تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: أئـمــة التـفـسـيــر

  1. #1

    افتراضي أئـمــة التـفـسـيــر



    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ القُرآنَ وجَعَلَهُ حُجَّة، وأَوْضَحَ بِهِ لِلمُؤْمِنِين المَحَجَّة، وأَظْهَرَ لَهُم بِآيَاتِهِ نُورًا وكَانُوا مِن ظُلْمَة البَاطِل فِي لُجَّة، أَحمَدُهُ حَمْدَ مَنِ اتَّبَعَ نَهْجَه، واتَّبَعَ طَرِيقَهُ وهَدْيَه، وأُصَلِّي وأُسَلِّم عَلَى نَبِيّهِ وخَلِيلِهِ مُحَمَّدٍ، المَبْعُوثِ بِالآيَاتِ البَيِّنَاتِ والمُعجِزَاتِ الوَاضِحَاتِ، وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ الَّذِين شَادُواْ الدِّينَ، ورَفَعُواْ لِوَاءَهُ فِي العَالَمِينَ.

    وبَـعـــــــد،، ،

    فَهَذِهِ تَرَاجِمٌ نَفِيسَةٌ لِأَشْهَرِ عُلَمَاءِ التَّفْسِيْرِ مِن عَهْدِ التَّابِعيِنَ فَمَنْ بَعدَهُم، قُمْتُ بِجَمْعِهِم وتَرتِيبِهِم وَفْقاً لِأَقْدَمِيَّةِ وَفِيَّاتِهِم.

    واللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجعَلَ هَذَا العَمَلَ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وأَنْ يَنْفَعَنا بِهِ وإِيَّاكُم؛، والحَمَدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين.




    حَاتِم بْنُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍالشِّحْرِيُّ



  2. #2

    افتراضي

    (1) أَبُــو الـعَـالِـيَــة ِ الـرِّيَـاحِــي ُّ


    هُـــــوَ
    : رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.

    أَدْرَك زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ شَابٌّ، وَأَسْلَمَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، ودَخَلَ عَلَيْهِ.


    وحَفِظَ القُرْآنَ، وقَرَأَهُ عَلَى
    عُمَرَ وأُبَيِّ بنِ كَعْب وزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وتَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ، وبعُدَ صِيْتُهُ واشْتَهَرَ، ولَم يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَعْلَمَ بِالقُرْآنِ مِنْهُ.

    مِن أَقْـوَالِــــه ِ
    :
    - قَالَ أَبُو العَالِيَة: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، فَإِذَا تَعْلَّمْتُمُوْ هُ، فَلاَ تَرْغَبُوا عَنْهُ، وَإِيَّاكُم وَهَذِهِ الأَهْوَاءَ، فَإِنَّهَا تُوْقِعُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَكُم.
    - وقَالَ: إِنَّ اللهَ قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التَّغَابُنُ: 11]، ومَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطَّلاَقُ: 3]، ومَنْ أَقْرَضَهُ جَازَاهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً، فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيْرَةً} [البَقَرَةُ: 245]، ومَنِ اسْتَجَارَ مِنْ عَذَابِهِ أَجَارَهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَاعْتَصِمُوا بَحْبِلِ اللهِ جَمِيْعاً} [آلُ عِمْرَانَ: 103]، والاعْتِصَامُ: الثِّقَةُ بِاللهِ. ومَنْ دَعَاهُ أَجَابَهُ، وتَصْدِيْقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيْبٌ، أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البَقَرَةُ: 186].
    - وقَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَهْلِكَ عَبْدٌ بَيْنَ نِعْمَتَيْنِ: نِعْمَةٍ يَحْمَدُ اللهُ عَلَيْهَا، وذَنْبٍ يَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ.
    - وقَالَ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّهُ أَحْفَظُ عَلَيْكُم.

    وَفَـاتُـــــه
    ُ: مَاتَ أَبُو العَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِيْن (90 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


  3. #3

    افتراضي

    (2) سَـعِـيْـــدُ بْـــنُ جُـبَــيْــــرٍ

    هُـــــوَ
    : سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ بنِ هِشَامٍ الوَالِبِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الفَقِيهُ البَكَّاءُ، والعَالِمُ الدَّعَّاءُ، السَّعِيدُ الشَّهِيدُ، السَّدِيدُ الحَمِيدُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ.

    قَرَأَ
    القُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، ولاَزَمَهُ طَويلاً وأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِير والفِقْه والحَدِيث.

    مَـوْلِـــــدُه ُ
    : وُلِدَ سَعِيْدٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وثَلاَثِينَ (38 هـــ)، وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وفُضَلاَئِهَا، فَكَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، ودَخَلَ يوماً الكَعْبَةَ، فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ!! وكَانَ يَحُجُّ سَنَةً ويَعتَمِرُ سَنَةً.

    وكَانَ
    مُجَاب الدَّعْوَة... كَانَ لَهُ دِيْكٌ، يُوقِظُهُ مِنَ اللَّيْلِ بِصِيَاحِهِ، فَلَمْ يَصِحْ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمْ يُصَلِّ سَعِيْدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَشَقَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَهُ، قَطَعَ اللهُ صَوْتَهُ؟! فَمَا سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ بَعْدُ!!
    فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، لاَ تَدْعُ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَهَا.

    -
    كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، إِذَا أَتَاهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ يَسْتَفْتُوْنَه ، يَقُوْلُ: أَلَيْسَ فِيْكُمُ سَعِيْدُ بْن جُبَيْر؟!

    مِن أَقْوَالِـــــه ِ
    :
    - التَّوَكُّل عَلَى اللهِ جِمَاعُ الإِيْمَانِ.
    - إِنَّ الخَشْيَةَ أَنْ تَخْشَى اللهَ حَتَّى تَحُوْلَ خَشْيَتُكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، فَتِلْكَ الخَشْيَة.
    - الذِّكْرُ طَاعَةُ اللهِ، فَمَنْ أَطَاعَ اللهَ، فَقَدْ ذَكَرَهُ، وَمَنْ لَمْ يُطِعْهُ، فَلَيْسَ بِذَاكِرٍ، وَإِنْ أَكْثَرَ التَّسْبِيْحَ وَتِلاَوَةَ القُرْآن.
    - عَلاَمَةُ هَلاَكِ النَّاسِ؛ ذِهَابَ عُلَمَاؤُهُم.
    - لَوْ فَارَقَ ذِكْرُ المَوْتِ قَلْبِي، لَخِشِيْتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ قَلْبِي.
    - مِنْ إِضَاعَةِ المَالِ أَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ حَلَالًا فَتُنْفِقَهُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.
    - إِنَّمَا الدُّنْيَا جَمْعٌ مِنْ جُمَعِ الآخِرَة.
    - وَكَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَحُسْنَ الظَنِّ بِك.

    وَفَـاتُـــــه
    : قَتَلَهُ الحَجَّاجُ بْن يُوسُف الظَّالِم، فِي شَهْرِ شَعْبَان سَنَةَ خَمْسٍ وتِسْعِيْنَ (95 هــ)، وقَد بَلَغَ سَبْعاً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (57)، وَمَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ إِلاَّ وهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

    فَـائِـــــدَةٌ
    : أَعْرَضْتُ عَن ذِكْرِ الحِوَارِ المَشْهُورِ الَّذِي دَارِ بَيْنَ سَعِيدٍ والحَجَّاج، لِأَنَّهَا قِصَّة غَيْر صَحِيحَة، أَخْرَجَهَا أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيّ فِي "الحِلْيَة" (ج4/ ص 291) فَقَال: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا خَالِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَفْصُ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِ يُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي....فَذَ كَرَ القِصَّةَ كَامِلَةً.

    قَالَ الذَّهَبِيُّ عَنْهَا
    : "حِكَايَةٌ مُنْكَرَة، غَيْرُ صَحِيْحَة".

    قُلتُ
    (حَاتِم): هِي مِن رِوَايَة حَفْص السَّمَرْقَنْدِ يُّ، ضَعَّفُوهُ، ومِنْهُم مَن اتَّهَمَهُ بِالكَذِب والوَضْع.

  4. #4

    افتراضي


    (3) الـضَّـحَّـــاك ُ بْــنُ مُـزَاحِــــمٍ

    هُـــــو
    : الضَّحَّاكُ بنُ مُزَاحِمٍ الهِلاَلِيُّ أَبُو مُحَمَّد؛ الإِمَامُ.

    كَانَ
    مِنْ أَوعِيَةِ العِلْمِ، وَلَيْسَ بِالمُجَوِّدِ لِحَدِيْثِهِ، وَهُوَ صَدُوْقٌ فِي نَفْسِهِ.

    لَمْ
    يَلْقَ الضَّحَّاكُ ابْنَ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا)، إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيْدَ بنَ جُبَيْرٍ بِالرَّيِّ، فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيْر.

    ولَهُ
    بَاعٌ كَبِيْرٌ فِي التَّفْسِيْرِ، وكَانَ مِمَن عُنِيَ بِعلْمِ القُرآنِ عِنَايَةً شَدِيدَةً مَعَ لُزُومِ العِبَادَةِ والزُّهْدِ والوَرَعِ، وكَانَ يُعَلِّمُ ولاَ يَأْخُذُ أَجْراً.

    مِن أَقْـوَالِــــه ِ
    : حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ أَنْ يَكُوْنَ فَقِيْهاً، وتَلاَ قَوْلَ اللهِ: {كُوْنُوا رَبَّانِيِّيْنَ بِمَا كُنْتُم تُعَلِّمُوْنَ الكِتَابَ}. [آلُ عِمْرَانَ: 79].

    وَفَاتُـــــهُ
    : تُوُفِّيَ الضَّحَّاكُ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَةٍ (105 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.



  5. #5

    افتراضي

    (4) مُـجَــاهِـــدُ بـْـنُ جَــبْــــــرٍ

    هُـــــوَ
    : مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ الأَسْوَدُ، أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ. الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ والمُفَسِّرِيْن

    أَخَذَ
    عَن ابْنِ عَبَّاسٍ القُرْآنَ والتَّفْسِيْر؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: عَرَضْتُ القُرْآنَ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ: فِيْمَ نَزَلَت؟ وَكَيْفَ كَانَت؟

    مَـــوْلِـــــد ُهُ
    : وُلِدَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ إِحدَى وعِشْرِينَ (21 هــ).

    وكَانَ
    كَثِيْرَ الأَسْفَارِ والتَّنَقُّلِ، لاَ يَسْمَعُ بِأُعْجُوْبَةٍ إِلاَّ ذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا؛ ذَهَبَ إِلَى بِئْر بَرهُوت بِحَضْرَمَوْت فِي اليَمَن، وذَهَبَ إِلَى بَابِل بِأَرضِ العِرَاق، يَبْحَث عَن هَارُوت ومَارُوت.

    لَهُ
    كِتَاب فِي التَّفْسِير مَعرُوف بِاسْم "تَفْسِير مُجَاهِد"؛ إِلاَّ أَنَّ عُلَمَاء التَّفْسِير يَتَجَنَّبُونَه ُ، لِأنَّهُم رَأَوْا أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ أَهْلَ الكِتَاب (النَّصَارَى واليَهُود) ويَضَعهُ فِيهِ.

    -
    قَالَ عَنْهُ قَتَادَةُ السَّدُوْسِيُّ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيْرِ ؛ مُجَاهِد.
    - وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ مِنْ أَربَعَة؛ مُجَاهِدٍ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْر وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاك.

    وَفَـاتُـــــه
    ُ: مَاتَ مُجَاهِدٌ وهُوَ سَاجِدٌ، سَنَةَ أَربَعٍ ومَائَةٍ (104 هــ)، وقَد بَلَغَ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً (83)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

  6. #6

    افتراضي

    (5) عِـكْـــرِمَـــ ـةُ الـقُــــرَشِــ ــيُّ

    هُـــــوَ
    : عِكْرِمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، البَرْبَرِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ الفَقِيهُ، المُفَسِّرُ الكَبِيرُ، المُفتِي النِّحْرِيرُ.

    مَوْلَى
    عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، ومِن تَلاَمِذَتِهِ النُّجَبَاءِ، ومِن أَعلَمِ النَّاسِ بِعِلْمِهِ.

    طَلَبَ
    عِكْرِمَةُ العِلْمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِيْهِ الكَبْلَ (القَيْد) عَلَى تَعَلِيْمِهِ القُرْآنِ والسُّنَنِ، حَتَّى صَارَ مِن أَهْلِ الحِفظِ والإِتقَانِ، والمُلاَزِمينَ لِلوَرَعِ فِي السِّرِ والإِعلَانِ، ومِمَنْ كَانَ يُرجَعُ إِليهِ فِي عِلْمِ القُرآنِ مَعَ الفِقْهِ والعِبَادَةِ.

    نَـجَـابَـتُـــ هُ
    :
    عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: {لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيْداً}. [الأَعْرَافُ: 164]. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجَا القَوْمُ أَمْ هَلَكُوا؟
    فَقَالَ عِكْرِمَة: فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُم قَدْ نَجَوْا. قَالَ: فَكَسَانِي حُلَّةً (ثَوْب مِن قِطْعَتَيْن).

    -
    قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنْ عَبَّاس: مَا حَدَّثَكُم عَنِّي عِكْرِمَةُ، فَصَدِّقُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ عَلَيَّ.
    - وقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضاً: انْطَلِقْ، فَأَفْتِ النَّاسَ، وَأَنَا لَكَ عَوْنٌ، فَمَنْ جَاءكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيْهِ، فَأَفْتِهِ، وَمَنْ سَأَلَكَ عَمَّا لاَ يَعْنِيْهِ، فَلاَ تُفْتِهِ.
    - وقَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ الأَزْدِيُّ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا البَحْرُ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاس.
    - وقَالَ سَعِيْدُ بْنُ جُبَيْر: عِكْرِمَةُ؛ أَعْلَمُ مِنِّي.
    - وقَالَ الشَّعْبِيَّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ عِكْرِمَة.
    - وَقَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيْرِ ؛ عِكْرِمَةُ.
    - وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عِكْرِمَةُ؛ ثُلُثَا العِلْمِ.
    - وقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب: عِكْرِمَةُ؛ حَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ.
    - وقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازي: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِيَالٌ عَلَى عِكْرِمَةَ.

    مِن أَقوَالِـــــهِ
    :
    - قَالَ عِكْرِمَةٌ: إِنَّ لِلْعِلْمِ ثَمَناً، فَأَعْطُوْهُ ثَمَنَهُ.

    فقَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟
    قَالَ: أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حِفْظَهُ ولاَ يُضَيِّعُهُ.

    وَفَـاتُــــهُ
    : مَاتَ عِكْرِمَةُ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَةٍ (105 ه)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَةً (80)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    سلمت يداك.

  8. #8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    سلمت يداك.

    سلَّمك اللهُ من كل شر
    .. ورزقك الكثير من كل خير

  9. #9

    افتراضي

    (6) أَبُــو حَـمْــزَةَ الـقُــرَظِـــي ُّ

    هُـــــوَ
    : مُحَمَّدُ بنُ كَعْبِ بنِ حَيَّانَ بنِ سُلَيْمٍ، أَبُو حَمْزَةَ القُرَظِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الصَّادِقُ، سَكَنَ الكُوْفَةَ، ثُمَّ المَدِيْنَةَ.

    كَانَ
    مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، ومِنْ عُبَّادِ أَهْلِ المَدِينَةِ وعُلَمَائِهِم بِالقُرآنِ والفِقْهِ، وكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَبِيْرَ القَدْرِ.

    مِن أَقْـوَالِــــه ِ
    :
    - قَالَ: لَوْ رُخِّصَ لِأَحَدٍ فِي تَرْكِ الذِّكْرِ لرُخِّصَ لِزَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا}. [آل عمران: 41]، ولَرُخِّصَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}. [الأنفال: 45].
    - وقَالَ: وَقِيلَ لَهُ: مَا عَلَامَةُ الخُذْلانِ؟ قَالَ: أَنْ يَسْتَقْبِحَ الرَّجُلُ مَا كَانَ يَسْتَحْسِنُ، ويَسْتَحْسِنُ مَا كَانَ قَبِيحًا.
    - وقَالَ: لاَ يَكْذِبُ الكَاذِبُ إِلاَّ مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ.

    قَـالُــوا عَـنْــهُ
    :
    - قال عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِتَأْوِيْلِ القُرْآنِ مِنَ القُرَظِيِّ.
    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، عَالِماً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَرِعاً.
    - وقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، وأَبُو زُرْعَةَ، والعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. زَادَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، رَجُلٌ صَالِحٌ، عَالِمٌ بِالقُرْآنِ.
    - وقَالَ أَبُو القَاسِمِ الجَوْزِيُّ: تَابِعِيٌّ، مِنْ أَفَاضِلِ أَهْلِ المَدِينَةِ عِلْمًا وفِقْهًا.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ؛ مِنْ أَئِمَّةِ التَّفْسِيْرِ.
    -
    وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، عَالِمٌ؛ تَابِعِيٌّ، مَشْهُورٌ.

    وَفَـاتُــــهُ
    : مَاتَ القُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ ومِائَةٍ (108 هـــ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ سَنَةً ظنًّا (78)؛ رَحَمِهُ اللهُ تَعَالَى.


  10. #10

    افتراضي

    (7) عَـطَـــــاءُ بْــنُ أَبِــي رَبَـــــاحٍ

    هُـــــوَ
    : عَطَاءُ بنُ أَسْلَمَ الفِهْرِيّ أَبُو مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، مُفْتِي الحَرَمِ.

    أَدرَكَ
    مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ التَّفْسِيرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وكَانَ مِن تَلاَمِيذِهِ النُّجَبَاءِ.

    وكَانَ
    يُرسِلُ؛ ولَمْ يَكُنْ يُحْسِنُ العَرَبِيَّةَ!

    مَـوْلِـــدُهُ
    : وُلِدَ عَطَاءٌ بِالجَنَد فِي اليَمَن سَنَةَ سَبْعٍ وعِشْرِينَ ظَنًّا (27 هــ)؛ ونَشَأَ بِمَكَّة، وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، عَالِماً بِالحَجِّ، قَد حَجَّ زِيَادَةً عَلَى سَبْعِيْنَ حَجَّةً، وكَانَ لاَ يُفْتِي النَّاسَ بِرَأْيِهِ .. سُئِلَ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي.
    فَقِيْلَ لَهُ: أَلاَ تَقُوْلُ بِرَأْيِكَ؟
    فقَالَ: إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ يُدَانَ فِي الأَرْضِ بِرَأْيِي.

    قَـالُـواْ عَـنْـهُ
    :
    - كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إَذَا سَأَلَهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ لَهُم: تَجْتَمِعُوْنَ عَلَيَّ وعِنْدَكُم عَطَاءٌ...؟!
    - وقَالَ أَبُو حَازِمٍ الأَعرَجُ: فَاقَ عَطَاءٌ أَهْلَ مَكَّةَ فِي الفَتْوَى.
    - وكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِر يَقُوْلُ لِلنَّاس: عَلَيْكُم بِعَطَاءٍ، هُوَ -وَاللهِ- خَيْرٌ لَكُم مِنِّي.
    - وقَالَ قَتَادَةُ السَّدُوسِيُّ: إِذَا اجتَمَعَ لِي أَرْبَعَةٌ، لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَى غَيْرِهِم، ولَمْ أُبَالِ مَنْ خَالَفَهُم: الحَسَنُ، وابْنُ المُسَيِّبِ، وإِبْرَاهِيْمُ، وعَطَاءٌ، هَؤُلاَءِ أَئِمَّةُ الأَمْصَارِ.
    - وقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: مَا رَأَيْتُ فِيْمَنْ لَقِيْتُ أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاح.
    - وقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَاتَ عَطَاءٌ يَوْمَ مَاتَ وهُوَ أَرْضَى أَهْلِ الأَرضِ عِنْدَ النَّاسِ.
    - وقَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ غَيْرَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ: عَطَاءٍ، وطَاوُوْسٍ، ومُجَاهِدٍ.
    - وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ مِنْ أَحسَنِ النَّاسِ صَلاَةً.
    - وقَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ.
    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، فَقِيْهاً، عَالِماً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.
    - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ، والمُقَدَّمِ فِي الصَّالِحِينَ مَعَ الفِقْهِ والوَرَعِ.
    - وقَالَ ابْنُ خَلكَان: كَانَ مِنْ أَجِلاَّءِ الفُقَهَاءِ وتَابِعِي مَكَّةَ وزُهَّادِهَا.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعلاَمِ؛ سَيِّدُ التَّابِعِينَ عِلْمًا وعَمًلاً وإِتْقَانًا فِي زَمَانِهِ بِمَكَّةَ؛ حُجَّةٌ، إِمَامٌ، كَبِيرُ الشَّأْنِ.
    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، فَاضِلٌ، لَكِنَّهُ كَثِيرَ الإِرسَالِ.

    أَمْــرُهُ بِـالمَـعْـــرُ وفِ
    :
    - دَخَلَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَروَان يَوْمًا وهُوَ جَالِسٌ عَلَى السَّرِيْر، وحَوْلَهُ الأَشْرَافُ، وذَلِكَ بِمَكَّةَ، فِي وَقْتِ حَجِّهِ فِي خِلاَفَتِهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ عَبْدُ المَلِكِ، قَامَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيْرِ، وقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَاجَتَكَ...؟!
    قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! اتَّقِ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ، وحَرَمِ رَسُوْلِهِ، فَتَعَاهَدْهُ بِالعَمَارَةِ، واتَّقِ اللهَ فِي أَوْلاَدِ المُهَاجِرِيْنَ والأَنْصَارِ، فَإِنَّك بِهِم جَلَسْتَ هَذَا المَجْلِسَ، واتَّقِ اللهَ فِي أَهْلِ الثُّغُوْرِ، فَإِنَّهُم حِصْنُ المُسْلِمِيْنَ، وتَفَقَّدْ أُمُوْرَ المُسْلِمِيْنَ، فَإِنَّكَ وَحْدَكَ المَسْؤُوْلُ عَنْهُم، واتَّقِ اللهَ فِيْمَنْ عَلَى بَابِكَ، فَلاَ تَغْفُلْ عَنْهُم، ولاَ تُغْلِقْ دُوْنَهُم بَابَكَ.
    فَقَالَ لَهُ: أَفْعَلُ.
    ثُمَّ نَهَضَ، وقَامَ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ، وَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّمَا سَأَلْتَنَا حَوَائِجَ غَيْرِكَ، وقَدْ قَضَيْنَاهَا، فَمَا حَاجَتُكَ؟
    قَالَ: مَا لِي إِلَى مَخْلُوْقٍ حَاجَةٌ.
    ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: هَذَا الشَّرَفُ، هَذَا السُّؤْدُدُ (السِّيَادَة).

    ومِـنْ كَـلاَمِــهِ
    : لاَ أَدْرِي: نِصْفُ العِلْمِ، ويُقَالُ: نِصْفُ الجَهْلِ.

    وَفَـاتُــــهُ
    : مَاتَ عَطَاءٌ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ومِائَة (115 هــ)، وقَد قَارَب التِّسْعِين سَنَة؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

  11. #11

    افتراضي

    (8) الـسُّــدِّيُّ الـكَـبِـيـــرُ

    هُـــــوَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيْمَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحِجَازِيُّ، ثُمَّ الكُوْفِيُّ. المُفَسِّرُ

    سُمِّيَ السُّدِّيُّ
    : لِأَنَّهُ كَانَ يَجْلِس بِالمَدِينَة فِي مَوْضِع يُقَال لَه السُّدّ.

    وكَانَ
    مُحَدِّثاً وإِخْبَارِياً صَدُوقاً؛ ورُمِيَ بِالتَّشَيُّعِ.

    قَـالُــوا عَـنْــهُ
    :
    - قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، وقِيْلَ لَهُ: إِنَّ إِسْمَاعِيْلَ السُّدِّيَّ قَدْ أُعْطِيَ حَظّاً مِنْ عِلْمٍ، فَقَالَ: إِنَّ إِسْمَاعِيْلَ قَدْ أُعْطِيَ حَظّاً مِنَ الجَهْلِ بِالقُرْآنِ.
    - وقَالَ سَلْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَرَّ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ بِالسُّدِّيِّ وهُوَ يُفَسِّرُ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُفَسِّرُ تَفْسِيْرَ القَوْمِ.
    -
    وقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ السُّدِّيُّ أَعْلَمَ بِالقُرْآنِ مِنَ الشَّعْبِيِّ.
    -
    وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: لاَ بَأْسَ بِهِ، مَا سَمِعتُ أَحَدًا يَذْكُرُهُ إِلاَّ بِخَيْرٍ، ومَا تَرَكَهُ أَحَدٌ.
    - وقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وقَالَ مَرَّةً: مُقَارِبُ الحَدِيْثِ.
    -
    وقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ضَعِيْفٌ.
    -
    وقَالَ الجَوْزَجَانِيّ ُ: كَذَّابٌ، شَتَّامٌ.
    -
    وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
    -
    وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وابْنُ نُمَيْرٍ: يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ. زَادَ أَبُو حَاتِمٍ: ولاَ يُحتَجُّ بِهِ.
    -
    وقَالَ الطَّبَرِيُّ: لاَ يُحْتَجُّ بِحَدِيْثِهِ.
    - وقَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحُ الحَدِيْثِ.
    -
    وقَالَ العُقَيْلِيُّ: ضَعِيْفٌ، وكَانَ يَتَنَاوَلُ الشَّيْخَيْنِ.
    - وقَالَ السَّاجِيُّ: صَدُوقٌ، فِيْهِ نظرٌ.
    -
    وقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي مُسْتَقِيْمُ الحَدِيْثِ، لاَ بَأْسَ بِهِ، صَدُوْقٌ.
    - وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، عَالِمٌ بِالتَّفْسِيرِ.
    -
    وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، مُفَسِّرٌ.

    -
    لَـهُ: "تَفْسِير كَبِير".

    وَفَاتُـــهُ
    : مَاتَ السُّدِّيُّ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (127 هــ).


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاك الله خيرا يا شيخ حاتم وبارك الله فيك على فوائدك القيمة
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  13. #13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا يا شيخ حاتم وبارك الله فيك على فوائدك القيمة

    أعزَّكَ اللهُ شيخنا/ رضا وعظَّم أجرك



  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم أحمد الشحري مشاهدة المشاركة

    أعزَّكَ اللهُ شيخنا/ رضا وعظَّم أجرك


    آمين آمين، بيد أني لستُ شيخا ألبتة،
    فأضحك الله سِنك وأدام سرورك آمين .
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  15. #15

    افتراضي رد: أئـمــة التـفـسـيــر


    (
    9) أَبُـــو الـنَّـضْـــرِ الـكَـلْـبِـــي ُّ

    هُـــــوَ
    : مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بِشْرٍ بْنِ عَمْرو بْنِ الحَارِث أَبُو النَّضْرِ الكَلْبِيُّ، المُفَسِّرُ، وكَانَ أَيْضاً رَأْساً فِي الأَنسَابِ، إِلاَّ أَنَّهُ شِيْعِيٌّ، مَتْرُوْكُ الحَدِيْث، قَيلَ أَنَّه حَفِظَ القُرآنَ فِي سَبْعَة أَيَّام!!

    -
    قَالَ عَنْه النَّسَائِيُّ: حَدَّثَ عَنْهُ ثِقَاتٌ مِن النَّاسِ ورَضَوْهُ فِي التَّفْسِيرِ، وأَمَّا فِي الحَدِيثِ فَفِيِه مَنَاكِيِرٌ.

    -
    لَهُ: تَفْسِير القُرْآنِ الكَرِيمِ .. قَالَ أَحمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَحِلُّ النَّظَر فِي تَفْسِيرِ الكَلْبِيّ؟! قَالَ: "لاَ".

    وَفَـاتُـــــهُ
    : مَاتَ أَبُو النَّضْر سَنَة سِتٍّ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (146 هـــ).

  16. #16

    افتراضي رد: أئـمــة التـفـسـيــر


    (10) مُـقَـاتِـــلُ بـْـنُ سُـلَـيْـمَـــا نَ


    هُـــــوَ: مُقَاتِلُ بنُ سُلَيْمَانَ البَلْخِيُّ، أَبُو الحَسَنِ. مِن أَعْلاَمِ المُفَسِّرِين، عَلَى ضَعْفِهِ فِي الحَدِيثِ. أَصْلُهُ مِن مِدِينَة بَلْخٍ بِخُرَاسَان، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى البَصْرَة، ودَخَلَ بَغْدَادَ فَحدَّثَ بِهَا.

    أَشْهَــر مُصَنَّفَاتِـــ هِ: (التَّفْسِير الكَبِير)، وَ (نَوَادِر التَّفْسِيرِ)، وَ (النَّاسِخ والمَنْسُوخ)، وَ (الآيَات المُتَشَابِهَات )، وَ (الوُجُوه والنَّظَائِر فِي القُرآن الكَرِيم)، و (القِرَاآت).

    - قَالَ عَنْهُ ابْنُ المُبَارَكِ: مَا أَحْسَنَ تَفْسِيْرَهُ لَوْ كَانَ ثِقَةً!
    - وقَالَ مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ: مَا وَجَدتُّ عِلْمَ مُقَاتِلٍ إِلاَّ كَالبَحْرِ.
    - وقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ عِيَالٌ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى مُقَاتِلٍ.
    - وقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ لَهُ عِلْمٌ بِالقُرْآنِ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ مِن أَوْعِيَةِ العِلْمِ، بَحْراً فِي التَّفْسِيرِ؛ وهُوَ مَتْرُوك الحَدِيثِ.

    - قُلْتُ: أَجْمَعُواْ عَلَى تَرْكِهِ وهَجْرِهِ فِي الرِّوَايَةِ، ولَكِنَّهُم رَضُوا بِتَفْسِيرِهُ.


    وَفـاتُـــــهُ
    : مَاتَ مُقَاتِل بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ خَمْسِيْنَ ومِائَة (150 هــ).


  17. #17

    افتراضي رد: أئـمــة التـفـسـيــر


    (
    11) ابْــنُ أَبِــي ثَـعْـلَـبَـــة َ الـبَـصْـــرِيّ ُ

    هُـــــوَ: يَحْيَى بنُ سَلاَّمِ بنِ أَبِي ثَعْلَبَةَ، أَبُو زَكَرِيَّا القَيْرَوَانِيّ ُ ثُمَّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، المُفَسِّرُ، المُقْرِئُ؛ نَزِيْلُ المَغْرِبِ بِإِفْرِيْقِيَة َ.

    مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَةٍ (124 هــ) .. وُلِدَ بِالكُوفَةِ، وانْتَقَلَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى البَصْرَةِ، فَنَشَأَ بِهَا ونُسِبَ إِلَيْهَا؛ ورَحَلَ إِلىَ مِصْرَ، ومِنْهَا إِلَى إِفْرِيقْيَة فَاسْتَوْطَنَهَ ا.

    أَخَذَ القِرَاءَاتِ عَنْ أَصْحَابِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وجَمَعَ، وصَنَّفَ، وأَفَادَ.

    أَشْهَـرُ مُؤَلَّفَاتِــه ِ: (تَفْسِيِر القُرْآن الكَرِيملَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ المُتَقَدِّمِيْ نَ مِثْلَهُ، وَ (الجَامِعَ).

    - قَالَ عَنْهُ ابْنُ الجَزَريِّ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً، عَالِماً بِالكِتَابِ والسُّنَّةِ، ولَهُ مَعْرِفَةٌ بِاللُّغَةِ والعَرَبِيَّةِ.
    - وقَالَ أَبُو العَرَبِ: كَانَ مُفَسِّراً، وكَانَ لَهُ قَدْرٌ، ولَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي فُنُونِ العِلْمِ، وكَانَ مِن الحُفَّاظِ، ومِن خِيَارِ خَلْقِ اللهِ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، عَلاَّمَةٌ.

    وَفَـاتُـــــهُ
    : مَاتَ يَحْيَى بِمِصْرَ ،بَعْدَ أَنْ حَجَّ، فِي صَفَرٍ سَنَةَ مائَتَيْن (200 هــ)، وقَد بَلَغَ سِتًّا وسَبْعِينَ سَنَة (76)؛ رَحِمَهُ اللهُ.


  18. #18

    افتراضي رد: أئـمــة التـفـسـيــر


    (
    12) الــتُّــسْــتَ ــــــرِيُّ
    هُــــــوَ: سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوْنُسَ بْن عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُفَيْعٍ،أَبُو مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِيُّ. الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، العَابِدُ، المُفَسِرُّ، شَيْخُ العَارِفِيْنَ.

    مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ مِائَتَيْن (200 هــ).

    أَشْهَرُ مُصَنَّفَاتِــه ِ
    : (تَفْسِير القُرآنِ العَظِيم)، و (نَظْم الدُّرَر فِي تَنَاسُب الآيَاتِ والسِّوَر)، و (فَهْم القُرآنِ)، و(مَوَاعِظُ العَارِفِينَ)، و (الغَايَة لِأَهْلِ النِّهَايَة).

    مِنْ كَلاَمِــهِ
    :
    - قَــالَ: لاَ مُعِيْنَ إِلاَّ اللهُ، ولاَ دَلِيْلَ إِلاَّ رَسُوْلُ اللهِ، ولاَ زَادَ إِلاَّ التَّقْوَى، ولاَ عَمَلَ إِلاَّ الصَّبْرُ عَلَيْهِ.
    - وقَالَ: أُصُوْلُنَا سِتَّـةٌ: التَّمَسُّكُ بِالقُرْآنِ، والاقتِدَاءُ بِالسُّنَّةِ، وأَكلُ الحَلاَلِ، وكَفُّ الأَذَى، واجتِنَابُ الآثَامِ، والتَّوبَةُ، وأَدَاءُ الحُقُوْقِ.
    - وَقَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الزِّنْدِيْقُ زِنْدِيْقاً، لأَنَّهُ وَزَنَ دِقَّ الكَلاَمِ بِمَخْبُوِلِ عَقْلِهِ وقِيَاسِ هَوَى طَبْعِهِ، وتَرَكَ الأَثَرَ، والاَقْتِدَاءَ بِالسُّنَّةِ، وتَأَوَّلَ القُرْآنَ بِالهَوَى، فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ تُكَيِّفُهُ الأَوهَامُ.
    - وقَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا والآخِرَةَ فَلْيَكْتُبِ الحَدِيْثَ، فَإِنَّ فِيْهِ مَنْفَعَةَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
    -
    وقَالَ: مَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ يَعْنِيْهِ حُرِمَ الصِّدْقَ، ومَنْ اشتَغَلَ بِالفُضُوْلِ حُرِمَ الوَرَعَ، ومَنْ ظَنَّ ظَنَّ السَّوْءِ حُرِمَ اليَقِيْنَ، ومَنْ حُرِمَ هَذِهِ الثَّلاَثَة هَلَكَ.
    - وقَالَ: مِن أَخلاَقِ الصِّدِّيْقِينَ أَنْ لاَ يَحْلِفُوا بِاللهِ، وأَنَّ لاَ يَغْتَابُوا، ولاَ يُغْتَابَ عِنْدَهُم، وأَنَّ لاَ يَشْبَعُوا، وإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، ولاَ يَمْزَحُوْنَ أَصْلاً.
    - وقَالَ: الجَاهِلُ مَيِّتٌ، والنَّاسِي نَائِمٌ، والعَاصِي سَكْرَانُ، والمُصِرُّ هَالِكٌ. - وقَالَ: الجُوْعُ سِرُّ اللهِ فِي أَرْضِهِ، لاَ يُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ يُذِيْعُهُ.

    وَفَاتُـــهُ: تُوُفِّيَ سَهْلٌ بْالْبَصْرَةِ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ (283 هــ)، وقَد عَاشَ ثَلاَثاً وثَمَانِينَ سَنَةً (83)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


  19. #19

    افتراضي رد: أئـمــة التـفـسـيــر

    (20) الــطَّــبَــــ رِيُّ

    هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيْرِ بْنِ يَزِيْدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ كَثِيْرٍ الطَّبَرِيُّ، أَبُو جَعفَرٍ. الإِمَامُ العَلَمُ، الحَافِظُ الكَبِيرُ، الفَقِيهُ المُجْتَهِدُ، عَالِمُ العَصْرِ، إِمَامُ المُؤَرِّخِين، وشَيْخُ المُفَسِّرِيْنَ ، وصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ البَدِيْعَة فِي التَّفْسِيرِ والتَّارِيخِ والفِقْهِ، والَّتِي صَارَت مَرجِعاً هَامّاً لِكُلِّ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ مِنْ بَعدِهِ؛ وكَانَ مِمَّنْ لاَ تَأْخُذُه فِي اللهِ لَومَةُ لاَئِم، مَعَ عَظِيْم مَا يَلحَقُه مِنَ الأَذَى والشَّنَاعَات، مِنْ جَاهِل، وحَاسد، وحَاقِدٍ؛ فَأَمَّا أَهْلُ الدِّين والعِلْم، فَغَيْرُ مُنْكِرينَ عِلْمَهُ، وزُهْدَهُ فِي الدُّنْيَا، ورَفضَهُ لَهَا، وقَنَاعَتَهُ.

    مَوْلِدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ أَربَعٍ وعِشْرِيْنَ ومِائَتَيْنِ (224 هــ).

    طَلَبَ الطَّبَرِيُّ العِلْمَ صَغِيراً، وأَكْثَرَ التَّرحَال فِي طَلَبِهِ، ولقِي نُبَلاَء الرِّجَال، وكَانَ مِنْ أَفرَاد الدَّهْر عِلْماً، وذكَاءً، وكَثْرَةَ تَصَانِيْف، قلَّ أَنْ تَرَى العُيُونُ مِثْلَهُ؛ وكَانَ مِنْ كِبَارِ أَئِمَّةِ الاِجْتِهَاد فِي الفِقْه؛ وعُرِضَ عَلَيْهِ القَضَاءُ فَامْتَنَعَ.

    وكَانَ ذَا هِمَّةٍ عَالِيَةٍ فَي طَلَبِ العِلْمِ وتَحصِيلِهِ وكِتَابَتِهِ، مَكَثَ أَربَعِيْنَ سَنَةً يَكْتُبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا أَربَعِيْنَ وَرقَة! وفِي يَوْمٍ خَرَجَ عَلَى تَلاَمِذَتِهِ يَوْماً، فقَال: هَلْ تَنْشَطُوْنَ لتَارِيْخِ العَالَم مِن آدَمَ إِلَى وَقْتِنَا...؟! قَالُوا: كَمْ قَدرُه...؟! فَقَال: ثَلاَثُونَ أَلف وَرَقَـة!! فَقَالُوا: هَذَا مِمَّا تَفْنَى الأَعْمَارُ قَبْلَ تَمَامِهِ. فَقَالَ: إِنَّا للهِ؛ مَاتَتِ الهِمَمُ. فَاختصرَ ذَلِكَ فِي نَحوِ ثَلاَثَةِ آلاَفِ وَرقَة!!

    قَــالُـــواْ عَــنْــــهُ
    :

    - قَالَ أَحْمَدُ بنُ كَامِلٍ القَاضِي: مَا رَأَيْتُ أَفهَمَ ولاَ أَحْفَظ مِنْ الطَّبَرِيّ.
    -
    وقَالَ حُسَيْنَك بْنُ عَلِيٍّ: مَا أَعْلَمُ عَلَى أَدِيمِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ الطَّبَرِيُّ.
    - وقَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ أَحَدُ أَئِمَّةِ العُلَمَاء، يُحكم بِقَوله، ويُرجَع إِلَى رأَيهِ لِمَعْرِفَتِهِ وَفَضْله، وكَانَ قَد جَمَعَ مِنَ الْعُلُوم مَا لَمْ يُشَارِكْهُ فِيْهِ أَحَد مِنْ أَهْلِ عَصْره، فَكَانَ حَافِظاً لكتَاب الله، عَارِفاً بِالقِرَاءات، بَصِيْراً بِالمَعَانِي، فَقِيْهاً فِي أَحْكَام القُرْآن، عَالِماً بِالسُّنَنِ وطُرُقِهَا، صَحيحِهَا وسَقيمِهَا، ونَاسِخِهَا ومَنْسوخِهَا، عَارِفاً بِأَقوَال الصَّحَابَة والتَّابِعِيْنَ ، عَارِفاً بِأَيَّام النَّاس وأَخْبَارهم، ولَهُ فِي أُصُوْل الفِقْه وفُرُوْعِه كُتبٌ كَثِيْرَةٌ مِنْ أَقَاويل الفُقَهَاء، وَتَفَرَّدَ بِمَسَائِلَ حُفِظَت عَنْهُ.
    - وقَالَ أَبُو حَامِد الإِسْفَرَايينِ يُّ: لَوْ سَافرَ رَجُلٌ إِلَى الصِّينِ حَتَّى يُحَصِّلَ تَفْسِيْرَ الطَّبَرِيُّ، لَمْ يَكُنْ كَثِيْراً.

    -
    وقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الطَّبَرِيّ: أَوْثَقُ مَنْ نَقَلَ التَّارِيخَ، وفِي تَفْسِيرِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى عِلْمٍ غَزِيرٍ وتَحقِيقٍ.
    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ ثِقَةً، صَادِقاً، حَافِظاً، رَأْساً فِي التَّفْسِيْر، إِمَاماً فِي الفِقْه، والإِجْمَاع والاخْتِلاَف، عَلاَّمَةٌ فِي التَّارِيْخِ وأَيَّامِ النَّاسِ، عَارِفاً بِالقِرَاءَاتِ وبَاللُّغَةِ، وغَيْر ذَلِكَ.

    مِن أَشْهَـر تَصَانِيفِــهِ
    : (أَخْبَار الرُّسُلِ والمُلُوكِ)، يُعرَفُ بِتَارِيخِ الطَّبَرِيِّ، يَقَعُ فِي إِحدَى عَشَرَ جُزْءاً؛ رَتَّبَهُ عَلَى السِّنِينَ، وذَكَرَ أَحدَاثَ كُلِّ سَنَةٍ ورِجَالاَتِهَا. فَبَدَأَهُ بِلَمْحَةٍ سَرِيعَةٍ حَوْلَ القَوْلِ فِي الزَّمَانِ وخَلْقِ الأَرضِ، ثُمَّ خَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، ومَنْ جَاءَ بَعدَهُ مِن الأَنْبِيَاءِ والرُّسُلِ عَلَيْهِم الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، وأَتْبَعَ ذَلِكَ سِيرَة الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وتَارِيخ صَدرِ الإِسْلاَم والدَّوْلَةِ الأُمَوْيَّة والعَبَّاسِيَّة حَتَّى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلاَثِمائَةٍ، مُتَتَبِّعاً الأَحدَاثَ التَّارِيخِيَّة وتَطَوُّرِهَا وآثَارِهَا سَنَةً بَعدَ سَنَةٍ. و (جَامِع البَيَان فِي تَفْسِيرِ القُرآن) يُعرَفُ بِتَفْسِيرِ الطَّبَرِيِّ، ويَقَعُ فِي ثَلاَثِينَ جُزْءاً. و (اخْتِلاَف الفُقَهَاء) و (تَهْذِيب الْآثَار) التبصير و (تَارِيخ الرِّجَال) و (الفَضَائِل) و (الوَصَايَا) و (الشُّذُور) و (الشُّرُوط) و (الصَّلَاة) و (عَقِيدَة أَهْلِ السُّنَّة) و (شَرح السُّنَّة) و (المُسْتَرشِد فِي عُلُومِ الدِّينِ) و (الجَامِع فِي القِرَاآت) و (آدَاب النُّفُوس).

    وَفَـاتُـــــهُ
    : تُوُفِّيَ الطَّبَرِيُّ بِبَغْدَادَ لَيْلَةَ الأَحَدِ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وثَلاَثِ مِائَةٍ (310 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

    واجْتَمَعَ عَلَى جَنَازَتِهِ مَنْ لاَ يُحصِيهِم عَدَداً إِلاَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وقَد رَثَاهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهلِ الدِّينِ والأَدَبِ؛ مِنْهُم: أَبُو سَعِيْدٍ بْن الأَعْرَابِيّ، حَيْثُ قَالَ:
    حَدَثٌ مُفظِعٌ وَخَطْبٌ جَلِيْلٌ ... دَقَّ عَنْ مِثْلِهِ اصْطِبَارُ الصَّبُورِ
    قَامَ نَاعِي العُلُومِ أَجمَعِ لمَّا ... قَامَ نَاعِي مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •