زغاريد على شفاه فاس
شعر: يوسف أحمد ( أبو بلال)/ فلسطين
إهداء خاص إلى أخي الحبيب أمين المغربي

زغردي فاس وانثري الحرف وردا = واسكبي الفجر في خلاياي شهدا
واسكنيني فما فتئتِ صباحا = يرتدي الحلم والملاحة بُردا
واحتويني فما فتئت رياضا = من جنان الخيال أبهى وأندى
شمسك البكر في سمائي نشيد = تطلق الروح في المفاصل أسْدا
كنت تاجا على جبين الليالي = ولجيد البلاد أضحيتِ عقدا
سحرتني الحياة فيك فقلبي = طار مني إلى رحابك وفدا
ورأى الكون من عيونك نورا = وبكفيك يستقي النور ودّا
وثوى فيك عاشقا مستهاما = طاب فيك المقام سهلا ونجدا
سلسبيل الجمال فيك فيوض = منه يمتاح للفضاءات وِرْدا
فيك روحي تهيم حبا وشوقا = ليس تسطيع عن رحابك بعدا
إن رمتني الحياة بالسهد أضحى = قلبك الغضّ يا حبيبة مهدا
وإذا ضاق بالحرارة جسمي = كنت للنفس والشرايين بَرْدا
وإذا العاشقون يوما أناخوا = موكب الحبّ كنتِ للركبِ ورْدا
آه يا فاس كم أسرت عيونا = تبصر الكحل في جفونك وعدا
تستبيها ضفائر من خيال = وجمال من وجنتيك تبدّى
أنتِ للغرب مشرق من حياة = وصلاة تفوح عطرا ونَدّا
أنتِ للسلم منبع من صفاء = نستقي منه في المفاوز شهدا
لم يزل فيك "عقبة" مستحثَّا = فيلق النصر في رحابك جندا
يسرج الخيل بالشهادة صبحا = ثم تغدو تسابق الضوء مجدا
إيه يا فاس يا مفاصل حُلْمي = يا ربيعا من الرجال ووقدا
شعبك الحر في يد القدس سيف = ظلّ في مسمع الحياة الأشدّا
ليس ينبو،فإنْ تقحّم جزْر = كان للقدس بالجحافل مَدّا
وإذا المسجد الحزين تمنّى = كنت يا فاس في الفضاءات رعدا
وإذا الناس قد أدانوا وناموا = واستكانوا نهضتِ كالسيف حدّا
إيه يا فاس يا مفاخر قوم = زرعوا الأرض والفضاءات سَعْدا
أقرئينا من الفخار دروسا = قد خبرناك في الميادين طودا