تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: القَولُ المُصَاغ في مآثر العلَّامة محمَّد بن لُطفي الصَّبَّاغ رحمه الله تعالى، إعداد: عمير الجنباز

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    14

    افتراضي القَولُ المُصَاغ في مآثر العلَّامة محمَّد بن لُطفي الصَّبَّاغ رحمه الله تعالى، إعداد: عمير الجنباز

    القَولُ المُصَاغ في مآثر العلَّامة محمَّد بن لُطفي الصَّبَّاغ رحمه الله تعالى، إعداد: عمير الجنباز
    في ذمَّة الله شيخنا الجليل د.محمَّد بن لُطفي الصَّبَّاغ، تغمَّده الله برضوانه، وأورده موارد إحسانه، وأعلى مقامه، وبلَّغه في دار الجزاء مرامه، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون..
    وهوَ أحدُ بقيَّةِ العلماء العاملين، وزينةِ الدُّعاةِ الصَّادقين، الأمناء على دين الأمَّةِ وعقيدتها، الأوفياء لشريعتها ورسالتها، وهو أحدُ أساطين الرِّوايات والدِّرايات، والتَّحقيقات والتَّقريرات، مَن طارَ في الآفاق ذكره، وطابَ في النَّاسِ مقامُه وقدرُه، وهو المُحدِّثُ المُبجَّل، والأديبُ المُفضَّل، والمفسِّرُ الألمعيّ، والفقيهُ اللَّوذعيّ، ذو المناقب العديدة، والشَّمائل الحميدة، والأخلاق المُنيفة، والشِّيم اللَّطيفة، فارسُ البداعة والبراعة، وصايغُ نبراس البلاغة، ولد بدمشق عام1349ھ-1930م، ونشأ في حيِّ الميدان على الدِّيانة والصِّيانة، والعلم والطَّلب، إلى أن نال المرام والأرب، فتلقَّى القرآن والعلوم الشَّرعيَّة والعربيَّة على علمائها كالشَّيخ سليم اللَّبني المقرئ، والشَّيخ صالح العقَّاد مفتي الشَّافعيَّة، والشَّيخ حسن حبنَّكة الميداني، والشَّيخ عبد الوهَّاب الحافظ، والشَّيخ بهجة البيطار، والشَّيخ سعدي ياسين، والشَّيخ محمَّد خير ياسين، والشَّيخ زين العابدين التُّونسي، والشَّيخ مصطفى السِّباعي، والشَّيخ علي الطَّنطاوي، والأستاذ سعيد الأفغاني، وغيرهم، فاستكملَ من الكمال أعلاه، ومن العلم أولاه، ثمَّ التحق بقسم اللُّغة العربيَّة كليَّة الآداب الجامعة السُّوريَّة "دمشق" وتخرَّج منها، بعدها سلكَ في ميدان الدَّعوة والتَّربية والتَّعليم، فكان فصيحَ اللِّسان، مليحَ البيان، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المُنكر، مع شهامة طِباع، وجودة ذهنٍ وكمال اطِّلاع، ثمَّ انتقلَ إلى رياض نجد عام 1382ھ-1962م، أستاذًا في كليَّة الشَّريعة واللُّغة العربيَّة ثمَّ كليَّة التَّربية والآداب جامعة الرِّياض"الملك سعود" سنين مديدة، ومناقشًا ومشرفًا على أطروحات علميَّة عديدة، ومُعدًّا ومُقدِّمًا لبرامج إذاعيَّة مُفيدة، تخلَّل ذلك حضوره لدروس علماء أعلام: كالشَّيخ محمَّد ابن إبراهيم آل الشَّيخ مفتي الدِّيار السُّعوديَّة، والشَّيخ عبد العزيز ابن باز، والشَّيخ عبدالرَّزَّاق عفيفي، ودراسته الماجستير ثمَّ الدكتوراه في جامعة الإسكندريَّة ونيله العالِميَّة عن أطروحته:"التَّصو ير الفنِّي في الحديث النَّبوي".
    فكان دوحةً للعلوم والمعارف، وروضةً للآداب وظلَّها الوارف، عالمًا مُجيدًا مُشاركًا، مُهتمَّا بحال وواقع الدَّعوة الإسلاميَّة، منهلًا لكلِّ قاصدٍ ورائم، عاملًا بعلمه لا يخشى في الله لومة لائم، مستحضرًا للأدلَّة النَّقليَّة والعقليَّة، والشَّواهد النَّحويَّة والشِّعريَّة، والمحاضرات والنُّكت الأدبيَّة، مُتمسِّكًا بعقيدة السَّلف الصَّالح ومُنافحًا عنها، وله من التَّآليفِ والتَّحقيقات ما يشهدُ له بكمال المعرفة والدِّراية، لا يملُّه جليسه، ولا يرومُ فراقه أنيسه، كثير التَّواضع والحلم، غزير العمل والعلم، حسن الشَّكالة، ظاهر الجلالة، مع شهادة أهل العلم بفضله، ووثوقهم بعلمه ونقله، ولم يزل على حالته وإفادته، وعفَّته وعبادته، وانكبابه على التَّعليم والمطالعة، والتَّفهيم والمراجعة، مع همَّة وعزمة، وتجمُّل وحِشمة، إلى أن مرضَ مرضَ موته، وآن أوان ارتحاله وفوته، وغاضَ بحره العجاج، وطفئَ سراجه الوهَّاج، وعزَّ لحاقه، وأوحشَ فراقه، أحسن الله قراه، وأجزل له مواردَ الغفران وأنماه، ورفع أعماله إلى درجات الأبرار ورقَّاه، وجعلَ جنَّة الفردوس مأواه ومثواه..
    وأورد هنا في رثائه، قصيدة ألقاها رفيقه وصديقه أستاذنا د. عدنان النَّحوي-رحمه الله- واصفًا مآثره الجمَّة، منها:
    هنيئًا أبا لطفي، عكفتَ ولَم تزل...تُجمِّعُ من زادِ الهُدى وتُهذِّبُ
    فيصفو لكَ القُرآنُ آيًا وحكمة...ويصفو حديثٌ للرَّسولِ مُحبَّبُ
    تُحقِّقُ من هَدي الأحاديثِ تصطفي...بها الحقَّ والرَّأيَ الَّذي هُوَ أصوبُ
    وتدفعُ عنها كُلَّ رَيبٍ فتنجلي...دراريُّ من صفوِ الأحاديثِ ثُقَّبُ
    فكَم من كتابٍ قد وضعتَ كأنَّه...مواردُ للظَّمآنِ تَروي وتعذُبُ
    جلَوتَ بيانًا للرَّسولِ كأنَّه...أزاهيرُ رَوضٍ أو أجلَّ وأطيبُ
    هذا بيانٌ فوَّحَ الدَّهرَ كُلَّه...وتلكَ زهورُ الرَّوضِ تَذويِ وتَذهبُ
    هنيئًا أبا لطفي، فكَم من مجالسٍ...نثرتَ بها الدُّرَّ الَّذي هوَ أعجبُ
    نصحتَ بآياتٍ من الله أُنزِلَت...وقُمت بهديٍ للرَّسولِ تُرغِّبُ
    يظلُّ لهاتيكَ المجالسِ عطرُها...وفاءٌ له في الصِّدقِ حقٌّ ومأربُ
    كأنَّ وجوه القَومِ فيها أزاهِرٌ...فَينهل ُ غيثٌ مِن حديثِكَ صَيِّبُ!
    #تراجم #علماء_أعلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    توفي الأستاذ محمد بن لطفي الصباغ يوم الجمعة فجرًا 8 صفر 1439 هـ (2017 م).
    وهو دمشقي سلفي. أستاذ علوم الحديث بجامعة الرياض.
    ويعتبر من العلماء الشجعان، الذين لا يستحيون من قول القول، ولا يهابون من الصدع به.
    أذكر موقفًا له شجاعًا لا أنساه!
    ففي أحد مجالس الأديب المعروف عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله، الذي عرف بالخميسية، رأيت الأستاذ الصباغ يحضرها لأول مرة، فتعجبت منه، ولم أعرف السر، وكان موعد الخميسية مع أحد كبار أعضاء مؤتمر الطائف لوقف الحرب الأهلية بلبنان عام 1410 هـ (1990 م)، وكل الذي أذكره أنه كان (جورج سعادة) رئيس حزب الكتائب! الذي زار الرياض من الطائف، وعرف شهرة (الخميسية) فحضرها.
    وما إن بدأت الجلسة حتى شرع الأستاذ الصباغ بتوجيه كلام إليه حمل كل معاني اللوم والنقد والتقريع والتجريح، بصراحة وشجاعة نادرة، وقال له إنه وجماعته سبب معظم المشكلات في لبنان وغيره، وأن ما عانى منه العالم العربي من انحرافات فكرية وعلمانية وصدّ عن الإسلام ومحاربة علماء المسلمين كله انطلق من لبنان، وأنه عاصمة النزعة التغريبة والتنصيرية التي يركز عليها الغرب، وتصدير المجون والجنس والأدب المكشوف والمجلات والأفلام الخليعة ونشرها بين أبناء المسلمين لإلهائهم عن قضاياهم ...
    وبقي معه في مثل هذا الكلام الذي يعرفه القارئ ربما نحو ربع ساعة أو أكثر. وجورج سعادة ساكت لا ينبس ببنت شفة، والمجلس كله بأدبائه ومفكريه ومثقفيه واجم مترقب وكأن على رؤوسهم الطير، وراعي الخميسية الأستاذ الرفاعي قد يتدخل بكلمات أو يبتسم وينظر إلى الأستاذ الصباغ وكأنه يريد أن يختصر الكلام...
    رحم الله الأستاذ الصباغ برحمته الواسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

    منقول من الأستاذ محمد خير رمضان يوسف

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •