اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة


والجهة الثانية: أن تصديق الكاهن فيه شبهة، وادعاء علم الغيب أو تصديق أحد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله- جل وعلا- كفرا أكبر، لكن هذا الكاهن الذي ادعى علم الغيب يخبر بالأمور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق استراق الجن للسمع، فيكون إذا هو نقل ذلك الخبر عن الجني، والجن نقلوه عما سمعوه في السماء، وهذه شبهة. فقد يأتي الآتي إلى الكاهن ويقول: أنا أصدقه فيما أخبر من الغيب!! لأنه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن!! وهذه الشبهة تمنع من تكفير من صدق الكاهن الكفر الأكبر.

الشبهة التي ذكرها الشيخ ترجع الى ما يخبر به الكاهن هل يمكن ان لا يكون ذلك من الغيب بالنسبة اليه باعتبار انه
يتلقف ذلك بواسطة الجن ؟

فحتى لو سلمنا جدلا بانه يعلم ذلك . فالحديث حكم بكفر من يصدقه . و لم يعتبر كون الكاهن صادق في اخباره ام كاذب

و الشبهة التي قد تمنع من تكفير المصدق لخبر الكاهن هي
عدم علمه بحرمة اتيان الكاهن و تصديقه فيما يخبر به

اما مع علمه بحرمة ذلك . فتصديقه لا يكون الا كفرا

و حاصل الشبهة التي ذكرها الشيخ هي في كون الكاهن هل يعلم ما يخبر به من الغيب ام لا ؟
و ليست الشبهة في اتيانه و تصديقه هل ذلك محرما وكفرا ام لا ؟

فلو قدرنا اعتبار ذلك في الحكم على الشخص . لنظرنا الى الشبهة التي تتعلق بمعرفة الرجل حكم ذلك . لا الى كون الكاهن صادق ام كاذب وهل يمكن ان يدرك بعض الغيب بذاك الطريق ؟

فاتيان الكاهن وتصديقه حكم الشارع بانه كفر . فمتى علم السائل الحكم فلا ينفعه كون الكاهن كاذب او صادق فيما يقول . لان الشارع علق الكفر باتيانه و تصديقه . ولم يعلقه بكون الكاهن صادق ام كاذب .

و الله اعلم