تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: الـحــفـــاظ الـكــبــــار

  1. #1

    افتراضي الـحــفـــاظ الـكــبــــار

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    بِحَمْدِ الله اَبْتَدِئُ وإِيَّاهُ أَسْتَعِينُ وأَسْتَهْدِي، فَهُوَ وَلِيُّ عِصْمَتِي مِن الزَّلَلِ، فِي القَوْلِ والعَمَلِ، ووَلِيِّ تَوْفِيقِي، لاَ شَرَيك لَه، ولاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إِلَّا بِهِ.

    الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، جَامِع الأَوَّلِين والآخِرِين لِيَوْم الفَصْل والدِّين، حَمْداً يُوجِب رِضَاهُ، ويَقْتَضِي المَزِيد مِن فَضْلِهِ ونَعمَاهُ، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ عَلَى رَسُولِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَة، وهَادِي الأُمَّة، وخَاتَم النُّبُوة، وعَلَى آلِهِ وصَحَابَتِهِ أَجمَعِين.

    ،،،وبَـعــد،،،

    فَهَذِهِ تَرَاجِمٌ ثَمِيِنَةٌ فِي ذِكْرِ أَسْمَاءِ أَعْلَامِ حَمَلَةِ الآثَارِ النَّبَوِيَّةِ
    ، الذَّين اشْتَهَروا بَيْنَ النَّاسِ بِعلْمِ الحَدِيْثِ فِي جَمِيعِ العُصُورِ والأَزْمَانِ، تُبَصِّرُ الطَّالِبُ النَّبِيهُ، وتُذَكِّرُ المُحدِّثُ المُفِيْدُ؛ مُقَدِّمًا مَنْ حَفِظَ مِنْهُم عَن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَر مِن الآخَر وذَلِك فِيمَن ذُكِرَ مِن الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، ثُمَّ طِبْقاً لِأَقْدَمِيّةِ وَفِيَاتِ مَنْ جَاءَ بَعدَهُم؛ سَائِلاً المَوْلَى سُبْحَانَه وتَعَالَى أَنْ يَجعَل هَذَا العَمَل خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيم، وأنْ يَنْفَعَنَا بِهِ وإِيَّاكُم، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أَجْمَعِين.


    حَاتِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّحْرِيُّ



  2. #2

    افتراضي

    (1) أَبُــو هُـرَيْــرَةَ الـدَّوْسِــيُّ

    هُــــوَ
    : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ، أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّاليَمَانِيُّ. الإِمَامُ، المُجْتَهِدُ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ.

    والسَبَبُ فِي كُنْيَتِهِ: فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِع قَالَ: قُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: لِمَ كَنَّوْكَ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: "كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي، فَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ فَكُنْتُ أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ فِي شَجَرَةٍ، فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبْتُ بِهَا مَعِي فَلَعِبْتُ بِهَا فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ". أَخَرَجَهُ التِّرمِذِيُّ (5/ 3840) بِسَنَدٍ حَسَن.

    كَانَ
    أَبُو هُرَيْرَةَ مِن حُفَّاظِ الصَّحَابَة المُوَاظِبِين عَلَى صُحبَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُل وَقْت، فكَانَ أَحْفَظَ الصَّحَابَةِ لِأَخْبَارِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآثَارِهِ، رَوَى خَمْسَة آلاَف وثَلاَثمائة وأَربَعٍ وسَبْعِينَ حَدِيثاً (5374).

    أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَيَّام خَيْبَر فِي سَنَة سَبْع مِن الهِجرَة، وقَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَشَهِدَ فَتْحَهَا ولَمْ يُسْهِمْ لَهُ، ولَمْ يَشْتَغِلْ بِالصَّفقِ فِي الْأَسْوَاقِ، ولَا بِغَرْسِ الْوَلَدِ، وقَطْعِ الْأَعْذَاقِ، لَزِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَربَع سِنِينَ مُخَتَارًا لِلْعَدَمِ والْإِمْلَاقِ، فَكَانَ يَشْهَدُ إِذَا غَابُوا، ويَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، بَسَطَ نَمِرَتَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى فَرَغَ فِيهَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَجَمَعَهَا إِلَى صَدْرِهِ، فِصَارَ لِلْعُلُومِ وَاعِيًا، ومِنَ الْهُمُومِ خَالِيًا، فَفِي الصَّحِيحَيْن عَنْهُ، قَالَ: "إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ المُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُم الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ القِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَقَالَ: «مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ، فَلَنْ يَنْسَىشَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي». فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ". البُخَاريّ (9/ 7354) ومُسْلِم (4/ 2492)

    رَوَى عَن: النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلّمَ) الكَثِير الطَّيِّب، وعَن: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق وعُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وأُسَامَةَ بْن زَيْد والفَضْلِ بْن العَبَّاس وأُبَيٍّ بْن كَعْبٍ.

    وحَدَّثَ عَنْهُ
    : خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْن َ، فَبَلَغَ عَدَدُ أَصْحَابِهِ ثَمَانِ مائَةٍ (800)، فَمِن الصَّحَابَة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُم): عَبْدُ اللهِ بْن عَبَّاسٍ، وعَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ وأَنَسُ بنُ مَالِكٍ ووَاثِلَةُ بنُ الأَسْقَعِوجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ. ومِن التَّابِعِين (رَحِمَهُم اللهُ): ابْنُه المُحَرَّرُ، وسَعِيْدُ بْن المُسَيِّب والقَاسِمُ بنُ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وسَالِم بْن عَبْد الله بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبوعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ بْن العَوَّام وأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُوْدٍ وعَامِرُ بنُ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وحَفْصُ بنُ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ الأَعْرَج ومُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ وسَعِيْدٌ المَقْبُرِيُّ ونَافِعٌ العُمَرِيُّ وطَاوُوْس اليَمَانِيُّ وعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ وهَمَّامُ بنُ مُنَبِّهٍ وَشَقِيْقُ بنُ سَلَمَةَ وسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ وأَبُو صَالِحٍ السَّمَّان وأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ وأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ؛ وغَيْرُهُم الكَثِير.

    صِـفَـتُـــهُ: كَانَ رَجُلاً آدَم (أَسْمَر)، بَعِيْدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْن، أَفْرَقَ الثَّنِيَّتَيْن (مُقَدِّمَة الأَسْنَان)، ذَا ضَفِيْرَتَيْن، وكَانَ مِن أَصْحَابِ الصُّفَّةِ (وهِي: مَوْضِع فِي مَسْجِدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم فِي المَدِينَةِ يَكُون فِيهَا فُقَرَاء المُهَاجِرِين، ومَن لاَ مَنْزِل لَه مِنْهُم، وأَهْلُهَا مَنْسُوبُون إِلَيْهَا)، فَقِيراً ذَاقَ جُوعاً وفَاقَة شَدِيدَة، ثُمَّ بَعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلُحَ حَالُهُ وكَثُرَ مَالُهُ.

    وكَانَ كَثِيرَ التَّعَبُّدِ والذِّكْرِ، كَانَ يُسَبِّحُ فِي اليَوْمِ اثْنَي عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيحَةً.

    وَلِيَ إِمْرَةَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ ونَابَ أَيضًا عَن مَروَان بِن الحَكَم فِي إِمْرَتِهَا، وكَانَت فِيِه دُعَابَة.

    - قَالَ عَنْهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: لاَ شَكَّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ نَسْمَع.
    - وقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَرِيئًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ لَا نَسْأَلُهُ عَنْهَا.
    -
    وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَبُو هُرَيْرَةَ خَيْرٌ مِنِّي وأَعْلَم،وكَانَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَعْلَمُنَا بِحَدِيثهِ.

    -
    تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَة ثَمَانٍ وخَمْسِين (58 هـ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسَبْعِينَ (78) سَنَةً. وكَانَ قَد دَعَا: "اللَّهُمَّ لاَ تُدرِكْنِي سَنَة سِتِّين". رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ


  3. #3

    افتراضي

    (2) عَـبْـدُ اللهِ بْنُ عُـمَـــرَ

    هُــــوَ
    : عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزَاحِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ. الحَافِظُ الكَبِيرُ، والعَالِمُ النِّحْرِيرُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ المُجَاهِدُ، التَّقِيُّ النَّقِيُّ السَّخِيُّ الوَرِعُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ فِي العِلْمِ والعَمَلِ، وكَانَ مِنْ أَعلَمِ النَّاسِ بِمَنَاسِكِ الحَجِّ.

    كَان
    رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمِمَنْ يَصلُح للخِلاَفة، ورَغْمَ ذَلِكَ تَرَكَ المُنَازَعةَ فِيهَا، مَعَ كَثْرَةِ مَيْلِ أَهْلِ الشَّامِ إِلَيْهِ ومَحَبَّتِهِم لَهُ.

    وقَد
    أَرَادَه أَمِيرُ المُؤمِنينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى القَضَاءِ فَامْتَنَعَ.

    وأَرَادَهُ
    أُمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى وِلاَية الشَّامِ فَرَفَضَ.

    أَسْلَمَ ابنُ عُمَرَ وهُو صَغِيْرٌ، ثُمَّ هَاجَرَ مَعَ أَبِيْهِ وأُمِّه، واسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَوَّلُ غَزَوَاتِهِ الخَنْدَق وشَهِدَ المَشَاهِدَ بَعدَهَا، وهُوَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ،وشَهِدَ اليَرْمُوكَ والقَادِسِيّةَ وجَلُولاَءَ ومَا بَيْنَهُمَا مِن وَقَائِعِ الفُرسِ، وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وقَدِمَ العِرَاقَ والشَّامَ.

    صِـفَـتُـــهُ: كَانَ وَسِيطَ القَامَةِ، جَسِيْماً، لَهُ شَعْرٌ غَزِيرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْه، وكَانَ جَوَاداً سَخِيًّا مِعطَاءً، فَرُبَّمَا فَرَّقَ فِي المَجْلِسِ الوَاحِدِ ثَلاَثِين أَلْفاً، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ فَأَكْثَر مَا يَأْكُلُ مُزْعَةَ لَحْمٍ، وَمَا مَاتَ حَتَّى أَعتقَ أَلْفَ إِنْسَان، أَوْ أَزْيَد.

    أَثْنَى عَلَيْه النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم ووَصَفَهُ بالصَلاَحِ إِذْ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ».رَوَاهُ البخاري (3/ 3531) ومسلم (4/ 2478)

    وكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثاً لاَ يَزِيْدُ فِيِهِ ولاَ يَنقُصُ، ولَمْ يَكُن أَحَدٌ فِي ذَلِك مِثْلَه.

    رَوَى أَلْفَيْن وَسِتِّمِائَة وثَلاَثِين حَدِيْثاً (2630).

    وكَانَ فَقِيهاً ثَبْتاً مُفْتِياً لاَ يُشَقُّ لَهُ غُبَارٌ، مَكَثَ سِتِّيْنَ سَنَةً يُفْتِي النَّاسَ، تَقْدُم عَلَيْه وُفُودُ النَّاسِ مِن أَقْطَـارِ الأَرضِ.

    رَوَى ابْنُ عُمَر عِلْماً كَثِيْراً نَافِعاً عَــن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَنْ: أَبِيْـهِ، وأَبِي بَكْر الصِّدِّيق وعُثْمَانَ بْن عَفَّان وعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، وبِلاَل بْن رَبَاح، وصُهَيْب الرُّومِيّ، وزَيْد بْن ثَابِت، وزَيْد بْن الخَطَّاب عَمِّه، وسَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، وعَبْدُ اللهِ بْن مَسْعُوْد.

    رَوَى عَنْــهُ: أَبْنَاءُهُ سَالِم (وَكَان رَاوِيَته) وحَمْزَة وَزَيْد وَبِلاَل وعَبْدُ اللهِ وعُبَيْد اللهِ، وَابْنُ أَخِيْه حَفْص بنُ عَاصِم، وأَحْفَادُهُ مُحَمَّد وأَبُو بَكْر وعَبْدُ اللهِ. وحُمَيْد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْف والقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وأَبُو سَلَمَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عَوْف ومُصْعَب بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص وأَبُو بُرْدَةَ بْن أَبِي مُوْسَى الأَشْعَريّ وأَنَس بْن سِيْرِيْن وجُبَيْر بْن نُفَيْر وحَبِيْب بْن أَبِي ثَابِتوسَعِيْد بْن جُبَيْر وسَعِيْد بْن المُسَيِّب وسُلَيْمَان بْن يَسَار وَطَاوُوْس اليَمَانِيّ وعَامِر بْن سَعْد وعَبْدُ اللهِ بْن دِيْنَار وصَفْوَان بْن مُحْرِزوعُرْوَة بْن الزُّبَيْر وعَطَاء بْن أَبِي رَبَاحومُجَاهِد بْن جَبْر وَمُحَمَّد بْن سِيْرِيْنَ ومَسْرُوْق بْن الأجَدَع ونَافِع مَوْلاَهُوأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيُّ؛ وغَيْرُهُم الكَثِير.

    قَـالُــوا عَـنْــهُ:
    - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُوْدٍ: إِنَّ مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسهِ عَنِ الدُّنْيَا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ.
    - وقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدرَكَ الدُّنيَا إِلاَّ مَالَت بِهِ ومَالَ بِهَا إِلاَّ ابْنُ عُمَرَ.
    - وقَالَت أُمُّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنِ ابْنِ عُمَرَ.
    - وقَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: لَوْ شَهِدْتُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، لَشَهِدْتُ لابْنِ عُمَرَ.
    - وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّة.
    - وقَالَ مَرْوَانُ بْنُ الحَكَمِ: هُوَ سَيِّدُ العَرَبِ.
    - وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ: لاَ نَعدِل بِرَأْيِه أَحَدًا.
    - وقَالَ عَبدُ الله بْنُ مُحَيْرِيزٍ: واللهِ، إِنْ كُنْتُ أَعُدُّ بَقَاءَ ابْنِ عُمَرَ أَمَاناً لِأَهْلِ الأَرضِ.

    وَفَـاتُــهُ: تُوُفِّيَ ابْنُ عُمَرَ سَنَةَ أَربَعٍ وسَبْعِيْنَ (74 هــ) بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةَ؛ وقَد بَلَغَ سَبْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (87).

    فَرَضِيَ اللهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وأَيْنَ مِثْل ابْنِ عُمَر فِي دِيْنِهِ، ووَرَعِهِ، وعِلمِهِ، وزُهْدِهِ، وخَوْفِهِ، مِنْ رَجُلٍ تُعرَضُ عَلَيْهِ الخِلاَفَةُ، فَيَأبَاهَا، والقَضَاءُ مِنْ مِثْلِ عُثْمَانَ، فَيردُّهُ، ونِيَابَةُ الشَّامِ لِعَلِيٍّ، فِيْهربُ مِنْهُ؟!


  4. #4

    افتراضي

    (3) أَنَــسُ بْـنُ مَــالِـــكٍ

    هُـــــوَ
    : أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمٍ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، المُفْتِي، المُقْرِئُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، رَاوِيَةُ الإِسْلاَمِ، وخَادِمُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتِلْمِيذُهُ، وآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً بِالبَصرَةِ

    صَحِبَ
    أَنَسٌ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَمَّ الصُّحْبَةِ، ولاَزَمَهُ أَكْمَلَ المُلاَزَمَةِ مُنْذُ هَاجَرَ وإِلَى أَنْ تُوفِّيَّ، وغَزَا مَعَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، وبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وشَهِدَ بَدراً.

    لَـهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَانِ ومِائَتَانِ وسِتَّةٌ وثَمَانُوْنَ حَدِيثاً (2286).

    مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ أَنَسٌ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِعَشْرِ سِنِينَ، وخَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، ودَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ المَالِ والوَلَدِ إِذْ قَالَ: ((اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ)). قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيْرٌ، وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوٍ مِنْ مائَةٍ اليَوْمَ. رَوَاه مُسْلِمٌ (4/ 2481)

    رَوَى عَــنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمًا جَمّاً؛ وعَــنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، ومُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وأُسَيْدِ بْنِ الحُضَيْرِ، وعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ، وأَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوسِيِّ.

    رَوَى عَـنْــهُ: خَلْقٌ عَظِيمٌ، مِنْهُم: الحَسَنُ البَصرِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْنَ وعَامِرُ الشَّعْبِيُّ ومَكْحُوْلٌ الشَّامِيُّ وثَابِتٌ البُنَانِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ ومُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرُ وإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وعَبْدُ العَزِيْزِ بْنُ صُهَيْبٍ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ ويَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ؛ وغَيْرُهُم الكَثِير.

    - قَالَ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشبَهَ بِصَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنَسٍ.

    وَفَـاتُـــهُ: تُوفِّيَّ أَنَسٌ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وتِسْعِيْنَ (93 هـ)، وكَانَ عُمُرَهُ مِائَةً وثَلاَثَ سِنِيْنَ (103)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

  5. #5

    افتراضي

    (4) أُمُّ المُـؤمِنِيْـنَ/ عَـائِـشَـةُ بِـنْـتُ أَبِـي بَـكْــرٍ

    هِـــيَ
    : عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ. أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ، زَوجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ، الصِّدِّيْقَةُ الحَسِيبَة النَّسِيبَة الأَدِيبَة الزَّكِيَّة التَّقِيّة السَّخِيَّة، حَبِيْبَةُ حَبِيْبِ اللهِ، المُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ.

    مَـوْلِـدُهَــا
    : وُلِدَت عَائِشَةُ بَعدَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأربَع أَو خَمْسِ سَنَواتٍ، أَيْ قَبْلَ الهِجَرَةِ بِتِسْعِ سِنِينَ.

    هَاجَرَ بِعَائِشَةَ أَبَوَاهَا، وَتَزَوَّجَهَا نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بَعْدَ وَفَاةِ الصِّدِّيْقَةِ الكُبْرَى خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، ودَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِن الهِجْرَةِ، بُعَيْد غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سَنَوَاتِ.

    كَانَت
    ،رَضيَ اللهُ عَنْهَا، بَيْضَاءَ جَمِيْلَةً، لَمْ يَتَزَوَّج النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْراً غَيْرَهَا، ولاَ أَحَبَّ امْرَأَةً حُبَّهَا، ولاَ يُعْلَمُ فِي أُمَّتِنَا امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا، رَوَت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَيْن ومِائَتَيْن وعَشَرَةَ أَحَادِيْثٍ (2210).

    رَوَتْ عَــنْ
    : النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً كَثِيْراً طَيِّباً، مُبَارَكاً فِيْهِ؛ وعَــنْ: أَبِيْهَا، وعَنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، وسَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاصٍ.

    وحَدَّثَ عَنْهَا
    : ابْن أَخِيْهَا القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، والأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد وجُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر وعَلِيُّ بنُ الحُسَيْن بنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وخُبَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر وزِرُّ بنُ حُبَيْش وسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر وأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ وأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّب وسُلَيْمَانُ بنُ يَسَار وطَاوُوْسٌ بْن كَيْسَان وعَامِرُ بنُ سَعْد بْنِ أَبي وقَّاص وعَامِر بْن شَرَاحِيل الشَّعْبِيّ وعبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر، وعُرْوَةُ بْن الزُّبَيْر، وعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُلَيْكَة وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْن عُتْبَة بْن مَسْعُود وعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاح وعِكْرِمَةُ القُرَشِيّ ومُجَاهِد بْن جَبْر ومُحَمَّدُ بنْ سِيْرِيْن ومَسْرُوْق بْن الأَجْدَع ونَافِعٌ العُمَرِيُّ؛ وخَلْقٌ كَثِيرٌ.

    -- قَالَ عَنْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ)). البُخَارِيّ (5/ 3770) ومُسْلِم (4/ 2446)
    -
    وقَالَ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثٌ قَطُّ، فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلاَّ وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْماً.
    -
    وقَالَ عُروَةُ بْنُ الزُّبَيرِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَعْلَمَ بِآيَةٍ أُنْزِلَتْ، ولاَ بِفَرِيْضَةٍ، ولاَ بِسُنَّةٍ، ولاَ بِشِعْرٍ، ولاَ أَرْوَى لَهُ، ولاَ بِيَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ، ولاَ بِنَسَبٍ، ولاَ بِقَضَاءٍ، ولاَ طِبٍّ مِنْ عَائِشَة.
    -
    وقَالَ مَسْرُوْقٌ: واللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَكَابِرَ يَسْأَلُوْنَهَا عَنِ الفَرَائِضِ.
    -
    وقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وأَعْلَمَهُمْ، وأَحَسَنَ النَّاسِ رَأْياً فِي العَامَّةِ.
    - وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ النَّاسِ كُلِّهِمْ، وأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، لَكَانَتْ عَائِشَةُ أَوْسَعُهُمْ عِلْمًا.

    وَفَـاتُهَــا
    : تُوُفِّيَت أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ/ عَائِشَةُ فِي لَيْلَةِ السَّابِعَةِ عَشَرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِيْنَ (57 هـ) وصَلَّى عَلَيْها أَبُو هُرَيْرَةَ، ودُفِنَت بِالبَقِيْعِ، ولَهَا سِتَّةٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً (66)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وأَرضَاهَا.


  6. #6

    افتراضي

    (5) عَبْــدُ اللهِ بْـنُ عَـبَّــاسٍ

    هُـــوَ
    : عَبْدُ اللهِ بنُ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ، القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ المَكِّيُّ. الإِمَامُ العَلَمُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، حَبْرُ الأُمَّةِ، وفَقِيْهُ العَصْرِ، وإِمَامُ التَّفْسِيْرِ

    كَانَ
    يُسَمَّى البَحْرُ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ، وهُوَ ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    مَوْلِـدُهُ
    : وُلِدَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَمَكَّةَ المُكَرَّمَةَ قَبْل الهِجرَةِ بِثَلاثِ سَنَوَاتٍ.

    وَأُمُّـهُ؛ هِـيَ: أُمُّ الفَضْلِ لُبَابَةُ بِنْتُ الحَارِثِ الهِلاَلِيَّةُ، أُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَة الهِلاَلِيَّة.

    صِفَتُــهُ
    : كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَسِيماً، جَمِيْلاً، مَدِيدَ القَامَةِ، مَهِيباً، كَامِلَ العَقْلِ، ذَكِيَّ النَّفْسِ.

    مَسَحَ
    النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ ودَعَا لَه بِالحِكْمَةِ وأَنْ يَزِيدَهُ اللهُ فَهْماً وَعِلْماً، إِذْ قَالَ: (اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ تَأْوِيْلَ القُرْآنِ).

    فَفَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ النَّاسَ بِعِلْمِ مَا سَبَقَ، وفِقْهٍ فِيمَا احتِيجَ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيِهِ، وحِلْمٍ، ونَسَبٍ، ومَا رَأَىَ النَّاسُ أَحَداً أَعلَمَ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولاَ بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمَانَ مِنْهُ، ولاَ أَعلَمَ بِمَا مَضَى، ولاَ أَثقَبَ رَأْياً فِيمَا احتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وكَانَ قَد غَزَا إِفْرِيْقِيَةَ، ودَخَلَ مِصْرَ، ورَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِهَا خَمْسَةُ عَشَرُ إِنسَاناً.

    رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفاً وسِتّمَائَةٍ وسِتّينَ حَدِيثاً (1660).

    رَوَى عَنْ: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً غَزِيراً نَافِعاً، وَعَنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَعَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ ومُعَاذِ بْنِ جَبَلِ وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وأَبِي ذَرٍّ الغِفَاريِّ وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ وزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ.

    ورَوَى عَنْهُ
    : ابْنُهُ عَلِيُّ، وابْنُ أَخِيْهِ؛ عَبْدُ اللهِ بنُ مَعْبَدٍ. ومَوَالِيهِ؛ عِكْرِمَةُ ومِقْسَمٌ وكُرَيْبٌ. وعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْن عُتْبَةَ وطَاوُوْسُ بْنُ كَيْسَان وجَابِر بْن زَيْد الأَزْدِيّ وعَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلَيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ ومُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ والقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وأَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ وأَبُو العَالِيَةِ الرِّياحِيّ وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْر اللَّيْثِيّ وعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وعَامِر الشَّعْبِيّ والحَسَنُ البَصرِيّ ومُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن ونَصْرُ بنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيّ وحَبِيْبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ؛ وأُمَمٌ غَيْرُهُم.

    قَـالُــوا عَـنْـهُ
    :
    - قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لاَ يَلُوْمَنِّي أَحَدٌ عَلَى حُبِّ ابْنِ عَبَّاس، ذَلِكَ فَتَى الكُهُول، لَهُ لِسَانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُوْل.
    -
    وقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْضَرَ فَهْماً، ولاَ أَلَبَّ لُبّاً، ولاَ أَكْثَرَ عِلماً، ولاَ أَوسعَ حِلماً مِنِ ابْنِ عَبَّاس.
    - وقَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ أُعطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْماً، وعِلْماً.
    - وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسْعُوْد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: نِعْمَ تَرْجُمَانُ القُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ.
    -
    وقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ حَبْرُ هَذِهِ الأُمَّة.
    -
    وقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ ومَنْ عَاش.
    -
    وقَالَ فِيْهِ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
    إِذَا مَا ابْنُ عَبَّاسٍ بَدَا لَكَ وَجْهُهُ ... رَأَيْتَ لَهُ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ فَضْلاَ
    إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالاً لِقَائِلٍ
    ... بِمُنْتَظَمَاتٍ لاَ تَرَى بَيْنَهَا فَصْلاَ
    كَفَى وَشَفَى مَا فِي النُّفُوْسِ ... فَلَمْ يَدَعْ لِذِي أَرَبٍ فِي القَوْلِ جِدّاً وَلاَ هَزْلاَ
    سَمَوْتَ إِلَى العَلْيَا بِغَيْرِ مَشَقَّةٍ ... فَنِلْتَ ذُرَاهَا لاَ دَنِيّاً وَلاَ وَغْلاَ
    خُلِقْتَ حَلِيْفاً لِلمُرُوْءةِ وَالنَّدَى
    ... بَلِيْجاً وَلَمْ تُخْلَقْ كَهَاماً وَلاَ خَبْلاَ

    وَفَـاتُـــهُ
    : تُوُفِّيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هـ)، وقَد عَاشَ إِحدَى وسَبْعِيْنَ سَنَةً (71)، وكَانَ قَد كُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأَرضَاهُ.


  7. #7

    افتراضي

    (6) جَــابِـــرُ بـْنُ عَـبْــدِ اللهِ

    هُـــــوَ
    : جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ حَرَامٍ بْنِ ثَعْلَبَةَ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبِ بنِ غَنْمِ بنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ السَّلِمِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، السَّلِمِيُّ، المَدَنِيُّ. شَيْخُ الإِسْلاَمِ، الإِمَامُ الكَبِيْرُ، المُعَمَّرُ، الفَقِيْهُ المُجْتَهِدُ، الحَافِظُ العَلاَّمَةُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولِأَبِيِهِ صُحْبَةٌ.

    وهُوَ مِنْ أَهْلِ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ.

    وشَهِدَ
    العَقَبَةَ الأُولَى والثَّانِيَةَ؛ وكَانَ آخِرَ مَنْ شَهِدَ الأَخِيْرَةَ مَوْتاً.

    وكَانَ مُفْتِي المَدِيْنَةِ فِي زَمَانِهِ، كَانَت لَهُ حَلَقَة فِي المَسْجِد النَّبَوِيّ يُؤْخَذُ عَنْهُ العِلْم.

    غَزَا جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْع عَشْرَةَ غَزْوَةٍ،ولَمْ يَشْهَد بَدراً ولاَ أُحُداً، كَانَ يمنَعُه أَبُوهُ مِن أَجْلِ أَخَوَاتِهِ البَنَات، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ أَبُوهُ فِي غَزْوَة أُحُد، لَم يَتَخَلَّف عَن غَزْوَة، فَأَوَّلُ مَشَاهِدُهُ الخَنْدَق.

    وقَدِمَ مِصْرَ، فَرَوى عَنْهُ أَهْلُهَا نَحْو عَشَرَةَ أَحَادِيْث.

    اسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْساً وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً.

    رَوَى عِلْماً كَثِيْراً عَــن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلَغَ أَلْفاً وخَمْسَمِائَةٍ وأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً (1540). وَعَـن: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق وعُمَرَ بْن الخَطَّاب وعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ وأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ.

    حَـدَّثَ عَنْــهُ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ وعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ والحَسَنُ البَصْرِيُّ والحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وأَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ ومُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِرِ ومُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ وعَامِرُ الشَّعْبِيُّ ورَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ ومُحَارِبُ بنُ دِثَارٍ وطَاوُوْسُ بْنُ كَيْسَانَ؛ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ جِدًّا.

    وَفَـاتُـــهُ: تُوُفِّيَجَابِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ (78هــ)، وهُوَ ابْنُ أَربَعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةً (94)، وصَلَّى عَلَيْهِ أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وكَانَ قَد ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْه.

  8. #8

    افتراضي

    (7) أَبُـــو سَـعِـيْـــدٍ الـخُـــدْرِيُّ
    هُـــــوَ: سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ سِنَانِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ الأَبْجَرِ بنِ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ. شَيْخُ الإِسْلاَمِ، الإِمَامُ المُجَاهِدُ، مُفْتِيُّ المَدِيْنَةِ، المُعَمَّرُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولِأَبِيِهِ صُحْبَةٌ أَيْضًا.

    مَـوْلِــدُهُ
    : وُلِدَ أَبُو سَعِيْدٍ قَبْلَ الهِجرَةِ بِعِشْرِينَ سَنَةً ظَنًّا (20 ق.ه).

    عُرِضَ
    يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهُوَ ابْنُ ثَلاَثِ عَشَرَةَ سَنَةً، فَرَدّهُ الرَّسُوْلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لِصِغَرِ سِنِّه، ثُمَّ غَزَا مَعَهُ بَعدَ ذَلِكَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ غَزْوَةً.

    وكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ الفُضَلاَءِ العُقَلاَءِ النُّجَبَاءِ، ومِنَ الفُقَهَاءِ المُجْتَهِدِيْن َ، ومِنَ الحُفَّاظِ المُكْثِرِينَ، ومِنْ سَادَاتِ الأَنْصَارِ.

    رَوَى عَــنْ
    : النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمأَلْفَاً ومِائَةً وسَبْعِيْنَ حَدِيْثاً (1170). وعَـنْ: أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ؛ وطَائِفَةٍ.

    ورَوَى عَـنْــهُ
    : جَمْعٌ غَفِيرٌ، فَمِنَ الصَّحَابَةِ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله وعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وزَيْدُ بْنُ ثَابِت وأَنَسُ بْنُ مَالِك وعَبْدُ اللهِ عَبَّاس، وعَبْدُ اللهِ الزُّبَيْرِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

    وَمِنَ التَّابِعِينَ
    : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ وعَامِرُ بنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ونَافِعٌ العُمَرِيُّ وأَبُو نَضْرَةَ العَبْدِيُّ وأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ وعَطَاءُ بنُ يَسَارٍ وأَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ وسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ والحَسَنُ البَصْرِيُّ؛ وأُمَمٌ غَيْرُهم.

    مِـن أَقْـوَالِــــه ِ
    : "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وعَلَيْكَ بِالجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَةُ الإِسْلاَمِ، وعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وتِلاَوَةِ القُرْآنِ، فَإِنَّهُ رُوْحُكَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وذِكْرُكَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، وعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ فِي حَقٍّ، فَإِنَّكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ".

    وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ أَبُو سَعِيْدٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ سَنَةَ أَربَعٍ وَسَبْعِينَ (74 ه)، وَدُفِنَ بِالبَقِيعِ، وهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وتِسْعِينَ سَنَةً (94)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


  9. #9

    افتراضي

    (8) عَـبْــدُ اللهِ بْـنُ مَـسْـعُــــودٍ

    هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْبٍ بْنِ شَمْخِ بنِ فَارِ بنِ مَخْزُوْمِ بنِ صَاهِلَةَ بنِ كَاهِلِ بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيْمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلِ بنِ مُدْرَكَةَ بنِ إِلْيَاسِ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَار، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الهُذَلِيُّ، المَكِّيُّ، المُهَاجِرِيُّ، البَدْرِيُّ. الإِمَامُ الحَبْرُ، فَقِيْهُ الأُمَّةِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ

    كَانَ
    مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، ومِنَ النُّجَبَاءِ العَالِمِيْنَ.

    وشَهِدَ
    بَدْرًا، وهَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ.

    وكَانَ
    يُعْرَفُ بِأُمِّهِ، فَيُقَالُ لَهُ: ابْنُ أُمِّ عَبْد.

    وهُوَ
    أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالقُرْآنِ بِمَكَّةَ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    - قَالَ لَه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكَ غُلَيِّم مُعَلَّم).

    صِفَتُــهُ: كَانَ ،رَضِيَ اللهُ عَنه، نَحِيْفاً، قَصِيْراً، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ (السُّمْرة).

    وقَد آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ.

    وأَخَذَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِيْنَ سُوْرَة، مَا نَازَعَهُ فِيْهَا بَشَرٌ.

    رَوَى عَــن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً كَثِيْراً، بَلَغَ تِسْعمَائَةٍ وخَمْساً وعِشْرِينَ حَدِيثاً (925).

    وعَنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وسَعدِ بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ وصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ المُرَادِيِّ.

    وحَـدَّثَ عَـنْــهُ
    : أَبُو مُوْسَى الأَشْعَريُّ، وأَبُو هُرَيْرَةَ، وابْنُ عَبَّاسٍ، وابْنُ عُمَرَ، وعِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ، وجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وغَيْرُهُم مِنَ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللهُ عَنهُم.

    ومِن التَّابِعِين
    : وَلَدَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ. وعَلْقَمَةُ والأَسْوَدُ ومَسْرُوْقُ وعبَيْدَةُ وقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ وَزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ والرَّبِيْعُ بنُ خُثَيْمٍ وطَارِقُ بنُ شِهَابٍ وأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ ؛ وخَلْقٌ كَثِيْرٌ جِدًّا.

    -
    قَالَ عَنْهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَرِجْلُ عَبْدِ اللهِ أَثْقَلُ فِي المِيْزَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ).
    -
    وقَال عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: كُنَيْفٌ (وِعَاء) مُلِئَ عِلْماً.
    - وقال عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَرَأَ القُرْآنَ، وأَحَلَّ حَلاَلَهُ، وحَرَّمَ حَرَامَهُ، فَقِيْهٌ فِي الدِّيْنِ، عَالِمٌ بِالسُّنَّةِ.
    -
    وقَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْياً وَقَضَاءً وخُطْبَةً بِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِيْنِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى أَنْ يَرْجِعَ، لَعَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ، ولَقَدْ عَلِمَ المُتَهَجِّدُوْ نَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَقْرَبِهِم عِنْدَ اللهِ وَسِيْلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ.
    - وقَالَ أَبُو مَسْعُوْدٍ الأَنْصَارِيُّ: وَاللهِ مَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ ابْنِ مَسْعُوْدٍ.

    مِـن أَقْــوَالِـــه ِ
    :
    - قَال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ، واجْتَنِبْ المَحَارِمَ تَكُنْ مِنْ أَوْرَعِ النَّاسِ، وأَدِّ مَا افْتُرِضَ عَلَيْك تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ.
    - وقَال: مَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا، ومَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالآخِرَةِ، يَا قَوْم، فَأَضِرُّوا بِالفَانِي لِلْبَاقِي.
    - وقَال: إِنَّكُم فِي مَمَرِّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فِي آجَالٍ مَنْقُوْصَةٍ، وأَعْمَالٍ مَحْفُوْظَةٍ، والمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً، مَنْ زَرَعَ خَيْراً يُوْشِكُ أَنْ يَحْصُدَ رَغْبَةً، ومَنْ زَرَعَ شَرّاً يُوْشِكُ أَنْ يَحْصُدَ نَدَامَةً، ولكُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ مَا زَرَعَ، لاَ يُسْبَقُ بَطِيْءٌ بِحَظِّهِ، ولاَ يُدْرِكُ حَرِيْصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ، فَمَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللهُ أَعْطَاهُ، ومَنْ وُقِيَ شَرّاً فَاللهُ وَقَاهُ، المُتَّقُوْنَ سَادَةٌ، والفُقَهَاءُ قَادَةٌ، ومُجَالَسَتُهُم زِيَادَةٌ.
    -
    وقَال: جَاهِدُوا المُنَافِقِيْنَ بِأَيْدِيْكُم، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيْعُوا فَبِأَلْسِنَتِك ُم، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيْعُوا إِلاَّ أَنْ تَكْفَهِرُّوا فِي وُجُوْهِهِم، فَافْعَلُوا.

    وَفَاتُــــهُ
    : تُوفِّيَّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ بِالمَدِيْنَةِ المُشَرَّفَةِ، ودُفِنَ بِالبَقِيْع سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ (32 ه)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


  10. #10

    افتراضي

    (9) عَـبْــدُ اللهِ بْـنُ عَـمْـــرِو بْـنِ الـعَـــاصِ

    هُـــــوَ
    : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سُعَيْدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ، أَبُو مُحَمَّدٍ السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ. شَيْخُ الإِسْلاَمِ، الإِمَامُ الحَبْرُ، السَّيِّدُ العَابِدُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابْنُ صَاحِبِهِ.

    مَـوْلِـــدُهُ
    : وُلِدَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِتِسْعِ سَنَوَاتٍ؛ ولَيْسَ أَبُوْهُ أَكْبَرَ مِنْهُ إِلاَّ بِإِحدَى عَشْرَةَ سَنَةً!

    وقَد
    أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ أَبِيْهِ.

    لَهُ
    مَنَاقِبُ وفَضَائِلُ، ومَقَامٌ رَاسِخٌ فِي العِلْمِ والعَمَلِ، حَمَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً جَمّاً، يَبْلُغُ مَا أَسْنَد: سَبْعُ مِائَةِ حَدِيْثٍ (700)، وكَتَبَ الكَثِيْرَ بِإِذْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتَرْخِيْصِهِ لَهُ فِي الكِتَابَةِ.

    وَقَد رَوَى عَبْدُ اللهِ عَــنْ
    : أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ وعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ومُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، وأَبِيْهِ؛ عَمْرٍو، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وأَبِي الدَّردَاءِ.

    وقَد
    رَوَى عَبْدُ اللهِ أَيْضاً عَنْ أَهْلِ الكِتَابِ، وأَدْمَنَ النَّظَرَ فِي كُتُبِهِم، واعْتَنَى بِذَلِك.

    وحَدَّثَ عَنْــهُ
    : حَفِيْدُهُ شُعَيْبُ بنُ مُحَمَّدٍ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وخَدَمَهُ، ولَزِمَهُ، وتَرَبَّى فِي حَجْرِهِ، لِأَنَّ أَبَاهُ مُحَمَّدًا مَاتَ فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ.

    وحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: جُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّب وعُرْوَةُ بْن الزُّبَيْر وأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن وزِرُّ بنُ حُبَيْش وحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْف وأَبُو بُرْدَةَ بنُ أَبِي مُوْسَى الأَشْعَريّ وطَاوُوْس بْن كَيْسَان وعَامِر الشَّعْبِيّ وعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح والقَاسِمُ بْن مُحَمَّد ومُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ والحَسَنُ البَصْرِيُّ وعَبْدُ اللهِ بنُ صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّة وعَطَاءُ بنُ يَسَار ومَسْرُوْقُ بنُ الأَجْدَع، ووَهْبُ بنُ مُنَبِّه؛ وغَيْرُهُم الكَثِيرُ.
    - رُوِيَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ: عَبْدُاللهِ، وأَبُو عَبْدِ اللهِ، وأُمُّ عَبْدِ اللهِ).
    -
    وقال عَنْهُ أبو هُرَيْرَةَ: لَم يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنِّي، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ يَكْتُبُ ولاَ أَكْتُبُ.

    وَفَــاتُــــهُ
    : تُوفِّيَ عَبْدُ اللهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وسِتِّيْنَ (63 هــ)، ولَهُ اثْنَتَانِ وسَبْعُونَ سَنَةً (72)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على فوائدك الطيبة شيخنا الحبيب حاتم
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •