13 - كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ لاَ يَرَى الكِتَابَةَ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ، وَلاَ عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَلاَ عَنْ أَحَدٍ مِمَّنْ امْتُحِنَ فَأَجَابَ.
قُلْتُ: (القائل الذهبي): هَذَا أَمرٌ ضَيِّقٌ، وَلاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ، بَلْ وَلاَ عَلَى مَنْ أُكرِهَ عَلَى صَرِيحِ الكُفْرِ عَمَلاً بِالآيَةِ - وَهَذَا هُوَ الحَقُّ -.
وَكَانَ يَحْيَى -رَحِمَهُ اللهُ- مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ، فَخَافَ مِنْ سَطْوَةِ الدَّوْلَةِ، وَأَجَابَ تَقِيَّةً. [سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11/ 87)].
.
قلت "نبيل" : هذا من جهة التصريح أمام العامة وهم الرعية ؟ والتصريح أمام الخليفة ولي الأمر.
.
ومن تتبع حالة هؤلاء زمن الفتنة وجد محمد بن نوح والأخوين ممن قتل في السجن ورفض يشهد القرآن مخلوق ؟
ومن تتبع حال هؤلاء زمن الفتنة وجد المحاسبي الحارث القصير لم يفتن في السجن ؟ بل صرّح بذلك أمام العامة الرعية في ساحة بغداد ؟ ثم دعى معهم ان القرآن مخلوق !
فكانت فتنة المحاسبي ومن معه من دعاة السنة قد انقلبت عليهم ؛ خاصة وقد خالفوا نصيحة الإمام أحمد بن حنبل ؟ واتبعوا الوزير بن دؤاد الجهمي في بدعته.
.
فخرج هنا موقف بن معين لم يصرح اما العامة بل وهو في السجن فعلموا عنه ليس من السجناء الكذابون الذين هم على همجية بن دؤاد ؟ فلما أطلق سراحهم قالوا كنا معكم سنة وعلى مذهب علماء بغداد والإمام أحمد بن حنبل ؟
.
ثم هنا يوضع كلام "الذهبي" : (القائل الذهبي):
هَذَا أَمرٌ ضَيِّقٌ، وَلاَ حَرَجَ عَلَى مَنْ أَجَابَ فِي المِحْنَةِ، بَلْ وَلاَ عَلَى مَنْ أُكرِهَ عَلَى صَرِيحِ الكُفْرِ عَمَلاً بِالآيَةِ - وَهَذَا هُوَ الحَقُّ -.
.
والمتتبع لحال هؤلاء جميعا يراهم منهم من توقف ومنهم من استقر على حجة ؟
وهنا تلاحظ
: التوقف هو حين لا دليل ؟ وليس معناه التوقف هو الدليل ! لأنه ليس مذهب بل خلاف المذهب ؟ وحين لا دليل هو معنى التوقف ؟ فيرجع لما كان قبله وهو المذهب فيتبعه على انه لم يجد غيره في تلك المسألة.
ل
أن التوقف في الحقيقة هو عدم وجود حجة ومعناه عدم الحكم بشيء ؟
فلا سبيل له غير اتباع الراجح والذي عليه أهل العلم الأثبت منه تحصيلا وفهما للنصوص.
لكن بن دؤاد خالف كل هذا ورماه ورفضه ثم امر بسحب الإمام أحمد إلى السجن ! وبدأت الفتنة بين قتل وبين تعذيب.
وهنا كان لدا بن دؤاد تعارض ؟ فلم يكن له سبيل غير اتابع النصوص الشرعية عند الإكابر ؟
وأنه عند التعارض معناه التوقف دليل لا حجة ولا حكم نازل على ما يقول ؟ فلا سبيل له غير اتباع مذهب أهل السنة لأن هذا أصل من أصول الشريعة وليس مسألة اجتهاد كالفقه والأعذار في الكراهة والإكراه والإستكراه في مسائل الأعتقاد كما حصل مع بن معين منفردا لا أمام العامة ففتنهم واصل تأصيلا باطلا هو قول أصحاب العجل لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى .. فعبدوا الله تبارك وتعالى على حرف.