اولا : النصوص الشرعية

( 1 )
يأتي شيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول:
من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ".

أخرجه البخاري (2 / 321) ومسلم وابن السني

وله طرق أخرى :

يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق فمن
خلق الله عز وجل؟ فإذا قالوا ذلك، فقولوا: (الله أحد، الله الصمد،
لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثا،
وليستعذ من الشيطان ".

أخرجه أبو داود (4732) وابن السني (621) عن محمد بن إسحاق قال: حدثني
عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: وهذا سند حسن رجاله ثقات، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث فأمنا بذلك
تدليسه.
ورواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه به إلى قوله: " فمن خلق الله عز وجل؟ "
قال: فقال أبو هريرة: فو الله إني لجالس يوما إذ قال لي رجل من أهل العراق:
هذا الله خالقنا فمن خلق الله عز وجل؟ قال أبو هريرة: فجعلت أصبعي في أذني
ثم صحت فقلت: صدق الله ورسوله (الله الواحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفوا أحد) .
أخرجه أحمد (2 / 387) ورجاله ثقات غير عمر هذا فإنه ضعيف.
وله عنده (2 / 539) طريق أخرى عن جعفر حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به
مرفوعا مثل الذي قبله، قال يزيد: فحدثني نجمة بن صبيغ السلمي أنه رأى ركبا
أتوا أبا هريرة، فسألوه عن ذلك، فقال: الله أكبر، ما حدثني خليلي بشيء إلا
وقد رأيته وأنا أنتظره. قال جعفر بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إذا سألكم الناس عن هذا فقولوا: الله قبل كل شيء، والله خلق كل شيء،


وحديث :
إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلق
الله؟! فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهب عنه ".

رواه أحمد (6 / 258) : حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الضحاك عن هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا سند حسن، وهو على شرط مسلم، رجاله كلهم من رجاله الذين احتج بهم
في " صحيحه "، لكن الضحاك وهو ابن عثمان الأسدي الحزامي قد تكلم فيه بعض
الأئمة من قبل حفظه، لكن ذلك لا ينزل حديثه من رتبة الحسن إن شاء الله تعالى.
وقد تابعه سفيان الثوري وليث بن سالم عند ابن السني (201) فالحديث صحيح.
وقال المنذري في " الترغيب " (2 / 266) :
" رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو يعلى والبزار، ورواه الطبراني في الكبير
والأوسط من حديث عبد الله بن عمرو،

قال الألباني رحمه الله في " الصحيحة " ( ج1 / ص 236 )
فقه الحديث:

دلت هذه الأحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس إليه الشيطان بقوله: من
خلق الله؟ أن ينصرف عن مجادلته إلى إجابته بما جاء في الأحاديث المذكورة،
وخلاصتها أن يقول:
" آمنت بالله ورسله، الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له
كفوا أحد. ثم يتفل عن يساره ثلاثا، ويستعيذ بالله من الشيطان، ثم ينتهي عن
الانسياق مع الوسوسة.
وأعتقد أن من فعل ذلك طاعة لله ورسوله، مخلصا في ذلك أنه لابد أن تذهب
الوسوسة عنه، ويندحر شيطانه لقوله صلى الله عليه وسلم: " فإن ذلك يذهب عنه ".
وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه
القضية، فإن المجادلة قلما تنفع في مثلها. ومن المؤسف أن أكثر الناس في غفلة
عن هذا التعليم النبوي الكريم، فتنبهوا أيها المسلمون، وتعرفوا إلى سنة
نبيكم، واعملوا بها، فإن فيها شفاءكم وعزكم.