تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: جـهـابــذة الـلـغــة

  1. #1

    افتراضي جـهـابــذة الـلـغــة


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ المُرْسَلِين، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَم النَّبِيين وإِمَام المُتَّقِين، وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ ومَنْ تَبعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

    ،،،
    وبَــعــــد،،،

    فَهَذِهِ تَرَاجِمٌ قَيِّمَةٌ لِمَشَاهِيرِ عُلَمَاءِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، مِمَنْ كَانَ لَهُم أَبْلَغَ الأَثَرِ فِي إِثْرَاءِ اللُّغَةِ؛ قُمْتُ بِجَمْعِهِم وتَرتِيبِهِم طِبقاً لِأَقْدَمِيَّة وَفَاتِهِم.

    فَاللهَ
    أَسْألُ أَنْ يَجْعَل هَذَا العَمَلَ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ

    والحَمْدُ
    للهِ رَبِّ العَالِمِين


    حَاتِمُ بْنُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّحْرِيُّ



  2. #2

    افتراضي

    (1)أَبُـو الأَسْــوَدِ الـدُّؤَلِـــيّ ُ

    هُـــــوَ
    : ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِلْسِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاتَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئِلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الفَاضِلُ، وَاضِعُ عِلْم النَّحوِ، ومِن كِبَار التَّابِعِين

    مُخَضْرَمٌ
    أَدَرَك الجَاهِلِيّة والإِسْلاَم ... أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، ولَمْ يَرَه.

    وقَد
    وَلِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ زَمَنَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وشَهِدَ مَعَهُ وَقْعَة الجَمَل وصِفِّين، وكَانَ مِن نُجَبَاء أَصحَابِهِ.

    هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ
    ، والسَّبَب فِي ذَلِك أَنَّه سَمِعَ قَارِئاً يَقْرَأُ: {أَنَّ اللهَ بَرِيْءٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ وَرَسُوْلُهُ}. [التَّوْبَةُ: 3]، (بِكَسْرِ اللاَّمِ بَدَلاً عَنْ ضَمِّهَا)، فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَد صَارَ إِلَى هَذَا.
    فَقَالَ لِزِيَادٍ بْن أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْب أَمِير البَصرَة: ابْغِنِي كَاتِباً لَقِناً (سَرِيع الفَهْم). فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَد: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتُ فَمِي بِالحَرْفِ، فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاَهُ، وَإِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ ضَمَمْتُ فَمِي، فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الحَرْفِ، وَإِنْ كَسَرْتُ، فَانْقُطْ نُقْطَةً تَحْتَ الحَرْفِ، فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً، فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ؛ فَهَذَا نَقْطُ أَبِي الأَسْوَدِ.

    سَبَبُ وَضْعِهِ لِعِلْمِ النَّحْوِ
    : أَنَّ بِنْتَهُ قَالَتْ لَهُ يَوْماً: مَا أَشَدُّ الحَرِّ؟! (الصَّحِيح أَنْ تَقُول: مَا أَشَدَّ الحَرِّ!)
    فَقَالَ: الحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ.
    قَالَتْ: إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ شِدَّتِهِ.
    فَقَالَ: أَوَ قَدْ لَحَنَ النَّاسُ؟!
    فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَأَعْطَاهُ أُصُوْلاً بَنَى مِنْهَا، وعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا؛ فَأَرَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مَا وَضَعَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ!! فَعِنْدَهَا سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْواً.

    وقِيل
    : جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادُ بْن أَبِي سُفْيَان أَمِير البَصرَة آنَذَاك، فَقَالَ: أَرَى العَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ العَجَمَ، فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُم، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضَعَ لِلْعَرَبِ كَلاَماً يُقِيْمُوْنَ بِهِ كَلاَمَهُم؟
    قَالَ: لاَ.
    فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ بَعد ذَلِك، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُوْنَ!! (الصَّحِيح أَنْ يَقُول: تُوُفِّيَ أَبُونَا وتَرَكَ بَنِينَ).
    فَقَالَ زِيَادٌ: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَدِ.
    فَدُعِيَ، فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نَهَيْتُكَ عَنْهُ. فَوَضع أَبُو الأسْوَد النَّحو.

    مِن أَقْوَالِــهِ
    : لَيْس شَيءٌ أَعَزّ مِن العِلْم، لأَنَّ المُلُوكَ حُكَّامٌ عَلَى أَهْلِ الأَرضِ، والعُلَمَاءُ حُكَّامٌ عَلَى المُلُوكِ.

    ومِن أَشْهَر أَبْيَاتِــهِ
    :
    لاَ تَنْه عَن خُلُق وتَأْتِي مِثْلَه...عَارٌ عَلَيْك إِذَا فَعَلتَ عَظِيم

    وقَالَ أَيْضاً
    :
    وَمَا طَلَبُ المَعِيشَةِ بِالتَّمَنِّي... ولَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فِي الدِّلاءِ
    تَجِيءُ بِمِلْئِهَا طَوْرًا وطَوْرًا ... تَجِيءُ بِحِمْأَةٍ وقَلِيلِ مَاءٍ

    قَالُواْ عَنْـهُ
    :
    - قَالَ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ، وابْنُ سَعدٍ، وابْنُ حِبَّان: ثِقَةٌ؛ هُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّحْوِ.
    - وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ، وهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّحْوِ.
    - وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَّمٍ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسَّسَ العَرَبيَّةَ وفَتَحَ بَابهَا وأَنْهَجَ سَبِيلَهَا ووَضَعَ قِيَاسَهَا.
    - وقَالَ الجَاحِظُ: أَبُو الأَسْوَدِ مَعْدُودٌ فِي التَّابِعِينَ والفُقَهَاءِ، والمُحَدِّثِيَن والشُّعَرَاءِ، والأَشْرَافِ والفُرْسَان والأُمَرَاء، والدُّهَاة، والنَّحْوِيِّين ، والحَاضِرِي الجَوَابِ.
    - وقَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ ذَا دَيْنٍ وعَقْلٍ ولِسَانٍ وبَيَانٍ وفَهْمٍ وذَكَاءٍ وحَزْمٍ، وكَانَ مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ.
    - وقَالَ ابْنُ السَّاعِيُّ: مِن وُجُوهِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم ومُحَدِّثِيهِم.
    - وقَالَ يَاقُوتٌ الحَمَوِيُّ: أَحَدُ سَادَاتِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم ومُحَدِّثِيهِم.
    - وقَالَ ابْنُ خَلِّكَان: كَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعِينَ وأَعْيَانِهِم، ومِن أَكْمَلِ الرِّجَالِ رَأْياً وأَسَدِّهِم عَقْلاً.
    - وقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ، وهُوَ أَوُّلُ مَنْ وَضَعَ النَّحْوَ، ولَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، وجَوَابٌ حَاضِرٌ، وأَخْبَارُهُ مَشْهُورَةٌ، وكَلاَمُهُ كَثِيرُ الحِكَمِ والأَمْثَالِ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، ابْتَكَرَ النَّحْوَ، عَلاَّمَةٌ، فَاضِلٌ.
    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَاضِلٌ، مِن كِبَارِ التَّابِعِينَ، مُخَضْرَم.
    - وقَالَ السُّيُوطِيُّ: كَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعينَ، شَاعِرًا، سَرِيعَ الجَوَابِ، ثِقَةً فِي حَدِيثهِ.

    وَفَـاتُــــهُ
    : مَاتَ أَبُو الأَسْوَدِ بِالبَصْرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وسِتِّيْنَ (69 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

  3. #3

    افتراضي

    (2) نَـصْـــرُ بْـنُ عَـاصِـــمٍ

    هُـــــوَ
    : نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ النَّحْوِيُّ، المُقْرِئُ.

    مِن أَوَائِل وَاضِعِي عِلْمِ النَّحْوِ، فَقَد وضَعَ لِلنَّحوِ أَبْوَاباً، وأَصَّلَ لَهُ أُصُولاً، فَذَكَر عَوَامِلَ الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ والجَزْمِ، ووَضَعَ بَابَ الفَاعِلِ والمَفْعُولِ والتَّعَجُّبِ والمُضَافِ؛ وقِيلَ: هُوَ أَوَّل مَن نَقَطَ المَصَاحِفَ؛ وكَانَ يَرَى رَأْي الخَوَارِج ثُمَّ تَرَك ذَلِك، ولَهُ فِي تَركِه أَبْيَاتٌ.


    أَخَذَ النَّحْوَ عَنْ
    : أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَليِّ، ويَحْيَى بنُ يَعْمَرَ العَدْوَانِيِّ.

    وأَخَذَ عَنْهُ النَّحْوَ
    : ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الحَضْرَمِيُّ، وأَبُو عَمْرٍو بْنِ العَلاَءِ.

    - قَالَ عَنْهُ النَّسَائِيُّ، وابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ.
    - وقَالَ يَاقُوتٌ:كَانَ فَقِيهاً، عَالِماً بِالعَرَبِيَّةِ ، مِن فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ.
    - وقَالَ القِفْطِيُّ: أَوَّلُ العُلَمَاءِ فِي عِلْمِ النَّحْوِ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، نَقَطَ المَصَاحِفَ؛ صَاحِبُ العَرَبِيَّةِ.
    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، رُمِيَ بِرَأْي الخَوَارِجِ، وصَحَّ رُجُوعُهُ عَنْهُ.

    وَفَـاتُـــــهُ
    : مَاتَ بِالبَصرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وثَمَانِينَ (89 ه).

  4. #4

    افتراضي

    (3) ابـْنُ يَـعْــمَــــرَ الـعَــدْوَانـِ ــيُّ

    هُـــــوَ
    : يَحْيَى بنُ يَعْمَرَ، أَبُو سُلَيْمَانَ العَدْوَانِيُّ، البَصْرِيُّ.النَّحْوِيُّ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئُ؛ قَاضِي مَرْوَ أَيَّامَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ.

    حَدَّثَ عَنْ
    : عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابْنِ عَبَّاسٍ، وابْنِ عُمَرَ؛ وغَيْرِهِم.

    وقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى
    : أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ.

    ورَوَى القِرَاءَةَ عَنْهُ عَرضاً
    : عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وأَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ.

    وكَانَ
    مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، وحَمَلَةِ الحُجَّةِ، ذَا لَسَنٍ وفَصَاحَةٍ يَنْطِقُ بِالعَرَبِيَّةِ المَحْضَةِ، طَبِيعَةٌ فِيْهِ، غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ، بَيْدَ أَنَّ فِي لُغَتِهِ إِغْرَابٌ وتَقَعُّرٌ، وفِيْهِ تَشَيُّعٌ لِأَهْلِ البَيْتِ مِن غَيْرِ اِنْتِقَاصٍ لِفَضْلِ غَيْرِهِم؛ وقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ نَقَطَ المَصَاحِفَ، وذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُوْجَدَ تَشْكِيْلُ الكِتَابَةِ بِمُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ.

    نَفَاهُ
    الحَجَّاجُ المُبِيرُ، وذَلِكَ بِسَبَبِ حَادِثَةٍ وَقَعَت لَهُ مَعَهُ، فَكَلَّمَهُ يَحيَى، فَلَم تُعْجِب الحَجَّاجُ صَرَاحَتَهُ؛ إِذْ قَالَ لَهُ الظَّالِمُ: أَتَجِدُنِي أَلْحَنُ؟! فَقَالَ يَحيَى: نَعَم. فَقَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟!
    فَقَالَ: فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى. فَقَالَ المُسْتَبِدُّ: ذَلِكَ أَسْوَأ، فَفِي أَيِّ حَرْفٍ مِن كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ: قَرَأْتَ: {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوه ا وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ}. (التَّوْبَة: 24)؛ فَرَفَعْتَ (أَحَبَّ) وهُوَ مَنْصُوبٌ. فَغَضِبَ الجَائِرُ وقَالَ: لاَ تُسَاكِنُنِي بِبَلَدٍ أَنَا فِيهِ، ونَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ.
    فَلَمَّ قَدِمَ خُرَاسَانَ، قِبَلَهُ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، ووَلاَّهُ القَضَاءَ بِهَا، فَكَانَ إِذَا انْتَقَلَ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ اِسْتُخْلِفَ عَلَى القَضَاءِ بِهَا، ثُمَّ عَزَلَهُ قُتَيْبَةُ بَعدُ.

    ومِـن غَـرِيــبِ كَـلاَمِــهِ
    :

    -
    كَتَبَ يَزِيْدُ بنُ المُهَلَّبِ إِلَى الحَجَّاجِ يَوْماً: "إنَّا لَقِينَا العَدِوَّ، فَمَنَحَنَا اللهُ أَكْتَافَهُم، فَأَسَرْنَا طَائِفَةً، وقَتَلْنَا طَائِفَةً، واضْطَرَرْنَاهُ مإِلَى عُرْعُرة الجَبَلِ، ونَحْنُ بِحَضِيضِهِ وأَثْنَاءَ الأَنْهَارِ". فَلَمَّا قَرَأَ الحَجَّاجُ الكِتَابَ قَالَ: مَا لِابْنِ المُهَلَّبِ ولِهَذَا الكَلَامُ! حَسَدًا لَهُ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ اِبْنَ يَعْمَرَ هُنَاكَ. قَالَ: فَذَاكَ إِذَاً.

    -
    وقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ لِرَجُلٍ خَاصَمَتْهُ اِمْرَأَتُهُ: أَأنْ سَأَلتْكَ ثَمَنَ شَكْرِهَا وشَبْرِك، أَنْشَأتَ تَطُلُّهَا وتَضْهَلُهَا!

    -
    واشْتَرَى مَرَّةً جَارِيَةً خُرَاسَانِيَّةً ضَخْمَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَقَالَيَحْيَى: نِعْمَ المِطَخَّة!

    قَـالُــوا عَـنْــهُ
    :
    - قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ نَحْوِيًّا، صَاحِبَ عِلْمٍ بِالعَرَبِيَّةَ والقُرآنِ، وكَانَ ثِقَةً.
    - وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وأَبُو حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
    - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِن فُصَحَاءِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وأَكْثَرَهُم عِلْمًا بِاللُّغَةِ، مَعَ الوَرَعِ الشَّدِيدِ.
    - وقَالَ الحَاكِمُ: فَقِيْهٌ، أَدِيبٌ، نَحْوِيٌّ.
    - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الزَّبِيدِيُّ: كَانَ مَأْمُونًا عَالِمًا، يُرْوَى عَنْهُ الفِقْهَ.
    - وقَالَ ابْنُ خَلِّكَان:كَانَ عَالِماً بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ والنَّحْوِ ولُغَاتِ العَرَبِ.
    - وقَالَ يَاقُوْتٌ:كَانَ عَالِماً بِالقِرَاءَةِ والحَدِيثِ والفِقْهِ والعَرَبِيَّةِ ولُغَاتِ العَرَبِ، وكَانَ فَصِيحاً بَلِيغاً يَسْتَعمِلُ الغَرَيبَ فِي كَلاَمِهِ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، مُقْرِىٌء، مُفَوَّهٌ.
    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَصِيحٌ، وكَانَ يُرْسِل.

    وَفَــاتُـــهُ
    : مَاتَ يَحيَى فِي سَنَةِ مِائَةٍ (100 هـــ)؛ وقِيلَ قَبْلَهَا، وقِيلَ بَعدَهَا.

  5. #5

    افتراضي

    (4) عَــنْــبَـــسَ ـــــةُ الــفِــيـــلُ

    هُـــــوَ
    : عَنْبَسَةُ بْنُ مَعْدَانَ المَهرِيُّ. إِمَامُ النَّحْوِ

    أَخَذَ
    النَّحْوَ عَنْ أَبِي الأَسْوُدِ الدؤلي، ولَم يَكُن فِي مَنْ أَخَذَ النَّحْوَ أَبْرَعَ مِنْهُ.

    وسَبَبُ
    تَسْمِيَتِهِ بِالفِيلِ: فَقَد كَانَ لِزِيَادَ اِبْنِ أَبِيهِ فِيْل يَنْفِقُ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ عَشَرَة دَرَاهِمُ، فَقَالَ مَعْدَانُ (وَالِد عَنْبَسَة): ادْفَعُوهُ إِلَيَّ؛ وأَكْفِيكُمْ المُؤْنَة، وأُعْطِيكُمْ عَشَرَةَ دَرَاهِمِ كُلَّ يَوْمٍ؛ فَدَفَعُوهَا إِلَيْهِ، فَكَانَ يَدُورُ بِهِ فِي البَصْرَةِ ويَكْتَسِبُ بِهِ، فَأَثْرَى وبَنَى قَصْرًا، فَلِذَا قِيلَ لَهُ: مَعْدَانُ الفِيلِ؛ ومِنْ ثَمَّ اِلتَحَقَ هَذَا اللَّقَبُ بِعَنْبَسَةَ.

    -
    قَالَ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى أَبِي الأَسْوَدِ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ العَرَبِيَّةَ، فَكَانَ أَبْرَعَ أَصْحَابِهِ عَنْبَسَةُ الفِيل؛ واخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى عَنْبَسَةَ فَكَانَ البَارِعَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَيْمُونٌ الأَقْرَن.
    - وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ العَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، ثُمَّ مَيْمُونٌ، ثُمَّ عَنْبَسَةُ الفِيلُ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
    - وقَالَ القِفْطِيُّ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَقْدِيمِ مَيْمُونِ عَلَى عَنْبَسَةَ، وفِي تَقْدِيمِ عَنْبَسَةَ عَلَى مَيْمُونٍ فِي الفَضْلِ والعِلْمِ وسَعَةِ الرِّوَايَةِ.

    -
    - كَانَ عَنْبَسَةُ أَحَدَ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ يُرْجَعُ إِلَيْهِم فِي المُشْكِلاَتِ؛، لاَ يُعْرَفُ لَهُ تَارِيخُ مَوْلِدٍ ولاَ وَفَاةٍ، ولَكِنَّهُ مِن أَبْنَاءِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ ظَنًّا.

  6. #6

    افتراضي

    (5) مَـيْـمُـــونٌ الأَقْــــرَنُ

    هُـــــوَ
    : مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ الإِفْرِيقِيُّ. الإِمَامُ المُقَدَّمُ فِي العَرَبِيَّةِ بَعْدَ أَبِي الأَسْوَدِ.

    أَخَذَ النَّحْوَ عَنْ: أَبِي الأَسْوَدِ.


    -
    قَالَ المَدَائِنِيُّ: أَمَرَ زِيَادُ أَبَا الأَسْوَدِ أَن يَنْقُطَ المَصَاحِفَ فَنَقَطَهَا، ورَسَمَ مِن النَّحْوِ رُسُوماً، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُ مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ فَزَادَ عَلَيْهِ فِي حُدُودِ العَرَبِيَّةِ، ثُمَّ زَادَ فِيهَا بَعْدَهُ عَنْبَسَةُ الفِيْلُ.

    -
    وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ العَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، ثُمَّ مَيْمُونٌ، ثُمَّ عَنْبَسَةُ الفِيلُ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.

    -
    وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً: سُئِلَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ عَن جَرِيرٍ والفَرَزْدَق والأَخْطَل أَيُّهُم أَشْعَر؟! فَقَالَ: أَجْمَعَتِ العُلَمَاءُ عَلَى الأَخْطَل. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَقُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ سَلْهُ مَنْ هَؤُلاَءِ العُلَمَاء؟! فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: هُم مَيْمُونٌالأَقْرَنُ، وعَنْبَسَةُ الفِيلُ، وابْنُ أَبِي إِسْحَاقَالحَضْرَمِيُّ، وأَبُو عَمْرٍو بْنُ العَلاَء، وعِيْسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ.

    -
    - كَانَ مَيْمُونٌ أَحَدَ أَئِمَّةِ العَرَبِيَّةِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ يُرْجَعُ إِلَيْهِم فِي المُشْكِلاَتِ؛ لاَ يُعْرَفُ لَهُ تَارِيخُ مَوْلِدٍ ولاَ وَفَاةٍ، ولَكِنَّهُ مِن أَبْنَاءِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ ظَنًّا.

  7. #7

    افتراضي

    (6) ابْنُ أَبِـي إِسْـحَــاقَ الـحَــضْــرَمِ ــيُّ

    هُـــــوَ
    : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (واسْمُهُ: زَيْدٌ) بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيُّ البَصْرِيُّ. أَحَدُ الأَئِمَّةِ فِي القِرَاءَةِ والنَّحْوِ.

    فَرَّعَ
    النَّحْوَ، وقَاسَهُ، وكَانَ أَعْلَمَ البَصْرِيينَ بِهِ.

    أَخَذَ
    القُرآنَ عَنْ: يَحيَى بْن يَعْمَر، ونَصْر بْنِ عَاصِمٍ.

    وأَخَذَ
    عَنْهُ النَّحْوَ والعَرَبِيَّةَ: أَبُو عَمْرٍو ابْنُ العَلاَءِ، وعِيْسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ، والأَخْفَشُ الكَبِيرُ.

    -
    قَالَ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ العَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، ثُمَّ مَيْمُونٌ، ثُمَّ عَنْبَسَةُ الفِيلُ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
    - وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً: اخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى أَبِي الأَسْوَدِ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ العَرَبِيَّةَ، فَكَانَ أَبْرَعَ أَصْحَابِهِ عَنْبَسَةُ الفِيل؛ واخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى عَنْبَسَةَ فَكَانَ البَارِعَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَيْمُونٌ الأَقْرَن، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.
    - وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: سَمِعْتُ يُونُسَ يُسْئَلُ عَن ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: هُوَ والنَّحْوُ سَوَاء. (أَيْ: هُوَ الغَايَة)
    - وقَالَ القِفْطِيُّ: مُقْرِئ، نَحْوِىٌّ عَلاَّمَةٌ.
    - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ.
    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: صَدُوقٌ.

    وَفَــاتُـــهُ
    : مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (117 هـــ).

  8. #8

    افتراضي

    (7) عَـبْـــدُ الـحَـمِـيْـــد ِ الـكَــاتِــــب ُ

    هُـــــوَ
    : عَبْدُ الحَمِيْدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ الأَنْبَارِيُّ، أَبُو يَحْيَى. العَلاَّمَةُ، الأَدِيبُ، البَلِيْغُ، يُضْرَبُ بِهِ المَثَل فِي البَلاَغَةِ.

    -
    أَخَذَ عَنْهُ المُتَرَسِّلُون َ ومِنْهُ يَسْتَمِدُّونَ، حَتَّى قِيلَ: فُتِحَتِ الرَّسَائِل بِعَبْدِ الحَمِيدِ، وخُتِمَتْ بِابْنِ العَمِيدِ.

    -
    لَهُ عِدَّة رَسَائِل، تَزِيد عَلَى أَلْفِ وَرَقَةٍ.

    -
    ولَهُ أيْضاً كِتَاب: (نَصِيحَة الكُتَّاب ومَا يَلْزَم أَن يَكُونُوا عَلَيْهِ مِن الأَخْلاَق والآدَابِ).

    -
    ولَهُ أيْضاً كِتَاب: (أَخْبَار خُلَفَاء بَنِي العَبَّاس) فِي التَّارِيخِ.

    مِن كَلاَمِـهِ
    : القَلَمُ شَجَرَةٌ ثَمَرَتُها الأَلْفَاظُ، والفِكْرُ بَحرٌ لُؤْلُؤْهُ الحِكْمَةُ.

    -
    قَالَ عَنْهُ الخَطِيبُ: كَانَ مِنَ الكُتَّابِ البُلَغَاءِ، وبِهِ يُضْرَبُ المَثَلُ فِي الكِتَابَةِ.
    - وقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الكِتَابَةِ.
    - وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: كَاتِبٌ، بَلِيغٌ، مَشْهُورٌ؛ وبِهِ يُضْرَبُ المَثَلُ فِي البَلاَغَةِ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: عَلاَّمَةٌ، بَلِيغٌ.
    - وقَالَ الصَّفَدِيُّ: كَانَ مِنَ الكُتَّابِ الفُضَلَاءِ البُلَغَاءِ الَّذِينَ يُضْرَبُ بِهِمُ المَثَلُ فِي الكِتَابَةِ، وكَانَ أَوْحَدَ دَهْرِهِ.

    وَفَاتُـــــهُ
    : مَاتَ بِالفَيُّوم فِي مِصْرَ مَقْتُولاً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (132 هــ) فِي آخِر دَوْلَة بَنِي أُمَيَّة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •