قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتاب النكت على ابن الصلاح:
المضطرب:
...
القسم الرابع: أن يقع التصريح به من غير اختلاف لكن يكون ذلك من متفقين:
أحدهما ثقة والآخر ضعيف.
أو أحدهما مستلزم الاتصال والآخر الإرسال كما قدمنا ذلك في رواية (أبي) أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ حيث ظن أنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
... ومن خفي ذلك ما حكاه ابن أبي حاتم في العلل (العلل 2/ 312) أنه سأل أباه عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج، عن هشام بن سعيد الطالقاني، عن محمد بن مهاجر، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سموا أولادكم أسماء الأنبياء، وأحسن الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة، وارتبطوا الخيل وامسحوا على نواصيها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار".
قال: فقال أبي: سمعته من فضل الأعرج وفاتني عن أحمد بن حنبل، وأنكرته في نفسي، وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكلاعي صاحب مكحول، وكان أصحابنا يستعملون هذا الحديث، ولا يمكنني أن أقول فيه شيئا؛ لكون أحمد رواه، فلما قدمت حمص حدثنا ابن الصفي، عن أبي المغيرة، حدثني محمد بن المهاجر، حدثني عقيل بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو حاتم: وحدثني به هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي وهب، عن سليمان بن موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال: "فعلمت أن ذلك باطل، وأبو وهب الكلاعي من طبقة الأوزاعي وهو دون التابعي، فبقيت متعجبًا من أحمد كيف خفي عليه، فإني أنكرته حين سمعته قبل أن أقف على علته".
قال: وعقيل بن شبيب أو ابن سعيد مجهول لا أعرفه.اهـ