحيحًا كان أو حسنًا أو ضعيفًا من غير نظر للأبواب.
    قال الخطيب في (الجامع 2 / 284): " ومنهم من يختار تخريجها علي المسند، وضم أحاديث كل واحد من الصحابة بعضها على بعض".
    وقد يطلق المسند علي الكتاب الذي جمع عددًا من الأحاديث، غير أنها ليست مرتبة علي الأسماء أو الحروف، وإنما مرتبة علي الأبواب الفقهية؛ وذلك لأنها مسندة ومرفوعة إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم-، مثل مسند بقي (بفتح الباء وكسر القاف، آخره ياء مشددة مكسورة) بن مخلد الأندلسي (ت 276 هـ).

    مرتبة المسانيد بين المصادر الحديثية:
    تعتبر المؤلفات علي المسانيد من جهة الثبوت وعدمه في المرتبة التالية للمصنفات علي الأبواب، قال الخطيب في الجامع (2/185): " ومما يتلوا الصحيحين: سنن أبي داود السجستاني، وأبي عبد الرحمن النسوي، وأبي عيسي الترمذي، وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، الذي شرط فيه علي نفسه إخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل إلي النبي - صلي الله عليه وسلم-، ثم كتب المسانيد الكبار". وذلك من أجل عناية أصحابها ـ في الغالب ـ بجمع مرويات كل صحابي دون النظر إلي الصحة وعدمها.
    كيفية ترتيب المسانيد:
    لقد اختلفت المناهج وتنوعت وجهات النظر في ترتيب المسانيد إلي ما يلي:
    1 ـ منهم من رتب الصحابة علي حروف الهجاء، وهذا أسهل تناولا.
    2 ـ ومنهم من رتبهم علي القبائل.
    3 ـ ومنهم من رتبهم بحسب السبق إلي الإسلام.
    4 ـ ومنهم من رتبهم بحسب الشرافة النسبية، وغير ذلك.
    وقد يقتصر في بعضها علي أحاديث صحابي واحد كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة، أو العشرة، أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر إلي غير ذلك.
    شرط أهل المسانيد في التأليف علي هذا النوع:
    1 ـ إفراد أحاديث كل صحابي علي حده.
    2 ـ إستقصاء جميع أحاديث كل صحابي، سواء رواه من يحتج به أو لا، فقصدهم حصر جميع ما روي عنه، ومن هنا ضعفت رتبتها عن السنن.
    3 ـ عدم النظر إلي الأبواب التي تلائم الحديث، حيث يجد الباحث حديثًا في الصلاة بجانب حديث في البيوع، وحديثًا في الزكاة بجانب حديث في الآداب، وهكذا.
    مميزات التأليف علي هذه الطريقة:
    1 ـ تجريد الأحاديث النبوية عن غيرها، وجمعهم كثيرا من متونها و أسانيدها المشتملة على تعدد الطرق.
    2ـ أن التأليف على هذه الطريقة سَهَّلَ لأهل القرن الثالث حفظ الحديث، وضبطه، ومذاكرته، ودرسه، حتى كان الواحد منهم يحفظ المسند الكبير كما يحفظ السورة من القرآن.
    3 ـ يمكن تخريج الحديث منه بسهولة ويسر، خاصة إذا كان الراوي مقلاً في الرواية، أما إذا كان من المكثرين فإن المخرج يحتاج إلي صبر وتأنٍ؛ ليصل إلي الحديث المراد تخريجه.
    4 ـ حصر الأحاديث التي رواها كل صحابي علي حده.
    5 ـ معرفة بلدان كثير من الصحابة، وأماكن نزولهم التي ارتحلوا إليها، وذلك كأن يقال مسند المكيين، أو الشاميين، أو البصريين إلي غير ذلك.
    عيوب التأليف علي هذه الطريقة:
    1 ـ أن المطلع علي المسانيد إذا لم يكن من أهل الفن المتضلعين فيه، الواقفين علي
    أحوال المتون والأسانيد، فإنه يتعذر عليه الوقوف علي درجة الحديث من الصحة، والضعف، والاحتجاج به من عدمه، إذ كل حديث في نظر المطلع يحتمل الصحة والضعف.
    2 ـ من طلب أحاديث موضوع معين فعليه أن يقلب صفحات الكتاب بأكمله، وهذا شاق على النفس وعسر عليها.
    3 ـ أن المخرج إذا أراد أن يخرج حديثا للمكثرين من الصحابة كأبي هريرة، وابن عمر، وعائشة، فإنه يحتاج إلي وقت طويل للعثور علي الحديث، وقد يمر عليه الحديث ولا يتنبه الباحث إليه؛ لطول القراءة، وتعبه الكبير، وجهده المضني.

    أهم المؤلفات في المسانيد:
    المسانيد من حيث أعدادها كثيرة، وقد حصرها الأئمة في العدد، فقالوا: بلغت المائة
    مسندًا، أو ربما زادت، وقد عدد الكتاني منها في الرسالة المستطرفة (46 ـ 59)
    اثنين وثمانين مسندًا، ثم قال: والمسانيد كثيرة سوي ما ذكرناه
    وأهم هذه المسانيد:
    1 ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، وهو الذي يراد عند إطلاق كلمة مسند، أما في غيره فتقال مقيدة.
    2 ـ مسند الحميدي: أبي بكر عبد الله بن الزبير (ت 219 هـ).
    3 ـ مسند أبي داود الطيالسي (204 هـ).
    4 ـ مسند أسد بن موسي الأموي (212 هـ).
    5 ـ مسند مسدد بن مسرهد الأسدي البصري (228 هـ).
    6 ـ مسند عبد بن حميد (249 هـ).
    7 ـ مسند أبي يعلي: أحمد بن علي بن المثني الموصلي (307 هـ).
    وسنتحدث في الصفحات التالية بشيء من التفصيل عن بعض هذه المسانيد.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (24)



    مسند الإمام أحمد (1-5)
    التعريف بالمؤلف:
    هو الإمام الجليل أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، واشتهر بنسبته إلي جده فقيل: أحمد بن حنبل.
    ولد سنة أربع وستين ومائة (164 ه-) وطلب العلم في مقتبل عمره حيث قال:
    " طلبت الحديث سنة تسع وسبعين ومائة".
    روي عن:عفان بن مسلم، ووكيع بن الجراح، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، ويحي بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم كثير من أجلة الشيوخ، وقد بلغ عدد شيوخ الإمام أحمد الذين روي عنهم في المسند: (292).
    وروي عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابناه عبد الله وصالح، وعلي بن المديني، ويحي بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، كما روي عنه بعض شيوخه كالشافعي، وابن مهدي، وعبد الرزاق، وروي عنه كثيرون غيرهم.
    ثناء العلماء عليه: أثني علي الإمام أحمد كثير من العلماء، فقال عنه الإمام الشافعي كما في تاريخ بغداد (4 / 419): " خرجت من بغداد، فما خلفت بها رجلا أفضل، ولا أعلم، ولا أفقه، ولا أتقي من أحمد بن حنبل".
    وقال أبو زرعة كما في الجرح والتعديل (1 / 296): "كان أحمد صاحب حفظ,
    وصاحب فقه، وصاحب معرفة، ما رأت عيناي مثل أحمد في العلم, والزهد, والفقه, والمعرفة, وكل خير".
    وقال ابن حبان في الثقات (8 / 18): " كان أحمد بن حنبل حافظًا متقنًا، ورعًا، فقيهًا، لازمًا للورع الخفي، مواظبًا علي العبادة الدائمة، به أغاث الله أمة محمد - صلي الله عليه وسلم- وذلك أنه ثبت في المحنة، وبذل نفسه لله - عز وجل- حتى ضرب بالسياط للقتل، فعصمه الله من الكفر، وجعله علمًا يقتدي به".
    وفاته: توفي - رحمه الله تعالي- سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة، عن سبع وسبعين سنة.
    التعريف بالكتاب:
    1 - اسم الكتاب: المسند؛ وذلك لأن أحاديثه مسندة، أي مروية بسند متصل إلي الرسول - صلي الله عليه وسلم-.
    2 - موضوعه: مرويات الإمام أحمد مرتبة علي مسانيد الصحابة - رضي الله عنهم-
    3 - مشتملاته:يشتمل المسند:
    أ - من حيث عدد المسانيد: ذكر العلامة محمد بن جابر الوادي آشي (ت 749 هـ ) في برنامجه (ص198): أن عدد مسانيد الإمام أحمد ستة عشر مسندًا، وقال الحافظ ابن حجر في المعجم المؤسس (2 / 32): "مسند أحمد يشتمل علي ثمانية عشر مسندا، وربما أضيف بعضها إلي بعض"، وذكر في (إطراف المسند المعتلي 1 / 172) أنها سبعة عشر مسندا، وبتوجيه ابن حجر السابق يجمع بين هذه الأقوال.
    وتلك الأرقام هي لأعداد المسانيد الرئيسة التي جعلها الإمام أحمد في مسنده كالكتب، وترجم بها كقوله - مثلاً -: (مسند بني هاشم)، والحقيقة أنه يدخل تحتها عدة مسانيد للصحابة، وربما اقتصر علي مرويات صحابي واحد فيها، إذا كان من المكثرين، ويترجم له بقوله: "حديث ابن عباس" - مثلا -(2)
    وأما عدد مسانيده من حيث التفصيل علي حسب ما أورده الحافظ علي بن الحسين ابن عساكر (ت 571 ه-) فهي: 1056 مسندا(1)
    ب - من حيث عدد أحاديثه: ذكر أهل العلم أن المسند يشتمل علي ثلاثين ألف حديث من غير المكرر، وبالمكرر علي أربعين ألف حديث، كما يشتمل علي ثلاث مئة حديث ثلاثية الإسناد.
    قال الحافظ أبو موسي المديني: " فأما عدد أحاديثه فلم أزل أسمع من أفواه الناس أنها أربعون ألفا، إلي أن قرأت علي أبي منصور بن زريق القزاز - بزايين - ببغداد قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال حدثنا ابن المنادي قال: لم يكن أحد في الدنيا أروي عن أبيه منه - يعني عبد الله بن أحمد بن حنبل -؛ لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفا، والتفسير وهو مائة وعشرون ألفا....الخ
    فلا أدري هل الذي ذكره ابن المنادي أراد به مالا مكرر فيه، أو أراد غيره مع المكرر، فيصلح القولان جميعًا.. الخ)(3)
    هذا ما ذكره أهل العلم، لكن عدد أحاديث المسند المطبوع أقل من ذلك، ويحتمل ذلك عدة أمور، منها:
    1 - كون النسخة المخطوطة المعتمد عليها في الطباعة ناقصة.
    2- ربما تم اعتبار مجموعة من الأحاديث حديثًا واحدًا، بينما هي أكثر من ذلك كمرويات النسخ.
    3- ربما لم يتم اعتبار المرويات التي يسوقها الإمام أحمد من أقوال التابعين ونحوهم في شرح الغريب، ونحو ذلك.(4)
    ج - من حيث نوع المرويات:يشتمل المسند علي المرفوع، وهو الغالب، وعلي قليل من المرسل، وقليل من الموقوف، وعلي المقطوع، وقد بوب الحافظ ابن حجر في كتابه إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي فقال: " فصل في الموقوفات غير ما تقدم"(5)، يعني غير ما تقدم من المرويات الموقوفة التي ذكرها في كتابه هذا، وبَوَّبَ أيضا في موضع آخر فقال: " ذكر ما وقع فيه من المراسيل والموقوفات بغير استيعاب"(6)، وأراد الحافظ ابن حجر بالموقوف عموم الأقوال التي رواها الإمام أحمد، ما عدا المرفوع والمرسل.

    (1) انظر: طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى للدكتور/ عبد العزيز اللحيدان ص31
    (2) انظر: ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند ص 171.
    (3) المصعد الأحمد (ص 32 - 33).
    (4) انظر: طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى ص 32.
    (5) (8 / 369).
    (6) (9 / 490).

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (25)



    مسند الإمام أحمد (2-5)






    4 - أقسام أحاديث المسند: قال العلامة الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي: (بتتبعي لأحاديث المسند وجدتها تنقسم إلى ستة أقسام:

    1 - قسم رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد -رحمهما الله- عن أبيه سماعًا منه، وهو المسمى بمسند الإمام أحمد، وهو كبير جدًا يزيد على ثلاثة أرباع الكتاب.


    2 - وقسم سمعه عبد الله من أبيه وغيره، وهو قليل جدًا.

    3 - وقسم رواه عبد الله عن غير أبيه، وهو المسمى عند المحدثين بزوائد عبد الله، وهو كثير بالنسبة للأقسام كلها عدا القسم الأول.

    4 - وقسم قرأه عبد الله على أبيه ولم يسمعه منه وهو قليل.

    5 - وقسم لم يقرأه، ولم يسمعه، ولكنه وجده في كتاب أبيه بخط يده، وهو قليل أيضا.

    6 - وقسم رواه الحافظ أبو بكر القطيعي عن غير عبد الله وأبيه - رحمهم الله - وهو أقل الجميع.(1)

    قال: فهذه ستة أقسام، تركت الأول والثاني منها بدون رمز، ورمزت للأقسام الباقية في أول كل حديث منها، فرمزت للقسم الثالث بحرف (ز)؛ إشارة إلى أنه من زوائد عبد الله بن الإمام - رحمهما الله -، ورمزت للقسم الرابع هكذا (قر)؛ إشارة إلى أن عبد الله قرأه على أبيه، ورمزت للقسم الخامس برمز (خط)، إشارة إلى أنه وجده في كتاب أبيه بخط يده، ورمزت للقسم السادس برمز (قط)، إشارة إلى أنه من زوائد القطيعي.

    قال: وكل هذه الأقسام من المسند إلا الثالث فإنه من زوائد عبد الله، والسادس فإنه من زوائد القطيعي)(2)



    5 - درجة أحاديث المسند: للعلماء في درجة أحاديث المسند أقوال هي:

    الأول: أن ما فيه من الأحاديث حجة.

    الثاني: أن فيه الصحيح، والضعيف، والواهي، فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه (الموضوعات) تسعة وعشرين حديثًا منه، وحكم عليها بالوضع، وزاد الحافظ العراقي عليه تسعة أحاديث، حكم عليها بالوضع، وجمعها في جزء.

    الثالث: أن فيه الصحيح، والضعيف الذي يقرب من الحسن.

    وقد جمع الشيخ أبو زهو بين هذه الآراء، فقال: (يمكن إرجاع القولين الأولين إلى القول الثالث، وبذلك لا يكون هناك خلاف في درجة أحاديث المسند، فمن حكم على بعض أحاديثه بالوضع نظر إلى ما زاده فيه أبو بكر القطيعي، وعبد الله بن الإمام أحمد.

    والقول بحجة ما فيه من الأحاديث لا ينافي القول بأن فيه الضعيف، فإن الضعيف فيه دائر بين الحسن لذاته والحسن لغيره، وكلاهما مما يحتج به عند العلماء)(3).

    وهذا وقد ألف الحافظ ابن حجر جزءًا سماه: (القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد)، وذكر فيه الأحاديث الموضوعة والواهية التي انتقدت في مسند الإمام أحمد، وأجاب عنها، ولكن لا تخلو إجابته في بعض المواضع من نظر، إذ حسن أحاديث كان قد حكم عليها بالوضع بعض الأئمة، وليس أدل على هذا مما قاله الحافظ ابن حجر في كتابه: (تعجيل المنفعة): (ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة، منها: حديث عبد الرحمن بن عوف أنه يدخل الجنة حبوًا، والاعتذار عنه أنه مما أمر أحمد بالضرب عليه فترك سهوًا)، ومع هذا فقد حاول الحافظ نفي الوضع عنه.









    (1) وإنما يدرك التمييز بينها بالنظر في الأسانيد، فكل حديث يقال في أول سنده: حدثنا عبد الله حدثني أبي فهو من المسند، وكل حديث يقال في أول سنده: حدثنا عبد الله حدثنا فلان - بغير لفظ أبي - فهو من زوائد عبد الله، وكل حديث يقال في أوله: حدثنا فلان - غير عبد الله وأبيه - فهو من زوائد القطيعي.
    (2) الفتح الرباني (1 / 21، 22).
    (3) الحديث والمحدثون ص 375.







    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (26)



    مسند الإمام أحمد (3-5)






    6 - طريقة ترتيب المسند: رتب الإمام أحمد أحاديث كتابه على مسانيد الصحابة،
    وقسمها بضعة عشر مسندًا من المسانيد أو مجامع المسانيد الرئيسة، وقد عدَّها العلامة محمد بن جابر الوادي آشي، فقال:(مسند الإمام أبي عبد الله: أحمد بن حنبل المشتمل على ستة عشر مسندًا: الأول: مسند العباس وبنيه، الثاني: مسند أهل البيت، وهم العشرة، الثالث: مسند ابن عباس وحده، الرابع: مسند أبي هريرة، الخامس: مسند ابن مسعود، السادس: مسند ابن عمر، السابع: لجابر بن عبد الله، الثامن: لأنس بن مالك، التاسع: لعمرو بن العاص، وأبي سعيد الخدري معًا، العاشر: لعائشة، الحادي عشر: للمدنيين والمكيين، الثاني عشر: للشاميين، الثالث عشر: للبصريين، الرابع عشر: للكوفيين، الخامس عشر: للأنصار، السادس عشر: مسند النساء)(1).
    وعدَّها الحافظ ابن حجر، فقال: (هذه أسماء المسانيد التي اشتمل عليها أصل المسند: مسند: العشرة وما معه، ومسند: أهل البيت، وفيه: العباس وبنيه، ومسند: عبد الله بن عباس، ومسند: ابن مسعود، ومسند: أبي هريرة، ومسند: عبد الله بن عمر، ومسند: جابر، ومسند: الأنصار، ومسند: المكيين والمدنيين، ومسند: الكوفيين، ومسند: البصريين، ومسند: الشاميين، ومسند: عائشة، ومسند: النساء)(2)، وعدَّدَ ما ذكر ابن حجر هنا (17) مسندًا، وذكر الحافظ في موضع آخر أنه اشتمل علي ثمانية عشر مسندًا، وقال: (ربما أضيف بعضها إلي بعض)(3)، وبهذا يوجه الاختلاف في عدد المسانيد الرئيسة في الكتاب، لكن يظهر فيه الاختلاف في ترتيب هذه المسانيد، فالوادي آشي بدأ بسند العباس وبنيه، وابن حجر بدأ بالعشرة، وهو يوافق المطبوع، بينما لم يزد ذكر العشرة المبشرين بالجنة في وصف الوادي آشي إلا قوله في الثاني: (مسند أهل البيت، وهم العشرة)، والعشرة غير أهل البيت، فلعله أضافهم هنا كما أشار ابن حجر، ومن المعلوم أن الإمام أحمد توفي قبل تهذيبه وترتيبه؛ وإنما قرأه لأهل بيته قبل ذلك خوفًا من العوائق العارضة، وقد أجاب الإمام ابن عساكر بهذا (4).
    ومن خلال ما سبق يتبين:
    1 - أن المسند مقسم إلى عدة مسانيد رئيسة، وهي التي ترجم لها غالبًا بقوله مثلا: (مسند العشرة وما معه، ومسند أهل البيت) وهي تشتمل علي مجموعة من مرويات عدد من الصحابة، وقد بَوَّبَ أيضا علي مرويات صحابي واحد بقوله: (مسند)، مثل: (مسند عبد الله بن عباس، ومسند ابن مسعود، ومسند أبي هريرة)، ويلحظ أن هؤلاء الذين أفردهم بهذا التبويب من المكثرين في الغالب، وفي المسانيد التي يترجم بها ويبوب وهي جامعة كقوله: (مسند العشرة)، يفصل مرويات كل صحابي علي حدة، ويبوب عليها بقوله (حديث أبي، وحديث عمر بن الخطاب).
    2 - بدأ مسند الرجال بالعشرة المبشرين بالجنة، وقدم حديث الأربعة الخلفاء، ثم رتب البقية بعد ذلك بحسب البلدان، مثل قوله: مسند البصريين، ومسند المكيين، ومسند المدنيين، ومسند الكوفيين، أو بحسب القبائل، وأهل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، والأنصار، وغير ذلك، وربما كررت مرويات الصحابي في أكثر من موضع، تارة باعتبار بلده، وتارة باعتبار قبيلته، أو أسبقيته في الإسلام، ومن ذلك أنه أخرج مرويات (حارث بن أقيش) في مسند الأنصار، ثم أخرجها في مسند الشاميين، وكذا (حارث بن زياد الأنصاري)، أخرج له في موضعين: مسند المكيين، ومسند الشاميين، وقد رتب ابنه عبد الله مسانيد المقلين، قال الحافظ ابن حجر: (لم يرتب - يعني الإمام أحمد - مسانيد المقلين، فرتبها ولده عبد الله، فوقع منه إغفال كبير من جعل المدني في الشامي، ونحو ذلك)(5).
    وأما مرويات النساء فقد فرقت في المطبوع من المسند في عدة مواضع، وجمعت مرويات أكثرهن في أواخر المسند متتابعة، وقدم: حديث عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها-، ثم: حديث فاطمة - رضي الله عنها- بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، إلي بقية أحاديث أمهات المؤمنين، وبقية النساء - رضوان الله عليهن-، وترجم لأحاديث المبهمات من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- في مواضع أخرى، مثل قوله: (حديث بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم-).
    3 - ترجم أيضا لمسانيد المبهمين والمبهمات من الصحابة - رضوان الله عليهم-، بحسب ما جاء في الرواية،: (حديث رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-).
    4 - في آخر المسند بعد مرويات النساء، أخرج مرويات أربعة من الصحابة، حيث ترجم لأولهم، فقال: (حديث صفوان بن أمية - رضي الله عنه-)، ثم: (حديث أبي بكر بن زهير الثقفي - رضي الله عنه-)، ثم: (حديث والد بعجة بن عبد الله - رضي الله عنه-)، ثم: (حديث شداد بن الهاد - رضي الله عنه-)، وبه ختم المسند المطبوع، وأحاديث صفوان جاءت في موضع آخر، وكذا أبو بكر بن أبي زهير، وشداد بن الهاد.(6)

    7 - كيفية تخريج الحديث من المسند: إذا أردت أن تخرج حديثًا من المسند فعليك باتباع الخطوات التالية:
    1 - معرفة الراوي الأعلى للحديث المراد تخريجه، لأنه لا يمكن التخريج إلا بعرفة الراوي الأعلى.
    2 - أن تحدد في أي الأجزاء، وفي أي الصفحات تبدأ أحاديث هذا الصحابي، ويساعدك في معرفة الجزء والصحيفة الفهارس الموجودة في أول الجزء الأول - والتي وضعها الشيخ الألباني - أو الموجودة في آخر كل جزء، فإنها تذكر لك الصحابي، ثم تحدد الجزء الذي توجد فيه مروياته، وبيان رقم الصحيفة الذي تبدأ منه أحاديثه.
    3 - بعد أن تعرف رقم الجزء ورقم الصحيفة اطلب الجزء المراد، ثم علي رقم الصحيفة.
    4 - إذا كان راوي الحديث من المقلين في الرواية فاقرأ أحاديثه كلها؛ لتصل إلى حديثك المراد تخريجه، أما إذا كان راوي الحديث من المكثرين فعلى الباحث أن تهدأ نفسه، وأن تثبت يداه وقدماه أمام صاحب هذا المسند الكبير؛ للوقوف علي الحديث، ويساعدك في الوقوف علي الجزء والصحيفة - خاصة في المكثرين للرواية- (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، وسيأتي الحديث عنه في الطرق اللاحقة)، فإنه يذكر الجزء والصحيفة.





    (1) برنامجه ص 198.
    (2) إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي (1 /173).
    (3) المجمع المؤسس (2 / 32).
    (4) ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند ص 33.
    (5) المعجم المؤسس (1 / 199).
    (6) انظر: تخريج الحديث بحسب الراوي الأعلى ص 37 - 40.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (27)



    مسند الإمام أحمد (4-5)



    8 - أهم مميزات المسند:

    1 - يعتبر مسند الإمام أحمد من المصادر الحديثية المسندة، ولذلك أثره في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا.

    2 - يعد من أنقى المسانيد، حيث إن الإمام أحمد انتخبه من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديث، كما ذكر الإمام أحمد نفسه (1)، ويقول الحافظ ابن حجر: (لا يشك منصف أن مسنده أنقى أحاديث، وأتقن رجالاً من غيره، وهـذا يدل على أنه انتخبه)(2).

    3 - يعتبر من الموسوعات الحديثية الجامعة المسندة؛ لأنه احتوي غالب المرويات، وأصولها الثابتة، فلا يكاد يوجد حديث صحيح إلا وهو فيه بنصه، أو أصله، أو نظيره، أو شاهده(3)، ويقول ابن الجوزي: (ما من حديث غالبًا إلا وله أصل في هذا المسند)(4)، ويقول الحافظ ابن كثير: (يوجد في مسند الإمام أحمد من الأسانيد والمتون شيء كثير مما يوازى كثيرًا من أحاديث مسلم؛ بل والبخاري أيضا، وليست عندهما، ولا عند أحدهما، بل لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الأربعة)(5).




    9 - رواية المسند: المسند من رواية أبي بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي (ت 368 هـ) عن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (290 هـ) عن أبيه.



    10 - جهود العلماء في العناية بالمسند: لقد عني العلماء بالمسند عناية كبيرة؛ لما له من أهمية كبيرة، ومنزلة عظيمة، وقد تمحورت هذه الأهمية في الآتي:

    أ - ترتيبه كترتيب كتب الأطراف:

    - رتبه علي معجم الصحابة والرواة عنهم، كترتيب كتب الأطراف، الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت.

    - ثم أخذ الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير كتاب المسند بترتيب ابن المحب الصامت، وضم إليه الكتب الستة، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، ومعجم الطبراني الكبير، ورتبها جميعًا على نفس ترتيب ابن المحب للمسند، وسماه (جامع المسانيد والسنن).

    قال ابن الجزري: (... وجهد نفسه كثيرًا وتعب فيه تعبًا عظيمًا، فجاء لا نظير له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله؛ لأنه عوجل بكف بصره، وقال لي: رحمه الله تعالى - لا زلت أكتب فيه في الليل والسراج ينونص - يعني يضعف - حتى ذهب بصري معه، ولعل الله أن يقيض له من يكمله مع أنه سهل، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة - رضي الله عنه-)(6).

    - ورتبه على الأطراف أيضا الحافظ ابن حجر، وسماه: (إطراف المسند - بكسر النون وضم الميم - المعتلي بأطراف المسند الحنبلي) ثم ضمه أيضا مع الكتب العشرة في كتابه (إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة).

    ب - ترتيبه علي الكتب والأبواب الفقهية:

    - رتبه على الكتب والأبواب الفقهية الشيخ العلامة أحمد بن عبد الرحمن البنا، الشهير بالساعاتي، وسماه: (الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني)، غير أنه اقتصر علي جزء من إسناد الحديث مع تمام متنه، ثم عاد وشرحه، وخرج أحاديثه في كتاب سماه (بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني)، لكن المنية عاجلته قبل إتمامه، فأتمه الشيخ الدكتور/ محمد عبد الوهاب البحيري، وقد طبع الكتابان معا في أربعة وعشرين جزءًا.

    - ورتبه علي نفس ترتيب الفتح الرباني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عثمان القرعاوي، غير أنه استوعب الأسانيد وطرق الحديث كلها في المسند، وسمى كتابه (المحصل لمسند الإمام أحمد بن حنبل)، قال في أوله: (وطريقتي في ذلك هي أني أذكر الترجمة (كباب في معرفة حق الله تبارك وتعالى.....) وبعدها أجعل لكل صحابي رقمًا، مبتدئا برقم واحد (1)، وبجانب الرقم أذكر اسم الصحابي، ثم اذكر حديثه، واجعل لهذا الحديث ولطرقه أرقامًا من الجانب الأيمن على التسلسل، تبين عدد طرقه، إلا أن تكرر ذكر الحديث فيما سبق فإني أشير إلي أنه قد تكرر في قولي: ((قال مقيده عفا الله عنه...)) وقد جعلت قبل هذا الرقم رقمًا يشير إلي تعداد أحاديث المحصل كاملاً، من أوله إلي آخره، مبتدئًا برقم (1)، ومنتهيًا برقم (29258).








    (1) انظر: خصائص المسند لأبي موسي المديني ص 21.
    (2) النكت علي كتاب ابن الصلاح ص149.
    (3) انظر للفائدة في هذا الباب: كتاب الفروسية لابن القيم ص 69.
    (4) المصعد الأحمد (1 / 31).
    (5) اختصار علوم الحديث ص 27.
    (6) الفتح الرباني (1 / 8).



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (28)



    مسند الإمام أحمد (5-5)







    ج - تحقيقه تحقيقًا علميًا:


    - قام الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر بتحقيق المسند، فحقق النص، وقابله علي نسخ خطية، ورقم الأحاديث، وخرجها، وتكلم علي أحوال رواتها، وحكم عليها، ووضع فهارس علمية دقيقة في آخر كل مجلد، لكن المنية عاجلته قبل أن يتمه، والمطبوع منه إلي مسند أبي هريرة -رضي الله عنه- في سبعة عشر مجلدًا، وقد شرع الشيخ الدكتور/ الحسيني هاشم في إتمام ما بدأ به الشيخ أحمد شاكر، إلا أن المنية عاجلته أيضا قبل إتمامه، لكن أتمه من بعد الجزء الذي انتهي إليه الشيخ شاكر الأستاذ حمزة الزين، وطبع كاملاً في عشرين مجلدًا.


    - قام جلة من الباحثين في الدراسات العليا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة بتحقيق المسند كاملاً - وذلك ضمن رسائل الماجستير والدكتوراه - فخرجوا أحاديثه، وترجموا لرواته، وشرحوا غريبه، وعلقوا علي بعض أحاديثه، وهذا العمل مع شموله واستيعابه لا زال قيد المخطوطات بمكتبة كلية أصول الدين بالقاهرة.

    - قام الشيخ العلامة شعيب الأرنؤوط مع مجموعة من العلماء بتحقيق المسند، وتخريج أحاديثه، والتعليق عليه، وقد قامت بطباعة هذا العمل مؤسسة الرسالة ببيروت في خمسين مجلدا، وأشرف علي إصدارها معالي الدكتور/ عبد الله بن عبد المحسن التركي، وقد تميزت هذه الطبعة بالعناية الفائقة في تحقيق النص علي عدة نسخ خطية، وتجنبت كثيرًا من التصحيفات التي وقعت في الطبعات السابقة، كما تمم كثيرًا من المواضع الساقطة من المسانيد في الكتاب، مع تخريج الأحاديث تخريجًا شاملاً، وإعداد فهارس متنوعة.


    د - ترتيب أطراف الأحاديث علي أوائل ألفاظ المتون بحسب حروف الهجاء :


    مثل :

    1 - فهرس أحاديث مسند الإمام أحمد بن حنبل، إعداد أبي هاجر : محمد السعيد بن بسيوني زغلول.

    2 - مرشد المحتار إلي ما في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث والآثار، لحمدي عبد المجيد السلفي.

    3 - المنهج الأسعد في ترتيب أحاديث مسند الإمام أحمد (ومعه الفتح الرباني، وشرح العلامة أحمد شاكر علي المسند) إعداد عبد الله ناصر رحماني.


    هـ - ترتيب أسماء الصحابة المخرج حديثهم بحسب حروف الهجاء : كما في:


    1 - ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن عساكر (ت 571 هـ).


    2 - فهرس العلامة محمد ناصر الدين الألباني، لأسماء الصحابة الذين أخرج الإمام أحمد حديثهم.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (29)



    مسند الحميدي (1-2)



    التعريف بالمؤلف:

    هو أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسي، واشتهر بالحميدي.

    روى عن: سفيان بن عيينة وأكثر عنه حتى قيل إنه يحفظ عنه عشرة آلاف حديث، كما روى عن شيخه وكيع بن الجراح وغيرهم.


    وروى عنه: الإمام البخاري، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم.

    قال عنه الإمام أحمد: (الحميدي عندنا إمام)، وقال أبو حاتم الرازي: (أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة، وهو ثقة إمام)

    توفي سنة (219 هـ)(1).



    التعريف بمسنده:

    أولا:اسم الكتاب: مسند الحميدي.

    ثانيا: موضوعه:مرويات الإمام الحميدي عن شيخه سفيان بن عيينة - في الغالب - مرتبة على مسانيد الصحابة، ومعلة.

    ثالثا: مشتملاته:

    - روى الحميدي بإسناده عن (182)(2) صحابيًا، ولم يخرج أحاديث طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه-، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

    - عدد أحاديث الكتاب علي حسب ترقيم محققه (حبيب الرحمن الأعظمي) ((1300))، واستدرك أيضا: حديثًا وجده في بعض النسخ، ونبه إليه، وهذا العدد بالمكرر، والذي يظهر أن المحقق حدثت له بعض الأوهام في ترقيمه، وترك بعض الأسانيد بدون عد، مع أنه رقم أمثالها، وقد فاته (68) حديثًا وإسنادًا لم يرقمها، فاستدرك بعضها علي نفسه بعد نهاية الترقيم، مثل صنيعه عند حديث (195) حيث وضع بعده (195 / 1، 195 / 2) وربما أراد بذلك المكرر، لكنه ترك أشياء من هذا القبيل (3)، وعلى ذلك فعدد أحاديثه - بإطراح زيادة أبي علي بن الصواف - (1368) حديثًا.

    - تضمن مسند الحميدي زيادة لأبي علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف (ت 359 هـ) وهو الراوي عن تلميذ الإمام الحميدي بشر بن موسي الأسدي، وهذه الزيادة في أحاديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-.

    - اشتمل مسند الحميدي بخاصة علي مرويات شيخه سفيان بن عيينة وعللها، واختلاف الرواة فيها، وليس ببعيد القول بأن هذا الكتاب أفرده الحميدي لترتيب مرويات شيخه المذكور علي مسانيد الصحابة، حيث إن غالب مروياته في هذا المسند عن شيخه سفيان، وأما مروياته فيه عن غيره، فعددها (48) حديثًا، وهي قليلة بالنسبة لمجموع مرويات الكتاب، وهي (1368) حديثًا علي الصواب في عددها، كما سبق، فتصبح نسبتها أقل من (4 %).

    ويتنبه إلي أنه قرن سفيان بغيره في أربعة أحاديث منها، كما أن مجموعة من هذه الأحاديث ساقها الحميدي أثناء بيانه لعلل أحاديث شيخه سفيان بن عيينة، فكأنه ذكرها تبعًا، ويحتمل أيضا أن اسم سفيان سقط من الإسناد في بعضها.

    - اشتمل مسند الحميدي علي المرفوع وهو غالب الكتاب، وعلي قليل من المرسل، والموقوف، والمقطوع.

    - اشتمل مسند الحميدي علي الأسانيد العالية، فعدد الأحاديث الثلاثية (139) حديثًا، وهذه نسبة عالية بالنسبة لعدد أحاديث الكتاب، وذلك إذا قورن هذا العدد مع عدد الأحاديث الثلاثية في كتب السنة الأخرى، كما أن عدد الأحاديث الرباعية قد تصل إلى (75 %) من أحاديث المسند(4).

    - اشتمل المسند أيضا علي بعض أقوال الحميدي نفسه كبيانه لأحاديث لم يسمعها من سفيان بن عيينة، وتسميته لرجل في الإسناد، وشرحه لبعض الألفاظ الغريبة، وبعض اختياراته، وعلي سؤالاته لشيخه سفيان بن عيينة وذكر شيء من أحواله

    وأقواله، وهي كثيرة، وفيها ما يتعلق بالسماع والعلل، وشرح الغريب، والفقه.(5)







    (1) انظر: تهذيب الكمال (14 / 513)، الجرح والتعديل (5 / 57)، سير أعلام النبلاء (10 / 620).
    (2) يوجد حديث واحد للصنابحي الأحمسي - رضي الله عنه - في آخر أحاديث جندب البجلي - رضي الله عنه - انظر المسند (2 / 343)، ويوجد حديث واحد لعبد الله بن أرقم - رضي الله عنه - بعد حديث مسلمة الفهري - رضي الله عنه. انظر المسند (2 / 385)، وهذان المسندان لم يوضع لهما عنوان مستقل كبقية مسانيد الصحابة، لذلك ظن بعض من كتب عن الكتاب أن عدد الصحابة في مسند الحميدي هو: ثمانون ومائة صحابيا.
    (3) انظر: (عقب ح 1، 17، 87، 105، 143، 217، 219، 227، 233، 243، 251، 254، 259، 289 وغيرها).
    (4) انظر: الإمام الحميدي وكتابه المسند ص 87، 88.
    (5) انظر: طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى للدكتور/ عبد العزيز اللحيدان ص 20 - 24.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (30)




    مسند الحميدي (2-2)

    رابعا: طريقة ترتيبه.

    1- رتب الإمام الحميدي المرويات بحسب مسانيد الصحابة، وربما روى في مسند صحابي حديث صحابي آخر، لتعلق ذلك بالمتن ، أو بقصة في الإسناد ، ولم يذكر في مسانيد كثير من الصحابة الذين أخرج لهم ، إلا حديثا أو حديثين ، وكذا اقتصر في المكثرين منهم على مجموعة أحاديث ليست بكثيرة بالنسبة لعدد مروياتهم المعروفة ، والذي يظهر أنه إما خص كتابه هذا بمرويات سفيان بن عيينة لهم ، أو أنه انتقى ما أورده من مرويات ابن عيينة ، بدليل قول الإمام الشافعي : إن الحميدي يحفظ لسفيان عشرة آلاف حديث .

    2 - رتب أحاديث المكثرين من الصحابة على أبواب الفقه في الغالب ، وهذا يظهر من سرده للأحاديث في مسند الصحابي ، ومن ذلك صنيعه في مسند عائشة - رضي الله عنها-، حيث بدأ بأحاديث الوضوء، ثم بوب بأحاديث الصلاة ، وأحاديث الصيام، والحج ، والجنائز ، والأقضية ، وكذلك صنع في مسند ابن عباس، وأبي هريرة - رضي الله عنهما-.

    3 - بدأ مسانيد الرجال بالعشرة المبشرين بالجنة، إلا طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه- فلم يذكره، ولعله لم يظفر برواية من طريقه، أو لم يظفر بذلك من مرويات شيخه سفيان بن عيينة لأحاديث طلحة - رضي الله عنه-، ثم ساق بعد ذلك بقية مسانيد الصحابة من غير استيعاب، وجمع مسانيد الصحابيات - رضوان الله عليهن- في موضع في أثناء أوائل مسانيد الرجال، وابتدأها بأحاديث أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن-، وقدم عائشة - رضي الله عنها-، ثم بقية النساء من غير استيعاب .

    خامسا : أهم مميزاته .

    يختص مسند الحميدي بميزات مهمة ، أبرزها :

    أ - يعتبر من مصادر السنة المسندة الأصيلة؛ لأن الحميدي يروى فيه بإسناده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولذلك أثره في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا .

    ب - يعد من مظان الإسناد العالي؛ لتقدم وفاة الحميدي .

    ج - جمعه مرويات شيخه سفيان بن عيينة ، مع بيان عللها، واختلاف الرواة فيها .

    د - تضمنه سؤالاته لشيخه سفيان بن عيينة، وبيان أقواله، وأحواله في الرواية وما يتعلق بها .

    هـ - ترتيب أحاديث المكثرين من الصحابة على الأبواب .

    و - العناية البالغة ببيان زيادات الرواة - في مرويات سفيان بن عيينة - وفصل المدرج من المرفوع، وسياق المتون المطولة، وقصص الإسناد والمتن - وهي تتضمن الموقوف وغيره - والعناية بسماع المدلسين .

    ز - ترتيبه الأحاديث بعدة اعتبارات مجتمعة، فهو:

    * مفرد بمرويات سفيان بن عيينة شيخ الحميدي ، فيدخل ضمن المؤلفات المختصة بالترتيب على الراوي الأدنى .

    * كما أنه رتب هذه المرويات على الصحابة، فيلحق بالمؤلفات المرتبة على الراوي الأعلى .

    * ورتب مرويات مكثري الصحابة على الأبواب، فيشار إليه فيما رتب على الأبواب .(1)



    سادسا : رواة المسند .

    لمسند الإمام الحميدي روايتان ، هما :

    الرواية الأولي :رواية أبي علي بن أحمد الصواف ، عن بشر بن موسى الأسدي ، عن الإمام الحميدي، وهذه الرواية هي التي وصلت إلينا ، وقد ترجم محقق المسند لرجال هذه الرواية ترجمة لا بأس بها (2).

    الرواية الثانية :رواية قاسم بن أصبغ ، عن أبي إسماعيل السلمي الترمذي، عن الإمام الحميدي (3).

    سابعا : جهود المحققين في العناية به .

    1 - لقد طبع الكتاب ونشره المجلس العلمي بباكستان عام ( 1382 هـ ) بتحقيق العلامة حبيب الرحمن الأعظمي، وهو في مجلدين، ورقم أحاديثه، ووضع له ثلاثة فهارس: فهرس الموضوعات، وفهرس الأحاديث على الأبواب، وفهرس أعلام المتون.

    2 - فهرس أحاديث المسند الأستاذ يوسف عبد الرحمن المرعشلي، وقد جعله ثلاثة فهارس .

    الأول: رتب فيه أسماء الصحابة على حروف المعجم.

    الثاني: رتب فيه أوائل ألفاظ الأحاديث والآثار على حروف المعجم.

    الثالث : رتب فيه مسانيد الصحابة على الأبواب.

    كيفية تخريج الحديث من الكتاب:

    إذا أراد الباحث أن يخرج حديثًا من مسند الحميدي فعليه اتباع الخطوات التالية :

    1 - معرفة الراوي الأعلى للحديث، فبدون معرفته لا يمكن التخريج منه.

    2 - أن يرجع إلي الفهارس الموجودة في نهاية إحدى المجلدين ليحدد الصحيفة التي يوجد بها الراوي الأعلى.

    3 - بعد معرفة الصحيفة من الفهارس يرجع إلى الصحيفة، ثم يقرأ الأحاديث التي تحت هذا الصحابي، فسيجد حديثه إن شاء الله تعالى.







    (1) انظر : طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى 25 ـ27 .

    (2) انظر مقدمة المسند ( 1 / 8 ــ 20 ) .

    (3) ذكر الأعظمي أن ابن حجر العسقلاني أشار إلي هذه الرواية في فتح الباري . انظر: فهرسة ما رواه عن شيخه للإشبيلي ص 144 ، وبرنامج الوادي آشي ص 206 ـ 207 .




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (31)



    مسند أبي داود الطيالسي

    التعريف بالمؤلف :
    هو الإمام الحافظ الثقة المكثر أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الفارسي ثم الأسدي البصري، ولد سنة ( 133هــ )
    رحل مبكرًا في طلب العلم إلي بغداد، والكوفة، والمدينة، وغيرهم من البلاد.
    روى عن شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوريـ وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
    وروى عنه محمد بن سعد صاحب الطبقات، وأحمد بن حنبل، ويونس بن حبيب، وهو راوي المسند عن أبي داود وغيرهم.
    أثنى عليه العلماء كثيرًا، فقال النسائي: ( ثقة من أصدق الناس لهجة )، وقال عمر بن شبة: ( كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس كان معه كتاب ).
    توفي سنة ( 204 هــ ) (1).
    التعريف بالمسند :
    اسمه:المسند
    نسبته للمؤلف :مسند الطيالسي ليس من تصنيفه؛ بل هو عدة مجالس سمعها يونس بن حبيب منه ، صنفها ليونس أبو مسعود الرازي كما قال أبو نعيم ، وقال الذهبي : سمع يونس بن حبيب عدة مجالس متفرقة، فهي المسند الذي وقع لنا (2).
    مشتملاته :
    1 - عدد الصحابة الذين روى الطيالسي لهم فيه ( 267 ) صحابيا، وعدد أحاديثه ( 2890 ) حديثا، واشتمل علي زيادات ليونس بن حبيب، وهي قليلة بالنسبة لمرويات الكتاب.
    2 - اشتمل المسند علي الأحاديث المرفوعة وهي الغالبة فيه، وعلي قليل من المرسل، لاسيما عند ذكر اختلاف الرواة، والموقوف، والمقطوع، والمعلق بخاصة عند ذكر اختلاف الرواة.
    وأكثر مرويات أبي داود الطيالسي فيه عن شعبة بن الحجاج، وفيه بيان اختلاف الرواة، وعلل الأحاديث، وبيان لبعض أقوال أبي داود الطيالسي.
    طريقة ترتيبه:
    رتبت المرويات فيه علي حسب مسانيد الصحابة، وقد بدأه بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة، ثم حديث ابن مسعود، ثم حذيفة، وبقية الصحابة، وانتهي بأحاديث عبد الله بن عباس.
    ومسند الصحابي الواحد مرتب علي أسماء التابعين الذين رووا عنه، حيث جمع أحاديث كل تابعي في مكان واحد، فذكر مثلاً أحاديث طاووس عن ابن عباس، ثم جابر بن زيد عن ابن عباس، ثم سعيد بن جبير عن ابن عباس وهكذا ...

    وله فهارس في نهايته تساعد في معرفة موقع اسم الصحابي في المسند.




    (1) انظر: تهذيب الكمال ( 3 / 274 )، تاريخ بغداد ( 9 / 24 ).
    (2) السير ( 9 / 382 ).


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (32)



    أهم مميزات مسند أبي داود الطيالسي

    أهم مميزاته:

    1 - يعتبر من المصادر الحديثية المسندة.
    2 - يعتبر من مصادر معرفة مرويات شعبة بن الحجاج، وبيان اختلاف الروايات فيها.
    3 - يعد من مصادر معرفة العلل واختلاف الرواة.
    4 - الإفادة في معرفة الصحابة، إذا صح الإسناد إليهم.
    5 - ضمه زوائد متعددة على الستة.(1)
    جهود العلماء في خدمته:
    1 - طبعته مطبعة دائرة المعارف النظامية بمدينة حيدر آباد في الهند سنة 1322هـ تحت إشراف محمد أنور الله خان، ومحمد عبد القيوم، وقد رقما الأحاديث، وصنعا فهرسًا بآخر الكتاب على أسماء مسانيد أبي داود الطيالسي من الصحابة، وكذا الرواة عنهم من التابعين الذين ترجم لهم، وميز بين الصحابي والتابعي داخل الفهرس، ورتبه ترتيبًا هجائيًا.
    2 - قام عدد من الباحثين بتحقيق الكتاب في أطروحاتهم العلمية المقدمة إلى قسم السنة بجامعة الإمام بالسعودية، فخرجوا أحاديثه، ودرسوها، وحكموا عليها، وصنعوا له مجموعة من الفهارس العلمية المتنوعة، وقد قام مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر بطبع الكتاب في أربعة مجلدات بتحقيق الدكتور/ محمد بن عبد المحسن التركي.
    3 - قام بترتيبه على الأبواب الفقهية الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي في كتاب سماه: (منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود)، وجعله في سبعة أقسام، مبتدئًا بقسم التوحيد وأصول الدين، ثم الترغيب، ثم الترهيب، ثم التاريخ، ثم علامات الساعة، والفتن والقيامة، وأحوال الآخرة. وكل قسم من هذه الأقسام يشتمل على جملة كتب، وكل كتاب يندرج تحته عدة أبواب، وفي تراجم الأبواب ما يدل على مغزى أحاديث الباب.
    كيفية التخريج من الكتاب:
    يعتمد التخريج من الكتاب على معرفة الراوي الأعلى للحديث، ويساعد الباحث في ذلك الفهارس الموجودة في نهاية الكتاب، فإذا ما وقف على الصحيفة التي يوجد فيها مرويات ذلك الراوي أمكنه من خلال قراءة أحاديث الراوي أن يقف على الحديث المراد تخريجه.






    (1) انظر: التخريج بحسب الراوي الأعلى للدكتور/ عبد العزيز اللحيدان 54.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (33)




    مسند أبي يعلى الموصلي

    التعريف بالمؤلف :
    هو : أحمد بن علي بن المثنى بن يحيي التميمي الموصلي ، واشتهر بأبي يعلى الموصلي، ولد سنة 210 هــ.
    روى عن الإمام يحيي بن معين، والإمام علي بن المديني، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم.
    وروى عنه ابن حبان البستي ( صاحب الصحيح ) ، والطبراني ( صاحب المعاجم ) وابن عدي ( صاحب الكامل في الضعفاء ) وغيرهم .
    أثنى عليه العلماء كثيرًا ، فقال الدارقطني : ( ثقة مأمون موثوق به )، وقال ابن حبان: (من المتقنين في الروايات المواظبين علي رعاية الدين وأسباب الطاعات ).
    توفي سنة 307 هـ (1)
    التعريف بمسنده :
    أولاً: اسمه: المسند.
    ثانيا : موضوعه : مرويات الإمام أبي يعلى مرتبة على مسانيد الصحابة .
    ثالثا : مشتملاته : عدد الصحابة الذين أخرج لهم ( 210 ) صحابيًا، وعدد أحاديثــه ( 7555 ) حديثًا أغلبها من المرفوع.
    رابعا : طريقة ترتيبه : رتب الإمام أبو يعلى المرويات علي مسانيد الصحابة ، ورتب مرويات المكثرين منهم علي حسب الرواة عنهم في الغالب، حيث:
    1 - بدأ الرجال بمرويات العشرة، إلا عثمان - رضي الله عنه-، ثم بمرويات مجموعة من الصحابة المقلين ، ثم المكثرين من الصحابة ، وهم : جابر بن عبد الله ، ثم عبد الله بن عباس ، ثم أنس بن مالك ، ثم عائشة ، ثم عبد الله بن مسعود ، ثم ابن عمر ، ثم أبو هريرة - رضي الله عنهم-، ثم بمجموعة من قرابة النبي - صلى الله عليه وسلم- وآل بيته ، وهم: الفضل بن العباس ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهم-، ثم بمجموعة من الصحابة المقلين أيضا، والذي يظهر أنه اعتبر أهل القبائل منهم ، وذكر معهم بعض المبهمين ، ثم عاد إلي النساء، وبدأهن بأمهات المؤمنين - في الغالب - إلا عائشة؛ حيث تقدمت مع المكثرين - ثم ببقية النساء، والمبهمات، ثم عاد إلي الرجال .
    2 - رتب مرويات المكثرين بحسب الرواة عنهم، وهذا يظهر في مسند جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك - مثلاً - وقد ترجم بالرواة عن أنس في مسنده بعنوان ظاهر .
    3 - بدأ مسانيد العشرة المبشرين بالجنة ، بتقديم الخلفاء الأربعة، إلا أنه لم يذكر مرويات عثمان -رضي الله عنه -، ثم أورد مرويات بقية الرجال من الصحابة، والذي يظهر أنه اعتبر فيهم بعض الأوصاف في الغالب، مثل : كثرة المرويات، والقبائل، وأهل القرابة، وآل البيت.
    4 - وضع مسند عائشة - رضي الله عنها- في مسانيد المكثرين، وأما بقية النساء، فذكرهن مجتمعات في أواخر الكتاب تقريبا، وبدأهن بأمهات المؤمنات في الغالب.
    5 - ترجم لمسانيد المبهمين والمبهمات، ومن ذلك قوله: ( رجل غير مسمي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- 12 / 216 )، وختم الكتاب بمرويات مجموعة من رجال الصحابة - رضوان الله عليهم-، بعد نهاية مرويات النساء .
    خامسا : أهم مميزاته :
    أ - يعتبر من المصادر الحديثية الأصيلة المسندة التي لها أثر في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا.
    ب - إثبات صحبة عدد من الصحابة، إذا ثبت الإسناد إليه.
    ج - احتواؤه على مجموعة من الأحاديث الصحيحة والزائدة على مرويات الكتب الستة.
    سادسا : روايات المسند :
    لمسند أبي يعلي روايتان علي المشهور:
    الأولى : الرواية المختصرة ، وهي رواية أبي عمرو : محمد بن أحمد بن حمدان الحيري (ت 376 هـ ) عن أبي يعلي الموصلي ، وهي التي اعتمد عليها الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي ( 807 هـ ) في كتابه ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد )،/ ذكر ذلك ابن حجر في مقدمة كتابه المطالب العالية .
    الثانية : الرواية المطولة، وتسمى ( المسند الكبير )، وهي رواية أبي بكر: محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ الأصبهاني ( ت 381 هـ ) عن أبي يعلى الموصلي ، واعتمد عليها الهيثمي في كتابه ( المقصد العلي في زوائد أبي يعلي الموصلي )، والعلامة أبو العباس: أحمد بن أبي بكر البوصيري ( ت 840 هـ ) في كتابه ( إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ) ومختصره ، وذكر ذلك في آخرهما ، واعتمد عليها أيضا الحافظ ابن حجر في تتبعه لما فات الهيثمي، وقد أودعها ابن حجر كتابه ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية )(2) .
    سابعًا: جهود المحققين في العناية به .
    قام العلامة حسين سليم أسد بتحقيقه علي حسب الرواية المختصرة، وطبع الكتاب في دار المأمون للتراث عام 1414 هـ الطبعة الأولي ، وقد اعتنى المحقق بتحقيق النص ، وتخريج الأحاديث ، وترقيمها ، وأعد فهارس متنوعة، منها: فهرس للأحاديث، وفهرس للصحابة الذين روى لهم أبو يعلى في مسنده .

    كيفية التخريج من الكتاب :
    يعتمد التخريج من الكتاب علي معرفة الراوي الأعلى للحديث، ويساعد الباحث في ذلك الفهارس الموجودة في نهاية الكتاب، فإذا ما وقف على الصحيفة التي يوجد فيها مرويات ذلك الراوي، أمكنه من خلال قراءة أحاديث ذلك الراوي أن يقف على الحديث المراد تخريجه .




    (1) انظر : سير أعلام النبلاء ( 14 / 177 )، والثقات ( 8 / 55 ) .
    (2) انظر : طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى ص 45 ــ 48 .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي رد: التخريج ودراسة الأسانيد __متجدد إن شاء الله

    التخريج ودراسة الأسانيد
    أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيِّر



    الحلقة (34)



    ثانيا: المعاجم
    تعريف المعجم:
    المعجم: هو ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة، أو الشيوخ، أو البلدان، أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين علىحروف الهجاء، كمعجم الطبراني الكبير المُؤَلف في أسماء الصحابة على حروف المعجم عدا مسند أبي هريرة فإنه أفرده في مصنف(1)
    الفرق بين المعجم والمسند :
    عرفنا فيما سبق أن المسند هو أن يجمع المصنف في ترجمة كل صحابي ما عنده من حديثه، صحيحه وضعيفه، وعلي هذا له أن يرتبه علي الحروف، أو علي القبائل، فيبدأ ببني هاشم، ثم بالأقرب فالأقرب نسبًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أو على
    السوابق، فالعشرة، ثم أهل بدر، ثم الحديبية، ثم المهاجرين بينها وبين الفتح، ثم أصاغر الصحابة سنًا، ثم النساء، بادئًا بأمهات المؤمنين .
    ويمكننا بُناءً علي تعريف المعجم والمسند أن نستخلص الفرق بينهما على النحو الآتي:
    1ــ أن اعتناء المعجم إنما يكون أولاً بالصحابة، أو الشيوخ، أو البلدان، أو غير ذلك، فقد يذكر صاحب المعجم اسم الصحابي، ونسبه، وصفاته، وسنة ميلاده، ووفاته، وسنه، ثم يتبع ذلك بمسنده إن كانت له رواية، وقد يترجم له بما سبق، وإن لم تكن له رواية،كما فعل الطبراني في المعجم الكبير ، وقد نص على ذلك في مقدمة كتابه فقال : هذا كتاب ألَّفناه جامعًا لعدد ما انتهى إلينا ممنروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الرجال والنساء على حروف ( أ ، ب ، ت ، ث )، بدأت فيه بالعشرة -رضي الله عنهم- لِئَلا يتقدمهم أحد غيرهم، خرَّجت عن كل واحد منهم حديثًا، وحديثين، وثلاثة، أو أكثر من ذلك، على حسب كثرة روايتهم وقلتها ، ومن كان من المقلين خرجت حديثه أجمع ، ومن لم يكن له رواية عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وكان له ذكر من أصحابه من استشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو تقدم موته ذكرته من كتب المغازي وتاريخ العلماء؛ ليوقف علي عدد الرواة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذكر أصحابه -رضي الله عنهم-(2).
    أما اعتناء المسند فإنما يكون أولاً بحصر أحاديث كل صحابي علي حدة، بغض النظر عن الترجمة له ، فكأنه يقتصر في ذكر الصحابة علي من كانت له رواية .
    2ــ أن اهتمام المعجم لا يقتصر علي الصحابة وحدهم؛ بل يكون للصحابة كمعجم الطبراني الكبير في أسماء الصحابة، ومعجم الصحابة لأحمد بن علي الهمذاني ، وقد يكون أيضا للشيوخ كمعجم الطبراني الصغير ، ومعجم الشيوخ لأبي بكر الإسماعيلي ، ولأبي نعيم الأصبهاني وهو في شيوخه ، وكالمعجم لما استعجم المشتمل على تسمية تاريخ الكتب الستة لابن عساكر، كما يكون للبلدان كمعجم البلدان لأبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني ، ومعجم البلدان لياقوت الحموي، وغير ذلك (3).
    أما اهتمام المسند فإنما يتمحض للصحابة وما لهم من مرويات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم . -
    3ــ أن كلاً من المعجم والمسند فيه التزام بالترتيب، غير أن الغالب علي المعجم أن يلتزم بالترتيب على حروف التهجي، في حين أن المسند قد يلتزم بذلك, أو بالترتيب على القبائل, أو السوابق, كما تقدم في تعريف المسند.
    4ــ أن المعجم أقرب ما يكون إلى كتب الرجال، علي حين أن المسند أقرب ما يكون إلى كتب المتون.
    5ــ أن بين المعجم والمسند علاقة عموم وخصوص وجهي، فالمعجم أعم من المسند من جهة أنه لا يهتم بالصحابة وحدهم؛ بلوبغيرهم أيضا ، والمسند أعم من المعجم من جهة أن الترتيب فيه لا يختص بالترتيب الأبجدي وحده، بخلاف المعجم الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الترتيب المعجمي.
    ومما يؤكد تلك العلاقة التي يجتمعان عليها اعتبار بعض العلماء معجم الطبراني في أسماء الصحابة ضمن كتب المسانيد .
    فقد عقب السيوطي على قول النووي على المسند: وعلى هذا له أن يرتبه علي الحروف .. بقوله : في أسماء الصحابة كما فعل الطبراني، وهو أسهل تناولاً. (4)
    فنراه عَدَّ المعجم الكبير ضمن المسانيد .(5)

    أهم المؤلفات في المعاجم :
    لقد صنف كثير من العلماء في هذا النوع من التأليف، ومن أشهر المصنفات في ذلك ما يلي:
    ( المعاجم الثلاثة : الكبير، والأوسط ، والصغير) لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ومعجم الصحابة لأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، ومعجم الصحابة لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع ، ومعجم الصحابة لأحمد بن علي الهمداني، ومعجم الشيوخلأبي بكر الإسماعيلي ، ومعجم الشيوخ لأبي سعيد عبد الكريم السمعاني ، ومعجم السفر لأبي طاهر أحمد بن محمد السلفي ، وقد اشتمل هذا المعجم على ثلاثة معاجم أحدهما لمشيخة أصبهان، ثانيهما لمشيخة بغداد، ثالثهما لباقي البلاد، وهكذا.(6)
    وسأحدثك أخي القارئ بالتفصيل عن معجم الطبراني الكبير؛ نظراً لأنه مرتب على حسب الراوي الأعلى، وهو الصحابي، وهذا مناسب للطريقة التي نبحث فيها، ولاحتوائه على أحاديث كثيرة تميز بها على سائر المؤلفات في معرفة الصحابة.




    (1) - الرسالة المستطرفة ص 101.
    (2) - مقدمة المعجم الكبير 1 / 51 .
    (3) - راجع الرسالة المستطرفة ص 102ــ 103 .
    (4) - تدريب الراوي 2 / 154.
    (5) -الحافظ الطبراني وجهوده في خدمة السنة النبوية ص 149 ــ 150 .
    (6) - انظر : الرسالة المستطرفة ص 101 ــ 104 بتصرف .



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •