بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً يوافي نعمه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
جاء اليوم الذي أصبحت أعرف تقريبا العبارات التي سأسمعها وسأقرأها وأكثر ترديداً فيه.
جمعة مباركة .
كُنا إلى القريب لانسمع هذه العبارة ولانعرفها ولكن الآن أصبحت على كل لسان والاصعب من هذا أنك تسمع من يقول لك حين تبين له حكمها أنها عبارة معروفة منذ القدم ورثناها أب عن جد والكل لايخفى عليه أنها عبارة جديدة أدخلت علينا وتمسكنا بها كأننا نريد بها تحصيل البركة والخير .
يا اخوتي
من منا لايريد هذه البركة في الدنيا والآخرة ومن منا لايريد أن يعلو مكانه ودرجته يوم لاينفع مال ولابنون ومن منا لايريد أن يشرب شربة هنيئة من يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن منا لايريد أن يكون في صحبته في عليين ومن منا لايريد أن يكرمه رب العالمين برؤية وجهه الكريم .
لا أظن أن هناك من لايريد كل ذلك بل الكل يرجو ذلك ويتمنى حتى من كان على معصية فهو يرجو ذلك ويتمنى.
يقول الله تعالى في كتابه:

"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "(١)

وقال تعالى:

”قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (٢)

أي ياعباد الله ويامن تدعون محبة الله باتباعكم لرسوله صلى الله عليه وسلم تحصل لكم المغفرة وكل البركة وفوق ذلك محبته لكم وهي أعظم من كل ذلك.
نلاحظ أن محبة الله للعبد مشروطة باتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فهل نحن نتبعه أم ندعي اتباعه؟
وهل هذه العبارة ( جمعة مباركة) جاءت في هديه؟
وهل كان الصحابة رضوان الله عليهم يقولونها وهم أفضل منا مقام واتباع له صلى الله عليه وسلم؟

عبارة دسها لنا من لايريدنا أن نتبع هديه صلى الله عليه وسلم ،ونحن لمحبتنا لهذا الدين العظيم ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولفطرتنا الطيبة دوماً نحب الشيء الذي يقربنا إلى الله تعالى وهذا شيء طيب إذاً لماذا لانتقرب إلى الله بما أمرنا به في كتابه وبما جاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
العلماء أكرمهم الله تعالى بينوا لنا حكم هذه العبارة وإنها من البدع ،فعلينا عند معرفتنا بحكمها أن نتركها لا أن نتمسك بها أو نحولها كما حولها البعض من جمعة مباركة إلى جمعة طيبة ولاندري غدا ما ستكون رائعة أم جميلة.
يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"(٣)
أي :

*(أن من ابتدع في الدين بدعة يضاهي بها تشريع الله فهي مردودة عليه غير مشروعة ومُحدِثها آثمٌ )(٤).

(١)- (31)آل عمران
(٢)-(32) آل عمران
(٣)-بخاري ومسلم
(٤)-مجموع فتاوى اللجنة الدائمة .
المجلد الخامس والعشرون( العقيدة).


أم سمية العدنية